ج9 - ف3

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: ماري حلمي وفيكتور مصلح.

 

الجزء التاسع

 

3- (مِن بيت عنيا إلى أورشليم)

 

03 / 03 / 1945

 

يسوع يسير وسط البساتين وأشجار الزيتون الـمُزهِرة بالكامل. حتّى أوراق الزيتون الفضية تبدو زهوراً وهي مُرصّعة هكذا بندى يلمع تحت أوّل شعاع مِن الفجر ويهتزّ بفعل نسيم عَطِر. كلّ غصين هو صنيعة صائغ، والعين تنظر إليه معجبةً بالجمال. أشجار اللوز وقد اكتست تماماً بأوراقها الخضراء، تَبرز عن كتل الأشجار المثمرة الأخرى البيضاء-الورديّة، وتحت الكروم تتبدّى نتوءات طلائع أوراقها الطريّة، الزاهية والحريريّة بحيث تبدو كأنّها رقائق مِن الزمرّد الرقيق جدّاً أو قطعة مِن الحرير الثمين. في الأعلى سماء فيروزيّة داكنة، سويّة، هادئة، ومهيبة. وفي كلّ مكان شدو عصافير وعطور أزهار. جوّ منعش يعيد القوّة والسعادة. إنّها حقّاً بهجة نيسان [أبريل] الضاحك في كلّ مكان.

 

يسوع وسط رُسُله. الاثني عشر، ويتكلّم.

 

«لقد أرسلتُ النساء إلى الأمام لأنّني أريد أن أتحدّث إليكم أنتم فقط. في الأوقات الأولى الّتي كنتُ فيها معكم قلتُ لكم، لأولئك الّذين كانوا معي: "لا تُقلِقوا أُمّي برواية تصرّفات الناس السيّئة تجاهي". لقد كانت تبدو فادحة للغاية تلك التصرّفات... الآن، أنتم ثلاثة شهود على تلك الّتي كانت بداية السلسلة الّتي بها سيقاد ابن الإنسان إلى الموت -أنتَ يا يوحنّا، أنتَ يا سمعان، وأنتَ يا يهوذا الاسخريوطيّ- يمكنكم أن تروا جيّداً أنّها كانت تشبه حبّات رمل تسقط مِن أعلى مقارنة بالصخرة، بالصخور الّتي هي تصرّفات الوقت الحاضر. إنّما حينها لم تكونوا أنتم، ولا أُمّي، ولا أنا، مهيّئين للخبث البشريّ. في الخير كما في الشرّ، هو ذا، إنّ الإنسان لا يصل إلى القمّة دفعة واحدة. فهو يصعد أو ينـزل بالتدريج. وهكذا الأمر في الألم. الآن، أنتم الطيّبون قد ارتقيتم في الخير، وبإمكانكم، دون أن تصابوا بتلك الصدمة الّتي قد كنتم لتصابوا بها حينذاك، التحقّق إلى أيّة درجة مِن الفساد يمكن أن يَنحطّ الإنسان المكرّس للشيطانيّة، مثلما نستطيع أنا وأُمّي تحمّل كلّ الألم المتأتّي مِن البشر دون أن نموت به. لقد قَوّينا نفسنا. كلّنا. في الخير، في الشرّ أو في الألم. ومع ذلك لم نبلغ القمّة بعد. لم نبلغ القمّة بعد... آه! لو علمتم ما هي وكم هي مرتفعة قمّة الخير، الشرّ، الألم! ولكنّني أكرّر لكم ما قُلتُه آنذاك. لا تكرّروا لأُمّي ما سوف يقوله لكم ابن الإنسان. فهي ستتألّم منه كثيراً. إنّ مَن ينبغي له أن يُعدَم يشرب الشراب الـمُخدِّر الّذي يُعطى له إشفاقاً عليه، ليتمكّن مِن انتظار ساعة العذاب دون أن يرتجف في كلّ لحظة. إنّ صمتكم سيكون مثل شراب الشفقة بالنسبة لها، لأُمّ الفادي! الآن أريد، كيلا يبقى شيء مظلماً بالنسبة لكم، أن أكشف لكم معنى النبوءات. وأطلب منكم أن تبقوا معي، كثيراً، كثيراً. في النهار سأكون للجميع. وفي الليل، أرجوكم أن تبقوا معي لأنّي أريد أن أكون معكم. أنا محتاج ألّا أشعر بالوحدة...»

 

يسوع حزين للغاية. يراه الرُّسُل ويشعرون بالضيق. يتجمّعون حوله. حتّى يهوذا يُحسِن الالتصاق بالمعلّم كما لو كان أكثر الرُّسُل ودّاً.

 

يسوع يلاطفهم ويتابع: «أريد في هذه الساعة الّتي مازالت ممنوحة لي، أن أكمل معرفتكم بالمسيح. في البداية، أعلمتُ يوحنّا وسمعان ويهوذا عن حقيقة النبوءات حول مولدي. إنّ النبؤات قد صَوّرتني، كما لا يستطيع أمهر رسّام، مِن فجري إلى مغيبي. وحتّى إنّ الفجر والغروب هما بالضبط الموضوعان اللذان جعلهما الأنبياء الأكثر جلاء. الآن إنّ المسيح الّذي قد نزل مِن السماء، البارّ الّذي تركته الغيوم يمطر على الأرض، البذرة السامية، سَيُسلَّم إلى الموت، مكسوراً مثل أرزة أصابتها الصاعقة. فلنتحدّث إذاً عن موته. لا تتنهّدوا، لا تهزّوا رؤوسكم. لا تتهامسوا في قلوبكم. لا تلعنوا البَشَر. هذا لا يفيد في شيء. نحن صاعدون إلى أورشليم. لقد قَرُب الفصح.

 

"هذا الشهر يكون لكم أوّل أشهر السنة". سيكون هذا الشهر بداية العهد الجديد للعالم. ولن ينتهي أبداً. وعبثاً سيسعى الإنسان، مِن حين لآخر، لتعيين أخرى جديدة. والّذين سيريدون تعيين عهد جديد، حاملين اسم صنمهم، سيُصعقون ويُضربون. لا يوجد سوى إله واحد في السماء ومَسيّا واحد على الأرض: ابن الله: يسوع الناصريّ. وهو، لأنّه يُعطي كلّ شيء مِن ذاته، يمكنه أن يشاء كلّ شيء ويضع ختمه الإلهيّ ليس فقط على ما هو لحم وطين، بل على ما هو زمن وروح.

 

"في اليوم العاشر مِن هذا الشهر ليأخذ كلّ واحد حَـمَلاً لكلّ عائلة ولكلّ بيت. فإن كان أهل البيت أقلّ مِن أن يأكلوا حَمَلاً، فليأخذه هو وجاره القريب مع عائلته بحيث يتمكّنوا مِن استهلاك الـحَمَل كلّه". ذلك أنّه ينبغي أن تكون الذبيحة والقربان كاملين وأن يُستهلَكا. ينبغي ألاّ تبقى ولا قطعة صغيرة. ولن تبقى. كثيرون جدّاً مَن سوف يتغذّون بالحَمَل، عدد لا يحصى، لوليمة لا حدود زمنيّة لها، ولا حاجة للنيران لتحرق البقايا، لأنّه لن تكون هناك بقايا. إنّ تلك الأجزاء الّتي ستُقدَّم وتُرفَض بسبب الكراهية سوف تستهلك بنار الضحيّة نفسها، بمحبّته. إنّني أحبّكم أيّها البشر. أنتم، أصدقائي الاثني عشر الّذين اخترتُكم بنفسي، أنتم الّذين بكم يكون أسباط إسرائيل الاثنا عشر وأوردة الإنسانيّة الثلاثة عشر. لقد جمعتُ الكلّ فيكم وفيكم أرى الكلّ مجتمعاً... الكلّ.»

 

«ولكن في أوردة جسد آدم أوردة قايين كذلك. لا أحد منا رفع يده على صاحبه. فأين هابيل إذن؟» يَسأَل الاسخريوطيّ.

 

«أنتَ قلتَ. في أوردة جسد آدم أوردة قايين كذلك. وهابيل هو أنا، هابيل الوديع راعي القطعان، المرضيّ للربّ لأنّه كان يقدّم البواكير الّتي بلا عيب، وقبلها، وبين كلّ التقدمات، ذاته. إنّني أحبّكم أيّها البشر. حتّى ولو لم تحبّوني، فأنا أحبّكم. المحبّة تتسارع وتُكمِّل عمل مُقدِّمي الذبائح.

 

"ليكن الـحَمَل بلا عيب، ذَكَراً، ابن سنة". لا وجود للزمن بالنسبة إلى حَمَل الله. هو الكائن. إنّه يبدو في اليوم الأخير كما كان في اليوم الأوّل لهذه الأرض. ذاك الّذي هو مثل الآب، لا يعرف الشيخوخة في طبيعته الإلهيّة. وشخصه لم يعرف سوى شيخوخة واحدة، تعب واحد: الإحباط لأنّ مجيئه هو بلا جدوى بالنسبة لعدد كبير. حين ستعلمون كيف متّ -والعيون الّتي سترى ربّها وقد استحال أبرصاً تغطّيه القروح هي الآن مفعمة بالدموع إلى جانبي، ولم تعد ترى هذا التلّ الضاحك، لأنّ الدموع تعميها بسائلها- فقولوا كذلك: "ليس هذا هو سبب موته. بل لأنّه كان مجهولاً بالنسبة إلى الّذين كانوا الأعزّ لديه، ومرفوضاً مِن كثير مِن البشريّة". ولكن إن لم تكن مسألة زمن بالنسبة لابن الله، وهو بالتالي يختلف عن حَمَل الطقس، فهو مشابه له لأنّه دون عيب وذَكَر مكرّس للربّ. نعم. عبثاً يعتذر الجلاّدون، الّذين يقتلونني بالأسلحة، أو بإرادتهم، أو بخيانتهم قائلين: "كان مذنباً". فلا يمكن لأيّ شخص صادق أن يبكّتني على خطيئة. هل يمكنكم أنتم؟

 

إنّنا نواجه الموت. أنا في مواجهته. وآخرون أيضاً. مَن؟ هل تريد أن تعرف مَن يا بطرس؟ الجميع. إنّ الموت يقترب ساعة إثر ساعة ويقبض على الأقلّ توقّعاً له. ولكن حتّى أولئك الّذين مازال أمامهم حياة طويلة ينسجونها، فهم ساعة إثر ساعة في مواجهة الموت، لأنّ الزمن هو ومضة مقارنة بالأبديّة، ولأنّه في أوان الموت فحتّى أطول حياة تنتهي إلى لا شيء، وأعمال عقود وعقود بعيدة، منذ أوّل العمر، تعود مُحتَشِدة لتقول: "هو ذا، بالأمس كنتَ تقوم بهذا الأمر". الأمس! هو دوماً الأمس عند الممات! والشَّرَف والذهب اللذان يرغبهما الإنسان بحرقة هما غبار دائماً! وتفقد كلّ مذاق الثمرة الّتي كان مجنوناً بها! المرأة؟ المال؟ السُّلطة؟ العِلم؟ ماذا يتبقّى؟ لا شيء! فقط الضمير وحُكم الله الّذي يقف أمامه الضمير، مسكيناً ومجرّداً مِن الحمايات والثروات البشريّة، ومُحمّلاً فقط بأعماله.

 

"فليأخذوا دمه ويجعلوه على قائمتيّ الباب وعتبته العليا... وعندما يمرّ الملاك لا يضرب البيوت الّتي عليها علامة الدم". خذوا دمي. لا تضعوه على الأحجار الميتة، بل على قلبكم الميت. إنّه الختان الجديد. وأنا، أختتن مِن أجل العالم بأسره. إنّني لا أُضحّي بالجزء غير النافع، بل أقضي على رجولتي الرائعة، السليمة، النقيّة، أضحّي بها بالكامل، ومِن أعضائي المشوّهة، وأوردتي المفتوحة، آخذ دمي، وأخطّ على الإنسانيّة أختام الخلاص، أختام العرس الأبديّ مع الله الّذي في السماوات، مع الآب الّذي ينتظر، وأقول: "هاك، الآن لن يمكنكَ أن ترفضهم، لأنّكَ بهذا ترفض دمكَ".

 

"ويقول موسى: ‘...ومِن ثمّ اغمسوا باقة زوفى في الدم وانضحوا القائمتين’". ألا يكفي إذن الدم؟ لا يكفي. مع دمي يجب أن تكون توبتكم. بدون توبة، مُرّة وخلاصيّة، يصبح موتي مِن أجلكم سدى.

 

هذه أوّل كلمة في الكتاب تتحدّث عن الـحَمَل الفادي. ولكنّ الكتاب مليء منها. وكما تزيد كثافة الأوراق على هذه الأغصان مع كلّ طلعة شمس، فهكذا، طالما سنة تعقب أخرى تنتهي ونقترب مِن زمن الفداء، فها هو الإزهار يتضاعف.

 

والآن إنّني مع زكريا أقول لكم، لكم أنتم مِن أجل أورشليم: "هو ذا الـمَلِك يأتي مفعماً وداعة، راكباً على أتان وجحش ابن أتان. فقير هو". ولكنّه يُشتِّت الأقوياء الّذين يجورون على الناس. وديع هو، ومع ذلك فإنّ ذراعه المرتفع ليُبارِك سينتصر على الشيطان والموت. "هو يعلن السلام، لأنّه مَلِك السلام". وهو، رغم كونه مصلوباً، فستمتدّ سيطرته مِن بحر إلى بحر. "هو الّذي لا يصيح، الّذي لا يَكسِر، الّذي لا يُطفئ مَن ليس نوراً بل هو دخان، مَن ليس قوّة بل ضعف، المستحقّ كلّ لوم، يقيم العدل بحسب الحقّ". مسيحكِ يا مدينة صهيون، مسيحكَ يا شعب الربّ، مسيحكَ يا شعب الأرض.

 

"دون أن أكون حزيناً أو هائجاً" وأنتم ترون كم أنّه لا وجود فيَّ للحزن الساخط الّذي للمهزوم، ولا الحزن الحاقد الّذي للفاسد، بل فقط جدّيّة مَن يرى إلى أيّة درجة يمكن أن يصل تملّك إبليس في الإنسان، وأنتم ترون كيف، مع إمكانيّة التحويل إلى رماد وتبديده بخفقة واحدة مِن مشيئتي، فأنا، خلال ثلاث سنوات، مددتُ يديّ لأدعو الجميع إلى المحبّة، بلا توقّف، والآن أيضاً سوف تُمدّ يداي هاتان وتُجرحان! "دون حزن أو هياج سأتوصّل إلى إقامة ملكوتي". ملكوت المسيح حيث يكون خلاص العالم.

 

يقول لي الآب، الربّ الأزليّ: "دَعَوتُكَ، وأخذتُ بيدكَ، جعلتُكَ عهداً بين الشعوب والله ونوراً للأمم"، وقد كنتُ نوراً. نوراً لفتح عيون العميان، كلمةً لإعطاء الكلام للصمّ، مفتاحاً لفتح السجون السفليّة للّذين كانوا في ظلمات الزلل.

 

والآن، أنا الكائن كلّ هذا، سوف أموت. أدخل في ظلمة الموت. الموت، أتفهمون؟…

 

ها هي ذي أوّل الأشياء المعلنة ستتمّ، أقولها أيضاً مع النبيّ. والأمور الأخرى سأقولها لكم قبل أن يفرّقنا الشيطان.

 

ها هي صهيون هناك في العمق. اذهبوا وخذوا الأتان والجحش. قولوا للرجل: "الرابّي يسوع محتاج إليهما". وقولوا لأُمّي إنّي سألحق بها. إنّها هناك مع المريمات على المنحدر. تنتظرني. إنّه انتصاري البشريّ... وليكن انتصارها. متّحدين دائماً. آه! متّحدين!..

 

ومَن يكون قلب الضبع، الّذي بضربة واحدة مِن مخالب قائمته، ينتزع قلب القلب الأموميّ: أنا، ابنها؟ إنسان هو؟ لا. إنّ أيّ إنسان يولد مِن امرأة، لا يمكنه أن يضرب أُمّاً لأنّه يفكّر في أُمّه وتمنعه غريزته وضميره. إذاً فهو ليس إنساناً. فمن هو إذن؟ شيطان. وهل يمكن لشيطان أن يهين المنتصرة؟ لكي يهينها يجب أن يلمسها. والشيطان لا يتحمّل نور وردة الله العذريّ. وإذاً؟ مَن تقولون أنّه هو؟ ألا تتكلّمون؟ إذاً أنا سأقول ذلك.

 

لقد انصهر أكثر الشياطين مكراً في أكثر الرجال فساداً، وكما أنّ السمّ كامن في أنياب الحيّة، فقد كمن فيه هو الّذي يمكنه أن يقترب مِن المرأة، ثمّ بغدر يلدغها. ملعون المسخ الهجين الّذي هو شيطان وهو إنسان! هل ألعنه؟ لا. هذه الكلمة لا تصدر عن الفادي. وإذن أقول لنَفْس هذا المسخ الهجين ما قُلتُه لأورشليم المشوّهة، مدينة الله والشيطان: "آه! ليتكِ، في هذه الساعة الممنوحة لكِ بعد، كنتِ تعرفين أن تأتي إلى المخلّص!" ما مِن محبّة أعظم مِن محبّتي! ولا قدرة أعظم مِن قدرتي. الآب نفسه يسمح حينما أقول: "أشاء" وأنا لا أُحسِن قول سوى كلمات الرحمة لأجل الّذين سقطوا والّذين مِن هوّتهم يمدّون لي أذرعهم. يا نَفْس أعظم خاطئ، إنّ مخلّصكِ وهو على عتبة الموت، ينحني على هوّتكِ ويدعوكِ لأن تأخذي يده. موتي لن يُمنَع... ولكن أنتِ... لكن أنتِ... تخلصين، أنتِ الّتي ما زلتُ أحبّكِ، ونَفْس صديقكِ لن ترتعش رعباً وهو يفكّر أنّه بفعل الصديق سيعرف هلع الموت، وهذا الموت...»

 

يسوع يصمت... مُنهَكاً…

 

يثرثر الرُّسُل ويتساءلون فيما بينهم: «ولكن عمّن يتكلّم؟ مَن يكون؟»

 

ويهوذا دون أيّ خجل مِن الكذب: «بالتأكيد واحد مِن الفرّيسيّين الزائفين... أنا أفكّر بيوسف أو نيقوديموس، أو خُوزي ومَنَاين... كلّهم جشعون للسلطة وللمال... أنا أعلم أنّ هيرودس... وأعلم أنّ السنهدرين، قد وثق فيهم كثيراً! أترون أنّهم لم يكونوا حاضرين بالأمس أيضاً؟! لا يملكون الشجاعة لمواجهته...»

 

يسوع لا يسمع. فقد تقدّم إلى الأمام ولحق بأُمّه، الّتي هي مع المريمات ومع مرثا وسُوسَنّة. لا يغيب عن مجموعة السيّدات التقيّات سوى يُوَنّا امرأة خُوزي.