ج1 - ف71
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الأول
71- (بوفاة يوسف، اختَبَرَت مريم ألماً حاداً)
05 / 02 / 1944
يقول يسوع:
«كلّ النساء اللواتي يُصبن بألم مبرح أُعَلِّمهن أن يَقتَدِين بمريم باتّحادها بيسوع في تَرَمُّلها.
يُخطئ كلّ مَن يُفكّر بأنّ مريم لم تتألّم بأحزان قلبها. والدتي قد تألَّمَت، اعلَموا ذلك، بقداسة، لأنّ كلّ ما فيها كان مقدّساً، إنّما بعمق.
وكذلك يُخطِئ مَن يعتقد أنّ حبّ مريم لعروسها كان بالأحرى فاتراً، لأنّ وحدة الروح هي التي كانت تربطهما. فإنّ مريم كانت تحب يوسف بشدّة. لقد كَرَّسَت له ثلاثين عاماً مِن حياة الوفاء. فكان يوسف بالنسبة إليها: أباً وعروساً وأخاً وصديقاً ونصيراً.
الآن تَشعُر بأنّها وحيدة، كالغصن الغضّ المقطوع مِن جذع الكرمة الذي به ترتبط حياته. فكان بيتها كالذي ضَرَبَته الصاعقة. إنّه الآن يَتشتَّت. قبل ذلك كان الاتّحاد، حيث كلّ فرد مِن العائلة يَستَنِد على الآخرين. أمّا الآن فها هو الجدار الرئيسيّ يَهوي، أولى الضربات التي لَحِقَت بهذه العائلة، نبأ الانفصال القريب جدّاً عن المحبوب يسوع. فإرادة الأزليّ التي أرادتها عروسة وأُمَّاً تَفرض عليها الآن الترمّل والابتعاد عن ابنها. ومريم، وسط دموعها، تَنطق إحدى مقولاتها الرائعة: "نعم". "نعم يا رب، ليكن لي بحسب قولكَ".
وفي تلك الساعة التَصَقَت بي لتنال القوّة. كانت دائماً تلتصق بالله في الساعات الأكثر خطورة في حياتها: في الهيكل عندما دُعِيَت للزواج، في الناصرة عندما دُعِيَت للأُمومة، وفي الناصرة أيضاً وسط دموع تَرَمُّلها، وكذلك في الناصرة وسط عذاب الانفصال عن ابنها، وعلى الجلجلة في ألم مَشهَد موتي المبرّح.
تَعلَّموا هذه الأمثولة، أنتم يا مَن تبكون، أنتم يا مَن تموتون، أنتم يا مَن تعيشون لتموتوا. اجتَهِدوا في أن تَستَحِقّوا الكلمات التي قُلتُها ليوسف، فتكون لكم السلام ساعة احتضاركم. احفظوا هذه العِبرة، أنتم يا مَن تموتون لتَستَحِقّوا يسوع قريباً منكم يواسيكم. حتّى ولو لم تَستَحِقّوا ذلك فتجاسَروا على مناداتي إلى جواركم. سوف آتي، ويداي ممتلئتان نِعَماً وتعزيات، وقلبي يفيض مغفرة وحُبّاً وعلى شفتيّ كلمات الصّفح والتشجيع.
يَفقد الموت كلّ قسوته عندما يكون بين يديَّ. ثِقوا بذلك. لا يمكنني إلغاء الموت، ولكنّني أجعله لطيفاً بالنسبة لمن يموت وهو مُستَسلِم لي.
لقد قال المسيح ذلك، لكم جميعاً، وهو على الصليب: "ربّي، بين يديكَ أَستَودِع روحي". لقد قالها أثناء احتضاره وهو يُفَكِّر بنزاعاتكم وبأخطائكم وبهلعكم وبمخاوفكم وبرغباتكم في الغفران. لقد قالها وقلبه ممزَّق قبل أن تَختَرِقه الحربة تمزُّقاً روحيّاً أكثر منه جسديّاً، لكي تكون نزاعات الذين يموتون وهم يُفكّرون به مُلَطَّفة بالربّ، وأن ينتقل الروح مِن الموت إلى الحياة، مِن الألم إلى السعادة الأبديّة.
هي ذي عِبرة اليوم، كوني صالحة، لا تخافي، فسلامي لن يتوقّف عن التدفّق إليكِ مِن خلال أحاديثي والتأمُّل. تعالي. ضعي نفسكِ مكان يوسف الذي اتَّخَذَ صدر يسوع كوسادة ومريم كممرّضة. استريحي بيننا مِثل طفل في مهده.»