ج3 - ف46
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثالث / القسم الثاني
46- (المصائب تُساعِد على إقناعكم بِعَدَميَّتكم)
30 / 01 / 1944
يقول يسوع فيما بعد الرُّؤيا السابقة:
«لستُ أشرَح لكِ الإنجيل كما يشرحه الجميع. بل سوف أُسلِّط الضوء على ما يَسبق الحَدَث في الإنجيل.
لماذا كنتُ نائماً؟ أعَلى سبيل الصُّدفة، ولَم أكن أَعلَم أنّ العاصفة ستهبّ؟ بلى كنتُ أَعلَم. وقد كنتُ الوحيد الذي أَعرِف ذلك. وإذن لماذا كنتُ أنام؟
كان الرُّسُل بَشراً، يا ماريّا. تُحرّكهم نواياهم الحسنة، ولكنّهم بالرغم مِن ذلك، هُم "بشر" فقط. والإنسان يظنّ نفسه دوماً قادراً على كلّ شيء. وبعدئذ، عندما يصبح حقيقة قادراً على كلّ شيء، يصبح ممتلئاً بالاكتفاء والتمسّك "بإجادة العمل". بطرس وأندراوس ويعقوب ويوحنّا كانوا صيّادين ماهرين، ولهذا السبب كانوا يظنّون أنّ لا أحد يفوقهم في عمل الـمَراكِب. وأنا، بالنسبة إليهم، كنتُ "رابّي" عظيماً، إنّما عديم الكفاءة كبحّار. لذلك كانوا يعتبرونني غير أهل لمساعدتهم. وعندما يَصعَدون إلى الـمَركَب لاجتياز بحر الجليل، كانوا يرجونني البقاء جالساً، لأنّني غير أهل للقيام بشيء آخر. عاطفتهم كذلك كانت، مِن أجل شيء ما، فلم يكونوا يَبغون فرض أعباء مادّيّة عليَّ. ولكنّ تَشَبُّثهم "بإجادتهم العمل" كان يتجاوز العواطف أيضاً.
أنا لا أفرض نفسي إلّا في حالات استثنائيّة، يا ماريّا. بشكل عامّ، أنا أترككم أحراراً، وأنتَظِر. في ذلك اليوم كنتُ تَعِباً، وكانوا يرجونني أن أستريح، أي أن أدعهم يَعمَلون، وهُم المؤهَّلون لذلك. لذا نمتُ. وفي نومي كذلك كانت تتداخل تلك الواقعة، أنّ الإنسان هو "إنسان"، وأنّه يريد التصرّف بذاته، دون التنبّه إلى أنّ الله لا يطلب إلاّ أن نسأله العَون. وفي هؤلاء "الصُّمّ الروحيّين"، في هؤلاء "العميان الروحيّين"، كنتُ أرى كلّ الصُّمّ والعُميان الروحيّين الذين، على مدى عصور وعصور، يَمضون إلى خرابهم بإرادتهم "التصرّف بذواتهم"، بينما أكون أنا منحنياً على احتياجاتهم، في انتظار طَلَبهم العَون منّي.
عندما صَرَخَ بطرس: "أَنقِذنا!" سَقَطَت مرارتي مثل حصاة أَفلَتَت. فأنا لستُ "إنساناً"، بل أنا "الله-الإنسان". أنا لا أتصرّف كما تتصرّفون أنتم. فإنّكم عندما يَرفض أحد نصيحتكم وعَونكم، حينما تَجِدونه في ضيق، حتّى ولو لم تكونوا أشراراً كفاية لتَبتَهِجوا لذلك، فإنّ لديكم ما يكفي لتَحتقروه، فلا تُبالون به، بل وتَنظُرون إليه دون أن يحرّككم نداؤه لكم وطلبه العَون. وبسلوككم تجعلونه يُدرِك: "عندما رغبتُ في مساعدتكَ، أبَيْتَ. الآن دَبِّر نفسكَ". أمّا أنا فإنّني يسوع، إنّني الـمُخلِّص. وأنا أُخلِّص، يا ماريّا. أُخلِّص على الدوام، حالما يُنادونني.
يمكن للناس المساكين أن يَعتَرِضوا: "وإذن، فلماذا تسمح للعواصف المخصَّصة أو المعمَّمة أن تَحدُث؟" فإذا كنتُ، بِسُلطاني، أُدمِّر الشرّ، مهما يكن، فسوف تَعتَقِدون أنّكم أنتم فاعِلو الخير الذي هو، في الحقيقة، عطيّة منّي، ولا تَعودون تتذكّرونني على الإطلاق. على الإطلاق. فإنّكم، أيّها الأبناء المساكين، في حاجة إلى الألم ليذكّركم بأنّ لكم أباً. مِثل الابن الشاطر الذي تَذكَّرَ أنّ له أباً عندما عَضَّه الجُّوع.
المصائِب تساعد في إقناعكم بعَدَميَّتكم، بعدم صوابيّتكم، سبب أخطاء جَمّة، سبب شرّكم، سبب أحزان كثيرة وآلام كثيرة، سبب خطاياكم، سبب عقوبات كثيرة تجلبونها لأنفسكم، وهي سبب وجودي وسلطاني وصلاحي. هذا ما يقوله لكم إنجيل اليوم. إنجيلكم للساعة الحاليّة، أيّها الأبناء المساكين.
اطلُبوني. فيسوع لا ينام، إلاّ أنّه قَلِق مِن رؤيتكم بغير حُبّ تجاهه. نادوني وسآتي.»
آسَف لعدم مجيئكَ اليوم، لأنّكَ كنتَ سترى وجه غِبطة، وكنتُ أنا تمكّنتُ مِن معرفة إلامَ أتبدَّل، ذلك أنّ باولا تقول إنّها لاحَظَت ذلك رغم استمراري بالعمل، حتّى بأسرع مِن المعتاد، ولكنّها لا تعرف شرح المزيد... على الأقلّ أعرف أن أضبط نفسي، وبالمناسبة أفعَل مِثل موسى: أن أضع وِشاحاً على وجهي.