ج7 - ف175

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء السابع / القسم الأول

 

175- (أثناء الذهاب إلى عين غنيم)

 

26 / 08 / 1946

 

«يوحنّا، إنّه الفجر. انهض وهيّا بنا» يقول يسوع وهو يهزّ الرسول كي يستيقظ.

 

«يا معلّم! لقد طلعت الشمس! كم نمتُ! وأنتَ؟»

 

«لقد نمتُ أيضاً، بجانبكَ، تحت معطفينا.»

 

«آه! لقد أقنعتَ نفسكَ بأنّ أولئك الفلاحين لن يأتوا، ونمتَ! كنتُ قد توقّعتُ ذلك...»

 

يسوع يبتسم ويجيب: «لقد أتوا عندما دَلَّت نجوم الدبّ الأكبر بموقعها إلى بدء صياح الديك.»

 

«آه! إنّني لم أسمع شيئاً!... يوحنّا يشعر بالخزي. «لماذا لم تَدَعني مستيقظاً؟»

 

«لقد كنتَ متعباً جدّاً. لقد بدوتَ كطفل نائم في المهد. لماذا أوقظكَ؟»

 

«كي ألازمكَ!»

 

«لقد فعلتَ ذلك بنومك الهادئ. لقد غفوتَ وأنتَ تتحدّث عن الملائكة، النجوم، النُّفوس، النور... وأثناء نومكَ فقد تابعتَ بالتأكيد رؤية الملائكة، النجوم ويسوعكَ... فلماذا إعادتكَ إلى مساوئ العالم في حين كنتَ بعيداً كلّ البُعد عنها؟»

 

«وفيما إذا... إذا بدلاً مِن الفلاحين، كان قد صعد بعض الأشرار إلى هنا؟»

 

لكنتُ ناديتكَ في تلك الحالة. إنّما مَن يمكنه أن يأتي؟»

 

«ولكن... لا أَعلَم... جيوقانا، على سبيل المثال... يكرهكَ...»

 

«أَعلَم. إنّما لم يأتِ سوى خدّامه. لا أحد منهم خائن... إذ إنّ هذا ما تظنّه: أنّ أحداً ما قد يكون تكلّم كي يوذيني ويؤذيهم. إنّما ما مِن خائن. وأنا قد فعلتُ الصواب بانتظارهم هنا. إنّ الوكيل الجديد جدير بسيّده، ولديه تعليمات صارمة جدّاً. لستُ أفتقر إلى المحبّة إذا ما قلتُ عنهما: قاسيين. فأيّة كلمة أخرى تكون كذباً... ما إن خيّم الليل حتّى هرع الفلاحون، مُصَلّين إلى الربّ أن يجعلهم يلتقون بي. إنّ الربّ يكافئ دوماً الإيمان، ويعزّي أبناءه التعساء. ولو لم يجدونني لكانوا لبثوا هنا حتّى الصباح، ومِن ثمّ كانوا ليعودوا كي يكونوا في الحقول عند الفجر... وهكذا فقد رأيتُهم وباركتُهم...»

 

«وأنتَ حزين لأنّكَ رأيتَهم في غاية الشقاء.»

 

«هذا صحيح. أحزان كثيرة... السبب الذي ذكرتَه، ولأنّني لا أملك شيئاً كي أقدّمه لأجسادهم المنهكة، وبسبب التفكير بأنّني لن أراهم ثانيةً...»

 

«هل أخبرتَهم بذلك؟»

 

«لا. لماذا إضافة الأسى حيث كلّ شيء هو أسىً؟»

 

«كنتُ لأودّعهم أنا أيضاً بطيب خاطر للمرّة الأخيرة.»

 

«هي ليست المرّة الأخيرة بالنسبة إليكَ. على العكس، حين أكون قد رحلتُ، فسوف تُوليهم مع رفاقكَ التلاميذ اهتماماً كبيراً. إنّني أعهد إليكم جميعاً بأتباعي، وبخاصّة أولئك الأكثر تعاسة، وأولئك الذين إيمانهم هو دُعُمهم الوحيدة، وفرحهم الوحيد هو رجاؤهم بالسماء.»

 

«آه! يا معلّمي! مثلما قال لكَ أخوكَ يوسف، أقول لكَ أنا كذلك: اذهب بسلام يا معلّم. سأواصل، بقدر استطاعتي، صدّقني.»

 

«إنّني واثق مِن ذلك. هيّا بنا... إنّ الطريق تنشط. إنّ الغيوم تتجمّع في السماء، والنور يتناقص بدلاً مِن أن يتنامى. سوف يهطل المطر والجميع يهرعون نحو أماكن الاستراحة التالية. لكنّ الغيوم كانت طيّبة معنا. الليل كان دافئاً ولم يكن هناك مطر لنا نحن الذين كنّا خارجاً في العراء. فالآب يسهر دوماً على أبنائه المحبوبين.»

 

«أنتَ محبوب يا معلّم. أنا...»

 

«أنتَ محبوب لأنّكَ تحبّني.»

 

«آه! هذا نعم. حتّى الممات...»

 

ويتّجهان جنوباً، مختلطَين بالجمع.