ج2 - ف27

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الثاني / القسم الأول

 

27- (شِفاء مُقعَد في بيت بطرس في كفرناحوم)

 

09 / 11 / 1944

 

في اليوم ذاته 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 1944، مباشرة بعدها (الرؤيا السابقة).

 

أرى ضفاف البحيرة، جنّسارت، وأرى مَراكِب الصيّادين مسحوبة إلى الشاطئ. هناك كان بطرس وأندراوس يَسنُدان ظهريهما إلى المراكب مُنهَمِكَين في ترتيب الشباك التي يجلبها لهم الـمُستَخدَمون، والتي تبدو مثيرة للاشمئزاز بعد تخليصها مِن النفايات التي بَقِيَت عالِقة فيها في البحيرة. وعلى بُعد عشرة أمتار يوحنّا ويعقوب منحنيان على مركبهما، يَهتَمَّان في ترتيب كلّ شيء، يساعدهما صبيّ ورجل يتراوح عمره بين الخمسين والخامسة والخمسين، أظنّه زَبْدي، فالصبيّ يناديه «ريّس» وهو يشبه يعقوب تماماً.

 

يَسند بطرس وأندراوس أكتافهما إلى المركب ويعملان بصمت في إعادة ربط أعيُن الشِّباك والغمّازات في مواضعها. يتبادلان مِن حين لآخر فقط بعض كلمات فيما يخصّ عملهما الذي أُدرِك أنّه لم يكن مثمراً.

 

لا يشـتكي بطرس مِن كيس نقوده الفـارغ ولا مِن التعب غير الـمُجدي، ولكنّه يقول: «هذا لا يعجبني... تُرى ما العمل لتأمين الطعام لهؤلاء المساكين؟ لم تَصِلنا سوى تبرّعات قليلة، وهذه الدوانق العشرة والدراخمات السبعة التي وَصَلَتنا خلال الأيّام الأربعة هذه فلا أمسّها. للمعلّم وحده أن يُعَيِّن لِمَن ينبغي أن تذهب الدراهم. وهو لن يعود قبل السبت! لو كان صيدنا وفيراً!... إذاً لكنتُ حَضَّرتُ وجبة سمك أُقدِّمها لهؤلاء المساكين... ولن تؤدّي همهمة مَن في البيت إلى شيء. فالأشخاص ذوو الصحة الجيّدة يستطيعون الذهاب لتحصيل رزقهم أمّا المرضى!...»

 

ويقول أندراوس: «هذا الـمُقعَد!... وثمّ، فلقد قَطَعوا به مسافات طويلة للوصول به إلى هنا...»

 

«اسمع يا أخي، أظنُّ أنّ بإمكاننا البقاء بعيداً. ولستُ أدري لماذا لا يريدنا المعلّم دائماً معه. على الأقلّ... لن أرى هؤلاء المساكين الذين لا أستطيع تقديم العَون لهم، وحينما أراهم سيكون بإمكاني القول لهم: "إنّه هنا".»

 

«أنا هنا‍.» ويدنو يسوع ماشياً بهدوء على الرمل الرّخو.

 

يقفز بطرس وأندراوس. يصيحان: «آه! يا معلّم!» ويناديان: «يعقوب، يوحنّا، إنه المعلّم، هيّا أَقبِلا!»

 

يَهرَع الاثنان ويتزاحم الجميع قرب يسوع. فمنهم مَن يُقَبِّل ثيابه ومنهم يديه، أمّا يوحنّا فيذهب إلى أبعد مِن ذلك، إنّه يلفّ ذراعه حول قامته ويسند رأسه على صدره. ويُقَبِّله يسوع مِن شعره.

 

«عن ماذا كنتم تتحدّثون؟»

 

«كنّا نقول يا معلّم إنّنا في حاجة ماسّة إليكَ هنا.»

 

«لماذا؟ يا أصدقائي.»

 

«لنراكَ ونَسعَد برؤيتكَ، وثمّ مِن أجل مساكين ومرضى ينتظرونكَ منذ أكثر مِن يومين... لقد عملتُ ما بوسعي. جعلتُهم يُقيمون هنا، كما ترى، في هذا الكوخ، في هذا الحقل البور. فهنا يَعمَل الحرفيّون في إصلاح المراكب. ولقد أويتُ مُقعَداً، ورجلاً فريسة لحرارة مرتفعة، وطفلاً يموت على صدر أُمّه. لم يكن بوسعي إرسالهم للبحث عنكَ.»

 

«حسـناً فَعلتَ. إنّما كيف اسـتطعتَ إعانتـهم مع الذين جَلَبـوهم؟ فلقد قلتَ لي إنّهم فقراء مساكين!»

 

«بالتأكيد يا معلّم. فالأغنياء لديهم عربات وخيل. أمّا الفقراء فليس لديهم سوى سيقانهم، وهم في حالة يرثى لها للمجيء لملاقاتكَ. عَمِلتُ ما بوسعي. انظُر: هذه العطايا التي حصلتُ عليها، لم أمسّها. لكَ أنتَ أن تتصرّف بها.»

 

«يا بطرس، كان بمقدوركَ أن توزّعها بنفسكَ. بالطبع... يا بطرس، إنّني أتألّم لتَحَمُّلكَ اللوم والتعب بسببي.»

 

«لا يا سيّدي، ينبغي ألّا تَنزَعِج. فأنا لا أعاني. ما يؤلمني فقط هو عدم امتلاكي محبّة أكبر. إنّما ثق، لقد عملتُ، بل لقد عَمِلنا جميعاً كلّ ما استطعنا إليه سبيلاً.»

 

«أعرف ذلك. أَعلَم أنّكَ عَمِلتَ دونما نتيجة. إنّما عدا الطعام تبقى محبّتكَ حيّة، فاعِلة، ومقدَّسة في عينيّ الله.»

 

يَجري أطفـال وهم يَهتفون: «إنّه المعلّم! إنّه المعلّم! ها هو يسـوع، ها هو يسوع!» ويتعلّقون به وهو يداعبهم، بينما يتحدّث إلى التلاميذ.

 

سأدخل بيتكَ يا سمعان، وأنتَ وأنتم كذلك اذهبوا وقولوا بأنّني وصلتُ، ثمّ هلمّوا بعد ذلك إليَّ بالمرضى.»

 

يمضي التلاميذ مسرعين باتّجاهات مختلفة. إنّما أن يكون يسوع قد وَصَلَ فكفرناحوم كلّها تعرف ذلك، بفضل الأطفال الذين يشبهون النحل الخارج مِن القفير للذهاب إلى الزهور التي هي في مثل هذه الحالة البيوت والشوارع والساحات. يروحون ويجيئون مُفعَمين سعادة، حاملين النبأ للأمّهات والمارَّة والعجائز الجالِسين تحت الشمس ليعودوا بعدئذ إلى الذي يحبّهم ليداعبهم أيضاً. ويقول له أحدهم بجسارة: «تحدّث إلينا، تحدّث إلينا اليوم يا يسوع. فنحن نحبّكَ كثيراً، وأنتَ تعرف ذلك، ونحن أفضل مِن الرجال.»

 

يبتسم يسوع لعالِم النَّفْس الصغير ويَعِده: «سوف أتحدّث تماماً مِن أجلكم.» ويمضي إلى البيت يتبعه الأطفال، ويحيّي تحيّة السلام: «السلام لهذا البيت.»

 

يَتَدَفَّق الناس إلى الغرفة الخلفيّة المعدّة للشِّباك والحبال والسِّلال والمجاذيف والأشرعة والمؤونة. لا بدّ أنّ بطرس قد وضعها تحت تصرف يسوع، ولقد جَمَعَ كل محتوياتها في زاوية ليُوسّع مكاناً. لا تُرى البحيرة مِن هناك، إنّما يُسمع فقط تلاطُم الأمواج الخفيف. وخلافاً لذلك يُرى جدار الحديقة الأخضر مع الكرمة العتيقة والتينة المورِقَة. هناك أناس حتّى على الطريق لم يجدوا لهم مكاناً في الغرفة التي في الحديقة، فوصلوا مِن هناك إلى الدرب.

 

يبدأ يسوع الحديث. في الصفّ الأول يتَّخِذ الأماكن بفعل السُّلطة، أو بفعل ما يُوحُون للشعب مِن الرَّهبة، أشخاص خمسة مِن المرتبة الرفيعة. فمعاطفهم الواسعة وثيابهم الفاخرة وكبرياؤهم، كلّ ذلك يشير إلى أنّهم مِن الفريّسيّين ومُعلّمي الشريعة. حينئذ يتمسّك يسوع بإبقاء الأطفال حوله، إكليلاً مِن الوجوه الصغيرة البريئة بالعيون النيّرة والابتسامة الملائكيّة التي ترتفع لتتأمّله. يتحدّث يسوع، وفيما هو يتكلّم يُداعِب بين الفينة والفينة رأس طفل مجعّداً جَلَسَ عند قدميه وأسنَدَ رأسه على ركبتيه وذراعاه متصالبتان. يتكلّم يسوع وهو يجلس على كومة كبيرة مِن الشِّباك والسِّلال.

 

«"حبيبي نَزَلَ إلى حديقته، إلى روضة الأطياب، ليَشبَع وسط الحدائق ويجمع الـزنابق... وهو يَشـبَع وسـط الـزنابق". إنّه كلام سـليمان بن داود الذي أتَحـدّر منـه أنا مسيح إسرائيل.

 

جَنّتي! أيّة جَنّة أجمل وأليق بالله مِن السماء حيث الزهور ملائكة خَلَقَها الله؟ ومع ذلك فلا. إنّها جَنّة أخرى شاءها الابن الوحيد للآب، ابن الإنسان. إذ مِن أجل الإنسان لَبِستُ جسداً لا يمكنني بدونه افتداء خطايا جسد الإنسان. كان يمكن لهذه الجنّة أن تكون أدنى قليلاً مِن جَنّة السماء، لو أنّ أبناء آدم خَرَجوا مِن الجنّة الأرضيّة مثل نحلات لطيفة خارجة مِن القفير، أبناء لله ليملَأوا الأرض شعوباً مقدّسة بأجمعها مُعدّة للسماء. ولكنّ العدوّ زَرَعَ العلّيق والأشواك في قلب آدم، ومنه انتَشَرَت الأشواك والعلّيق في الأرض التي لم تعد جَنّة، إنّما غابة متوحّشة وفظيعة حيث تسيطر الحرارة وحيث تتَّخِذ الحيّة وَكرها.

 

ولكن مع ذلك، ما زالَت لابن الله الحبيب جَنّة على هذه الأرض التي يملك الشيطان عليها. الجَنّة التي سيَشبَع فيها مِن الطعام السماويّ: الحبّ والطهارة. الأرض التي يجني منها الزهـور الغـاليـة عليـه، حيث لا توجـد عيوب الملـذّات الجسـديّة والشـهوة والكبرياء. هؤلاء (ويُداعِب يسوع أكبر عدد مِن الأطفال مارّاً بيده على تاج الرؤوس الصغيرة المتنبّهة، الـمُداعَبة الوحيدة التي تلامسهم وتجعلهم يبتسمون فرحين.) ها هي زنابقي.

 

سليمان في ثرائه لم يحظ بثوب أجمل مِن الزنبقة التي تُعَطِّر الوادي، ولا بإكليل ذي جمال غير مادّيّ وأكثر تألّقاً مِن زنبقة في كأسها بلون اللؤلؤة. ومع ذلك فالزنابق كلّها لا تساوي في قلبي أحد هؤلاء الصغار. فلا وجود لأرض أو حديقة ثريّ مزروعة بالزنابق فقط تكون لها قيمة أكثر مِن أحد هؤلاء الأطفال الأطهار والبَرَرَة والمخلّصين والبسطاء.

 

يا رجال ويا نساء إسرائيل! أنتم أيّها العظماء والمتواضعون بالحظّ والمكانة اسمعوا! يا مَن أنتم هنا لتعرفوني وتحبّوني، اعلَموا إذاً الشرط الأوّل لتكونوا لي. وأنا لستُ أقول لكم كلاماً صعباً. ولا أعطيكم أمثلة صعبة كذلك. ولكنّني أقول لكم: "فليكن هؤلاء مثالاً لكم".

 

مَن منكم ليس له ابن أو ابن أخ أو أخ صغير، طفل ما زال صغيراً في البيت؟ أفلا يكون هو مَبعَثاً للراحة والتعزية، أَوَلَا يكون أحد هؤلاء البَرَرَة ذوي النَّفْس الصافية مثل فجر صيفيّ والوجه الذي يُبدّد الغيوم ويُوَلِّد الأمل، حيث مداعبتهم تُجفّف الدموع وتَسكب قوّة وحيويّة، رابطاً بين الأزواج، بين الأهل وبين الأصدقاء؟ لماذا تكمن مثل هذه القُدرة فيهم؟ وهم الضعفاء والعُزَّل والذين لا يزالون جاهلين؟ إنّما ذلك لأنّهم يملكون الله في ذواتهم ويملكون قوّة وحكمة الله. الحكمة الحقيقيّة: يعرفون أن يحبّوا ويؤمنوا. يعرفون أن يؤمنوا ويريدوا. يعرفون أن يحيوا في هذا الحبّ وهذا الإيمان. فكونوا مثلهم: بُسَطاء، أطهاراً، محبّين، مخلصين ومؤمنين.

 

ما مِن حكيم في إسرائيل أعظم مِن أصغر هؤلاء حيث النَّفْس لله ولها ملكوته. مُبارَكين مِن الآب ومحبوبين مِن ابن الآب، زهور حديقتي، فليحلّ سلامي عليكم وعلى الذين يقتدون بكم مِن أجل حبّي.»

 

يُنهي يسوع كلامه.

 

يَصيح بطرس وسط الجموع: «يا معلّم! يوجد هنا مرضى. إثنان منهم يستَطِيعان انتظار خروجكَ، ولكنّ هذا مُحاصَر مِن الجمع... ثمّ إنّه لا يستطيع الوقوف، ولا يمكننا العبور. فهل ينبغي لي ردّه؟»

 

«لا بل أَنزِلوه مِن السطح.»

 

«حسناً. سنفعل ذلك في الحال.»

 

يُسمَع صوت خطوات على سطح الغرفة التي لا تشكّل جزءاً مِن البيت، فلا سطح من الإسمنت لها، بل غطاء مِن أغصان وُضِعَت فوق ما يُشبه الألواح الحجرية، لستُ أدري أيّ نوع مِن الحجر يمكنها أن تكون. تُفتَح فيه فتحة، وبواسطة الحبال يُدلّى السرير الذي يوجد عليه المريض فيَصِل أمام يسوع بالضبط. ويتزاحم الناس ليروا بشكل أفضل.

 

«إيمانكَ عظيم وكذلك الذين حملوكَ.»

 

«آه! يا سيّد! كيف يمكن ألّا يكون لنا إيمان بكِ؟»

 

«حسناً، أنا أقول لكَ: "يا بنيّ (إنّه شابّ فتيّ) مغفورة لكَ خطاياكَ".»

 

يَنظُر إليه الرجل باكياً... ربما هو غير راضٍ قليلاً لأنّه كان يأمل بشفاء جسديّ. والفريّسيّون ومعلّمو الشريعة يتهامسون وهم يقومون بتكشيرة احتقار بالأنف والجبهة والفم.

 

لماذا هذا الهمس في قلوبكم أكثر مما هو على شفاهكم؟ حسب رأيكم أيّهما أَيسَر أن يُقال للمُقعَد: "مغفورة لكَ خطاياكَ"، أم أن يُقال لـه: "قُم واحمِل سريركَ وامشِ"؟ أنتم تفكرون بأنّ الله وحده قادر على غفران الخطايا، ولكنّكم لا تستطيعون الإجابة على ما هو أعظم، ذلك أنّ هذا الرجل الذي فَقَدَ إمكانيّة استخدام قُدراته الجسديّة، قد بَذَلَ كلّ أمواله دون إمكانيّة شفائه. فليس إلّا الله يملك هذه القُدرة. ولكي تَعلَموا أنّني قادر على كلّ شيء، ولكي تَعلَموا أنّ ابن الإنسان لـه سلطان على الأجساد والأرواح، على الأرض وفي السماء، أقول لهذا الرجل: "قُم واحمل سريركَ وامشِ واذهب إلى بيتكَ وكن قدّيساً".»

 

ينتَفِض الرجل، يَصرُخ، يَنتَصِب واقفاً، يرتمي على قدمي يسوع يُقَبِّلهما ويمسحهما، ويبكي ويضحك معاً ومعه أهله والجُّموع الذين يصطفّون بعدئذ ليَمُرَّ مُنتَصِراً ويَلحَقون به مُهلِّلين، جميعهم ما عدا الخمسة الـمُتَكبِّرين الذين يَنصَرِفون مُتعالين مُتَزمِّتين مثل أوتاد.

 

هكذا تتمكّن المرأة مِن الدخول مع طفلها الذي ما يزال رضيعاً، ولكنّه هيكل عظميّ، فتدفعه إلى يسوع قائلة له فقط: «يا يسوع، أنتَ تحبّ هؤلاء الصغار. هكذا قلتَ. فبحقّ حبّكَ ووالدتكَ!...» وتبكي.

 

يأخذ يسوع الطفل وهو حقيقة في حالة احتضار، يضمّه إلى قلبه. يُبقيه فترة على فمه، بوجهه الشمعيّ الصغير وشفتيه البنفسجيّتين والجفنين المغلقين. يُبقيه هكذا فترة... وعندما يبعده عن لحيته الشقراء يكون الوجه قد أصبَحَ ورديّاً وشَرَع الفم الصغير في ابتسامة طفوليّة. أمّا عيناه فتنظران حوله، حيويّتين وفضوليّتين. ويداه المنقبضتان في البدء تعبَثَان بشعر ولحية يسوع الذي يبتسم.

 

تصيح الأُمّ الفَرِحَة: «آه! يا وَلَدي!»

 

«خذيه أيتها المرأة وكوني سعيدة وصالحة.»

 

وتأخذ الأُمّ الطفل الذي استعاد الحياة، تضمّه إلى صدرها ويَظهَر الصغير حالاً مُطالِباً بحقوقه في الغذاء. يُفَتِّش، يَفتَح، ويَرضَع متلهّفاً وسعيداً.

 

يُبارِك يسوع ويَعبُر. يَذهَب إلى العَتَبَة حيث المريض ذو الحرارة المرتفعة.

 

«يا معلّم كُن طيّباً!»

 

«وأنتَ كذلك كَرِّس القُوى المستعادة للاستقامة.» يلمسه بلطف ويَخرُج.

 

يمضي إلى الشاطئ فيسبقه ويتبعه ويباركه أناس كثيرون يرجونه: «نحن، نحن لم نسمعكَ. لم نستطع الدخول. تحدّث إلينا أيضاً.»

 

فيشير يسوع بِنَعَم، وبما أنّ الجموع يتزاحمون حوله إلى حدّ خنقه، يَصعَد إلى مركب بطرس. وهذا كذلك لا يكفي، فهم يتبعونه حتّى مَقعَد المركب.

 

«ضع المركب في الماء وابتعد قليلاً.»

 

وهنا كانت نهاية الرؤيا.