ج7 - ف194

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء السابع / القسم الأول

 

194- (يسوع لتدّاوس وليعقوب بن زَبْدي)

 

21 / 09 / 1946

 

«إنّما أتريد حقّاً الذهاب عبر هذه الطريق؟ لا يبدو لي ذلك حكيماً لأسباب عدّة...» يعترض الإسخريوطيّ.

 

«أيّتها؟ ألم يأتِ إليَّ ربّما، حتّى كفرناحوم، أناس مِن هذه البلدات، بحثاً عن الخلاص والحكمة؟ أليسوا هم أيضاً مخلوقات الله؟»

 

«نعم… لكن… ليس مِن الحكمة بالنسبة إليكَ الذهاب قريباً جدّاً مِن مكرونة... إنّه موضع مشؤوم لأعداء هيرودس.»

 

«إنّ مكرونة بعيدة. وليس عندي وقت للذهاب وصولاً إلى هناك. أودُّ الذهاب وصولاً إلى بيترا وما وراءها… إنّما لن أصل إلّا إلى نصف الطريق وأقلّ بعد. بكلّ الأحوال، لنذهب...»

 

«يوسف قد نصحكَ...»

 

«بالبقاء على الطرق المحروسة. هذه هي بالضبط طريق ما وراء الأردن حيث أقام الرومان حاميات قويّة. أنا لستُ جباناً، يا يهوذا، ولا متهوّراً كذلك»

 

«أنا ما كنتُ وثقتُ. أنا ما كنتُ ابتعدتُ عن أورشليم. أنا...»

 

«إنّما دع المعلّم يتصرّف. هو المعلّم ونحن تلاميذه. متى حدث ورأينا أنّ التلميذ هو الّذي ينصح المعلّم؟» يقول يعقوب بن زَبْدي.

 

«متى؟ لم تمضِ أعوام على قول أخيكَ للمعلّم بألّا يذهب إلى عاقور، وهو أَنصَتَ له. الآن فليُنصِت لي.»

 

«إنّكَ غيور ومتسلّط. إن كان أخي قد تكلّم وتمّ الإنصات إليه، فتلك إشارة إلى أنّ كلامه كان صائباً وكان يجب الإنصات إليه. كان يكفي النَّظر إلى يوحنّا ذاك اليوم كي نفهم أنّه كان مِن الصواب الإنصات إليه!»

 

«آه! مع كلّ حكمته، هو لم يُحسِن أبداً الدفاع عنه، ولن يُحسِن ذلك أبداً. بينما، على العكس، لم يمضِ وقت طويل على ما فعلتُه أنا بمجيئي إلى أورشليم.»

 

«لقد قمتَ بواجبكَ. كذلك أخي كان ليفعل ذلك عند الحاجة، بوسائل أخرى، لأنّه لا يعرف الكذب ولا حتّى في الأمور الصالحة، وأنا سعيد لذلك...»

 

«إنّكَ تهينني. إنّكَ تنعتني بالكاذب...»

 

«هه! أتريدني أن أقول إنّكَ صادق في الوقت الّذي كذبتَ فيه ببراعة كبيرة دون أن يتغيّر لكَ لون؟»

 

«كنتُ أفعل ذلك...»

 

«نعم. أعلم ذلك. أعلم ذلك! كي تنقذ المعلّم. لكنّه لا يروق لي، ولا يروق لأيّ منّا. إنّنا نفضّل إجابة العجوز البسيطة. نحن نفضّل أن نصمت وأن نُنعَت بالحمقى، وحتّى أن تساء معاملتنا، على أن نكذب. إنّنا نبدأ بأمر صالح وننتهي بأمر غير صالح.»

 

«مَن هو شرير. ليس أنا. مَن هو أحمق. ليس أنا.»

 

«كفى! رغم كونكما على حقّ، فستنتهيان إلى الخطأ، خطأ مختلف عن الخطأ الّذي تتعايران به، لأنّه خطأ ضدّ المحبّة. موقفي تجاه الصدق كلّكم تعرفونه، كذلك ما أطالب به بالنسبة للمحبّة. هيّا بنا. خلافاتكم هذه أكثر إيلاماً لي مِن إهانات أعدائي.»

 

ويسوع، المستاء على نحو جليّ، يبدأ المشي بسرعة، وحده، عبر طريق، حيث يدرك المرء دونما حاجة لأن يكون عالم أثار، أنّها مُشيّدة مِن قِبَل الرومان. إنّها تتّجه جنوباً، تقريباً مستقيمة على مدى النّظر بين سلسلتيّ جبال لافتتين للنَّظَر. الطريق رتيبة، معتمة بفعل المنحدرات الـمُشَجَّرة الّتي تحيط بها مُعيقة سَبر الأُفق، إنّما هي بحالة جيّدة. مِن حين لآخر هناك جسر رومانيّ ما مُتوضّع فوق سيل أو ساقية تنحدر بالتأكيد صوب نهر الأردن أو البحر الميت. لا أعرف بالتحديد، لأنّ الجبال تمنعني مِن الرؤية إلى جهة الغرب، حيث يجب أن تكون الأنهر والبحر. تمرّ قافلة على الطريق، قافلة تتّجه صعوداً ربّما مِن البحر الأحمر وتمضي لا أدري إلى أين، بِجِمال وجَمَّالين كُثُر، وتجّار مِن عِرق مختلف بشكل ظاهر عن العِرق العبرانيّ.

 

يسوع لا يزال إلى الأمام، وحده. في الخلف، الرُّسُل، منقسمين إلى مجموعتين، يتحدّثون فيما بينهم. الجليليّون إلى الأمام. إلى الوراء، اليهود إضافة لأندراوس ويوحنّا والتلميذين اللذين انضمّا إليهم. المجموعة الأولى تحاول مواساة يعقوب، الّذي أحزنه لوم المعلّم القاسي، والثانية تحاول إقناع يهوذا بألّا يكون دوماً عنيداً وعدائيّاً بهذا الشكل. والمجموعتان متوافقتان في نُصح الـمُلامَين بالذهاب إلى المعلّم والتصالح معه.

 

«أنا؟ إنّما أذهب إليه في الحال. أعلم بأنّني على حقّ. أعرف أفعالي. لستُ أنا الذي ألمحتُ بالسوء. وأنا ذاهب.» يقول الإسخريوطيّ. إنّه واثق، بل أقول وَقِح. إنّه يحثّ الخطى كي يصل إلى يسوع. أتساءل مرّة ثانية إن كان في هذه الأيّام على استعداد بالفعل للخيانة، وكان بالفعل يتآمر مع أعداء المسيح…

 

وعلى العكس، يعقوب، الّذي هو بالأساس الأقلّ ذنباً، هو منهار جدّاً لتسبّبه بإيلام المعلّم، بحيث لا يجرؤ على الذهاب إلى الأمام. إنّه ينظر إليه، إلى معلّمه، الّذي يتحدّث الآن إلى يهوذا… ينظر إليه، والرغبة في سماع كلمة مغفرته تنبض على وجهه. لكنّ محبّته ذاتها، الصادقة، الثابتة، القويّة، تُظهِر له أنّ فِعلته المعيبة لا تغتفر.

 

المجموعتان الآن انضمّتا إلى بعضهما، وحتّى سمعان الغيور، أندراوس، توما ويعقوب يقولون: «ولكن هيّا! إذا لم تكن تعرفه! فقد سبق له أن غفر لكَ!». وبكثير مِن نفاذ البصيرة، فإنّ برتلماوس، الـمُسنّ والحكيم، يقول واضعاً يده على كتف يعقوب: «أنا أقول لكَ هذا: لأجل عدم إثارة عواصف أخرى فقد وَجّه اللّوم لكما معاً بحياديّة. لكنّ قلبه كان متوجّهاً ليهوذا فقط.»

 

«الأمر هو هكذا، يا برتلماوس! إنّ أخي يُرهق نفسه في تحمّل هذا الرجل حيث يصرّ على الرغبة في توبته، ويَجهَد في محاولة إظهاره… كواحد منّا. هو المعلّم، وأنا… هو أنا… إنّما إن كنتُ هو، آه! لما كان رجل اسخريوط معنا!» يقول تدّاوس مع وميض في عينيه الجميلتين، اللتين تذكّران بعينيّ المسيح.

 

«هل تظنّ ذلك؟ أتشكّ؟ ماذا؟» يقول كُثُر.

 

«لا شيء. لا شيء محدّد. إنّما هذا الرجل لا يعجبني.»

 

«لطالما لم يعجبكَ، يا أخي. نُفور غير متعقّل لأنّه حصل عند اللقاء الأوّل، لقد اعترفتَ لي به، إنّه يتعارض مع المحبّة. عليكَ أن تتغلّب عليه، لا لشيء سوى لإسعاد يسوع» يقول يعقوب بن حلفى بهدوء وبشكل مقنع.

 

«معكَ حقّ، لكن… لا أتمكّن مِن ذلك. تعال، يا يعقوب، لنذهب معاً إلى أخي» ويوضاس بن حلفى يمسك بعزم بذراع يعقوب بن زَبْدي ويسحبه معه.

 

يهوذا يسمعهما آتيين ويلتفت، ومِن ثمّ يقول شيئاً ما ليسوع. يسوع يتوقّف وينتظرهما. يهوذا، بِنَظَر ماكر، يراقب الرّسول الذليل.

 

«المعذرة، تنحَّ قليلاً. أحتاج للتحدّث إلى أخي» يقول تدّاوس. العبارة مهذّبة، إنّما نبرتها جافّة جدّاً.

 

للإسخريوطيّ ضحكة مبطّنة، ثمّ يعود على أعقابه هازّاً كتفيه، للانضمام إلى رفاقه.

 

«يسوع، إنّنا خاطئان...» يقول يوضاس تدّاوس.

 

«أنا الخاطئ، لا أنتَ» يهمس يعقوب محنيّ الرأس.

 

«نحن خاطئان، يا يعقوب، لأنّ ما أنتَ قلتَه قد فكّرتُ به أنا، أيّدتُه، هو موجود في قلبي. لذلك فأنا أيضاً في الخطيئة. لأنّه مِن قلبي يخرج الحكم ضدّ يهوذا، ليلوّث محبّتي… يسوع، ألا تقول شيئاً لتلميذيكَ اللذين يعترفان بخطيئتهما؟»

 

«ما الذي عليَّ قوله ولا تعلمانه؟ هل ستتغيّران ربّما تجاه رفيقكما بسبب كلامي؟»

 

«لا. ليس أكثر مِن تغيّره هو بفعل ما تقوله له» يجيبه ابن عمّه صراحةً، عنه وعن الآخرين.

 

«دعكَ مِن الأمر، يا يوضاس، دعكَ مِن الأمر! أنا هو مَن أخطأ. الأمر يتعلّق بي، وعليَّ أن أهتمّ بأمر نفسي، لا بالآخرين. يا معلّم، لا تكن غاضباً منّي...»

 

«يا يعقوب، أودُّ منكَ، مِن الجميع، أمراً. إنّ بي مِن الألم الكثير، بسبب إساءات فهم كثيرة أصادفها… بسبب الكثير مِن المقاومات العنيدة. ترون ذلك… فمقابل مَوضع يمنحني الفرح، هناك ثلاثة تمنعه عنّي، وتطردني كشرّير. إنّما هذا التفهّم، هذا التلاحم الّذي لا يمنحني إيّاه الآخرون، أودُّ أن أحظى به على الأقلّ منكم. فألّا يحبّني العالم، أن أشعر بالاختناق مِن كلّ هذه الكراهية، مِن هذا النُّفور، البغضاء، الشكّ الّذي يحيط بي، مِن قباحات مِن كلّ الأنواع، مِن الأنانيّات، مِن كلّ الّذي وحدها محبّتي اللامتناهية للبشر تجعلني أحتمله، هو أمر مضنٍ. إنّما ما زلتُ أعاني منه وأحتمله. لقد أتيتُ كي أعاني مِن ذلك من قِبَل الذين يكرهون الخلاص. إنّما أنتم! لا، هذا لا أحتمله! هذا، أنّكم غير قادرين أن تحبّوا بعضكم البعض وبالتالي أن تفهموني. هذا، أنّكم لا تلتحمون بروحي، جاهدين لأن تعملوا ما أعمله أنا.

 

أتظنّون، أيمكنكم أن تظنّوا، كلّكم، أنّني لا أرى أخطاء يهوذا، أنّني أجهل أيّ شيء عنه؟ آه! أَقنِعوا أنفسكم بأنّ الأمر ليس كذلك. إنّما، لو كنتُ أريد بشراً كاملين في أرواحهم، لكنتُ جعلتُ ملائكة تتجسّد ولكنتُ أَحَطتُ نفسي بهم. لكان أمكنني فِعل ذلك. هل كان ذلك ليكون أمراً جيّداً حقّاً؟ لا. مِن ناحيتي كان ذلك ليكون أنانيةً وازدراءاً. كنتُ تجنّبت الألم الذي أتلقّاه مِن نقائصكم، ولكنتُ ازدريت البشر الّذين خلقهم الآب والّذين أَحَبَّهم إلى درجة إرسالي كي أخلّصهم. ومِن ناحية البشر كان ذلك ليكون مُضِرّاً بالمستقبل. ما أن تنتهي رسالتي، وأكون قد صعدت إلى السماء مع ملائكتي، ما الّذي كان ليبقى قادراً على مواصلة رسالتي، ومَن؟ أيّ إنسان كان ليتمكّن مِن أن يجهد لفِعل ما أقول، إذا لم يكن هناك سوى إله وملائكة لإعطاء الـمَثَل لحياة جديدة، مضبوطة مِن قِبَل الروح؟ لقد كان ضروريّاً أن ألبس جسداً لإقناع الإنسان أنّ بإرادته ذلك، يستطيع أن يكون عفيفاً وقدّيساً بكلّ السبل. وكان ضروريّاً لي أن أتّخذ مِن البشر، على ما هم عليه، مَن بأرواحهم يستجيبون لنداء روحي، مِن دون الالتفات إلى ما إذا كانوا أغنياء أم فقراء، عُلماء أم جُهلاء، أهل مدن أم قرويّين. أن أتّخذهم هكذا كما وجدتُهم، وإرادتي وإرادتهم تحوّلهم ببطء إلى معلّمين للبشر الآخرين.

 

بوسع الإنسان أن يؤمن بالإنسان، بالإنسان الّذي يراه. وصعب على الإنسان، الساقط إلى أسفل، أن يؤمن بإله لا يراه. إنّ الصواعق على سيناء لم تكن قد توقّفت بعد، عندما كانت قد بدأت بالفعل عند أسفله عبادة الأصنام… لم يكن قد مات موسى بعد، هو الّذي لم يكن ممكناً النَّظَر إلى وجهه، عندما كانت قد ابتدأت بالفعل الخطايا ضدّ الشريعة. إنّما عندما أنتم، وقد استحلتم معلّمين، ستكونون كمثال، كشهادة، كخميرة وسط البشر، فلا يستطيعون أن يقولوا بعد: "إنّهم آلهة نزلت بين البشر ونحن لا نستطيع الاقتداء بهم". وسيكون عليهم أن يقولوا: "إنّهم بشر مثلنا، إنَّ فيهم حتماً غرائزنا ميولنا ذاتها، وردود الفعل ذاتها، ومع ذلك فهم يُحسِنون مقاومة الميول والغرائز، وامتلاك ردود فِعل أخرى مختلفة تماماً عن ردود فعلنا الهمجيّة". وسيقتنعون بأنّه يمكن للإنسان أن يتألّه، لمجرّد أن يشاء دخول دروب الله. لاحظوا الوثنيّين والمشركين. هل كلّ أولمبهم، كلّ أصنامهم تجعلهم ربّما أفضل؟ لا. لأنّهم، إن كانوا ناكِرين، يقولون إنّ ألهتهم هي خرافة، وإن كانوا مصدِّقين، يفكّرون: "هم آلهة وأنا إنسان" ولا يَجهَدون للاقتداء بهم. لذلك فاسعوا أنتم كي تصبحوا ذواتاً أخرى لي. ولا تتعجّلوا. فالإنسان يرتقي ببطء مِن حيوان عاقل إلى كائن روحيّ. اغفروا بعضكم لبعضكم! ما مِن أحد، باستثناء الله، كامل.

 

والآن كلّ شيء قد انقضى، أليس كذلك؟ تحوّلوا بإرادة ثابتة مقتدين بسمعان بن يونا، الّذي بأقلّ مِن عام قد خطا خُطى عملاق مع أنّه… مَن منكم كان إنساناً أكثر مِن سمعان بكلّ عيوب إنسانيةٍ بغاية المادّية؟»

 

«هذا صحيح، يا يسوع. أنا لا أكفُّ عن دراسة هذا الرجل، إنّه يثير إعجابي» يعترف تدّايوس.

 

«نعم، إنّني معه منذ الطفولة. أعرفه كما لو كان أخاً لي. إنّما الآن فأمامي سمعان جديد. أعترف لكَ أنّه عندما قلتَ بأنّه رئيسنا، أنا، وليس فقط أنا، قد لبثتُ حائراً. فقد كان يبدو لي الأقلّ ملاءمة مِن الجميع. سمعان بالمقارنة مع سمعان الآخر ونثنائيل! سمعان بالمقارنة مع أخي وأخويكَ! خصوصاً بالنسبة لهؤلاء الخمسة! كان يبدو لي ذلك خطأ بحقّ… الآن، أقول بأنّكَ كنتَ على حقّ.»

 

«وأنتم لا تَرَون سوى ظاهر سمعان! أنّما أنا فأرى العمق فيه. كي يكون كاملاً، لا يزال لديه الكثير ليفعله ويعانيه. إنّما أودُّ أن تكون في الجميع إرادته الصالحة، بساطته، تواضعه ومحبّته...»

 

يسوع ينظر إلى الأمام. يبدو أنّه يرى لا أدري ماذا. إنّه مستغرق في إحدى أفكاره، ويبتسم لما يراه. ثمّ يخفض نظره إلى يعقوب ويبتسم له.

 

«إذن… أَغُفِر لي؟!»

 

«أودُّ أن أتمكّن مِن أن أغفر للجميع كما أغفر لكَ… هوذا، هذه المدينة ينبغي أن تكون حشبون. الرجل قد قال ذلك: المدينة هي بعد الجسر ذي القناطر الثلاث. لننتظر الآخرين كي ندخل المدينة معاً.»