ج8 - ف3
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثامن
3- (مرثا تُخطِر الـمعلّم)
20 / 12 / 1946
ما أزال في منزل لعازر، وأرى أنّ مرثا ومريم تخرجان إلى الحديقة لمرافقة رجل مسنّ إلى حدّ ما، وقور جدّاً في المظهر، وأقول بأنّه ليس عبرانيّاً، لأنّ وجهه حليق تماماً كالرومان.
وما أن يصبحوا بعيدين بعض الشيء عن المنزل، تَسأَله مريم: «حسناً يا نيقوميدس؟ ما هو حال أخينا؟ نحن نراه مريضاً جدّاً… جدّاً… تكلّم.»
الرجل يفتح ذراعيه في إشارة شفقة تشير إلى طبيعة الحدث الحتميّة، ثمّ يتوقّف ويقول: «إنّه مريض جدّاً… أنا لم أخدعكما قطّ منذ الأيّام الأولى لاعتنائي به. لقد جرّبتُ كلّ شيء، كما تعلمان. لكن مِن دون جدوى. إنّني كذلك… أملتُ، نعم، أملتُ أنّه على الأقلّ قد يعيش مُقاوماً إجهاد المرض بفضل التغذية الجيّدة والمقوّيات الّتي كنتُ أُحَضّرها له. لقد جرّبتُ أيضاً أمصالاً موصى بها لحفظ الدم مِن الفساد وتعزيز القوّة، وفقاً للمبادئ القديمة لأساتذة الطب العظماء. لكنّ المرض أقوى مِن الأدوية المستخدمة لعلاجه. وهكذا أمراض هي نوع مِن التآكل، إنَّها تُتلِف، وعندما تصبح بارزةً، فإنّ داخل العظام يكون قد تمّ اجتياحه. وكما النسغ في شجرة يصعد مِن الأسفل إلى القمّة، كذلك في هذه الحالة، المرض انتشر مِن القدمين إلى كلّ الجسد...»
«إنّما لم يُصَب بالمرض سوى ساقيه...» تئنّ مرثا.
«نعم، لكنّ الحمّى تُتلِف حيث تعتقدان بأنّه لا وجود إلّا للعافية. انظرا إلى هذا الغصن الصغير الّذي سقط مِن تلك الشجرة. إنّه يبدو مُسوِّساً هنا، حيث هو مكسور. إنّما، هاكما… (إنّه يُفتّته بأصابعه). أتريان؟ تحت القشرة الملساء، هو مُسوِّس تماماً حتّى الطرف، الّذي يبدو أنّه لا تزال فيه حياة، حيث لا تزال هناك بعض الأوراق الصغيرة. إنّ لعازر حاليّاً… يحتضر، أيّتها الأختان المسكينتان! إنّ إله آبائكم، وآلهة وأنصاف آلهة الطبّ لدينا، لم يقدروا على فِعل شيء… أو لم يُريدوا فِعل شيء. أتكلّم عن إلهكم. وإذاً… نعم، أتوقّع الوفاة الوشيكة كذلك لازدياد الحمّى، دلالة على أنّ الفساد قد دخل الدم، لعدم انتظام دقّات القلب، وغياب التحفيز وردود الفعل لدى المريض وفي كلّ أعضائه. تَرَيان! هو ما عاد يتغذّى، لا يحتفظ بالقليل الّذي يتناوله، ولا يستوعب ما يحفظه. إنّها النهاية… و -ثقوا بطبيب ممتنّ لكم لذكرى ثيوفيلوس- إنّ أفضل ما يجب ابتغاؤه الآن بالأحرى هو الموت… إنّها أمراض رهيبة. إنّها تدمّر الإنسان منذ آلاف السنين، والإنسان لم يتوصّل إلى القضاء عليها. وحدها الآلهة تستطيع فيما إذا…» يتوقّف، ينظر إليهما ممرّراً أصابعه على ذقنه الحليقة. يفكّر. ثمّ يقول: «لماذا لا تستدعيا الجليليّ؟ إنّه صديقكم. هو يقدر لأنّه قادر على كلّ شيء. لقد عاينتُ أناساً كانوا بحكم الهالكين وبرئوا. هناك قوّة غريبة تنبعث منه. إنّه فيض غامض يُنعِش ويجمع التفاعلات المشتّتة ويجعلها راغبة في التعافي… أنا لا أعرف. أعرف أنّني تبعتُه كذلك، مختلطاً بالجموع، وقد شاهدتُ أموراً رائعة… استدعوه. أنا وثنيّ. لكنّني أُجِلّ مُجترِح معجزات شعبكم العجيب. وأنا سوف أكون سعيداً فيما إذا استطاع فِعل ما لم أقدر أنا فِعله.»
«هو الله يا نيقوميدس. فهو إذاً قادر على كلّ شيء. والقوّة الّتي تدعوها فيض هي مشيئته كما إله» تقول مريم.
«أنا لا أسخر مِن إيمانكم. بل على العكس أحثّه أن يتعاظم إلى حدود الـمستحيل. وعلاوة على ذلك… نقرأ بأنّ الآلهة قد نزلت إلى الأرض في بعض الأحيان. أنا… لم أصدّق ذلك أبداً… إنّما، بالعلم وضميري كإنسان وكطبيب، عليَّ أن أقول بأنّ الأمر هو كذلك، لأنّ الجليليّ يقوم بشفاءات وحده إله هو القادر عليها.»
«ليس إله يا نيقوميدس، إنّه الله الحقّ» تُصِرّ مريم.
«حسناً. كما تشائين. وأنا سوف أؤمن به وأصبح تابعاً له إن رأيتُ لعازر… يقوم مِن الموت. لأنّ الآن، بدلاً مِن الشفاء، يجب التحدّث عن إحياء مِن الموت. لذلك استدعياه، وبسرعة… لأنّه، إن لم أكن قد أصبحتُ أبلهاً، فهو سوف يموت في غضون الغسق الثالث بدأً مِن الآن على أبعد تقدير. لقد قلتُ "على أبعد تقدير". إنَّما قد يحدث ذلك قبلاً.»
«آه! لو كنّا نستطيع! لكنّنا لا نعرف أين يكون...» تقول مرثا.
«أنا أعرف ذلك. لقد قال لي ذلك أحد تلاميذه الّذي كان ذاهباً للقائه برفقة مرضى، واثنان كانا مِن مرضاي. إنّه ما وراء الأردن، قرب المخاضة. هكذا قال. ربّما أنتما تعرفان المكان بشكل أفضل.»
«آه! في منزل سليمان، حتماً!» تقول مريم.
«هل هو بعيد جداً؟»
«لا يا نيقوميدس.»
«فإذن أَرسِلي فوراً خادماً ليقول له بأن يأتي. أنا سوف أعود لاحقاً وسأبقى هنا لأرى عمله على لعازر. السلام، أيّتها السيّدتان. و… واسيا بعضكما البعض.» ينحني ويتّجه نحو الـمَخرَج، إلى حيث ينتظره خادم ليمسك له حصانه وليفتح له البوّابة.
«ماذا نفعل يا مريم؟» تَسأَل مرثا بعد أن رأت الطبيب وقد رحل.
«سوف نُطيع الـمعلّم. لقد قال بأن نستدعيه بعد وفاة لعازر. ونحن سوف نفعل ذلك.»
«إنّما، في حال مات… بماذا سيفيد وجود الـمعلّم هنا؟ لقلبنا نعم، سيكون ذا فائدة. إنّما للعازر!... أنا سوف أُرسِل خادماً لاستدعائه.»
«لا. سوف تُفسِدين الـمعجزة. لقد قال بأنّ نُحسِن الرجاء والإيمان بمواجهة كلّ واقع مخالف. وإن فعلنا ذلك فسوف نحظى بالـمعجزة، إنّني واثقة مِن ذلك. وإن لم نُحسِن فِعل ذلك، فإنَّ الله سوف يتركنا مع افتراضنا بأنّنا نريد التصرف على نحو أفضل منه، ولن يمنحنا شيئاً.»
«إنّما ألا ترين كم يعاني لعازر؟ ألا تَعين كيف، عندما يكون بوعيه، يتوق للمعلّم؟ إنّ لا قلب لكِ لتحرمي شقيقنا البائس هذه الفرحة الأخيرة!... شقيقنا البائس! شقيقنا البائس! قريباً لن يعود لنا شقيق! لا أب، لا أُمّ، لا شقيق! المنزل قد تدمّر، ونحن وحيدتان مِثل شجرتيّ نخيل في صحراء.» تستولي عليها نوبة ألم، ويمكنني القول نوبة عصبيّة على الطريقة الشرقيّة، وتثور، تَلطُم على وجهها، تُبعثِر شعرها.
مريم تُمسِك بها. تأمرها: «اصمتي! اصمتي! أقول لكِ! قد يسمع. أنا أحبّه أكثر وأفضل منكِ، وأعرف أن أتمالك نفسي. أنتِ تبدين كامرأة جَزِعة مريضة. اصمتي، أقول! فليس بهكذا اضطراب تتغيّر المصائر ولا القلوب تتأثّر، وإن كنتِ تفعلين ذلك لتحثّي قلبي، فأنتِ تخطئين. فكّري بالأمر جيّداً. إن قلبي تُحطّمه الطاعة، لكنّه يتماسك بها.»
مرثا، الّتي هيمنت عليها قوّة شقيقتها وكلماتها، تهدأ إلى حدّ ما، إنّما في ألمها، الأكثر هدوءاً الآن، فإنّها تئنّ وهي تنادي أُمّها: «ماما! آه! يا أُمّي، واسيني، لم أعد أحظى بالسلام منذ أن مُتِّ. لو كنتِ هنا، يا أُمّاه! لو لم تقتلكِ الأحزان! لو كنتِ هنا، لكنتِ أرشدتِنا ولكنّا أطعناكِ. لخير الجميع… آه!»
مريم يتغيّر لونها، ومِن دون إحداث صوت، تبكي بانقباض وجه وهي تعض يديها دون أيّة كلمة.
مرثا تنظر إليها وتقول: «عندما كانت أُمّنا على وشك الموت، جعلتني أَعِدها بأن أكون كأُمّ للعازر. لو كانت هنا...»
«كانت لتطيع المـعلّم لأنّها كانت امرأة بارّة. إنّكِ عبثاً تحاولين التأثير فيَّ. قُولي لي بأنّني قتلتُ أُمّي بالآلالم الّتي سبّبتُها لها. وسأقول لكِ: "أنتِ على حقّ". إنّما إن أردتِ أن تجعليني أقول بأنّكِ على حقّ بكونكِ تريدين المعلّم، فإنّني أقول لكِ: "لا". وسوف أقول دائماً: "لا". وأنا واثقة بأنّها مِن حضن إبراهيم تؤيّدني وتُباركني. لندخل إلى المنزل.»
«لم يبق شيء! لم يبق شيء!»
«كلّ شيء! يجب أن تقولي كلّ شيء! حقّاً إنّكِ تسمعين المعلّم وتَبدين متنبّهة بينما هو يتكلّم، إنّما لاحقاً فلا تعودين تتذكّرين ما يقوله. ألم يقل دوماً بأنّ المحبّة والطاعة تجعلنا أبناء الله وورثة ملكوته؟ فكيف إذن يمكنكِ القول بأنّنا سوف نبقى مِن دون أيّ شيء، إن كنّا نمتلك الله ونمتلك الملكوت بفضل وفائنا؟ آه! حقّاً كم يجب أن نكون مثاليّين، كما كنتُ أنا في الشرّ، كي نستطيع أن نكون كذلك، وبمعرفة، وإرادة أن نكون، مثاليّين في الخير، في الطاعة، في الرجاء، في الإيمان وفي المحبّة!...»
«إنّكِ تسمحين لليهود بأن يسخروا مِن المـعلّم ويتّهموه. لقد سمعتِهم قبل البارحة...»
«أما زلتِ تفكّرين بنعيق أولئك الغربان وصيحات تلك العقبان؟ إنّما دعيهم يبصقون ما بداخلهم! بماذا يهمّكِ العالم؟ ما يكون العالم مقارنةً بالله؟ انظري: إنّه أقل قيمة مِن هذه الذبابة القذرة، الخَدِرة مِن البرد أو الـمُسمَّمة بامتصاصها القذارة، والّتي أسحقها هكذا.» وتُوجّه ضربة كعب قويّة لذبابة كبيرة تمشي ببطء على حصى الطريق. ثمّ تمسك مرثا مِن ذراعها قائلة: «هيّا، تعالي إلى المنزل و...»
«لنُعلِم المعلّم بذلك على الأقل. لنُرسِل مَن يقول له إنّه يحتضر، دون قول أيّ شيء آخر...»
«وكأنّه بحاجة لأن يعلم ذلك منّا! قلتُ لا! إنّ ذلك بلا جدوى. هو قد قال: "أَعلِموني عندما يموت." وهذا ما سوف نفعله. ليس قبل ذلك.»
«لا أحد، لا أحد يُشفق على ألمي! وأنتِ أقلّ مِن الجميع...»
«كُفّي عن البكاء هكذا. لا أستطيع تحمّله...» وفي ألمها تعضّ على شفتيها كي تشجّع شقيقتها وكي لا تبكي هي أيضاً.
مارسيل تهرع خارج المنزل، يتبعها مكسيمين: «مرثا! مريم! أسرعا! إنّ لعازر بحال سيّئة. ما عاد يجيب...»
تصل الأختان جرياً وتدخلان المنزل… وبعد برهة يُسمَع صوت مريم القويّ وهي تُعطي الأوامر للإسعافات المفروضة، ويُرى خـُدّام يهرعون حاملين عصائر وأحواضاً يتصاعد منها بخار ماء مغليّ، وتُسمَع تهامسات وتُرى حركات ألم…
الهدوء يعود رويداً رويداً بعد كثير مِن الاضطراب. ويُرى الـخُدّام يثرثرون فيما بينهم، بأقلّ اضطراب، إنّما يقومون بإيماءات إحباط شديد للدلالة على ما يقولونه. منهم مَن يهزّون رؤوسهم، منهم مَن يرفعونها إلى السماء باسطين أذرعهم كما للقول: «إنّه هكذا.»، منهم مَن يبكي، ومنهم مَن لا يزال يرجو بمعجزة.
ها هي مرثا مجدّداً. شاحبة كميت. تنظر خلفها لترى فيما إذا كان هناك مَن يتبعها. إنّها تنظر إلى الـخُدّام الّذين يحتشدون حولها بقلق. تعاود النظر لترى إن كان أحد يخرج مِن المنزل ليتبعها. ثمّ تقول لأحد الـخُدّام: «أنتَ! تعال معي.»
الـخادم ينفصل عن المجموعة ويتبعها باتّجاه عريشة الياسمين وإلى داخلها. مرثا تتكلّم، مبقية عينيها على المنزل، الذي يمكن رؤيته مِن خلال تشابك الأغصان: «أَنصِت جيّداً. حالما يعاود كل الـخُدّام الدخول، وأعطيهم أوامر لأبقيهم منشغلين داخل المنزل، تذهب أنتَ إلى الإصطبلات، تأخذ واحداً مِن أسرع الخيول، تُسرجه… وفيما إذا رآكَ أحدهم بالصدفة، قُل بأنّكَ ذاهب لجلب الطبيب… لن تكون كاذباً وأنا لا أُعلّمكَ الكذب، لأنّني حقّاً أرسلكَ إلى الطبيب الـمبارك… خُذ معكَ علفاً للبهيمة وطعاماً لكَ وكيس النقود هذا تحسّباً لكلّ ما يمكن أن يحدث. أُخرُج مِن البوّابة الصغيرة وابتعد عن المنزل سالكاً الحقول المحروثة، كي لا تُصدِر الحوافر جلبة. ثمّ اسلك طريق أريحا وانطلق دونما توقّف، حتّى في الليل. هل فهمت؟ دون أن تتوقّف أبداً. الهلال سوف ينير لكَ الطريق فيما إذا حلّ الظلام بينما لا تزال مُنطلقاً. ضع في اعتباركَ أنّ حياة معلّمكَ بين يديكَ وتعتمد على سرعتكَ. إنّني أتّكل عليكَ.»
«سيّدتي، سوف أخدمكِ كعبد وفيّ.»
«إذهب إلى مخاضة بيت عَبرة. اعبر واذهب إلى القرية الّتي تلي بيت عنيا ما وراء الأردن. أتعرف؟… حيث كان يوحنّا يُعمِّد في البداية.»
«أعرف. لقد ذهبتُ إلى هناك أنا أيضاً لأتطهّر.»
«المعلّم في تلك البلدة. الكلّ سوف يدلّونكَ على المنزل حيث يستضاف، إنّما إن اتّبعتَ ضفاف النهر، بدلاً مِن الطريق الرئيسيّة، فذلك أفضل. سوف تكون أقلّ عُرضة لأن تُرى وسوف تعثر على المنزل بنفسكَ. إنَّه أول منزل على الطريق الوحيدة للبلدة الّتي تصل بين الريف والنهر. لا يمكن أن تخطئ. إنَّه منزل قليل الارتفاع، دون شرفة أو غرفة علويّة، مع بستان، عند القدوم مِن جهة النهر، هو موجود قبل المنزل. هناك بستان مقفل ببوّابة خشبيّة صغيرة وسياج مِن زعرور برّي، على ما أعتقد، باختصار، سياج. هل فهمتَ؟ كرّر.»
الخادم يكرّر بأناة.
«حسناً. أُطلب أن تتكلّم معه، معه وحده، وقل له بأنّ سيّدتيكَ قد أرسلتاكَ لتبلّغه بأنّ لعازر مريض جدّاً، بأنّه يحتضر، بأنّنا لم نَعُد نستطيع الاحتمال أكثر، بأنّ لعازر يُريد أن يراه وبأن يأتي فوراً، فوراً، رحمة بنا. هل فهمتَ جيّداً؟»
«لقد فهمتُ يا سيّدتي.»
«ثمّ عُد أدراجكَ فوراً، بحيث لا يلاحظ أحد غيابكَ كثيراً، خذ فانوساً معكَ، للساعات المظلمة. هيّا، أَسرِع، إجرِ، أَرهِق الحصان، إنّما عُد سريعاً مع جواب الـمعلّم.»
«سوف أفعل ذلك يا سيّدتي.»
«هيّا! هيّا! أترى؟ لقد دخلوا كلّهم إلى المنزل. انطلق فوراً. لن يراكَ أحد وأنتَ تقوم بالاستعدادات. أنا سوف أُحضِر لكَ الطعام بنفسي. هيّا! سوف أتركه لكَ عند عتبة البوّابة الصغيرة. هيّا! وليكن الله معكَ. انطلق!...»
إنّها تدفعه، قلقة، ثمّ تهرع إلى داخل المنزل بحذر، وبعد ذلك مباشرة تخرج خلسة مِن باب ثانويّ، مِن الجهة الجنوبية، مع كيس صغير بين يديها، تحاذي سياجاً وصولاً إلى المخرج الأوّل، تنعطف، تختفي...