ج3 - ف48

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الثالث / القسم الثاني

 

48- (مِن تريشة إلى طابور. بداية رحلة الفصح الثانية)

 

12 / 06 / 1945

 

يَصرف يسوع الـمَراكِب قائلاً: «لن أعود.» ويتوجّه نحو جبل، يبدو باتّجاه الجنوب الغربيّ، يَلحَق به أتباعه عَبْر منطقة تبدو مِن الضفّة المقابلة خصبة.

 

الرُّسُل قليلٌ حماسهم للرحلة عَبْر تلك المنطقة الجميلة، إنّما الـمُوحِشة. فالطريق مغطّاة بالخيزران الذي يتشبّث بالأقدام؛ بالقَصَب الذي يُمطِر على الرأس وابِلاً مِن الندى العالق على الأوراق؛ بأدغال تَضرب الوجوه بِكُتَل فاكهتها الجافّة القاسية؛ بصفصاف متدلّي الأغصان قَصيف، تتدلّى أغصانه مِن كلّ صَوب وتُدغدِغ؛ بلوحات عشب خؤونة، تبدو وكأنّها نَبَتَت على أرض صلبة، وهي على العكس تُخفي بُرَك ماء تغوص فيها القدم، وهي ليست بالفعل سوى تشابكات فصّة وبيقية كثيفة لدرجة تُخفي العامل الذي أدّى إلى نشوئها. يسير الرُّسُل بصمت، لا يتحادثون إلّا بالنَّظَر.

 

يسوع، مِن جهته، يبدو سعيداً للغاية، وسط هذه الخُضرة ذات الألف لون، وسط كلّ تلك الزهور التي تمتدّ، والتي تَنتَصِب، والتي تتشبَّث لتتسلَّق، والتي تتدلّى منها جدائل زهر جميلة وقد رُصِّعَت بلبلاب خفيف ذي لون ورديّ مائل إلى البنفسجيّ الخفيف جدّاً، التي تؤلِّف سجّادة لطيفة مِن اللازورد بالآلاف مِن تويجات زهيرات المستنقع، حيث يتفتّح الكأس الكامل للتويج الأبيض أو الورديّ أو الأزرق وسط أوراق نباتات النيلوفر العريضة. يَنظُر يسوع بإعجاب إلى خُصَل القَصَب المستنقعيّ الحريريّة والمرصّعة بالندى، وينحني بحبور ليراقب نعومة الأعشاب التي تغطّي الماء بوشاح مِن الزمرّد. يتوقّف يسوع مُتهلِّلاً مُنتَشِياً أمام أعشاش تبنيها العصافير بحركة ذهاب وإياب فَرِحَة مزخرَفة بِرجرَجَة أصوات، وهي تطير مسرعة فَرِحة ومنقارها مملوء بالقشّ والنُّدَف المأخوذة مِن القصب، ونُدَف صوف منتَزَعة مِن الأشواك التي انتَزَعَتها بِدَورها مِن القطعان الراحلة... يبدو وكأنّه الأكثر سعادة في العالم. أين هو العالم بإساءاته وبُهتانه وآلامه ومكائِده؟ العالم بعيد عن واحة الخُضرة الـمُزهِرة تلك، حيث كلّ ما فيها يَضوع عِطراً، ويتألّق ويضحك ويغنّي. فَهَا هنا الأرض التي خَلَقَها الآب ولم يُدنِّسها الإنسان، وهنا يمكن نسيان الإنسان.

 

يَبغي مشاركة الآخرين سعادته، ولكنّه لا يلقى تجاوباً مناسباً. فالقلوب مُتعَبَة، ويزيدها حدّة الكثير مِن سوء النيّة. إنّهم يَعزونها إلى الأشياء، وحتّى إلى المعلّم، بصمت يشبه سكون الريح قبل العاصفة. فقط ابن عمّه يعقوب والغيور ويوحنّا يهتمّون لما يهمّ يسوع. إنّما الآخرون، فَهُم فقط... غائبون، لكي لا يُقال إنّهم عدائيّون. قد يُحافِظون على الصمت فيما بينهم لكيلا يُثرثِروا، ولكنّهم، داخليّاً، يُفتَرَض أنّهم يتكلّمون، بل حتّى يتكلّمون كثيراً.

 

بالضبط هي صَيحة الإعجاب الأكثر حيويّة أمام التُّحفة الحيّة التي هي طير حمام يُقبِل طائراً ليَجلب لرفيقته سمكة فضيّة، وهو ما جَعَلَهم يتكلّمون.

 

يقول يسوع: «ولكن هل يمكن أن يكون هناك أَلطَف مِن هذا؟»

 

يُجيب بطرس: «قد لا يكون هناك ما هو أَلطَف... ولكنّني أؤكّد لكَ أنّ الـمَركَب عَمَليّ أكثر. فهنا كذلك ماء، إنّما بالمقارنة، فهنا المياه غير مريحة...»

 

«أنا أُفضِّل طريق القوافل على هذه... الحديقة، إذا كان يروق لكَ تسميتها هكذا، وأنا مُتَّفِق تماماً مع سمعان.» يقول الاسخريوطيّ.

 

«طريق القوافل، أنتم لم تريدوه.» يجيب يسوع.

 

«هه! طبعاً... ولكنّي ما كنتُ لِأُذعِن للجراسيّين. كنتُ سأغادر ذلك المكان، إنّما كنتُ سأتابع طريقي إلى ما وراء النهر، بالمتابعة عَبْر جدرة والاستمرار بالانحدار.» يتمتم برتلماوس.

 

ويَختُم صديقه الكبير فليبّس: «الطرقات للجميع، وقد كان بمقدورنا، نحن كذلك، المرور فيها.»

 

«أصدقائي، أصدقائي! إنّني حزين جدّاً، وأشعر بِدُوار... لا تزيدوا ألمي بِخِسّتكم! دعوني أبحث عن قليل مِن العَزاء في الأشياء التي لا تعرف البَغضَاء...»

 

اللّوم الـمُغلَّف بحزنه الناعم أَثَّر في الرُّسُل.

 

«أنتَ على حقّ يا معلّم، فنحن غير جديرين بكَ. اغفر لنا حُمقَنا. فأنتَ قادر على رؤية ما هو جميل، لأنّكَ قدّوس وتَنظُر بعين القلب. أمّا نحن، الجسد المسكين، فلا نصغي إلّا لهذا الجسد... إنّما لا تهتمّ. ثِق تماماً بأنّنا لو كنّا في فردوس، فوجودنا بدونكَ حزين. أمّا معكَ... آه! فجميل، بالنسبة إلى القلب، على الدوام. يُهمهِم الكثيرون.

 

«سوف نَخرُج مِن هنا ونَجِد أرضاً عمليّة أكثر، حتّى ولو كانت أقلّ نُضرَة.» يَعِدهم يسوع.

 

«أين نحن ذاهبون بالضبط؟» يَسأَل بطرس.

 

«إعطاء الفصح للناس الذين يتألّمون. كنتُ أريد فِعل ذلك منذ زمن. لم أستطع. كنتُ سأفعله في طريق العودة إلى الجليل. الآن وقد أُرغِمنا على سلوك طُرُق لم نكن لنختارها، فسأذهب لأُبارِك أصدقاء يونا المساكين.»

 

«ولكنّنا سنضيّع وقتاً! فالفصح قريب! وهناك، على الدوام، تأخير لأسباب مختلفة.» وجَوقة أخرى مِن النَّدْب ترتفع إلى السماء. لستُ أدري كيف يمكن أن يكون لدى يسوع كلّ ذلك الصبر…

 

يقول، دون توجيه الملامة إلى أحد: «أرجوكم، لا تَضَعوا لي العوائِق! افهموا حاجتي لأن أحبّ وأن أكون محبوباً. ليس لي سوى هذا العزاء على الأرض: الحبّ وإتمام مشيئة الله.»

 

«ونذهب إلى ذلك المكان مِن هنا؟ ألم يكن الذهاب إليه عَبْر الناصرة أجمل؟»

 

«لو كنتُ اقترحتُ عليكم ذلك لكنتم اعترضتم. لا أحد يُصدّقني في تلك النواحي... وأنا أفعل ذلك مِن أجلكم... أنتم يا مَن تخافون.»

 

«نخاف؟ آه! لا! نحن مستعدّون للقتال مِن أجلكَ.»

 

«صَلّوا إلى الربّ لئلا يَختَبِركم. فأنا أعرفكم مُحبّي مشاجرة حقودين، مع هَوَس بإلقاء اللّائمة على الذين يحاربونني وبإذلال القريب. كلّ ذلك أعرفه. إنّما أن تكونوا شجعاناً، فذاك ما لا أعرفه. بالنسبة إليَّ، كنتُ سأمضي عَبْر الطريق الاعتياديّة، حتّى ولو كنتُ وحيداً، ولم يكن ليجري لي شيء، إذ لم تأتِ ساعتي بعد. ولكنّني أَرأَف بكم، ولكنّني أطيع والدتي، ونعم، حتّى ذاك، لا أبغي أن أجرح سمعان الفريسيّ. لن أجرحهم. أمّا هم فسوف يجرحونني.»

 

«ومِن هنا، أين نمرّ؟ لا أعرف هذه المنطقة.» يقول توما.

 

«نَصِل إلى طابور، نُحاذيه في بعض منه، وبمرورنا قُرب عين دور نمضي إلى نائين. ومِن هناك إلى مرج بن عامر. لا تخافوا!... دوراس وابن دوراس وحنانيا هُم الآن في أورشليم.»

 

«آه! سيكون رائعاً! يُقال إنّ البحر الكبير، ذاك الذي لروما، يُرى مِن القمّة، في أحد مواقِعها. وهذا يروق لي كثيراً! هل تأخذنا لرؤيته؟» يتوسَّل يوحنّا إلى يسوع بوجهه الطفوليّ الجميل الـمُلتَفِت إليه.

 

«لماذا تستمتع كثيراً برؤيته؟» يَسأَله يسوع وهو يلاطفه.

 

«لا أدري... لأنّه كبير ولا تُرى نهايته... وهو يجعلني أُفكّر بالله... وعندما كُنّا في لبنان، رأيتُ البحر للمرّة الأولى، لأنّني لم أكن أبداً في غير نهر الأردن، أو في بحرنا الصغير... ولقد بكيتُ مِن التأثّر. أُفُق كبير! مياه كثيرة! ولا يفيض مطلقاً!... يا له مِن أمر رائع! والنجوم التي تَرسُم فوق البحر دروباً مضيئة... آه! لا تسخروا منّي! لقد كنتُ أنظر إلى درب الشمس الذهبيّ حتّى الانبهار، ودرب القمر الفضّي حتّى لم يبقَ في عينيّ سوى ابيضاضه الساطِع، وكنتُ أراهما يَضيعان في البعيد. وكانت تلك الدروب تحدّثني. كانت تقول لي: "الله في هذا البُعد اللّانهائيّ، ودروب النار والطُّهر هي تلك التي ينبغي للنَّفْس اتِّباعها للذهاب إلى الله. هيّا اغطُس في هذه اللّانهاية، وأنتَ تُعمِل مجاديفكَ على ذِينكَ الدَّربين، وسوف تلاقي اللّامتناهي".»

 

«إنّكَ شاعر يا يوحنّا.» يقول تدّاوس بإعجاب.

 

«لستُ أعرف ما إذا كان ذلك شِعراً. جُلّ ما أعرفه هو أنّه يؤجّج قلبي.»

 

«ولكنّكَ رأيتَ البحر في القيصريّة وفي بتولمايس [عَكّا]، ومِن وقت قريب جدّاً. لقد كُنّا هناك على الشاطئ! ولستُ أرى ضرورة للسير طويلاً لرؤية امتداد البحر مِن جديد. في حقيقة الأمر أنّنا قد وُلِدنا على الماء...» يُبدي يعقوب بن زَبْدي ملاحظته.

 

«وما زِلنا حتّى الآن، بكلّ أسف!» يقول بطرس الذي اقتَطَعَ لحظة للاستماع إلى يوحنّا، ولم يلحظ وجود بِركَة خَؤونة غَدَّارة فيغوص فيها... ويضحك الجميع، وأوّلهم بطرس.

 

ولكنّ يوحنّا يجيب: «هذا صحيح، إنّما مِن الأعلى أجمل. فإنّه يُرى أَوسَع وأَبعَد. والتفكير يكون أكثر سموّاً وأكثر رحابة... فنَرغَب... ونَحلُم...» وفي الحقيقة أضحى يوحنّا يَحلُم الآن... فهو يَنظُر أمامه ويبتسم لحلمه... تحسبه وردة مِن جسد، يرطّبها ندى لطيف جدّاً، لشدّة ما كان جسده، جسد شاب أشقر أملس وصافٍ، قد اتَّخَذَ طابعاً مخمليّاً لحميّاً، مغطّى بطبقة خفيفة مِن التعرّق، يجعله أكثر شَبَهاً ببتلة وردة.

 

«بماذا ترغب؟ بماذا تحلم؟» يَسأَل يسوع المفضَّل لديه بلطف، تحسبه أباً يستجوب بلطف وأَنَاة المحبوب الذي يتكلّم أثناء حُلم لذيذ. في الحقيقة، إنّ يسوع يتحدّث إلى نَفْس يوحنّا، لشدّة ما كان سؤاله رقيقاً، لكيلا يمزّق الحُلم الـمُغرِق في العشق.

 

«أرغب في الذهاب إلى ذاك البحر اللّانهائيّ... إلى أراضٍ أُخرى فيما وراءه... أرغب في الذهاب إليها للتحدّث عنكَ... أَحلُم، أَحلُم بالسفر إلى روما، إلى اليونان، إلى أماكن مظلمة لأحمل لها النور... مِن أجل أن يحتكَّ بكَ أولئك الذين يعيشون في الظلمات، ويَتَّحِدون بكَ أنتَ يا نور العالم... أحلُم بعالم أفضل... بجعله أفضل مِن خلال تَعَرُّفه عليكَ، أي بمعرفة الحبّ الذي يَخلق الصَّلاح، الذي يُطهِّر والذي يَرفَع إلى درجة البطولة، عالَماً يتحابّ فيه الناس باسمكَ، مُترَفِّعين عن البُغض، مُتَرفِّعين عن الخطيئة والجسد ورذيلة الروح، مُتَرفِّعين عن الذَّهَب، وفوق كلّ شيء أَرفَع اسمكَ والإيمان بكَ وبمذهبكَ... أَحلُم بأن أكون مع هؤلاء الإخوة، إخوتي، والمضيّ عَبْر بحر الله على دروب نور لِحَملكَ أنتَ... كما حَمَلَتكَ أُمّكَ يوماً إلينا، عندما كنتَ آتياً مِن السماوات... أَحلُم، أَحلُم أن أكون الطفل الصغير، الذي، لكونه لا يعرف سوى الحبّ، يبقى ساكناً حتّى أمام التباريح... ويُنشِد كي يُعزّي البالِغِين الذين يُفكّرون كثيراً، والذي يمضي في المقدّمة... إلى لقاء الموت بابتسامة... إلى لقاء المجد بتواضع مَن لا يعرف ماذا يفعل، إنّما فقط يعرف أنّه ذاهب إليكَ أنتَ أيّها الحبّ...»

 

ويَحبس الرُّسُل أنفاسهم طوال فترة اعتراف يوحنّا الانتشائيّ... واقِفِين حيث كانوا، يَنظُرون إلى الأصغر فيهم يتحدّث بعينيه اللّتين تغشاهما الأجفان كما بوِشاح مَشلوح على الشَّغَف المتصاعد مِن قلبه. يَنظُرون إلى يسوع الذي يتجلّى في فرح إيجاد ذاته بهذه الدرجة مِن الكمال في تلميذه…

 

عندما يَصمت يوحنّا مع بقائه منحنياً قليلاً -وذلك يذكِّر بكياسة مريم المتواضعة لدى بشارة الناصرة- يُقبِّله يسوع مِن جَبهَته قائلاً: «سنذهب لرؤية البحر، لجعلكَ تحلم أيضاً بمستقبل مملكتي في العالم.»

 

«سيّدي... قلتَ إنّنا سنمضي بعدئذ إلى عين دور. إذاً فَرِّحني أنا كذلك... لتجعلني أتجاوز مرارة حُكم ذاك الصبيّ...» يقول الاسخريوطيّ.

 

«آه! أما زلتَ تُفكّر فيه؟» يَسأَل يسوع.

 

«على الدوام. وأشعر بنفسي مُتصاغِراً في عينيكَ وعيون رفاقي. أُفكِّر فيما يمكنكَ أن تُفكِّر به...»

 

«كَم تُتعب دماغكَ مِن أجل لا شيء! مِن جِهَتي، لم أكن أُفكِّر حتّى ولا بتلك التفاهة، وبالنسبة إلى الآخرين، فحتماً كان الأمر ذاته. فأنتَ مَن تعيد التذكير بها... إنّكَ كطفل تَعَوَّد على الـمُداعَبات فقط، وقد بَدَت لكَ كَلِمة صبيّ وكأنّها حُكم قاضٍ. بينما يجب أن تخاف، ليس مِن تلك الكَلِمَة، بل بالحريّ مِن تصرُّفكَ وحُكم الله. إنّما، لكي أقنعكَ بأنّكَ ما زِلتَ عزيزاً عليَّ كما كنتَ قَبلاً وكما على الدوام، أقول إنّني سأحقّق لكَ رغبتكَ. ماذا تريد أن ترى في عين دور؟ إنّه مكان فقير بين الصخور...»

 

«سوف أقول لكَ. خُذني إلى هناك.»

 

«حسناً. ولكن انتبه لكيلا تتألّم فيما بعد...»

 

«إذا أمكن لهذا أن يتألّم مِن رؤية البحر، فلن يَلحَق بي أيّ ضرر مِن رؤية عين دور.»

 

«رؤية؟... لا، ولكنّها الرغبة في محاولة الرؤية وأنتَ تَنظُر، وقد تسيء إليكَ. ولكنّنا سنذهب...»

 

يُعاوِدون سلوك الطريق المؤدّية إلى طابور، حيث تبدو الكُتلة أقرب على الدوام، بينما تتجرّد الأرض مِن مظهرها السبخيّ، وتُصبِح صُلبة وذات إنبات أكثر تَبَعثُراً، مُفسِحةً المجال لنباتات أكثر ارتفاعاً، أو إلى أدغال مِن الزعرور والعلّيق التي تضحك بإيراقاتها الجديدة وأزهارها الـمُبكِرة.