ج8 - ف14

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الثامن

 

14- (عظيمة للغاية هي شريعة السبت، عظيمة جدّاً هي وصيّة المحبّة)

 

11 / 01 / 1947

 

العشرة، متعبين ومكسوّين غباراً، يعودون إلى المنزل. يَسأَلون فوراً المرأة الّتي تحيّيهم فيما تفتح لهم الباب: «أين المعلّم؟»

 

«في الحرج هو، على ما أظنّ، يصلّي كما دوماً. لقد خرج مِن الصباح الباكر ولم يعد بعد.»

 

«وألم يذهب أحد للبحث عنه؟ وماذا يفعل هذان الاثنان؟!» يصيح بطرس مضطرباً.

 

«لا تقلق يا رجل. هو بأمان بيننا، كما في منزل أُمّه.»

 

«بأمان! بأمان! أتتذكّرون المعمدان؟ أكان بأمان؟»

 

«لم يكن كذلك لأنّه لم يعرف قراءة ما في قلب مَن كان يُحدّثه. إنّما إن سمح العليّ بهذا بالنسبة للمعمدان، فحتماً لن يسمح به بالنسبة لمسيحه. يجب أن تؤمن بذلك أكثر منّي بعد، أنا المرأة والسامريّة.»

 

«مريم على حقّ. إنّما إلى أين ذهب بالتحديد؟»

 

«لا أعرف. فهو تارة يذهب باتّجاه، وتارة باتّجاه آخر. أحياناً لوحده، أحياناً أخرى مع الأطفال الّذين يحبّونه كثيراً. إنّه يُعلّمهم أن يُصلّوا وهم يَرَون الله في كلّ شيء. أمّا اليوم فهو وحده، لأنّه لم يأتِ في الساعة السادسة. فحينما يكون الأطفال معه فهو يعود، لأنّهم عصافير يريدون الزقّة، في الأوقات المعتادة...» المرأة العجوز تبتسم، متذكّرة ربّما أطفالها العشرة، ومِن ثمّ تتنهّد… فالأفراح والآلام موجودة كذلك في ذكريات الحياة.

 

«ويهوذا ويوحنّا أين هما؟»

 

«يهوذا عند النبع. ويوحنّا يجمع الحطب. لقد نفذ الّذي عندي لأنّني غسلتُ ملابسكم كلّها كي أعطيكم إيّاها نظيفة عند رحيلكم.»

 

«ليعوّضكِ الله يا أُمّي. كثير هو العمل بسببنا...» يقول توما واضعاً يداً على الكتف النحيلة والمنحنية، كما ليلاطفها.

 

«آه!... ليس تعباً. إنّه كما لو كان عندي أطفال...» تقول وهي تبتسم، ودمعة تلمع في عينيها الغائرتين اللتين لامرأة عجوز.

 

«يعود يوحنّا مُثقَلاً بحزمة كبيرة مِن الحطب. ويبدو أنّ الممرّ المعتم إلى حدّ ما، يُنير عند مجيئه. لطالما لاحظتُ النور الّذي يبدو أنّه يسطع حيث يتواجد يوحنّا. فابتسامته العذبة للغاية، الصادقة، الطفوليّة، ونظرته الصافية والضاحكة كما سماء نيسان [أبريل] الجميلة، وصوته الـمَرِح حين يحيّي رفاقه بمودّة، هي مثل شعاع شمس أو قوس قزح سلام. الجميع يحبّونه، ما عدا يهوذا الاسخريوطيّ، الّذي لا أعلم إن كان يحبّه، أم هو يكرهه، إنّما الذي يحسده بالتأكيد، وغالباً ما يَسخر منه، ويسيء إليه في بعض الأحيان. لكنّ يهوذا غير موجود في هذه الآونة.

 

يساعدونه على إنزال حِمْله، ويسألونه أين يمكن أن يكون يسوع. كذلك يوحنّا يتخوّف بعض الشيء مِن التأخّر. إنّما، هو أكثر وثوقاً بالله مِن الآخرين، يقول: «أبوه يحفظه مِن الشرّ. يجب أن نؤمن بالربّ.» ويضيف: «إنّما تعالوا. إنّكم متعبون وقد كساكم الغبار. لقد أبقينا لكم أطعمة جاهزة وماءً ساخناً. تعالوا، تعالوا...»

 

يعود أيضاً يهوذا الاسخريوطيّ بأباريقه الممتلئة. «السلام لكم. هل كان سفركم سهلاً؟» يَسأَل، إنّما لا طِيبة في صوته. فيه مزيج مِن السخرية والاستياء.

 

«نعم. لقد بدأنا بالمدن العشر.»

 

«خوفاً مِن أن تُرجَموا أو مِن أن تُصابوا بالعدوى؟» يَسأَل الاسخريوطيّ بتهكّم.

 

«لا هذا ولا ذاك، إنّما مِن مُنطَلَق احتراس مُبتَدِئِين. هو أنا مَن اقترح ذلك. فأنا، وليس مِن قبيل توجيه لوم لكَ، قد شبتُ منكبّاً على الرقوق.» يقول برتلماوس.

 

يهوذا لا يردّ بشيء. يمضي إلى المطبخ، حيث يجدّد العائدون قواهم بما قد تمّ إعداده.

 

بطرس ينظر إلى يهوذا الّذي يمضي ويهزّ رأسه. لكنّه لا يتكلّم. تدّاوس، مِن جهته، يُمسك يوحنّا مِن كُمّه ويَسأَل: «كيف كان حاله في هذه الأيّام؟ أبهذه العصبية دوماً؟ كن صادقاً...»

 

«إنّني صادق دوماً يا يوضاس. إنّني أؤكّد لكَ بأنّه لم يسبّب ألماً. المعلّم يبقى تقريباً منعزلاً دوماً. أنا أبقى مع الأُمّ العجوز الطيّبة جدّاً، وأستمع لِمَن يأتي كي يكلّم المعلّم ومِن ثمّ أُخبره بذلك. أمّا يهوذا فيذهب إلى البلدة. لقد كَوَّن صداقات… ماذا تريدون! هو هكذا… إنّه لا يُحسِن البقاء ساكناً كما نُحسِن نحن ذلك...»

 

«بالنسبة لي ليفعل ما يريد. يكفيني ألّا يُسبّب ألماً.»

 

«لا. هذا لا. هو حتماً يصاب بالضجر. إنّما… ها هو المعلّم! إنّني أسمع صوته. إنّه يتحدّث مع أحدهم...»

 

يَهرعون خارجاً، ويَرَون يسوع، الّذي يتقدّم في الغسق الّذي يحلّ، مع طفلين على ذراعيه، وآخر متشبّث بثوبه، ويطمئنهم لأنّهم يبكون.

 

«ليبارككَ الله يا معلّم! إنّما مِن أين تأتي متأخّراً هكذا؟»

 

يسوع، وهو يدخل المنزل، يجيب: «إنّني آتٍ مِن عند اللصوص. وقد حظيتُ بغنيمة أنا كذلك. لقد سرتُ بعد مغيب الشمس، لكنّ أبي سوف يغفر لي ذلك، لأنّني أتممتُ عمل رحمة… خذهم يا يوحنّا، وأنتَ يا سمعان… إنّ ذراعيّ منهكتان… وأنا متعب حقّاً.» يجلس على مقعد قرب الموقد. يبتسم، هو متعب إنّما مسرور.

 

«مِن عند اللصوص؟ لكن أين كنتَ؟ مَن هم هؤلاء الأطفال؟ إنّما هل أكلتَ؟ أين كنتَ؟ ليس مِن الحكمة البقاء خارجاً هكذا في هبوط الليل وهكذا بعيداً!... كنّا قلقين. ألم تكن في الحرج؟» يتكلّمون كلّهم معاً.

 

«لم أكن في الحرج. لقد ذهبتُ صوب أريحا...»

 

«هذا تهوّر! فعلى تلك الدروب قد تُصادِف مَن يكرهونكَ!» يلومه تدّاوس.

 

«لقد سلكتُ الدرب التي عَلَّمونا إيّاها. منذ أيّام وأنا أودُّ الذهاب إلى هناك… ثمّة أشقياء ينبغي افتداؤهم. لم يكونوا يستطيعون أن يؤذوني. وقد ذهبتُ في الوقت المناسب بالنسبة لهؤلاء الأطفال. أعطوهم ليأكلوا. أظنُّ بأنهّم على الريق تقريباً، لأنّهم كانوا خائفين مِن اللصوص، وأنا لم أكن أحمل معي طعاماً. لو كنتُ وجدتُ راعياً على الأقلّ… لكنّ اقتراب حلول السبت قد جعل المراعي خاوية...»

 

«أجل! ليس سوانا مَن لا يحترم السبت منذ بعض الوقت...» يلاحظ يهوذا الاسخريوطيّ، الجارح دوماً.

 

«ما الّذي تقوله؟ إلى ماذا تُلمّح؟» يَسأَلونه.

 

«أقول أنّه لسبتين ونحن نعمل بعد الغروب.»

 

«يا يهوذا، أنتَ تعلم لماذا كان علينا أن نسير السبت الفائت. الخطيئة هي ليست دوماً على عاتق مَن يرتكبها، إنّما أيضاً على عاتق مَن يُرغِم على ارتكابها. واليوم… أَعلَم ذلك. تريد أن تقول لي بأنّني اليوم أيضاً قد انتهكتُ السبت. وأنا أجيبكَ بأنّه، إن كانت شريعة استراحة السبت عظيمة، فعظيمة جدّاً هي وصيّة المحبّة. لستُ مُلزماً أن أبرّر نفسي في عينيكَ. إنّما أفعل ذلك كي أُعلّمكَ الوداعة، التواضع، والحقيقة العظمى بأنّه أمام ضرورة مقدّسة ينبغي معرفة تطبيق الشريعة بمرونة روحيّة. في تاريخنا أمثلة على هذه الضرورة. لقد ذهبتُ عند الفجر صوب جبال أَدُمِّيم، لأنّني أعلم بأنّ هناك أشقياء نفوسهم مصابة ببرص مِن جرّاء الجريمة. كنتُ آمل أن أصادفهم، أن أتحدّث إليهم، أن أعود قبل الغروب. لقد وجدتهم. إنّما لم أستطع أن ألقي عليهم العِظة الـمُزمَعة، لأنّ أموراً أخرى كان يجب قولها… لقد وَجدوا هؤلاء الأطفال الثلاثة يبكون عند عتبة حظيرة بائسة مِن السهل. كانوا قد نزلوا ليلاً كي يسرقوا حملاناً وأيضاً كي يقتلوا الراعي إذا ما أبدى مقاومة. إنّ الجوع بَشِع على الجبال في الشتاء… وحين تعاني منه قلوب قاسية، فإنّه يجعل البشر أكثر شراسة مِن ذئاب. وبالتالي هؤلاء الأطفال كانوا هناك، برفقة راعٍ صغير بالكاد أكبر منهم وخائف مثلهم. إنّ والد الأطفال، لا أعرف لأيّ سبب، كان قد مات خلال الليل. ربّما كان قد عضّه حيوان ما، أو كان قد ضعف قلبه… كان بارداً على القش قرب النعاج. وقد لاحظ ذلك الابن البكر لأنّه كان نائماً بجانبه. وهكذا فإنّ اللصوص، حيث كان مِن الممكن أن يَقتلوا، قد وَجَدوا ميتاً وأربعة أطفال يبكون. فقد تركوا الميت، ودفعوا النعاج والراعي الصغير أمامهم، وكما لدى الأكثر شراسة يمكن أن يكون هناك شفقة لا تموت بسهولة، فقد جَمَعوا الأطفال أيضاً… وأنا وجدتُهم يتشاورون حول ما يجب عليهم فِعله. الأكثر شراسة كانوا يريدون قتل الراعي الصغير ذي الأعوام العشرة، الشاهد الخطير على سرقتهم ومخبئهم، والأقلّ شراسة أرادوا صرفه مهدّدين إيّاه، محتفظين بالقطيع. والجميع كانوا يريدون، بعد ذلك، الإبقاء على الأطفال الأصغر.»

 

«ليفعلوا بهم ماذا؟ ولكن أليس لديهم عائلة؟»

 

«الأُمّ ماتت. لذلك اصطحبهم الأب معه إلى المراعي الشتويّة، والآن كان يعاود الصعود، عابراً هذه الجبال، إلى منزله الخاوي. هل كان بإمكاني ترك الصغار للّصوص كي يجعلوهم شبيهين بهم؟ لقد كَلَّمتُهم… الحقّ أقول لكم إنّهم فهموني أكثر مِن كثيرين آخرين. لقد فهموا جيّداً بحيث تركوا لي الأطفال، وغداً سوف يرافقون الراعي الصغير إلى طريق شكيم [نابلس]. لأنّ في تلك الأرياف يقيم إخوة أُمّ هؤلاء. وفي الانتظار فقد احتضنتُ الصغار. وسوف أبقيهم معنا حتّى وصول الأقارب.»

 

«وتتصوّر أنّ اللصوص...» يقول الاسخريوطيّ، ويضحك…

 

«إنّني واثق مِن أنّهم لن يمسّوا شعرة مِن الراعي الصغير. إنّهم بائسون. يجب ألّا نحكم لماذا هم كذلك، بل يجب أن نحاول تخليصهم. إنّ عملاً صالحاً يمكن أن يكون بداية خلاصهم...» يسوع يحني رأسه، مستغرقاً لستُ أدري بأيّة فكرة.

 

الرُّسُل والمرأة العجوز يتحدّثون ويتبادلون فيما بينهم مشاعر رحمة، ويعملون جاهدين لطمأنة الأطفال الخائفين…

 

يسوع يرفع رأسه عند بكاء الأصغر، هو طفل أسمر في حوالي الثلاث سنوات، ويقول ليعقوب الّذي يجهد عبثاً في جعله يتناول الحليب: «أعطني الطفل واذهب لجلب كيسي...» ويبتسم لأنّ الطفل يهدأ على ركبتيه ويشرب بنهم الحليب الّذي كان يرفضه قبلاً. الآخران، الأكبر قليلاً، يتناولان الحساء الذي وُضِع أمامهما، إنّما دموع تسيل مِن عيونهما.

 

«واحسرتاه! كم مِن بؤس! هوذا! هو عدل أن نعاني نحن، إنّما الأبرياء!...» يقول بطرس الّذي لا يمكنه أن يرى الأطفال يعانون.

 

«إنّكَ خاطئ يا سمعان. فأنتَ تلوم الله.» يلاحظ الاسخريوطيّ.

 

«قد أكون خاطئاً، لكنّني لا ألوم الله. أقول فقط… يا معلّم، لماذا يجب أن يعاني الأطفال؟ هم ليس لديهم خطايا.»

 

«الجميع لديهم خطايا، أقلّه الخطيئة الأصليّة.» يقول الاسخريوطيّ.

 

بطرس لا يجيبه. إنّه ينتظر إجابة يسوع. ويسوع، الّذي يهدهد للطفل الّذي هو الآن شبعان ونعسان، يجيب: «يا سمعان، الألم هو نتيجة الخطيئة.»

 

«حسناً. إذن… فبعد أن تَنتزع الخطيئة، ألن يعود الأطفال يعانون؟»

 

«سوف يعانون بعد. لا تعثر بسبب ذلك يا سمعان. الألم والموت سيكونان دوماً على الأرض. حتّى الأكثر نقاوة يتألّمون وسوف يتألّمون. لا بل سيكونون هم مَن سوف يتألّمون عن الجميع. القرابين التكفيريّة للربّ.»

 

«لكن لماذا؟ لستُ أفهم...»

 

«كثيرة هي الأمور غير المفهومة على الأرض. أَقلَّه أَحسِنوا الإيمان بأنّها أمور تريدها المحبّة الكاملة. وعندما ستجعل النعمة الـمُعادة إلى البشر، الأكثر قداسة مِن بينهم، عالِـمين بالحقائق المحجوبة، عندها سوف يتمّ التبيّن بأنّ الأكثر قداسة بالضبط سوف يريدون أن يكونوا ضحايا، لأنّهم سيكونون قد فهموا قدرة الألم… لقد نام الطفل، أتأخذينه معكِ يا مريم؟»

 

«بالتأكيد يا معلّم. يُقال عندنا: إنّ الطفل الخائف، بنوم قصير وبكاء كثير، والطائر الّذي بلا عشّ، بحاجة لجناح أُمومي. إنّ سريري كبير، الآن حيث أشغله وحدي. سآخذ الأطفال وأعتني بهم. النعاس سيجعل هذين أيضاً ينسيان ألمهما. تعالوا، لنحملهم إلى السرير.»

 

تأخذ الصغير مِن على ركبتيّ يسوع وتمضي، يتبعها بطرس وفيلبّس، بينما يعود يعقوب بن زَبْدي حاملاً كيس يسوع.

 

يسوع يفتحه ويفتّش في داخله. يسحب منه ثوباً ثقيلاً، يبسطه، يلاحظ مقاسه. هو ليس راضياً. يبحث عن المعطف، الغامق مثل الثوب. يضعه جانباً ويغلق الكيس ليعيده ليعقوب.

 

يعود بطرس مع فيلبّس. وقد بقيت المرأة العجوز مع الأطفال الثلاثة، وبطرس يرى فوراً الثوبَين المبسوطَين الموضوعَين جانباً. يقول: «أتريد تبديل الملابس يا معلّم؟ حيث أنّكَ متعب، فإنّ حمّاماً ساخناً يجب أن يعيد إليكَ نشاطكَ. يوجد ماء وسوف ندفّئ الملابس، ومِن ثمّ سوف نتعشّى ونذهب لنرتاح. إنّ قصّة هؤلاء الأطفال المساكين قد هزّتني تماماً...»

 

يسوع يبتسم، إنّما لا يجيب على السؤال. يقول فقط: «لنسبّح الربّ الّذي قادني في الوقت المناسب كي أخلّص الأبرياء.» ثمّ يصمت، متعباً.

 

تعود المرأة العجوز بملابس الأطفال: «يجب تبديلها… إنّها ممزّقة ومغطّاة بالوحل… إنّما لم أعد أملك ملابس أبنائي كي أُبدّلها. سوف أغسلها غداً...»

 

«لا يا أُمّي، بعد انقضاء السبت سوف تخيطين ثلاثة أثواب صغيرة مِن هذين اللذين لي...»

 

«لكن يا ربّ، هل تعلم أنّه لم يعد لديكَ سوى ثلاثة أثواب؟ فإن أعطيت منها واحداً، فبماذا تبقى؟ هنا لا يوجد لعازر، كما حين أعطيتَ رداءكَ للبرصاء!» يقول بطرس.

 

«دعكَ مِن هذا. يبقى منها اثنان، وهما بالفعل كثيران بالنسبة لابن الإنسان. خذي يا مريم. غداً عند المغيب تبدأين عملكِ، وسيحظى الـمُضطَهَد بفرح إغاثة المسكين الّذي يُدرك معاناته.»