ج8 - ف5
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثامن
5- (خادم مِن بيت عنيا ينقل رسالة مرثا إلى يسوع)
22 / 12 / 1946
بدأ الليل بالهبوط. الخادم، إذ يمضي عبر دغل النهر، يهمز الحصان الّذي يدخّن عَرَقاً ليجعله يجتاز فارق الارتفاع الكائن في هذا الموضع بين النهر ودرب البلدة. خاصرتا الدّابة المسكينة تنبضان بفعل الركض السريع والمتواصل. جِلد الحصان الأسود بأكمله موشّى بالعرق، وزَبَد الشكيمة (حديدة اللجام) الأبيض يلطّخ صدره. يلهث مُقوّساً رقبته وهازّاً رأسه.
ها هو على الدرب. سرعان ما يصل إلى المنزل. الخادم يقفز إلى الأرض، يربط الحصان إلى السياج، ينادي.
مِن خلف المنزل يبرز رأس بطرس، وبصوته الأجشّ إلى حدّ ما يَسأَل: «مَن ينادي؟ المعلّم متعب. منذ ساعات كثيرة لم يحظَ بالسكينة. إنّه الليل تقريباً. عودوا غداً.»
«أنا لا أريد شيئاً مِن المعلّم. إنّني سليم معافى ولا أريد سوى أن أقول له كلمة.»
بطرس يتقدّم قائلاً: «ومِن طرف مَن، إذا كان ممكناً السؤال عن ذلك؟ وإن لم يكن التأكّد ممكناً، فلا أدع أحداً يمرّ، وخصوصاً مَن تفوح منه رائحة أورشليم مثلكَ.» ويتقدّم على مهل، وقد أصبح أكثر ارتياباً مِن جمال الحصان العربيّ الـمُسَرَّج بأبّهة أكثر منه مِن الرجل. إنّما عندما يصبحان وجهاً لوجه يُبدي حركة دهشة: «أنتَ؟ ألستَ أنتَ خادماً للعازر؟»
الخادم لا يعرف ما يقول. فالسيّدة قالت له بألاّ يتحدّث إلاّ إلى يسوع. إنّما الرّسول يبدو مُصرّاً تماماً على عدم جعله يمرّ. إنّ اسم لعازر، هو يعرفه، وله تأثيره تجاه الرُّسُل. فيقرّر أن يقول: «نعم. أنا يونا، خادم لعازر. يجب أن أتحدّث إلى المعلّم.»
«هل لعازر بحال سيّئة؟ أهو مَن أرسلكَ؟»
«هو بحال سيّئة، نعم. إنّما لا تجعلني أضيّع الوقت. يجب أن أعود بأسرع وقت.» وكي يُقنع بطرس يقول: «السنهدرينيّون هم في بيت عنيا...»
«السنهدرينيّون!!! مُرّ! مُرّ!» ويفتح البوّابة قائلاً: «فكّ الحصان. سوف نعطيه ماءً وعشباً، إن أردت.»
«لديَّ شوفان. إنّما بعض العشب لن يضرّه. الماء بعد ذلك، أمّا في الحال فيضرّه.»
يَدخلان إلى الغرفة الّتي فيها الأَسِرّة، ويربطان البهيمة في زاوية لجعلها بمنأى عن الهواء، الخادم يغطّيها بالغطاء الّذي كان معلّقاً بالسرج، يعطيها الشوفان والعشب الّذي جلبه بطرس لا أدري مِن أين. ثمّ يعودان للخارج، وبطرس يقود الخادم إلى المطبخ ويعطيه فنجان حليب ساخن جلبه مِن قِدر صغير قرب النار المشتعلة، بدلاً مِن الماء الّذي طلبه الخادم. وفيما الخادم يشرب ويتدفّأ قرب النار، فإنّ بطرس، الّذي هو بطوليّ في عدم طرح أسئلة فضوليّة، يقول: «إنّ الحليب أفضل مِن الماء الّذي كنتَ تريده. وبما أنّ لدينا منه! هل قطعتَ كلّ المسافة على مرحلة واحدة؟»
«كلّها على مرحلة واحدة. وكذلك سأفعل عند العودة.»
«سوف تتعب. وهل سيتحمّل الحصان؟»
«أرجو ذلك. ومِن ثمّ، عند العودة، لن أعدو كما عند الذهاب.»
«إنّما قريباً يحلّ الليل. لقد بدأ القمر فعلاً بالظهور… كيف ستفعل عند النهر؟»
«أرجو أن أصل إليه قبل أن يغيب. وإلّا فسوف أتوقّف في الدغل حتّى الفجر. إنّما سأصل قبل ذلك.»
«وبعد ذلك؟ طويلة هي الطريق مِن النهر إلى بيت عنيا. والقمر سرعان ما يغيب. إنّه في أيّامه الأولى.»
«لديَّ مصباح جيّد. سوف أضيئه وأمضي على مهل. مهما مضيت على مهل، فسأقترب دوماً مِن المنزل.»
«أتريد خبزاً وجبناً؟ لدينا منهما. وكذلك السمك. أنا مَن اصطدتُه. لأنّني اليوم بقيتُ هنا، مع وتوما. ولكنّ توما قد ذهب لجلب الخبز مِن امرأة تؤدّي لنا خدمة.»
«لا. لا تحرم نفسكَ مِن شيء. أنا قد أكلتُ على الطريق، لكنّني كنتُ عطشاناً وكذلك بحاجة لشيء ساخن. الآن أنا بحال جيّدة. إنّما هل تمضي لرؤية المعلّم؟ أهو في المنزل؟»
«نعم، نعم. لو لم يكن هنا لكنتُ أخبرتكَ على الفور. هو هناك يرتاح. ذلك أنّ أناساً كُثُراً يأتون إلى هنا… لقد خفتُ أن يُحدِث ذلك ضجّة ويتنبّه الفرّيسيّون. خذ قليلاً مِن الحليب بعد. بكلّ حال عليكَ أن تترك الحصان يأكل… وتجعله يرتاح. فخاصرتاه كانتا تنبضان كشراع ممدود على نحو سيّئ...»
«لا. الحليب يلزمكم. إنّكم كُثُر»
«نعم. إنّما باستثناء يسوع الّذي يتحدّث كثيراً إلى درجة أن يُتعِب صدره، وباستثناء الأكبر سنّاً، فنحن أقوياء البنية نأكل أشياء تجعل الأسنان تعمل. تناول منه. إنّه حليب النعاج الّتي تركها الشيخ. حينما نكون هنا، تأتينا به المرأة. إنّما، إن كنّا نريد المزيد منه، فالجميع يعطوننا منه. إنّهم يحبّوننا كثيراً هنا، ويساعدوننا. و… قل لي: أكانوا كُثُراً السنهدرينيّون؟»
«آه! تقريباً كلّهم ومعهم آخرون: صدّوقيون، كَتَبَة، فرّيسيّون، يهود رفيعو المقام، بعض الهيروديّين...»
«وماذا أتوا ليفعلوا في بيت عنيا؟ هل كان يوسف ونيقوديموس هناك؟»
«لقد أتيا قبلها بأيّام. كذلك أتى مَنَاين. أولئك لم يكونوا ممّن يحبّون الربّ.»
«إيه! أَظنُّ ذلك! قلائل جدّاً أولئك الذين يحبّونه في السنهدرين! إنّما ما الّذي كانوا يريدونه بالضبط؟»
«إلقاء التحيّة على لعازر، لقد قالوا ذلك أثناء الدخول...»
«همم! يا للمحبّة الغريبة! لطالما أقصوه لأسباب كثيرة!... حسناً! إنّما لنصدّق ذلك… هل مكثوا طويلاً؟»
«إلى حدّ ما. وقد غادروا مستائين. أنا لا أخدم في المنزل وبالتالي لا أخدم على الموائد. إنّما الّذين كانوا في الداخل للخدمة يقولون بأنّهم تكلّموا مع السيّدتين وأرادوا رؤية لعازر. وقد ذهب حِلقِيّا إلى لعازر و...»
«المحتال!...» يتمتم بطرس.
«ماذا قلتَ؟»
«لا شيء، لا شيء! تابع. وهل تكلّم مع لعازر؟»
«أظنُّ ذلك. لقد ذهب إليه مع مريم. إنّما بعد ذلك، لا أعلم لماذا… مريم ثارت، والخدّام المتأهّبون ليهرعوا مِن الغرف المجاورة، يقولون بأنّها طردتهم كأنّهم كلاب...»
«فلتَحيَ! هذا ما يلزم! وأرسلتاكَ لتقول ذلك؟»
«لا تجعلني أضيّع مزيداً مِن الوقت، يا سمعان بن يونى.»
«معكَ حقّ. تعال»
يقوده إلى أحد الأبواب. يقرع. يقول: «يا معلّم، ثمّة خادم للعازر. يريد أن يكلّمكَ.»
«أُدخل» يقول يسوع.
بطرس يفتح الباب، يُدخِل الخادم، يُغلِق وينسحب، على نحو جدير بالثناء، صوب النار، لإماتة فضوله.
يسوع، يجلس على حافّة سريره الصغير، في الغرفة الصغيرة الّتي بالكاد تتّسع للسرير الصغير وللشخص الّذي يسكنها، يُفتَرَض أنّها بالتأكيد كانت قبلاً خزانة مؤن، فلا تزال فيها عَلَّاقات على الجدران وألواح على أوتاد، ينظر مبتسماً إلى الخادم الّذي ركع، ويحيّيه: «ليكن السلام معكَ.» ثمّ يضيف: «ما الأخبار الّتي تحملها لي؟ انهض وتكلّم.»
«سيّدتاي أرسلتاني كي أقول لكَ أن تذهب حالاً إليهما، لأنّ لعازر مريض جدّاً والطبيب يقول بأنّه سيموت. مرثا ومريم تتوسّلان إليكَ، وقد أرسلتاني كي أقول لكَ: "تعال، لأنّكَ أنتَ وحدكَ قادر على شفائه".»
«قل لهما بأن تبقيا هادئتين. فهذا ليس مرضاً للموت، إنّما هو مجد الله، كي تتمجّد قدرته في ابنه.»
«إنّما حالته شديدة السوء يا معلّم! إنّ جسده يتلف بالغرغرينا، ولم يعد يتغذّى. لقد أنهكتُ الحصان كي أصل بأسرع وقت...»
«لا يهمّ. الأمر هو كما أقول.»
«إنّما هل ستأتي؟»
«سآتي. قل لهما بأنّني سآتي وبأن تتحلّيا بالإيمان. بأن تتحلّيا بالإيمان. إيمان مطلق. أفهمت؟ اذهب. السلام لكَ ولِمَن أرسلكَ. أكرّر لكَ: "أن تتحلّيا بالإيمان. إيمان مطلق". اذهب.»
الخادم يحيّي وينسحب. بطرس يهرع لملاقاته: «أنهيتَ القول بسرعة. ظننتُ بأنّه خطاب طويل...» ينظر إليه، ينظر إليه… الرغبة بالمعرفة تنضح مِن كلّ مسامّ وجه بطرس. ولكنّه يكبح نفسه…
«إنّني ذاهب. هل تريد إعطائي ماءً للحصان؟ سأرحل بعدها.»
«تعال. ماء!... لدينا نهر بأكمله نعطيكَ منه، إضافة إلى البئر الّذي لنا.» وبطرس، المزوّد بمصباح، يتقدّمه ويقدّم الماء المطلوب.
يَسقيان الحصان. الخادم يزيل الغطاء، يتفحّص النعال، المحزم، الزمام، الركاب. يشرح: «لقد ركض كثيراً! إنّما كلّ شيء على ما يرام. وداعاً يا سمعان بطرس، وَصَلّي لأجلنا.»
يقود الحصان إلى الخارج. يخرج إلى الطريق ممسكاً إيّاه مِن الرسن، يضع قَدَماً في الركاب، يهمّ بالقفز إلى السرج. بطرس يوقفه، واضعاً يده على ذراعه وقائلاً: «أريد أن أعرف فقط هذا: هل هناك خطر عليه بالبقاء هنا؟ هل أطلقوا هذا التهديد؟ هل كانوا يريدون أن يعلموا مِن الأختين أين كنّا؟ قل ذلك، باسم الله!»
«لا يا سمعان. لا. هذا لم يُقَل. لقد جاؤوا لأجل لعازر… كان هناك ارتياب فيما بيننا بأنّ ذلك كان كي يروا إن كان المعلّم هناك وإذا ما كان لعازر أبرصاً، لأنّ مرثا كانت تصرخ عالياً بأنّه ليس أبرصاً، وكانت تبكي… وداعاً يا سمعان. السلام لكَ.»
«ولكَ ولسيّدتيكَ. ليرافقكَ الربّ في العودة إلى المنزل...» ينظر إليه وهو يمضي… سرعان ما يختفي في نهاية الشارع، لأنّ الخادم يفضّل سلوك الطريق الرئيسيّة، الـمُنارة بضوء القمر، بدلاً مِن درب الدغل المعتم على طول النهر. يلبث مفكّراً. ثمّ يغلق البوابة ويعود إلى المنزل.
يقصد يسوع، الّذي لا يزال جالساً على سريره الصغير، يداه مستندتان إلى الحافة وهو مستغرق بالتفكير. لكنّه ينتفض وقد شعر باقتراب بطرس، الّذي ينظر إليه كما ليسأله. يبتسم.
«أتبتسم يا معلّم؟»
«أبتسم لكَ، يا سمعان بن يونى. اجلس بقربي. هل عاد الآخرون؟»
«لا يا معلّم. ولا حتّى توما. لا بدّ أنّه قد وجد ما يتكلّم عنه.»
«ذلك جيّد.»
«جيّد أن يتكلّم؟ جيّد أن يتأخّر الآخرون؟ هو يتكلّم بإفراط. هو دوماً مَرِح! والآخرون؟ إنّني أظلّ قَلِقاً إلى أن يعودوا. أنا دوماً خائف.»
«وممّاذا يا سمعاني؟ لا شيء سيّئ يحدث حاليّاً، صدّق ذلك. كن في سلام واقتدِ بتوما، المرح دوماً. أنتَ، على العكس، حزين جدّاً منذ بعض الوقت.»
«أتحدّى أيّ شخص يحبّكَ ألاّ يكون كذلك! أنا أصبحتُ عجوزاً، وأفكّر أكثر مِن الشباب. فهم أيضاً يحبّونكَ، لكنّهم شباب ويفكّرون أقلّ… إنّما إن كان يعجبكَ أن أكون أكثر مَرَحاً، فسوف أكون كذلك، سوف أجهد كي أكون كذلك. إنّما كي أتمكّن مِن أن أكون كذلك أعطني أقلّه "سبباً" كي أكون كذلك. قل لي الحقيقة يا ربّي. أطلب منكَ ذلك راكعاً (ويركع بالفعل). ما الّذي قاله لكَ خادم لعازر؟ أنّهم يبحثون عنكَ؟ أنّهم يريدون إيذاءكَ؟ أنّهم...»
يسوع يضع يده على رأس بطرس: «لا يا سمعان! لا شيء مِن هذا. هو قد أتى ليخبرني بأنّ حال لعازر قد ساءت جدّاً، ولم يكن حديث إلّا عن لعازر.»
«حقّاً، حقّاً؟»
«حقّاً يا سمعان. وأنا أجبتُ بأن يتحلّوا بالإيمان.»
«إنّما جماعة السنهدرين كانوا في بيت عنيا، أتعلم ذلك؟»
«أمر طبيعي! إنّ منزل لعازر هو منزل عظيم الشأن. وعاداتنا تقتضي هذا التكريم لشخص مقتدر يموت. لا تضطرب يا سمعان.»
«إنّما أتصدّق حقّاً بأنّهم لم يتّخذوا هذه الذريعة كي...»
«كي يروا إن كنتُ هناك. حسناً، لم يجدوني. هيّا، لا تكن خائفاً هكذا، كما لو أنّهم كانوا قد قبضوا عليَّ بالفعل. عد إلى هنا، يا سمعان المسكين الّذي لا يريد على الإطلاق أن يقتنع بأنّه لا يمكن أن يصيبني أيّ سوء حتّى اللحظة الّتي قرّرها الله، وآنذاك… لا شيء يمكنه أن يقيني مِن الشرّ...»
بطرس يتشبّث برقبته ويغلق له فمه مقبّلاً إيّاه ويقول: «اصمت! اصمت! لا تقل لي هذه الأمور! لا أريد سماعها!»
يسوع ينجح في تحرير نفسه كفاية كي يتمكّن مِن الكلام ويهمس: «لا تريد سماعها! هذا خطأ! لكنّني أعذركَ… اسمع يا سمعان. على اعتبار أنّكَ كنتَ وحدكَ هنا، فما حدث أنا وأنتَ وحدنا يجب أن نعلمه. أفهمتني؟»
«نعم يا معلّم، لن أتحدّث إلى أيّ مِن الرفاق.»
«كم مِن تضحيات، أليس كذلك يا سمعان؟»
«تضحيات؟ أيّها؟ هنا نحن على ما يرام. لدينا كلّ ما يلزم.»
«تضحيات عدم السؤال، عدم الكلام، تَحمُّل يهوذا… البقاء بعيداً عن بحيرتكَ… إنّما الله سيعوّضكَ عن كلّ شيء.»
«آه! إذا كان هذا ما تقصده! فعوضاً عن البحيرة لديَّ النهر و… أرضى به. بالنسبة ليهوذا… فلي أنتَ الّذي تعوّضني بقدر كامل… وبالنسبة للأمور الأخرى!... هي تفاهات! وتفيد بجعلي أقلّ خشونة وأكثر شبهاً بكَ. كم أنا سعيد لكوني هنا معكَ! بين ذراعيكَ! إنّ قصر قيصر لن يبدو لي أجمل مِن هذا المنزل، لو كان يمكنني أن أبقى دوماً هكذا، بين ذراعيكَ.»
«ما الّذي تعلمه أنتَ عن قصر قيصر؟ أربما رأيتَه؟»
«لا، ولن أراه أبداً. إنّما لا يهمّني. ومع ذلك أتخيّله كبيراً، رائعاً، مليئاً بأشياء جميلة… وبقذارات. كما أتصوّر روما بأسرها. أنا لا أبقى هناك حتّى لو غمروني بالذهب!»
«أين؟ في قصر قيصر، أم في روما؟»
«في كِلا الموضعين. اللعنة!»
«إنّما تحديداً لأنّهما كذلك ينبغي تبشيرهما.»
«وما الّذي تريد فِعله في روما؟! إنّها ليست سوى ماخور! ما مِن شيء يُفعَل هناك، إلّا إن ذهبتَ أنتَ. عندئذ!...»
«سوف أذهب. روما هي حاضرة العالم. بإخضاع روما، يخضع العالم.»
«نذهب إلى روما؟ تعلن نفسكَ مَلِكاً، هناك! يا رحمة الله وقدرته! إنّ ذلك لمعجزة!»
بطرس ينهض ويلبث مادّاً ذراعيه أمام يسوع، الّذي يبتسم له ويجيب: «سوف أذهب إلى هناك بشخص رُسُلي. أنتم سوف تُخضِعونها لي وأنا سأكون معكم. إنّما ثمّة أحد ما هناك. هيّا بنا يا بطرس.»