ج2 - ف43
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثاني / القسم الأول
43- (يسوع على طريق العودة مع الرُّعاة قُربَ الخليل)
15 / 01 / 1954
يسلك يسوع مع تلاميذه دَربَاً، بمحاذاة سيل. بمحاذاة... إنّه أسلوب كلام. فالسيل في الأسفل، وفي الأعلى على طول المنحدر، إنّها الطريق المتعرّجة، وهي كتلك التي غالباً ما توجد في البلدات الجبليّة. يوحنّا أحمر كالأرجوان، مثل حمّال يحمل كيساً كبيراً ممتلئاً. ومِن جهة أخرى يهوذا يحمل كيس يسوع مع كيسه. أمّا سمعان فإنّه يحمل كيسه فقط والـمَعاطِف. لقد استَرَدَّ يسوع ثوبه ونَعلَيه. يُفتَرَض أن تكون أُمّ يهوذا قد غَسَلَته، إذ لم يَعُد فيه ثنيات.
«يا لها مِن فواكه! يا للكروم الجميلة على هذه الروابي!» يقول يوحنّا الذي رغم الحرارة والتعب لم يَفقد مرحه. «يا معلّم، هل هذا هو سيل الماء الذي قَطَفَ آباؤنا مِن على شواطئه العناقيد العجيبة؟»
«لا، إنّه الآخَر. إلى الوسط أكثر. إنّما المنطقة كلّها كانت الموقع الـمُبارَك ذا الثِّمار الرائعة.»
«والآن، لم تعد جيّدة بقدر ما هي جميلة.»
«حروب كثيرة أَتلَفَت الأرض. هنا أُنشِئَت إسرائيل... ولكن لكي تَنشَأ كان لا بُدَّ مِن إخصابها بدماء أبنائها ودم الأعداء.»
«أين نجد الرُّعاة؟»
«على بُعد خمسة أميال مِن حبرون (الخليل)، على شواطئ النهر الذي كنتَ تتحدّث عنه.»
«بَعدَ هذه الهضبة إذاً.»
«أَبعَد.»
«الجوّ حارّ جدّاً. الصيف... أين سنذهب بعدئذ يا معلّم؟»
«إلى مكان أكثر حرارة، ولكنّني أرجوكم أن تأتوا. سوف نَمضي أثناء الليل. فالنجوم مضيئة بشكل تنتفي الظُّلمة معه. أريد أن أُريكم مَوضِعاً...»
«مدينة؟»
«لا... مَوضِعاً... يجعلكم تتفهّمون المعلّم... ربما أفضَل مِن كلامه.»
«لقد أَضَعنا أيّاماً بسبب هذا الحَدَث السخيف. لقد أفسَدَ كلّ شيء... وأُمّي التي قامت باستعدادات كثيرة بَقِيَت خائِبة. لم أَعُد أعرف لماذا أردتَ الانعزال حتّى التَّطهير.»
«يهوذا، لماذا تَصِف بالسخيف، حَدَثاً، كان نِعمة لمؤمن حقيقيّ؟ أفلا تتمنّى أنتَ، ولنفسكَ، ميتة كهذه؟ لقد انتَظَرَ مَسيّا حياته كلّها. وحينما هَمَسوا في أذنه "قد وُجِد"، قَطَعَ، رُغم كِبَر سِنّه، طُرُقاً شاقّة ليُقَدِّم فروض العبادة له. وحَفظ في قلبه كلام أُمّي ثلاثين سنة. وقد أحاطَه الحبّ والإيمان بنيرانهما، وفي الساعة الأخيرة التي حَفِظَها لـه الله، فُطِر قلبه مِن الفَرَح، وقَضى، مثل مِحرَقة مَرضيّة، بنار الله. فأيّ مصير أفضل مِن ذاك؟ أَفسَد الاحتفال الذي هَيَّأتَهُ؟ انظُر لتَرى في ذلك إجابة مِن الله. فلا نخلطنّ ما هو بشريّ بما يأتي مِن الله... أُمّكَ، ستحظى بي مرّة أخرى. أمّا ذاك العجوز، فالمفروض أنّه لن يحظى بي بعد الآن. بإمكان إسخريوط كلّها أن تأتي إلى المسيح، أمّا هذا العجوز، فلم يكن يملك القُدرة على فِعلها. لقد كنتُ سعيداً بتلقّي هذا الأب العجوز كي يقضي على صدري، وباستلام روحه. وبالنسبة إلى باقي الأمور... فلماذا التشكيك بإظهار الاستخفاف بالشريعة؟ فلكي تتمكّن مِن القول: "اتبعوني" عليكَ بالمسير. وكي تقوم بالقيادة على طريق القَداسَة، يجب أن تسير في الطريق ذاتها. كيف كنتُ سأستطيع، بل كيف أستطيع القول: "كونوا أوفياء" إذا كنتُ أنا خائناً؟»
فيقول سمعان مُلفِتاً النَّظَر: «أظنّ أنَّ هذا الخطأ هو سبب انحطاطنا. فالرابّيون والفرّيسيّون يُرهِقون كاهل الشعب تحت ثِقل الأحكام والأوامر، وثمّ... ثمّ يتصرّفون مثل ذاك الذي انتَهَكَ حُرمة بيت يوحنّا بجعله إيّاه بيت دعارة.»
«إنّه مِن أتباع هيرودس...»
فيُجيبه سمعان: «نعم يا يهوذا، إلّا أنّنا نجد الأخطاء ذاتها عند تلك الطبقات التي يُقال عنها، بل التي تَدَّعي القداسة لنفسها. ما قولكَ في ذلك يا معلّم؟»
«أقول طالما هناك حَفنة مِن الخميرة الحقيقيّة والبخور الحقيقيّ في إسرائيل فَسَنَصنَع الخبز ونُبَخِّر المذبح.»
«ما الذي تريد قوله؟»
«أريد القول إنّه لو أتى أحد إلى الحقّ بقلبه المستقيم، فسَيَنتَشِر الحقّ كالخميرة في العجين وكالبخّور في إسرائيل كلّها.»
ويَسأَل يهوذا: «ماذا قالت لكَ تلك المرأة؟»
لا يُجيب يسوع، بل يلتَفِت إلى يوحنّا: «هذا ثقيل جدّاً ومُرهِق. أعطِني حِملكَ.»
«لا، يا يسوع، لقد اعتَدتُ على ذلك. وثمّ... فالفرح الذي سيكون لِإسحاق يجعل حِملي أكثر خفّة.»
يَدورُون حول الـمُنحَدَر. وعلى السفح الآخر، في ظِلّ غابة، تتواجد قطعان إيلي. والرُّعاة يحرسونهم وهُم في الظلّ جالسون. يَرَون يسوع ويركضون.
«السلام معكم. أأنتم هنا؟»
«كنّا نفكّر بكَ... وبسبب هذا التأخير، كنّا نتساءل إذا ما كان يتوجّب علينا الذهاب لملاقاتكَ أم الطاعة... وقد قَرَّرنا المجيء إلى هنا طاعة لكَ وبدافِع الحبّ في آن معاً. كان المفترض أن تكون هنا منذ عدّة أيّام.»
«اضطُرِرنا للتوقّف...»
«ولكن عسى لا شرّ؟»
«لا، أبداً يا صديقي. موت مؤمن على صدري. لا شيء آخر.»
«ماذا تريد أن يحصل أيّها الراعي؟ عندما تكون الأمور مهيّأة بشكل جيّد... بالطبع ينبغي معرفة تهيئتها وتهيئة القلوب لِتَقَبُّلها. لقد قَدَّمَت بلدتي للمعلّم كلّ آيات التكريم. أليس صحيحاً يا معلّم؟»
«هذا صحيح يا إسحاق: لقد مَرَرنا هناك في طريق عودتنا مِن عِند سارة. ومدينة يافا كذلك عَرِفَت إدراك جوهر عقيدتي وأن تحبّ بشكل عمليّ متجرِّد ومقدّس، دون أيّة تحضيرات غير مجرّد طِيبة، وصدق كلمات اسحاق. لقد أرسَلَت لكَ ثياباً وغذاء، يا اسحاق. والجميع هناك أرادوا إضافة شيء على المبلغ الزهيد الذي كان على سريركَ، شيء لكَ، يا مَن عُدتَ إلى العالم، وتفتَقِر إلى كلّ شيء. خُذ. أنا لا آخُذ مالاً أبداً، إنّما هذا، فقد قَبِلتُه لأنّه تَطَهَّرَ بفعل المحبّة.»
«لا يا معلّم، احتفظ به أنتَ. لقد تعوّدتُ تدبُّر أموري.»
«الآن، سوف تُضطَّر إلى الذهاب إلى عدّة بلدات حيث سأُرسِلكَ، وسوف تحتاج إليه. العامل يستحقّ الأجر، حتّى ولو كان يعمل في حقل النُّفوس... إذ له أيضاً جسد يُقيتَه، إنَّ المال كما الحمار الذي يُعين صاحبه. فليس هذا بِذِي بال، إنّما سوف تعرف كيف تتدبّر أموركَ... وفي الكيس مع يوحنّا ثياب ونِعال. يواكيم وَهَبَكَ ممّا عنده. ستكون واسِعَة... إنّما في هذه العطيّة الكثير مِن الحبّ!»
يأخذ اسحاق الكيس وينسَحِب إلى خَلف دَغل ليرتدي ثيابه. كانت قدماه ما تزالان عاريتين، وكان ما يزال مرتدياً رداءه غير المألوف والذي هو عبارة عن دِثار.
يقول إيلي: «يا معلّم، تلك المرأة، تلك المرأة المقيمة في بيت يوحنّا... عندما ذَهَبتَ منذ ثلاثة أيّام، وعَمِلنا نحن على رعي القطيع في حقول الخليل -تلك الحقول عامّة لكلّ الناس ولم يكن أحد ليستطيع طَردَنا منها- أرسَلَت لنا تلك المرأة خادِمَتها ومعها هذه الصرّة، لتُبلِغنا بأنّها كانت ترغب في محادثتنا... لستُ أدري ما إذا كنتُ قد تصرّفتُ حسناً، ولكنّني، في المرّة الأولى، أَعَدتُ الصرّة وقلتُ: "لا أريد سماع شيء"... ثمّ أرسَلَتْ تقول: "باسم يسوع تعال". وذهبتُ... انتَظَرتُ رَحيل أحدهم... نعم إنّه رجل قد اتَّخَذَها عشيقة... كَم مِن الأمور قد رَغِبَتْ فيها... نعم كانت تريد أن تعرف. وأنا قلتُ أشياء قليلة، مِن باب الحيطة. إنّها بَغيّ. كنتُ أخاف مِن فخّ يُنصَب لكَ بذلك. لقد سَأَلَتني عنكَ مَن تكون، أين تقيم، ماذا تَعمَل، وإذا كنتَ مِن السَّادة... وقلتُ: "إنّه يسـوع الناصريّ، هو مِن كلّ البقاع، فهو معلّم وينشـر تعاليمه عبر فلسـطين". قُلتُ عنكَ: " فقير هو، عامل بسيط، ومُتَشَبِّعة هي حكمته... ولا شيء أكثر.»
«حسناً فعلتَ.» يقولها يسوع، بينما يَصرُخ يهوذا في الوقت ذاته: «بِئس ما فَعلتَ! لماذا لم تقل إنّه مَسيّا ومَلِك العالم؟ اطردها، هذه الرومانيّة المتعَجرِفة تحت روعة عَظَمَة الله!»
«ما كانت لتفهَمني، ثمّ هل كنتُ متأكّداً مِن أنّها جادّة؟ لقد قلتَها أنتَ عندما رأيتَها وعَرَفتَ مَن تكون. هل كان بإمكاني رمي المقدّسات، وكلّ ما له علاقة بيسوع مقدّس، في فمها هي؟ هل كان بإمكاني إقحام يسوع في المخاطر بإعطائي إيّاها الكثير مِن المعلومات؟ وإن يأته الشرّ مِن كلّ الآخرين فلا يأتينّه منّي.»
«هلمّ بنا يا يوحنّا لنقول إنّه المعلّم، ونشرح الحقيقة المقدّسة.»
«أنا، لا، إلّا إذا أَمَرَني يسوع بذلك.»
«هل أنتَ خائف؟ ما تأثير ذلك عليكَ؟ أنتَ مشمئزّ منها؟ لم يكن المعلّم كذلك!»
«لا خوف ولا اشمئزاز. إنّي أُشفِق عليها. ولكنّني أُفكّر أنّه لو كان يسوع يريد ذلك، لكان بإمكانه التوقّف لتثقيفها. ولم يَفعَلها... فَمِن غير المفروض أن نقوم نحن بذلك.»
«إذاً، لم تكن هناك علامات هِداية... الآن... أَرِنا الصرّة يا إيلي.» ويُفرِغ يهوذا محتوى الصرّة على هُدب معطفه، فهو جالس على العشب. خواتم، قلادات، جواهر، أساور، طُوُق، الكلّ يتدحرج: أصفر الذهب على أصفر ثوب يهوذا القاتم. «كَومة مِن الجَّواهر!... ماذا سنفعل بها؟»
فيقول سمعان: «يمكن لهذا أن يُباع.»
يَعتَرِض يهوذا الذي يَنظُر إليها بإعجاب: «إنّها أشياء تُثير الشُّبهة.»
«قُلتُ لها ذلك لدى أخذي إيّاها. وأَضَفتُ: "سوف ينال منكِ معلّمكِ". وقد أجابتني: "هذه الأشياء لا تخصّه؛ إنّها لي. أَفعَل بها ما أشاء. أعرف أنّه ذهب الخطيئة... ولكنّه قد يُصبِح طاهراً لو استُخدِم لصالح مَن هو فقير وقدّيس، لكي يَذكرني". وكانت تبكي.»
«اذهَب يا معلّم.»
«لا.»
«أَرسِل سمعان.»
«لا.»
«إذاً أَذهَب أنا.»
«لا.» وَلَاءات يسوع ذات نبرة قاطِعة وآمِرة.
«هل أسأتُ التصرّف، يا معلّم، بكلامي معها وقبول هذا الذهب؟»
«لم تُسِئ التصرّف، إنّما لا شيء زيادة على ذلك يمكن عمله.»
ويعتَرِض أيضاً يهوذا. «ولكن قد تكون هذه المرأة تريد افتداء نفسها، وهي في حاجة إلى أن نُثقّفها...»
«في داخلها الآن شرارات كثيرة قادرة على إضرام النار التي يمكن أن تَحرق رذيلتها فيها، تاركة النَّفْس من جديد لتعود عذراء بفعل النَّدامة. منذ وقت قريب حَدَّثتُكم عن الخميرة التي تَعمَل في العجين كله، لتجعل منه خبزاً مقدّساً. اسمعوا مثلاً صغيراً: تلك المرأة هي الطحين، طحين مَزَجَه الخَبيث بِغُباره الجهنمي. أنا الخميرة، وهذا يعني أنّ كلمتي هي الخميرة. إنّما لو كان هناك الكثير مِن النخالة في الطحين، أو كذلك لو كان ممزوجاً بالحصى والرمل والرماد، فهل يمكن صُنع الخبز حتّى ولو كانت الخميرة ممتازة؟ لا يمكن صنعه. فينبغي، وبكلّ صبر، نزع الحصى والرماد والرمل والنخالة، أوّلاً، مِن الطحين؛ ثمّ تأتي الرحمة وتَمنَح الغربال... الأوّل مصنوع مِن حقائق قصيرة أساسيّة؛ مِن الضروريّ أن يدرِكها مَن كان واقعاً في شَبَكَة الجهل المطبق أو الرذيلة أو أخطاء الوثنيّة. فإذا ما تَقَبَّلَتها النَّفْس، تبدأ عمليّة التطهّر الأولى. والثاني يَصِل مع غربال النَّفْس ذاتها، التي تُجابِه ذاتها مع الذات التي ظَهَرَت. يصيبها الهَلَع مِن ذاتها وتبدأ عملها؛ بعمليّة أدقّ باستمرار، فبعد الحجارة وبعد الرمل والرماد، تَصِل إلى نزع حتّى ما كان مِن الطحين نفسه، إنّما حبّاته خشنة، لكي تعطي خبزاً ممتازاً. الآن ها هو كلّ شيء جاهز. حينئذ تعود الرحمة وتَمتَزِج بهذا الطحين الـمُعَدّ -وهذا أيضاً هو تهيئة يا يهوذا- وهي تُخَمِّرها وتصنع منها الخبز. ولكنّها عمليّة طويلة، فيها تَعمَل الإرادة والنَّفْس.
هذه المرأة... هذه المرأة أصبَحَت تملك في ذاتها هذا الحدّ الأدنى الذي كان مِن العدل أن تُعطاه، والذي يمكنه مساعدتها في إتمام عملها، فلندعها تفعل، إذا أرادت ذلك، دون أن نجعلها تَضطَرِب. فكلّ شيء هو اضطراب بالنسبة إلى النَّفْس القَلِقَة: الفضول، الحماسة المتهوّرة، فالتشدّد يُماثِل الرحمة الـمُتطرّفة.»
«إذن ألن نذهب؟»
«لا. ولكي لا يتعرّض أحدكم للتجربة، سوف نَرحَل حالاً. في الغابة ظِلال. سوف نتوقّف في عمق الغابة، وهناك سنفتَرِق. وسوف يعود إيلي إلى رَعيه مع لاوي، بينما يأتي يوسف معي إلى مخاضة أريحا. وبعد ذلك... سوف نعود للالتقاء أيضاً. أنتَ يا اسحاق أَكمِل ما بَدَأتَه في يافا بذهابكَ مِن هنا مروراً بالرّامة واللدّ وصولاً إلى دوكو. هناك سوف نلتقي ثانية. فهناك اليهوديّة تنتظر التهيئة، وأنتَ تعرف كيفيّة التصرّف، مثلما فعلتَ في يافا.»
«ونحن؟»
«أنتم، أنتم ستأتون، كما قلتُ، لِتَروا تهيئتي. أنا كذلك، قد تهيَّأتُ للرسالة.»
«هل تتلمذتَ على يَديّ رابّي؟»
«أبداً.»
«على يديّ يوحنا؟»
«لم أَتَلَقَّ منه سوى العِماد.»
«وإذاً؟»
«بيت لحم قد تكَلَّمَت بحجارتها وقلوبها. هناك كذلك، حيث سآخذكَ يا يهوذا، الحجارة والقلوب، وقلبي، سوف يتكلّمون ويُجيبون على الأسئلة.»
إيلي الذي جَلَبَ الحليب والخبز الأسود يقول: «لقد حاوَلتُ أثناء انتظاري، وحاوَلَ اسحاق معي استمالة أهل الخليل (حبرون)... ولكنّهم لا يؤمنون، لا يُخلصون، ولا يريدون سوى يوحنّا، إنّه قدّيسهم ولا يريدون سواه.»
«خطيئة مشتَرَكَة بين بلدات كثيرة وكثير مِن المؤمنين، الحاليّين منهم والمستقبليّين. إنّهم يَنظُرون إلى العامِل وليس إلى ربّ العمل الذي أرسَلَ العامِل. يَطرَحون الأسئلة على العامل حتّى دون قولهم له: "قُل هذا لسيّدك". فينسون أنّ العامِل موجود لأن ربّ العمل موجود، وأنّ ربّ العمل هو الذي يُدَرِّب العامل ويجعله أهلاً للعمل. يَنسون أنّ العامِل يمكنه أن يَتَوَسَّط، إنّما لا يوجد سوى واحد فقط قادر على الـمَنح: ربّ العمل. في هذه الحال، الله وكلمته معه. لا يهمّ. الكلمة يتألّم، ولكنّه لا يَحقد. لنرحل.»
وتنتهي الرؤيا.