ج7 - ف200
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء السابع / القسم الأول
200- ("يمكن للصلاة أن توحّدكم بالله، وليس صيغة سحريّة")
03 / 10 / 1944
يقول يسوع: «أنتِ والّذي يرشدكِ، تأمّلا كثيراً في إجابتي لبطرس.
إنّ العالم -ولا أقصد بالعالم فقط العلمانيّين- ينكر فائق الطبيعة، إنّما عندئذ، وحِيال تجلّيات الله، فهو يسارع إلى تفسيرها لا بالفائق الطبيعة، بل بقوىً خفيّة، غامضة. إنّه يخلط أمرين مختلفين. الآن اسمعوا: الفائق الطبيعة هو ما يأتي مِن الله. الخفيّ هو ما يأتي مِن مصدر غير أرضيّ إنّما ليس له أصل مِن الله.
الحقّ أقول لكم أنّه بإمكان الأرواح أن تأتي إليكم. إنّما كيف؟ بطريقتين: بأمر مِن الله أو بعنف الإنسان. بأمر الله يأتي الملائكة والمغبوطون، والأرواح الّتي قد أضحت في نور الله. بعنف الإنسان يمكن أن تأتي أرواح يكون حتّى لإنسان معيّن سلطة عليها، لأنّها غارقة في مناطق أدنى مِن المناطق البشريّة، حيث لا يزال هناك ذكرى للنعمة، إن لم يعد هناك نعمة فاعلة. الأولى تأتي عفويّاً، مطيعةً أمراً وحيداً: أمري. وتحمل معها الحقيقة الّتي أريدكم أن تعرفوها. الأخرى تأتي عن طريق مُركّب قوىً متّصلة. قوى عابد أوثان مع قوى الشيطان-الوثن. أيمكنها أن تعطيكم الحقيقة؟ لا. أبداً. أبداً بالمطلق. أيمكن لصيغة، حتّى لو عَلَّمها الشيطان، أن تُخضِع الله لرغبات البشر؟ لا. فالله دوماً يأتي مِن ذاته. فيمكن لصلاةٍ أن توحّدكم بالله، وليس صيغة سحريّة.
وإذا ما اعترض أحدهم: "إنّ صموئيل قد ظهر لشاول"، أقول: "إنّ ذلك ليس بفضل الساحرة، إنّما بمشيئتي، لأجل زجر الـمَلِك، المتمرّد على شريعتي". البعض سيقولون: "والأنبياء؟" إنّ الأنبياء يتكلّمون لأنّهم يعلمون الحقيقة المبثوثة فيهم مباشرة، أو المبثوثة بوساطة الملائكة. آخرون سوف يعترضون: "واليد الّتي كانت تكتب في وليمة الملك بيلشاصّر [سفر دانيال 5-5]؟" فليقرأوا إجابة دانيال: "...حتّى أنتَ، وقفتَ ضدّ سيّد السماء… محتفياً بآلهة الفضّة، البرونز، الحديد، الذهب، الخشب، الحجر، الّتي لا ترى، لا تسمع، لا تعرف، وأنتَ لم تمجّد ذاك الإله الّذي في يده كلّ تنفّسكَ وكلّ حركتكَ. لذلكَ أَرسَلَ الإصبع (المرسلة بشكل عفويّ، بينما أنتَ، أيّها الـمَلِك الأحمق والإنسان الغبيّ، لم تكن تفكّر ولا تكترث إلّا بملء بطنكَ ونفخ نَفْسكَ) إصبع تلك اليد الّتي كَتَبَت ما يوجد هنا [سفر دانيال 5-23].
نعم، الله أحياناً يُذكّركم عبر تجلّيات تدعونها "وسطيّات" الّتي هي في الحقيقة رأفةُ مَحبّةٍ تريد أن تخلّصكم. إنّما أنتم، يجب ألّا تريدوا إحداثها. إنّ تلك التي تُحدثونها ليست صادقةً على الإطلاق، غير مفيدة على الإطلاق، إنّها لا تأتي بالخير على الإطلاق. لا تجعلوا أنفسكم عبيداً لما يهلككم. لا تقولوا لأنفسكم ولا تظنّوا بأنّكم أذكى مِن المتواضعين، الّذين أذعنوا للحقيقة الـمُودَعة في كنيستي منذ قرون، فقط لأنّكم متكبّرون تبحثون مِن خلال العصيان عن أُذون لغرائزكم غير المشروعة. عودوا والبثوا في النظام، الـمُعَمِّر لقرون وقرون. مِن موسى إلى المسيح، مِن المسيح إليكم، ومنكم إلى اليوم الأخير، لا يوجد سوى هذا، ولا شيء آخر.
هل هو مِن عِلم عِلمكم؟ لا. إنّ العلم هو فيَّ وفي مذهبي، وحكمة الإنسان تتمثّل في إطاعته لي. فضول بلا خطر؟ لا. إنّها عدوى تتلقّون فيما بعد نتائجها. أقصوا الشيطان، إن أردتم أن تمتلكوا المسيح. أنا الصالح، لكنّني لا آتي للتعايش مع روح الشرّ. إمّا أنا، أو هو. اختاروا.
يا أيّتها "الناطقة بلساني" قولي هذا لِمَن ينبغي أن يُقال لهم. إنّها الكلمة الأخيرة الّتي ستتوجّه إليهم. وأنتِ ومرشدكِ، احترسا. إن البراهين تغدو حجج دحض بين يديّ العدوّ وأعداء أصدقائي. كونا متيقّظَين.
اذهبا مع سلامي.»