ج5 - ف59
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الخامس/ القسم الثاني
59- (الخميس السابق للفصح. /III/: تعاليم مختلفة)
25 / 01 / 1946
على طريق العودة إلى بيت يُوَنّا، وكونهم منفردين قليلاً وسط الناس المتزاحمين على الطرقات، والـمُفرِّقين للتلاميذ العديدين التابعين ليسوع الواحد عن الآخر، فإنّ بطرس المرافق للمعلّم وابنيّ حلفى، يَسأَل: «هاكَ، يا معلّم. الآن ونحن نستطيع الكلام فيما بيننا، قُل لي أمراً أُفكِّر به منذ الأمس.»
«نعم، يا سمعان. قل لي ما يكون، وسوف أجيبكَ.»
«منذ الأمس وأنا أُفكِّر بالنعمة العظيمة التي مَنَحتَها ليوحنّا في أنتيجونيا. ولكن هل تَعلَم أنّها عظيمة للغاية؟! شيء فريد. مُنِحَ له بشكل خاصّ! ومع ذلك فسِنْتيخي تستحقّ ذلك بالمقدار ذاته... إلّا أنّ هناك أناس طيّبون كُثُر... يستحقّون أن يروكَ... ولكنّهم يرونكَ فقط حينما تكون قريباً منهم. فعلى سبيل المثال، كم كنّا نحن سنتعزّى حينما أَرسَلتَنا إلى العالم! فقد مررنا بأوقات كانت كلمة واحدة منكَ كافية كي تنتشلنا مِن عدم اليقين... أمّا أنتَ، فلم تأتِ إلينا أبداً... لماذا هذا التمييز؟»
«بالنتيجة، يا سمعاني، هل أنتَ غيور قليلاً؟...»
«آه! لا! ولكن... في النهاية أودُّ معرفة أشياء ثلاثة: لماذا ليوحنّا الذي مِن عين دور؛ وإذا ما كان ذلك له وحده؛ وفيما إذا كان ممكناً أن يحصل ذلك لنا يوماً، لي أنا، مثلاً، أن أراكَ بشكل عجائبيّ، وأن أعرف منكَ كيف أتصرّف.»
«وأنا، أجيبكَ. النّعمة قد مُنحت ليوحنّا، لأنّه روح لديه جمّ مِن الإرادة، ولكنّه، بسبب مغامراته الماضية، لديه نقاط ضعف، بدنيّة أكثر مِن أيّ أمر آخر، يمكنها تدمير البناء الذي أقامه مِن أجل الارتقاء صوب الله. هل تَرَى، يا صديقي؟ الماضي، لـمّا دام زماناً طويلاً أضحى كقشرة تغلغلت حتّى الأعماق، وطبعت علامات غير قابلة للإزالة، وليس هذا وحسب، ولكنّه يترك في كلّ إنسان ميولاً لا تُمحى. انظر مثلاً إلى هذا البيت المبنيّ على الجبل. مياه الأرض، تلك النازلة مِن الجبل أثناء موسم الأمطار، قد اختَرَقَته على مهل. الآن هناك شمس حامية، وهذا سوف يدوم أشهراً. ولكنّ العَفَن الذي اختَرَق الكلس سيبقى على الدوام مثل بقع البرص. ولقد أُخلي البيت لأنّه أُعلِن مصاباً بالبرص. في أوقات أخرى أكثر صرامة، كان البيت ليُدَمَّر تماماً، بحسب الشريعة. لماذا حلّت هذه الكارثة بهذا البيت المسكين؟ لأنّ أصحابه لم يحتاطوا للأمر بحفر خنادق حوله للحؤول دون ركود المياه على الأساسات، ولتحويل المياه الهابطة مِن الجبل بعيداً عن الجهة المستندة إليه. والبيت الآن ليس فقط في حالة سيّئة، ولكنّه تَلف بسبب الرطوبة. إذا كان أحد ما ثابت العزم قد فَكَّرَ بتلك الأعمال وأعاد ترميمها بتبديل الآجرّ الخَرِب بغيره جديد، كان يمكن أن يَخدم بعد. في هذه الحال تبقى فيه نقاط ضعف، على سبيل المثال، في حال حدوث هزّة أرضيّة، سيكون أوّل البيوت المتداعية. فيوحنّا، ولسنوات، قد اختَرَقَته سموم شرّ العالم. وقد تدبَّر بإرادته أمر تحرير نفسه منها، نفسه التي عادت حيّة، إنّما في الأساس المخفيّ في الجزء الأدنى، ما تزال هناك نقاط ضعف... الروح قويّ، أمّا جسده فضعيف، والجسد يثير العواصف عندما تجتمع تهيّجاته وعناصر العالم، القادرة على هزّ الأنا. يوحنّا!... الذي ينزع شوائب قد سبّبها الماضي في حينه! أنا، آتي للعون في مقاومته، في تطهّره، في انتصاره على الانبثاق الجديد للماضي هذا. وأحمل، قدر إمكاني، العزاء لمعاناته العظيمة جدّاً. لأنّه هو يستحقّه، لأنّه مِن العدل مساعدة إرادة مقدّسة تقوم في وجهها كلّ أنواع الفساد في العالم. هل اقتنعتَ؟»
«نعم يا معلّم. لقد اقتنعتُ... هل له وحده تتجلّى؟»
يبتسم يسوع وهو ينظر إلى بطرس الذي ينظر إليه خلسة والذي يبدو كطفل ينظر إلى وجه أبيه. ويجيب: «ليس له وحده. لآخرين أيضاً مقيمين في البعيد لبناء قداستهم وسط الصعوبات وفي العُزلة.»
«مَن؟»
«لا داعي لأن تعرف.»
ويَسأَل يعقوب بن حلفى: «ونحن، مثلاً، عندما نصبح وحيدين، ومَن يدري إلى أية درجة سوف يعذّبنا العالم؟... ألن تمنحنا العون بحضوركَ؟»
«سوف يكون لكم الباراقليط (الروح القدس) وأنواره.»
«حسناً... أمّا أنا... فلا أعرفه... و... أظنّني لن أتوصّل إلى إدراكه. أنتَ، على العكس... سأقول: "آه! هو ذا المعلّم" وسوف أسألكَ ما العمل مع اليقين أنّكَ أنتَ...» يقول بطرس. ويختم بالقول: «الباراقليط! أَرفَع كثيراً مِن مستوى الصيّاد المسكين! مَن يدري كم كَلِمَته عَصيّة على الفهم، وكم هو... خفيف: نسمة عابرة... مَن يلاحظه؟ أنا أحتاج إلى مَن يهزّني، مَن يَصرُخ حتّى ليستفيق رأسي ويتمكّن مِن الإدراك. أمّا أنتَ، إذا ما ظَهَرتَ لي، ورأيتُكَ، حينئذ... عِدني، بل عِدنا بأنّكَ ستظهر حتّى لنا. ولكن هكذا، أليس كذلك؟ باللحم والدم، كي نراكَ بوضوح ونسمعكَ جيّداً.»
«وإذا جئتُ لأبكّتكم؟»
«لا يهمّ! ولكن، على الأقلّ -أنتما الاثنان توافقاني، أليس كذلك؟- سوف نعرف ما ينبغي لنا فعله!»
ابنا حلفى يُوافِقان الرأي.
«حسناً، أعدكم بذلك. رغم أنّ الباراقليط، ثِقوا بذلك، سوف يُجيد جعل نفوسكم تفهمه. ولكنّني سوف آتي لأقول لكم: "يعقوب، افعل هذا أو ذاك. سمعان بطرس، ليس حسناً أن تفعل ذلك الأمر. يوضاس، تقوَّ لتكون جاهزاً لهذا أو ذاك مِن الأمور.»
«آه! رائع. أنا الآن أكثر اطمئناناً. وتعال غالباً، أتعرف؟ ذلك أنّني سوف أكون مثل طفل تائه وهو لا يفعل سوى البكاء و... القيام بأفعال ليست حسنة...» ويكاد بطرس يبكي منذ الآن…
يوضاس تدّاوس يَسأَل: «ألا يمكنك فِعل ذلك للجميع منذ الآن؟ أعني: للذين يرتابون، للمذنبين، للمارقين المرتدّين. يمكن أن تكون معجزة...»
«لا يا أخي. المعجزة تفعل خيراً كثيراً، خاصّة المعجزة التي مِن هذا النوع، عندما تُمنَح في الوقت والمكان المرادين لأناس ليسوا خاطئين بمكر. أمّا إذا مُنِحَت لأناس خاطئين بمكر، فهي تُعَظِّم خطأهم، لأنّها تُعَظِّم كبرياءهم. فيَعتَبِرون عطيّة الله ضعفاً مِن الله الذي يتوسّل إليهم، وهُم المتكبّرون، لأن يسمحوا له بأن يحبّهم. فهُم يَعتَبِرون عطيّة الله ثمرة لاستحقاقاتهم العظيمة. يقولون لأنفسهم: "الله يَخضَع لي لأنّني قدّيس". حينئذ يكون الانهيار الكامل. انهيار مرقس يسّى، مثلاً، وآخرين معه... الويل الويل لِمَن يسلك الطريق الشيطانيّة هذه. عطيّة الله تتحوّل فيه إلى سمّ الشيطان. إنّه البرهان الأكثر عظمة والأكثر تأكيداً على درجة السموّ والإرادة المقدّسة في إنسان، أن يكون أهلاً لعطايا فائقة الطبيعة. غالباً ما يَسكر الإنسان بشريّاً، وِمن الروحانيّ يتحوّل إلى بشريّ بالكامل، ثمّ يهبط ليصبح شيطانيّاً.»
«وإذاً لماذا يستجيب لهم الله؟ فالأجدر به ألاّ يستجيب لهم!»
«سمعان بن يونا، هل أبقتكَ أُمّكَ في الأقمطة أو على ذراعيها كي تُعلِّمك المشي؟»
«لا. بل كانت تضعني على الأرض وتترك ساقيّ حرّتين.»
«ولكنّكَ وقعتَ؟»
«آه! مرّات لا تحصى! بقدر ما كنتُ كثير... بالمختصر، صغيراً جدّاً، بقدر ذلك كنتُ أبغي التصرّف بذاتي، وإجادة التصرّف في كلّ شيء.»
«ولكنّكَ الآن لم تَعُد تقع؟»
«هذا ما كان ينقص بعد! الآن أَعلَم أنّ تسلُّق ظَهر مقعد خطر، وأن ينوي المرء استخدام المزاريب للهبوط مِن السطح بأقصر السبل خطأ، وأنّ إرادة السرقة مِن التينة وحتّى داخل البيت، كما لو كان المرء عصفوراً، جنون. ولكن عندما كنتُ صغيراً، لم أكن لأَعلَم ذلك. وإن لم أُقتَل، فهذا حقّاً عجيب. حينئذ تعلّمتُ على مهل أن أجيد استخدام ساقيّ وكذلك رأسي.»
«إذاً فقد أَحسَنَ الله صُنعاً حين مَنَحَكَ ساقين ورأساً واحداً، وأُمّكَ حين تركتكَ تتعلّم على حسابكَ؟»
«بالتأكيد!»
«هذا ما يفعله الله بالنُّفوس. يمنحها النِّعم، وكأُمّ يُنبّه ويُعلّم. إنّما بعد ذلك على كلّ واحد أن يحدّد بذاته كيفيّة استخدامها.»
«وإذا كان أحدهم معتوهاً؟»
«الله لا يمنح نِعَماً للبُلَهاء. هؤلاء يحبّهم لأنّهم بؤساء، ولكنّه لا يمنحهم ما لا يُدرِكون استعماله.»
«ولكن لو منحهم إيّاها وأساؤوا استخدامها؟»
«يعاملهم الله بحسب ما هُم عليه: هُم عاجزون، وإذن غير مسؤولين. فلا يدينهم.»
«وإذا كان أحدهم عاقلاً حين تلقّاها، وأَصبَحَ فيما بعد أبلهاً أو مجنوناً؟»
«إذا كان ذلك بسبب مَرَضيّ، فهو ليس بمذنب لعدم استخدامه النعمة التي نالها.»
«لكن... أحدنا مثلاً؟ مرقس بن يسّى... أو... أو آخر، مثلاً؟!»
«آه! حينذاك! الأفضل له لو لم يكن قد وُلِدَ! إنّما هكذا يجري الفصل بين الصالحين والأشرار... إنّها عمليّة مضنية، ولكنّها عادلة.»
«ولكن ما الذي تقولونه؟ أما مِن شيء لنا؟» يَسأَل الرُّسُل الآخرون الذين أستفادوا مِن عرض الطريق ليَلحَقوا بيسوع.
«كنّا نتحدّث في أمور كثيرة. روى لي يسوع مَثَلاً حول برص المنازل. سوف أرويه لكم فيما بعد.» يُجيب بطرس.
«يا لها مِن خُرافة آنذاك!» يُعلِن الاسخريوطيّ. «أهلاً لهذا الزمن بحقّ. الجدران لا تصاب بالبرص. القدامى، حمقى، كانوا يَعزون إلى الملابس والجدران خصائص تعود إلى الحيوانات. أشياء سخيفة تجعلنا سخيفين.»
«ليس كما تقول، يا يهوذا. بوجه مستعار يفرض نفسه على أرواح هذا الزمن، كنّا نتطلّع إلى هدف يُجيب على احترازات مقدّسة. على غرار تعاليم أخرى كثيرة لإسرائيل القديم. تعليمات كانت تضمن صحّة الشعب. الحفاظ على سلامة الشعب وظيفة المشرّعين، إنّها إجلال الله وخدمته، ذلك أنّ الشعب هو خلائق الله. فيجب إذن عدم إهماله في حين لا تُهمَل الحيوانات ولا النباتات. فالبيوت المسمّاة مصابة بالبرص، هي حقيقة ليست مصابة بالمرض الجسديّ للبرص. ولكنّ أخطاء في البناء والوضع العام طرأت عليها جعلتها خَطِرة، تتبدّى في بقع يُطلق عليها اسم "بَرَص الجدران". ومع الزمن تصبح مؤذية للإنسان، إضافة إلى كونها خطرة بسبب خطر الانهيار. فيكون بالتالي القانون على حقّ حين يفرض تعليمات ويأمر بالإخلاء والترميم وحتّى الإزالة، إذا كانت بعد إعادة البناء تعود المظاهر السيّئة لتظهر عليها.»
«آه! ولكن بعض الرطوبة! ماذا تفعل؟ يمكن تجفيفها بالجمر.»
«والرطوبة لا تظهر في الخارج، ويزداد الهَرَم. تمتدّ الرطوبة في الأعماق وتحتّ الجدران، وذات يوم، يتداعى البيت ويُدفَن الذين في داخله. يهوذا، يا يهوذا! الأفضل للمرء أن يتحلّى بتنبّه مُفرِط مِن أن يكون متغافلاً!»
«أنا لستُ بيتاً!»
«أنتَ بيت نفسكَ. فلا تسمح أن يتسلّل الشرّ إلى بيتكَ ويتفكَّك... اسهر على حماية نفسكَ. اسهروا جميعاً.»
«سوف أسهر، يا معلّم. إنّما قل لي صراحة إذا كنتَ قد تأثّرتَ بكلام أُمّي. هذه المرأة مريضة، ترى خيالات. عليَّ معالجتها. اشفها، يا معلّم.»
«أنا سوف أواسيها. إنّما أنتَ وحدكَ يمكنكَ أن تُشفيها بالتخفيف مِن قَلَقها.»
«هو قَلَق لا أساس له. ثِق يا سيّدي.»
«هو أفضل هكذا، يا يهوذا. هو أفضل. إنّما أنتَ، بسلوك مستقيم على الدوام، حاول أن تنفيه. وإذا ما تَولَّد هذا القلق، فلأنّ هناك بالتأكيد سبب. فأزل حتّى ذكراه، وأُمّكَ وأنا سوف نبارككَ.»
«يا معلّم، أتخشى أن أتّفق مع مرقس يسّى؟»
«أنا لا أخشى شيئاً.»
«آه! حسناً! ذلك أنّني كنتُ أحاول فقط إقناعه. وأظنّ أنّ ذلك كان واجبي. لا أحد يفعل ذلك. فأنا أغار على النفوس!»
«انتبه ألاّ يلحق بكَ سوء!» يقول بطرس بطيبة.
«ما الذي ترمي إليه؟» يقول يهوذا متحفّزاً.
«ليس أكثر مِن هذا: كي يلمس المرء ما هو مشتعل، عليه استخدام عازل.»
«وماذا في حالتنا؟»
«ماذا؟ قداسة عظيمة.»
«وأنا، لستُ أملكها، أليس كذلك؟»
«لا أنتَ ولا أنا ولا أحد منّا. إذن... يمكننا أن نحرق أنفسنا ونُبقي ذلك علامة علينا.»
«وحينذاك مَن سيهتمّ بالنُّفوس؟»
«في هذه الآونة، المعلّم. فيما بعد، نحن، عندما، بحسب وعده، ستكون لنا الوسائل التي تمكنّنا مِن فِعل ذلك.»
«أما أنا فأودُّ فِعل ذلك قبلاً. فأبداً ليس الوقت مبكّراً للعمل مِن أجل الربّ.»
«هاك، أظنّكَ تُحسِن القول. ولكنّني أُفكِّر أنّ أوّل عمل مِن أجل الربّ، يجب القيام به على الذات. فقبل المضيّ للكرازة بالقداسة للآخرين، يجب أن نكرز بها لذواتنا...»
«أنتَ أنانيّ!»
«مُطلقاً.»
«بلى.»
«لا.»
ويبدأ الشجار. يتدخّل يسوع: «بطرس محقّ في القسم الأكبر. أنتَ كذلك مُحقّ قليلاً. ذلك أنّ الكرازة ترتكز على الأفعال. فيجب إذن تقديس الذات للتمكّن مِن القول: "افعلوا ما أقول، لأنّه صحيح". وهذا ما يؤكّد الذي قاله بطرس. في هذه الأثناء كذلك العمل على النُّفوس الأخرى يُساعد في تأهيل نفسنا، إذ يُرغِمنا على أن نصبح أفضل كي لا نسمع انتقادات مِن الذين نبغي هدايتهم. ولكن ها نحن في بيت يُوَنّا... فلندخل لنفرح بالحبّ لتواجدنا وسط عاملات الربّ، ولنعطي، بالأفعال، التبشير المستقبليّ»