ج1 - ف14
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الأول
14- (العذراء الأبديّة لا تفكّر إلّا بأمر واحد: أن توجّه قلبها إلى الله)
30 / 08 / 1944
يقول يسوع:
«قال كبير الكَهَنَة: "سيري بحضوري وكوني كاملة". ولم يكن كبير الكَهَنَة يَعلَم أنّه يُكلِّم المرأة التي بكمالها لم تكن أدنى مِن أحد غير الله. إلاّ أنّه كان يتكلّم باسم الله، لهذا السبب كان الأمر الذي أعطاه مقدّساً. إنّه مقدّس على الدوام، وخاصّة بالنسبة للتي كانت ممتلئة حكمة.
لقد استَحَقَّت مريم أن "تُبادِرها الحكمة وتتجلّى لها أوّلاً" لأنّها "منذ البداية سَهرت على بابها، ورغبة منها في أن تتثقّف، للحبّ، أرادت أن تكون طاهرة للحصول على الحبّ الكامل، وتستحقّ أن تمتلك الحكمة كمعلِّمة لها."
بسبب تواضعها، لم تَعلَم أنّها امتَلَكَتها قبل أن تُولَد، وأن اتّحادها بالحكمة لم يكن يؤدّي سوى إلى استمرار دقّات قلبها الإلهيّة في الجنّة. لم تستطع تصوّر ذلك. وعندما قال الله لها كلمات رائعة في سكون قلبها، تواضَعَت لما جال في فِكرها، باعتباره خواطر كبرياء، وبرفعها قلباً نقيّاً نحو الله، قالت: "ارحم خادمتكَ، يا ربّ!"
آه! بالحقيقة إنّ الحكيمة بحقّ، العذراء الأبديّة، لم تكن تفكّر منذ مطلع يومها سوى "بتوجيه قلبها للربّ منذ فجر حياتها، والسَّهَر للربّ في الصلاة بحضوره تعالى" طالبة الغفران لضعف قلبها كما كانت تعتقد، بوحي مِن تواضعها، دون عِلمها بأنّها تستبِق طلبات الغفران للخطأة، وذلك هو ما فَعَلَتهُ فيما بعد، أمام الصليب، في الوقت ذاته مع ابنها الذي يموت.
"عندما يشاء الربّ العظيم، فيما بعد، ستمتلئ مِن روح الذكاء" وتُدرِك حينئذ رسالتها السامية. أمّا الآن فإنّها ليست سوى فتاة صغيرة في سلام الهيكل المقدّس تَعقد و"تعيد عَقد" أحاديثها ومودّتها وذكرياتها مع الله بشكل وثيق أكثر فأكثر.
هذا للجميع.
أما لكِ، يا ماريّتي الصغيرة، أليس لدى المعلّم ما يخصّكِ بقوله؟ "سيري بحضوري، وكوني لذلك كاملة". أُعَدِّل قليلاً الجملة المقدّسة، وأَجعَلُها أمراً لكِ. كاملة في الحبّ، كاملة في الجود وكاملة في العذاب.
انظري مرّة أخرى إلى الأُمّ. وتأمّلي بما يجهله الكثيرون أو يتعمّدون تجاهله، لأنّ الألم شيء مقيت لقصورهم ونفوسهم... فالألم قد رافَقَ مريم منذ الساعات الأولى لحياتها. أن تكوني كاملة كما كانت هي يعني أن يكون لكِ إحساس كامل. لذلك يجب أن يكون ألم التضحية أكثر فاعليّة، لأجل ذلك أيضاً كانت استحقاقاته أكثر. مَن يمتلك الطهارة يمتلك الحبّ، ومَن يمتلك الحبّ يمتلك الحكمة، ومَن يمتلك الحكمة يمتلك الجود والبطولة، لأنّه يَعلَم مِن أجل مَن يضحّي بنفسه.
ارفعي نفسكِ حتّى ولو حَنَى الصليب ظهركِ أو سحقكِ أو حتّى قتلكِ، فالله معكِ.»