الدفاتر: 03 / 06 / 1943

 

دفاتر 1943

ماريا فالتورتا

 

I QUADERNI - THE NOTEBOOKS - LES CAHIERS

MARIA VALTORTA

 

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

(03 / 06 / 1943)

 

يقول يسوع:

 

«كثيرون يطلبون منّي إشارة. أيّة إشارة؟ إشارة عن الساعة أو إشارة عن قدرتي؟

 

الإشارة عن الساعة، قد حظيتم بها بالفعل. أكرّر: ‘لم آتِ لأنقض الشريعة‘. إنّكم أنتم مَن نقضتموها. وأنا لا أنقض كلمتي. ما قلتُه قد قلتُه. إنّ كلّ ما كان ينبغي أن يحصل -مِن اللحظة الّتي كنتُ أتكلّم فيها، إنساناً وسط البشر، حتّى اللحظة الّتي سآتي فيها، الله ابن الله، لأدين البشر- موجود في إنجيلي.

 

إنّكم أنتم، الأغبياء الّذين رأسهم مليء بألف شائعة لا نفع منها وأفكار منحرفة، إنّكم أنتم الذين ما عدتم تدركون ما قلتُه. أربّما لستم مملّحين بالنار، بتلك النار الّتي ستُملّح أعدائي للأبد؟ إنّ النار التي هي تحرقكم الآن، والتي تنزل عليكم لتدمّركم وتقودكم أكثر بعد إلى الكفر وإلى الهرطقة ليست سوى دفعة مقدّمة للنار الّتي أتكلّم عنها، المعدّة للّذين يكون سلوكم مُعثِر والذين لا يهتدون. أنتم مِن هؤلاء. لا تهتمّون إلاّ بالجسد والثروات الظالمة، وتدوسون الضمائر والهياكل، وتدنّسون كلّ ما تلمسون، وتقتلوني فيكم مرّة ثانية.

 

تلك هي عطايا لوسيفوروس لكم أنتم الذين وضعتم ذواتكم تحت علامته. الوحش ينفخ النار مِن فمه بعد أن يغرقكم في شرّ الفساد. هذه هي عطاياه. إنّه لا يُحسِن منحكم شيئاً آخر. بينما أنا قد منحتُكم، مع ذاتي، كلّ كنوز النعمة.

 

أتريدون علامة على قدرتي؟ ولكن منذ عشرين قرناً وأنا أعطيكم هذه العلامة! بماذا أفاد ذلك؟ لقد فتحتُ لكم سيول نِعَمي، ومِن السماء أنزلتُها على الأرض ألفاً وعشرة آلاف معجزة. لقد شفيتُ مرضاكم، هدّأتُ صراعاتكم، جعلتُ أعمالكم تزدهر، أجبتُ على شكوكم، حتّى تلك الّتي تمسّ الإيمان، ذلك أنّني أعرف ضعفكم الّذي لا يؤمن إن لم يرَ؛ لقد أتيتُ لأكرّر مذهبي، أرسلتُ أُمّي كي تجعلكم بوداعتها مطواعين للتوبة والحبّ. بماذا أفاد ذلك؟

 

لقد اعتبرتموني معتوهاً، مستغلّين قدرتي وصبري، مقتنعين أنّني، بعد اجتراح المعجزة، لا أعود أتذكّر. لا، أيا أولاد ألمي. إنّ كلّ شيء مسجَّل في كتاب فكري العظيم، والذي ليس بالحبر مكتوباً، بل بفحم الحبّ المضطرم. ولن يُنسى شيء.

 

لقد استغلّيتم مجيء أُمّي لغايات بشريّة، جعلتم منه أداة ضحك وتجارة. ألا تعلمون أنّ مريم هي هيكلي، وهيكلي بيت صلاة وليس مغارة لصوص؟ إنّ كلامها العطوف للغاية، المتوسّل للغاية، المليء بالدموع، بالنسبة لكم أنتم يا مَن قتلتم ابنها، والذين لا تعلمون كيفيّة الاستفادة مِن تضحية عظيمة كهذه، قد تردّد صداه في آذانكم كما نشيد تافه. لقد تابعتم في طريق هلاككم.

 

إنّ مُرسَليَّ –تلك النفوس الّتي، إذ تحيا كما ينبغي لكم أن تعيشوا، قد أصبحت المنادية كي تردّد مرّة أخرى كلمة قلبي- الذين اعتبرتموهم ’مجانين‘ و’مهووسين‘، والذين قتلتموهم في بعض الأحيان، قد عذّبتموهم على الدوام. أنا كذلك قد اعتُبِرت ‘مجنوناً‘ ‘ومهووساً‘ مِن قِبَل الجيل الفاسق والقاتل في زمني.

 

العلامة! العلامة قد نلتموها ولن تفيد لمنحكم مرّة أخرى أبوّتي. لا علامة أخرى ستُعطى لكم. ابحثوا عنها في كلمتي وفي ضميركم، إذا ما نجحتم في معاودة إيجادها حيّة تحت ركام الشهوات، الفسق، الزنى، السرقات، القتل، الحسد، الشتائم والكبرياء الّتي بها رجمتموها.

 

عند الصعود، قبل ارتقائي إلى السماوات، باركتُ أُمّي وتلاميذي. لم يكن لي آخر أباركه لأنّ الآخرين كانوا قد نبذوني ولعنوني. والآن، أيضاً أبارك تلاميذي لأنّ الآخرين لا يريدونني ويشتمون بركتي.»