ج1 - ف39

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الأول

 

39- (هيِّئُوا أنفسكم لاستقبال النور)

 

04 / 04 / 1944

 

تقول مريم:

 

«يَغفر الله لمن يعرف خطأه ويندم عليه ويَعتَرِف بتواضع وبقلب صادق. إنّه لا يغفر وحسب: إنّه يُكافِئ. آه! كم هو طيّب ربّي تجاه المتواضِع والصادق! تجاه مَن يؤمن به ويتّكل عليه! أزيلوا مِن نفوسكم كلّ ما مِن شأنه أن يعيقها ويجعلها خامدة. هَيّئوها لتستقبل النور. كالمنارة في الظلام. سيكون لكم مُرشِداً ومؤاسياً مقدّساً.

 

الصداقة مع الله، غبطة الذين يُخلِصون له، غنى لا يعادله شيء، مَن يمتلككِ لا يبقَ وحيداً ولا يحسّ مرارة اليأس. إنّكِ لا تلغي الألم، يا مَن أنتِ الصداقة المقدّسة، لأنّ الألم كان مصير الإله المتأنّس، ويمكنه أن يكون مصير الإنسان. ولكنّكِ تجعلين هذا الألم حلواً في مرارته، فإنّكِ تمزجين فيه الضياء والملاطفة اللَّتَين، مثل لمسة سماويّة، ترتقيان بالصليب.

 

وعندما يمنحنا الصلاح الإلهيّ نِعمة، فلنستخدم الخير الذي نتلقّاه لتمجيد الله. ولا نكن مجانين نجعل مِن الغَرَض النافع سلاحاً ضارّاً، أو مثل السفهاء الذين يُحوّلون غناهم إلى شقاء.

 

كثير هو الألم الذي تعطينيه أيّها الابن خلف الوجه الذي يَكشف لي عن العدوّ الذي ينقضّ على يسوعي. ألم عظيم! أرغب في أن أكون للجميع نبع النِّعم. ولكن الكثيرين منكم يرفضون النّعمة. تطلبون "النِّعم" ولكن بنفس لا تحوي النِّعمة. وكيف ستنجدكم النِّعمة إذا كنتم أعداءها؟

 

السرّ العظيم للجمعة المقدسة يقترب. كلّ شيء في الهياكل يُذكِّر به ويَحتَفل به. إنّما ينبغي لكم أن تحتفلوا به وتتذكّروه في قلوبكم، وأنتم تقرعون صدوركم مثل الذين كانوا نازلين مِن الجلجلة وتقولون: "إنّه حقّاً ابن الله المخلّص" وأيضاً: "يا يسوع باسمكَ خَلِّصنا" وكذلك: "أيّها الآب اغفر لنا" وأخيراً: "ربّي أنا لستُ أهلاً، ولكن لو غفرتَ لي وأتيتَ إليَّ فسَتَبرأ نفسي، ولا أريد، لا ولن أريد الخطيئة لكي لا أعود إلى الشرّ والكُره تجاهكَ."

 

صَلّوا يا أبنائي بكلمات ابني. قولوا معه للآب مِن أجل أعدائكم: "أيّها الآب اغفر لهم". نادوا الآب الذي خَرَجَ منكم مغتاظاً بسبب أخطائكم:" أبتي، أبتي، لماذا تَركتَني؟ أنا خاطئ ولكن إذا تَركتَني فسأهلك. عُد أيّها الآب القدّوس لأخلص". اتَّكِلوا على الوحيد الذي يستطيع أن يحفظ خيركم الأبديّ، روحكم، في مأمن مِن ضربات الشيطان: "أيها الآب، بين يديكَ أستَودِع روحي".

 

آه! إذا استودعتم روحكم بكلّ تواضع وقلب مُحِبّ بين يدي الله، فإنّه يقودكم كما يقود الأب ابنه ولا يسمح بأن يَغبنه شيء. يسوع في حشرجاته صلّى ليُعَلِّمكم الصلاة.

 

أُذَكِّركم به في أيّام الآلام هذه. وأنتِ يا ماريا، أنتِ يا مَن تَرَين فيَّ فرح الأمومة وكم أنتشي بها، أعيدي إلى ذاكرتكِ هذه الفكرة: لقد امتلكتُ الله مِن خلال آلام متزايدة باستمرار. لقد نَزَلَ إليَّ مِن مبدأ حياة الله، ومثل شجرة عملاقة كَبر حتّى لامَسَ السماء بقمّتها والجحيم بأساساته. حينها تلقّيتُ على صدري الجثّة الهامدة للجسد الذي مِن جسدي، حيث رأيتُ وعَدَدتُ التمزُّقات الوحشيّة، ولمستُ قلبه الذي كان قد اختُرِق بطعنة ليستنفذ الألم حتّى آخر قطرة مِن دمه.»