الدفاتر: 24 / 05 / 1943
دفاتر 1943
ماريا فالتورتا
I QUADERNI - THE NOTEBOOKS - LES CAHIERS
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
(24 / 05 / 1943)
كم الربّ صالح! عندما أتأمّل صلاح الله اللامتناهي، أشعر بقلبي يذوب مِن الامتنان والحبّ. وكذلك مِن الألم، لأنّني أعي أن قليلين جدّاً يرون لأيّة درجة الربّ صالح.
الكثيرون، كي يقولون أنّه "صالح"، فإنّهم يبتغون منه أموراً مدوّية، ومِن ثمّ يعلنونه "غير صالح" في حال بالكاد، بالكاد يبتلي أحدهم بأمر غير سار. ولكنّ الربّ "صالح" على الدوام هو، وهو "أب" حقيقيّ لأبنائه المؤمنين، وكذلك هو "صالح" لمن هم أقلّ إيماناً، والذين يغدق عليهم بلا حساب كنوز حبّ صبور يُحسِن انتظار التوبة.
إنّما أولاده المؤمنين! أولئك الّذين يضعون أيديهم، كما أبناء، في يده الأبويّة، ويمضون، وهم ينظرون إليه بالكبرياء الـمُحِبّ للأبناء المحبوبين مِن قِبَل الأهل، آه! أيّة قصيدة، أيّ صلاح كامل سيعمل الله! إنّ لديه تدابير مؤثّرة، في كلّ لحظة، في كلّ مناسبة. فيحوّل إلى حقيقة، ليس فقط الاحتياجات، إنّما حتّى أدنى رغبات أولاده المؤمنين الصغار، وهذه الحقائق يمنحنا إيّاها كما عطايا، يمنحنا إيّاها كمكافآت، كما "أب" صالح، ليجعلنا سعداء.
أفكّر بعبارة الإنجيل هذه: "ما مِن أحد يترك بيتاً وأهلاً حبّاً بي إلاّ ويحصل على مائة ضعف الآن، وفي العالم الآتي على الحياة الأبديّة"، وهذه العبارة الأخرى: "أعطوا تُعطَوا؛ ويُفرَغ في أحضانكم مكيال جيّد، مهزوز جيداً، مليء، طافح".
نعم، هو هكذا بالضبط. ولمن يضع الله فوق كلّ أمر، ويجعل مِن الله مركزه، ومِن العمل لأجل الربّ هدفه، فالله يمنح، ليس فقط مقابلاً يناسب ما حُقّق، إنّما "مئة ضعف"، بمكيال طافح، لأنّ الله ربّ عظيم للغاية يمكنه تغطية مؤمنيه بفيض مِن الكنوز، وأب صالح للغاية بحيث يكون فرحه، فرح جوهره، أن يمنح الفرح لخلائقه... ويجب عدم الخشية مِن استنفاذ كنوزه كملك وأب، فكما مِن نبع لا ينضب، هي سيل مستمرّ مِن القدرة يتدفّق مِن أحشاء الثالوث الأزليّ، يستحيل نِعماً للّذين يحبّونه.