ج4 - ف147
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الرابع / القسم الثاني
147- (سِنْتيخي تتحدّث في بيت لعازر)
22 / 09 / 1945
يسوع جالس في الدّار ذات الأروقة، داخل البيت، في بيت عنيا، الدّار التي رأيتُها تعجّ بالتلاميذ صبيحة قيامة يسوع. جالس على مقعد مرمريّ تغطّيه وِسادات، وظهره مُستَنِد إلى جِدار البيت، يُحيط به معلّمو البيت والرُّسُل والتلاميذ ويوحنّا وتيمون بالإضافة إلى يوسف ونيقوديموس، ونساء وَرِعات، وهو يَستَمِع إلى سِنْتيخي التي تبدو أنّها تُجيب وهي واقفة على سؤال طَرَحَه عليها. الجميع مهتمّون إلى حدّ ما، وهُم يَستَمِعون بوضعيّات مختلفة، البعض يَجلسون على المقاعد وآخرون على الأرض، وآخرون يَقِفون، وآخرون يَستَنِدون إلى العواميد أو الجدار.
«...تلك كانت ضرورة، كيلا أَشعُر بِثِقل وضعي كلّه. وهي ألّا أكون مضطهـدة، رفض أن أكون مضطهدة وأن أفكّر أنّني كنتُ وحيدة، عبدة، منفيّة مِن وطني، أن أُفكِّر أنّ أبي وأُمّي وإخوتي وإزمين (Ismene هي ابنة أوديب ملك طيبة في الميثولوجيا الإغريقية) اللطيفة لم يَكُونوا قد ضاعوا إلى الأبد. ولكن، حتّى ولو كان العالم كلّه قد تألَّبَ علينا لِيُفرّقنا، كما كانت روما قد فَرَّقتنا وباعَتنا مِثل الدَّواب، نحن الذين كنّا أحراراً، كان سيجمعنا مكان ما، فيما وراء هذه الحياة. التفكير بأنّ حياتنا ليست فقط مادّة، مادّة تُقَيِّد، بل إنّ في داخلها قوّة حُرّة، لا يمكن لأيّ قيد أن يَأسِرها سِوى الإرادة الطوعية للعيش في انحلال أخلاقي وفُجور جسديّ. تُسـمُّون ذلك: "خطيئة". أمّا الذي كان، والذين كانوا أنواري في ظُلمة ليل عبوديّتي، فيُفسِّرون ذلك بطريقة أخرى. ولكنّهم يوافقونكم في أنّ نَفْساً مُسمَّرة بالجسد بالشهوات الرديئة والجسديّة، لا تتوصّل إلى ما تسمّونه أنتم ملكوت الله، وما نُسمّيه نحن الحياة المشـتركة في الهادس مع الآلهـة. بالنتيجة، يجب تحاشي الوقوع في المادّيّة، والعمل بِجِدّ على بلوغ حريّة الجسـد، بالحصول على ميراث مِن الفضائل، لِنَيل خلود سعيد، والاتّحاد بالذين أحببناهم.
التفكير بأنّ ما مِن شيء يَمنَع نَفْس الأموات مِن مؤازرة نفس الأحياء، فتحسّ الواحدة بالنتيجة، بأنّ نَفْس الأُمّ إلى جانبها، فتعود نظرتها وصوتها عندما تتحدّث إلى نَفْس ابنتها، والتمكّن مِن القول: "نعم، أُمّاه، للمجيء إليكِ، نعم. لكيلا يضطَرِب نظركِ، نعم. لكيلا تتوضّع الدموع في صوتكِ، نعم. كيلا يمتلئ الهادس بالحزن حيث تكونين أنتِ بسلام، نعم. مِن أجل كلّ هذا أُحافِظ على نفسي حُرّة، الشيء الوحيد الذي أملكه، ولا يستطيع أحد انتزاعه منّي، والذي أريد المحافظة عليه نقيّاً طاهراً، لكي أستطيع إخضاع عقلي للفضيلة." التفكير هكذا كان حرّية وفرحاً. وهكذا كنتُ أريد أن أُفكِّر وأن أتصرَّف. لأنّ التفكير ومِن ثُمّ العمل بأسلوب لا يتوافق مع التفكير، إنْ هو إلّا فلسفة خاطئة ومبتورة.
التفكير هكذا كان بمثابة إعادة بناء وَطَن، حتّى في المنفى، وَطَن حميم في عُمق الأنا، بهياكله وإيمانه ومُعتَقَده ومشاعره... وطن كبير، مُبهَم (غامض)، وإن لم يكن كذلك لدرجة كبيرة، في سرّ النَّفْس التي تعرف أنّها لا تجهل الماوراء، وإن كانت تعرفه في الوقت الحاضر كما بَحّـار وسط البحر الواسع، يتعرّف في صبيحة ضبابيّة إلى تفاصيل الشاطئ: بشكل غير واضح، مِثل تصميم أوّليّ، مع بعض نقاط تكاد تكون واضحة، ومع ذلك تكفي، آه! تكفي الملّاح التَّعِب الذي أنهَكَته العواصف ليقول: "هوذا المرفأ، إنّه السـلام". وطن النُّفوس، المكـان الذي أتت منه... مكان الحياة.
لأنّ الحياة تُولَد مِن الموت... آه! لم أفهم ذلك إلّا نصف فهم، طالما لم أكن أعرف كَلِمة مِن كلماتكَ. بعد ذلك... ما حصل بعد ذلك، هو كأنّ شعاع شمس ضَرَب مَاسَ فِكري. وأضحى كلّ شيء نوراً، وأدركتُ إلى أيّ حدّ كان معلّمو اليونان قد توصَّلوا، وكيف تاهوا فيما بعد، لأنّ أحد المعطيات كان ينقصهم، واحد فقط لحلّ نظريّة الحياة والموت تماماً. ذلك الـمُعطى هو: الله الحقيقيّ ربّ وخالق كلّ ما هو موجود!
هل بإمكاني تسميته بشفتيَّ الوثنيّتين؟ نعم، أستطيع، لأنّني منه أتيتُ مِثل الجميع. فهو الذي وَضَعَ القُدرة في روح كلّ الناس، ولدى الأكثر حكمة، ذكاءً فائقاً يجعلهم يبـدون، حقيقة، كأنصاف آلهة، بقدرة تتجاوز حدود البشريّة. نعم، لأنّه هو الذي جَعَلَهم يكتبون تلك الحقائق التي هي الآن بمثابة الدِّين، وقد يكون إلهيّا كالذي لكَ، أقلّه أخلاقيّاً، وقادراً على حفظ النُّفوس "حيّة"، ليس مدّة الحياة هنا على الأرض، بل إنّما إلى الأبد.
منذئذ أدركتُ معنى: "بالموت تُولَد الحياة". ومَن قالها كان كَمَن ليس ثَمِلاً تماماً، بل إنّما كَمَن يتمتّع بذكاء هائل. لقد قال كلاماً فائقاً، ولكنّه لم يُدرِك كُنهَه تماماً. أنا، أيّها السيّد، سامحني لكبريائي، فهمتُ أفضل منه، ومنذ ذلك الحين وأنا سعيدة.»
«ماذا فهمتِ؟»
«أنّ هذا الوجود ليس سوى الأصل الجنينيّ للحياة، والحياة الحقيقيّة تبدأ حينما يَلِدنـا الموت… في الهادس كوثنيّة، وفي الحياة الأبديّة كمؤمنة بكَ. هل أسأتُ التعبير؟»
«بل أَحسَنتِ قولاً، يا امرأة.» يؤكّد يسوع.
يُقاطِع نيقوديموس: «ولكن كيف استطعتِ أن تَعلَمي بكلام المعلّم؟»
«الجائع يُفتِّش عن الطعام، يا سيّد. وأنا كنتُ أبحث عن طعامي. كقارئة، بفضل ثقافتي وصوتي الجميل ولفظي، كنتُ أستطيع قراءة الكثير في مكتبات معلّميّ. ولكنّني لم أكن قد شَبِعتُ بعد. كنتُ أشعر أنّه ما تزال هناك أمور أخرى وراء جدران العلوم البشريّة المؤرَّخة، وكسـجينة في قفص ذهبيّ، كنتُ أضرب الجدران، أُحاوِل فتح الأبواب عنوة للخـروج، لأجد... وعندما أتيتُ إلى فلسطين مع معلّمي الأخير، كنتُ أخشى الوقوع في الظُّلُمات... على العكس، كنتُ أسير إلى النور. فكلام خُدّام القيصريّة كان كضربات المعاول التي تُفتِّت الجدران، فاتحة فجوات تتعاظم باستمرار، لِتَدخُل منها كلمتكَ. وأنا كنتُ أتلقَّف تلك الكلمات وتلك المعارف، وكما يَضمّ الطفل اللآلئ في الخَيط، كنتُ أُسطِّرها، كنتُ أجعَل منها زينة، كنتُ أستَخلِص منها قدرة لكي أتطهَّر باستمرار، مِن أجل تقبُّل الحقيقة. وتنبَّهتُ أنّني بتطهُّري أَجِدها. ومنذ هذه الأرض. أردتُ أن أكون طاهرة، حتّى ولو كان الثمن حياتي، لملاقاة الحقيقة والحكمة والألوهة. ربّي، إني أقول عبارات جنونيّة. وهُم يَنظُرون إليَّ بدهشة. ولكنّكَ أنتَ الذي طلبتَها منّي...»
«تكلّمي، تكلّمي. مِن الضروريّ أن تتكلّمي.»
«بقوّة واعتدال، قاومتُ الضغوط الخارجيّة. كان بإمكاني أن أكون حُرّة وسعيدة بحسب العالم. كان يكفيني أن أريد ذلك. ولكنّني لم أشأ أن أُبادِل الحكمة باللذّة، إذ بدون الحكمة لا تنفع الفضائل الأخرى جميعها في شيء. هو، الفيلسوف قالها: "العدل والقناعة (الاعتدال) والقُدرة، إذا لم تُرافِقها الحكمة، فهي كاللوحة المرسومة، فضيلة عبيد حقيقيّة، بلا أيّ شيء صلب أو حقيقيّ". أنا، كنتُ راغبة بالأشياء الحقيقيّة. معلّمي، ذلك الأحمق، كان يتحدّث عنـكَ بحضوري. حينئذ أَصبَحَت الجدران وكأنّها ستار. كانت تَكفِي الإرادة لتمزيق الستار والاتّحاد بالحقيقة. وهذا ما فعلتُهُ.»
«لَم تكوني تَعلَمين أنّكِ ستجديننا.» يقول الاسخريوطيّ.
«كنتُ أعرف أن أؤمن أنّ الإله يكافِئ الفضيلة. أنا، لم أكن أطلُب الذَّهب، ولا المجد، ولا الحرّية الجسديّة، حتّى ولا هذه الأخيرة. ولكنّني كنتُ أطلُب الحقيقـة. هي التي كنتُ أطلُبها مِن الله، إمّا هي وإمّا أن أموت. كنتُ أريد أن أتجَنَّب التدنّي لأصبح "شيئاً"، وأكثر مِن ذلك الرِّضى بأن أصبح كذلك. كنتُ أُزهَد بكلّ ما هو جسديّ، أثناء بحثي عنكَ، يا ربّ، لأنّ البحث، حينما يمر عَبْر الأحاسيس فإنّه يبقى ناقصاً -وقد رأيتَ ذلك عندما هربتُ لمجرّد رؤيتي إيّاكَ وقد خدعتني عيناي- حينئذ سلَّمتُ نفسي لله، الذي يسمو عنّا وهو فينا، ويُعلّم النَّفْس عن ذاته. ووجدتكَ لأنّ نفسي قادتني إليكَ.»
«إنَّما نفسكِ هي نَفْس وثنيّة.» يقول أيضاً الاسخريوطيّ.
«ولكنّ النَّفْس فيها على الدوام شيء إلهيّ في ذاتها، خاصّة عندما تبذل جهداً للمحافظة على ذاتها مِن الخطأ... وتَسعَى بالنتيجة إلى أمور مِن ذات طبيعتها.»
«هل تُقارِنين نفسكِ بالله، أنتِ؟»
«لا.»
«فإذن لماذا تقولين هذا؟»
«كيف؟ أهو أنتَ، تلميذ المعلّم، مَن يَسأَلني عن ذلك؟ أنا اليونانيّة، والحُرّة منذ بعض الوقت؟ عندما يتكلّم هو، أفلا تسمع أنتَ؟ أَمْ بالأحرى تَخمُّر الجسد فيكَ وَصَلَ حدّاً جَعَلَكَ أصمّ؟ وهو أَمْا كان يقول على الدوام إنّنا أبناء الله؟ إنّنا إذن آلهة، إذا كنّا أبناء الآب، الأب الذي هو أبوه وأبونا، والذي يتحدّث عنه على الدوام. بإمكانكَ اتّهامي بأنّني لستُ متواضعة، إنّما ليس بكوني غير مؤمنة ولا مبالية.»
«لدرجة أنّكِ تظنّين نفسكِ أفضل منّي؟ أتظنّين أنّكِ تعلّمتِ كلّ شيء في كُتُب يونانكِ؟»
«لا. لا هذا ولا ذاك. بل إنّما كُتُب الحكماء، مِن حيثما كانوا، أعطتني الحـدّ الأدنى لتقودني. لا أشكّ في أن يكون الإسرائيليّ أفضل منّي. ولكنّني سعيدة في مصيري الذي أتاني مِن الله. ماذا يمكنني أن أشتهي أكثر؟ لقد وجدتُ كلّ شيء حينما وجدتُ المعلّم. وأُفكِّر أنّ هذا قَدَري، إذ إنّني أرى في الحقيقة أنّ قُدرَة تسهر عليَّ، وقد خَطَّت لي قَدَراً عظيماً، وأنا لم أفعل شيئاً سوى مساعدته لأنّني كنتُ قد تنبّهتُ بأنّه كان صالحاً.»
«صالحاً؟ لقد كنتِ عَبدة لأسياد غليظيّ القلب... ولو كان الأخير مثلاً قد استرجعكِ، فكيف كنتِ ستساعدين القدر، يا مَن أنتِ حكيمة إلى هذا الحدّ؟»
«اسمك يهوذا، أليس كذلك؟»
«نعم. وإذاً؟»
«إذاً... لا شيء. أريد أن أتذكّر اسمكَ بالإضافة إلى تهكّمكَ. كُن حذراً لأنّ التهكّم هو أمر بغيض، حتّى لدى أصحاب الفضائل... كيف كنتُ سأساعد القدر؟ مِن المحتمل أنّني كنتُ سأقتل نفسي. إذ في الحقيقة، في بعض الحالات، الموت خير مِن الحياة، رغم أنّ الفيلسوف يقول بأنّه مِن غير المستحسن، بل من الكفر أن يحصل المرء على هذا الخير بنفسه، فالآلهة فقط يملكون الحقّ في دعوتنا إليهم. وهذا الانتظار لإشارة مِن الآلهة لِأَفعَل ذلك هو ما منعني مِن فِعله أثناء سلسلة مصيري الحزين. ولكنّني حينئذ، لو كان ذلك المعلّم النَّجِس قد استرجعني، لكنتُ سأرى الإشارة الفائقة، وكنتُ سأفضّل الموت على الحياة. فأنا كذلك أتمتّع بالكرامة، أيّها الرجل.»
«ولو كان استرجعكِ الآن؟ أكنتِ ستتّخذين دائماً التدابير ذاتها...»
«الآن لن أقتل نفسي أبداً. فالآن أعرف أنّ العنف ضدّ الجسد لا يَجرَح الروح الـذي لا يُوافِق على ذلك. الآن أقاوم حتّى تُحطِّمني القوّة، حتّى يقتلني العنف. فهذا كذلك أعتبره إشارة مِن الله الذي يدعوني إليه مِن خلال هذا العنف. والآن أموت مطمئنّة، عالمة أنّه لم يكن إلّا لفقدان ما هو فانٍ.»
«أَحسَنتِ الإجابة يا امرأة.» يقول لعازر، ويؤكّد نيقوديموس كذلك.
«الانتحار غير مسموح به مطلقاً.» يقول الاسخريوطيّ.
«كثيرة هي الأمور المحظورة، والمرء لا يَحتَرِم الحظر. ولكن أنتِ يا سِنْتيخي، عليكِ التفكير بأنّ الله، كما قادكِ على الدوام، فقد صانكِ حتّى مِن العنف ضدّ ذاتكِ. الآن اذهبي. وأكون ممتنّاً لكِ لو بحثتِ لي عن الصبيّ وجلبتِهِ لي.» يقول يسوع بلطف.
تنحني المرأة حتّى تُلامِس الأرض وتمضي. يتبعها الجميع بالنَّظَر.
يُتمتِم لعازر: «الأمر دائماً هكذا! أنا لستُ أفهم لماذا الأمور التي كانت بالنسـبة لها "حياة"، كانت بالنسبة لنا نحن الإسرائيليّين "موتاً". لو كانت لديّكَ إمكانيّة اختبارها أيضاً، لرأيتَ أنّ الهلّينيّة التي أفسَدَتنا، نحن، رغم امتلاكنا للحكمة، قد خَلَّصَتها، هي، لماذا؟»
«لأنّ طرق الربّ عجيبة، وهو يفتحها للمستحقّين. والآن، أيّها الأصدقاء، أَصرفكم لأنّ المساء يتقدّم. يسعدني أنّكم جميعاً قد سَمِعتُم اليونانيّة تتكلّم. مُلاحِظين كيف أنّ الله يتجلّى لِمَن هُم أفضَل، واستَخلِصوا منها أنّ أيّ إقصاء لأيّ إنسان غير إسرائيليّ عن قطيع الله مُهين وخطير. ولتكن تلك قاعدة لكم للمستقبل... لا تُهمهِم يا يهوذا بن سمعان. وأنتَ يا يوسف، لا تكن لديكَ وَساوِس متأرجحة. لم يُصَب أيّ منكم بأيّة عدوى لاقترابه مِن يونانيّة. اعملوا ، اعملوا، اعملوا بشكل لا يدع مجالاً للشيطان يدنو، ولا تستضيفوه. وداعاً يا يوسف، وداعاً يا نيقوديموس. هل يمكنني أن أراكم مرّة أخرى أثناء مكوثي هنا؟ ها هو مارغزيام... تعال يا وَلَدي، أَلقِ التحيّة على رؤساء المجمع. ماذا ستقول لهم؟»
«السلام معكم و... أقول أيضاً: أثناء تقديم البخور صلّوا مِن أجلي.»
«لستَ في حاجة لها، يا صغيري. إنّما لماذا بالتحديد في تلك الأثناء؟»
«لأنّني في أوّل مرّة دخلتُ الهيكل مع يسوع، حَدَّثَني عن صلاة المساء... آه! يا لها مِن صلاة رائعة!...»
«وأنتَ هل ستصلّي مِن أجلنا؟ متى؟»
«سوف أُصلّي... سوف أُصلّي صبحاً وعشيّة. ليحفظكم الله مِن الخطيئة أثناء النهار وآناء الليل.»
«وماذا ستقول يا صغيري؟»
«سوف أقول: "أيّها الربّ تعالى، اجعل مِن يوسف ومِن نيقوديموس صديقين حقيقيّين ليسوع"، وسيكون هذا كافياً، لأنَّ مَن يكون صديقاً حقيقيّاً لا يُسبِّب الألم لصديقه. ومَن لا يُسبِّب الألم ليسوع فهو أكيد أنّه سيفوز بالسماء.»
«فليحفظكَ الله هكذا يا وَلَدي!» يقول عضوا المجمع. ثمّ يُحيّيان المعلّم، ثمّ العذراء ولعازر بشكل خاصّ، والباقي جميعاً جُملة، ويَمضيان.