ج6 - ف138

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء السادس/ القسم الثاني

 

138- (يسوع يصل إلى كفرناحوم)

 

04 / 06 / 1946

 

بورفيرا موجودة على شاطئ كفرناحوم الصغير عندما تصل القوارب إليه، ولا أعرف فيما إذا كان الأمر قد حصل بالصدفة، أم لأنّها كانت قد أُعلِمت مِن قِبَل أحد ما، والقوارب هي ثلاثة بدلاً مِن اثنين، الأمر الذي يجعلني أعتقد بأنّ أحداً ما قد سبق الآخرين إلى كفرناحوم، كي يُبلّغ عن وصول المعلّم، وليأخذ قارباً آخر مِن أجل المرأتين ومارغزيام. ويوجد مع بورفيرا ابنتا فيلبّس وميريام ابنة يائيروس، بالإضافة إلى اُمّ يعقوب ويوحنّا.

 

ويلفت انتباهي بورفيرا التي، وقد تجاهلت الموجات التي تضرب الشاطئ بتعاقب سريع وعنيف بعض الشيء، حيث أنّ البحيرة لم تكن قد هدأت تماماً بعد، تَدخُل إلى الماء حتّى ركبتيها، وتنحني فوق القارب، حيث يوجد مارغزيام، وتُقبّله قائلةً: «سوف أحبّكَ أيضاً بالنيابة عنه. أيّها الابن العزيز، سوف أحبّكَ بالنيابة عن الجميع!» تقول ذلك وهي متأثّرة بشدّة. وما أن يتوقّف القارب، ويَنزِل مَن كانوا فيه، حتّى تضمّ بورفيرا مارغزيام، كما لو أنّها لا تريد التنازل لأحد عن واجب جعل الصبيّ يشعر بأنّه محبوب للغاية.

 

ومِن ثمّ تنضمّ بورفيرا إلى مجموعة القارب الآخر كي تُجلّ المعلّم، وكي تتمكّن مِن فِعل ذلك قبل أن يستأثر بيسوع أهل كفرناحوم والتلاميذ الكُثُر، والذين كانوا ينتظرون وصول المعلّم منذ وقت طويل، حارمين النسوة التلميذات مِن فَرَح أن يحظين به لأنفسهنّ. إنّ النسوة متزاحمات حول المعلّم، وفقط أطفال كفرناحوم هُم مَن يستطيعون اختراق الحلقة التي شكّلتها النسوة، بالنفاذ بأجسادهم النحيلة مِن بين النسوة للوصول إلى يسوع، الذي يمضي على مهل نحو المنزل.

 

وحيث أنّه الصباح الباكر، فليس هناك الكثير مِن الناس في الشوارع، إنّ أغلبهم نساء يمضين إلى النّبع أو إلى السوق وقد أحاط بهنّ أطفالهنّ، أو بعض الصيّادين، العائدين بالمجاذيف والشِّباك مِن القوارب، كي يهيّئوها مِن أجل صيد المساء.

 

إنّما ليس هناك أحد مِن الأعيان، ماعدا يائيروس، الذي يتقدّم باحترام كي يُجلّ يسوع، وكي يُعبِّر عن سعادته، حيث كان قد تناهى إلى سمعه بأنّ المعلّم يعتزم البقاء لبضعة أسابيع، وبأنّه سيذهب ليلاً إلى قرى البحيرة، كي يتحدّث فيها في الصباح، ومِن ثمّ يعود إلى كفرناحوم كي يرتاح فيها خلال النّهار. ويائيروس، وبفعل الاحترام الذي يفرضه على مواطنيه، فهو أوّل مَن ينجح في الوقوف بجانب يسوع. وقد نجح بذلك لأنّه دفع بابنته جانباً معتمداً على سلطته الأبويّة. ومن بعده يَنجَح التلاميذ الأكثر نفوذاً في الانضمام إلى يسوع، أي، أولئك الذين، وانطلاقاً مِن شعور بعدالة غريزية، يَتنازَل لهم الآخرون عن المكان الأوّل بعد الرُّسُل، والذين هُم الكاهن العجوز يوحنّا (الأبرص السابق)، استفانوس، هَرْماس، تيمون، يوحنّا بن نُعْمي، نيقولاوس، بالإضافة إلى التلاميذ الرُّعاة، الحاضرين كلّهم، باستثناء الاثنين اللذين ذهبا إلى لبنان.

 

يسوع يُبدي اهتماماً بالآخرين، بأولئك الغائبين، وهو يستعلم عنهم مِن رفاقهم: «هل ما يزالون نشطين؟»

 

«آه! جداً!»

 

«هل يرتاحون في منازلهم؟»

 

«لا. إنّهم يعملون في مدنهم والقرى المجاورة للفوز بتلاميذ جدد.»

 

«وماذا بشأن هرمست؟»

 

«هرمست قد مضى على طول الشاطئ، وهو متّجه إلى مدينته. إنّه برفقة يوسف، التلميذ الذي مِن عِمّاوس، إنّهما يريدان أن يتحدّثا عن المخلّص على طول الشواطئ، وقد انضمّ إليهما صديقاهما صموئيل وهابيل، اللّذان يريدان أن يعرضا ما بمقدور الربّ أن يفعل، حيث إنّ أحدهما كان كسيحاً والآخر كان أبرصاً.

 

أسئلة وأجوبة، ومسافة الطريق لا تكفي لاستنفاذها، ولا منزل توما في كفرناحوم يكفي أيضاً لاستقبال كلّ هذا الكمّ مِن الأشخاص الذين يتجمهرون الآن حول المعلّم، الذي عاد بعد غياب طويل. ويسوع إذّاك يقرّر الذهاب نحو الريف، بحيث يتمكّن مِن البقاء معهم كلّهم، دونما تفضيلات.