ج5 - ف67

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الخامس/ القسم الثاني

 

67- (مرثا، مرثا، إنّكِ مهتمّة بأمور كثيرة)

 

14 / 08 / 1944

 

أُدرِك مباشرة أنّنا ما نزال نخوض بشخصية مريم المجدليّة، ذلك أنّني أراها أوّلاً بثوب لها بسيط ليلكيّ كزهرة البنفسج. بدون أيّة زينة ثمينة. شعرها مجدول بشكل بسيط ومنسدل على قفا العنق. تبدو أكثر شباباً ممّا كانت عليه في الحقبة التي كانت فيها رائعة تبرّج حقيقيّة. لم تَعُد لها النَّظرة الوقحة التي كانت "للخاطئة"، ولا النَّظرة الذليلة التي كانت لها لحظة سَمَاع مَثَل النعجة الضائعة، ولا الخجولة والمبلّلة بالدموع كالتي كانت ذاك المساء في قاعة الفرّيسيّ... الآن عينها وديعة، وقد استعادت صفاءها كعين طفل، حيث تسطع ابتسامة مُفعَمة سلاماً.

 

إنّها مُستَنِدة إلى شجرة على حدود مُلكيّة بيت عنيا وتنظر إلى الطريق. تنتظر. ثمّ تُطلِق صَرخَة فَرَح. تلتفت إلى البيت وثمّ تصرخ بقوّة كي تُسمَع، تَصرُخ بصوتها الرائع، المخمليّ وشديد الانفعال، الفريد: «ها قد وَصَل!... مرثا، لقد قالوها لنا. الرابّي هنا!» وتَهرَع لتفتح البوّابة الثقيلة التي تصرّ. لا تفسح المجال للخُدّام كي يَفعَلوا، وتَخرُج إلى الطريق، وذراعاها ممدودتان كطفل يمضي صوب أُمّه، وبصرخة فرح ودّيّة، تهتف: «رابّوني!» وتجثو عند قدميّ يسوع، وتقبّلهما وهما مُغبّرتان بتراب الطريق.

 

«السلام لكِ يا مريم. جئتُ أستريح تحت سقفكِ.»

 

«معلّمي!» تُكرِّر مريم وهي ترفع وجهها الـمُعَبّر عن احترام وحبّ ويقول أشياء كثيرة... شُكراً وبَرَكَة، فَرَحاً ودعوة للدخول، وغبطة لأنّه يَدخُل…

 

يَضَع يسوع يده على رأسها ويبدو أيضاً وكأنّه يمنحها الحلّة.

 

تَنهَض مريم، وإلى جانب يسوع تَدخُل سور الـمِلكيّة. في هذه الأثناء، يهرع الخُدّام ومرثا. الخُدّام مع الجِّرار والكؤوس، ومرثا مع حبّها الوحيد. ولكنّه عظيم للغاية.

 

الرُّسُل، وقد ألهبَهم الحرّ، يَشرَبون المرطّبات التي يقدّمها لهم الخُدّام. كانوا يودّون تقديمها أوّلاً ليسوع، ولكنّ مرثا سبقتهم. لقد أَخَذَت كأساً مِن الحليب وقَدَّمتها ليسوع. يُفتَرَض أنّها تَعلَم أنّ هذا يروق له كثيراً.

 

وعندما ارتوى التلاميذ، يقول لهم يسوع: «امضوا وأَعلِموا المؤمنين. سأحدّثهم هذا المساء.»

 

ما إن يَخرُج الرُّسُل مِن الحديقة حتّى يتفرّقون في اتّجاهات مختلفة.

 

يتقدّم يسوع بين مرثا ومريم.

 

«تعال يا معلّم.» تقول مرثا. «في انتظار لعازر، استعد نشاطكَ وخُذ قسطاً مِن الراحة.»

 

بينما هُم يَدخُلون إلى غرفة رطبة مُطِلّة على الرّواق الظّليل، مريم، التي كانت قد ابتعدت مسرعة، تعود مع إبريق ماء، يتبعها خادم يحمل طستاً. ولكنّ مريم هي التي تريد غسل قدميّ يسوع. تحلّ شريط حذائه المغبّر وتعطيه للخادم ليعيده منظَّفاً، وكذلك معطفه كي ينفض عنه الغبار. ثمّ تضع رجليه عميقاً في الماء الذي جَعَلَته الطيوب زهريّ اللون قليلاً، وتمسحهما، وتقبّلهما. بعد ذلك تغيّر الماء لتجلب ماء نظيفاً ليديه. وبينما هي تنتظر الخادم ومعه الحذاء، تجلس القرفصاء على السجّادة، عند قدميّ يسوع، تلامسهما بلطف، وقبل أن تُلبِسه الحذاء، تُقبِّلهما مرّة أخرى قائلة: «قدمان مقدّسان سارا كثيراً بحثاً عنّي!»

 

مرثا، الأكثر عمليّة في حُبّها، تُفكِّر في ما هو نافع بشريّاً وتَسأَل: «يا معلّم، مَن سيأتي بعد مِن تلاميذكَ؟»

 

ويُجيب يسوع: «لا أعرف بعد بالتحديد، إنّما بإمكانكِ التحضير لخمسة آخرين، إضافة إلى الرُّسُل.»

 

تَذهَب مرثا.

 

يَخرُج يسوع إلى الحديقة الظّليلة والرطبة. يرتدي فقط ثوبه الأزرق القاتم. المعطف، الذي طوته مريم بعناية، يبقى على مَقعَد في الغرفة. تَخرُج مريم مع يسوع. يمضيان عَبْر ممرّات معتنى بها جيّداً، بين جنائن الزهر، وصولاً إلى حوض سمك يبدو كمرآة وقعت في الخُضرة.

 

الماء الصافي جدّاً بالكاد يتحرّك هنا وهناك بفعل اختلاج سمكة أو الرذاذ الخفيف مِن نافورة ماء في الوسط. هناك مقاعد قرب الفسقيّة الكبيرة التي تبدو كبحيرة صغيرة تتفرّع منها أقنية صغيرة للريّ. حتّى إنّني أظنُّ أنّ إحداها تغذّي حوض السمك، والأخريات، الأصغر منها، تُستَخدَم في الريّ.

 

يَجلس يسوع على أحد المقاعد الملاصق للفسقيّة. تجلس مريم عند قدميه على العشب الأخضر الـمُصان. في البدء، لم يتكلّما. يُسَرّ يسوع بشكل واضح مِن الصمت والاستراحة في طراوة الحديقة. ومريم تستمتع بالنَّظَر إليه.

 

يَمرَح يسوع بماء الفسقيّة الصافي. يغمس فيه أصابعه. يمرّر أصابعه وكأنّه يمشط الماء مُحدثاً فيه مخوراً صغيرة (المخر هو أثر السفينة في الماء) ثمّ يترك يده تُغمس بكاملها في برودته. «كم هو جميل هذا الماء الصافي!» يقول.

 

«يا معلّم، هل يعجبكَ إلى هذا الحدّ؟» تقول مريم.

 

«نعم، يا مريم، لأنّه صافٍ للغاية. انظري. ليس فيه أثر للوحل. إنّه الماء، ولكنّه نقيّ للغاية حتّى ليبدو وكأنّ لا شيء هنا، كما لو أنّه ليس بعنصر، بل روح. يمكننا قراءة الكلمات التي تتبادلها الأسماك الصغيرة في العمق...»

 

«كما القراءة في عمق النُّفوس الطاهرة، أليس كذلك يا معلّم؟» وتتنهّد مريم بأسف مخفيّ.

 

يُلاحِظ يسوع التنهّد الذي تخنقه، ويقرأ الأسف الذي تُغلِّفه ابتسامة. ويُشفي في الحال كُربة مريم.

 

«النُّفوس الطاهرة، أين هي، يا مريم؟ إنّه لأسهل على الجبل أن ينتقل مِن أن يعرف مخلوق المحافظة على طهارة نفسه مِن نجاسات ثلاث. أشياء كثيرة تختلج وتختمر حول البالغ. ولا يمكنه دوماً أن يمنعها مِن أن تَلِج إلى الداخل. وليس هناك سوى الأطفال الذين يملكون نَفْساً ملائكيّة، النَّفْس الـمُصانة ببراءتهم مِن المعارف التي يمكنها أن تتحوّل إلى حمأة. لأجل هذا أُحبّهم كثيراً. أرى فيهم انعكاساً للطهارة اللامتناهية. إنّهم الوحيدون الذين يحملون في ذواتهم تلك الذكرى مِن السماء.

 

أُمّي هي المرأة ذات النَّفْس الطفوليّة. بل أكثر. إنّها المرأة ذات النَّفْس الملائكيّة. كذلك حوّاء عندما خَرَجَت مِن يديّ الآب. هل تتصوّرين يا مريم، ما كان يمكن للزنبقة الأولى أن تكون عليه في الحديقة الأرضيّة؟ إنّهم كثيرو البهاء كذلك أولئك الذين يقودون إلى هذا الماء. ولكنّ الأوّل الذي خَرَجَ مِن يديّ الخالق! هل كان زهرة أو ماسة؟ هل كان بتلات أو أوراقاً فضّيّة فائق النقاء؟ حسناً، إنّ أُمّي لأطهر مِن الزنبقة الأولى التي عَطَّرَت الرياح. وعِطر بتوليّتها التي لم تُمَسّ، يملأ السماء والأرض، وخلفها سوف يسير الأبرار إلى دهر الدهور.

 

الجنّة نور وعطر وتَناغُم. ولكن إذا كان الآب فيها لا يستمتع بتأمّل "الكلّيّة الجمال" التي تجعل مِن الأرض جنّة، وإن كان على الجنّة ألّا تمتلك مستقبلاً الزنبقة الحيّة التي فيها المدقّات الثلاث لنار الثالوث الإلهيّ، نور وعطر وتناغُم، فإنّ فَرَح الجنّة يتضاءل حتّى النصف. إنَّ طهارة الأمّ ستكون جوهرة الجنّة. ولكنّ الجنّة لا حدود لها! فما قولكِ عن مَلِك لا يملك سوى جوهرة واحدة في كنـزه؟ حتّى ولو كانت الجوهرة بامتياز؟

 

عندما أفتح أبواب ملكوت السماوات... -لا تتنهّدي يا مريم، لأجل هذا أنا أتيتُ- بَرَرة كثيرون وصغار سيَدخُلون، ثلّة طاهرة خلف أرجوان الفادي. إنّما ما يزال ذلك قليلاً لجعل السماوات آهلة بالدُّرَر، وتشكيل سكّان أورشليم الأبديّة. وبعد ذلك... عندما يُصبِح مذهب الحقّ والتقديس معروفاً لدى البشر، عندما يُعيد موتي النِّعمة للبشر، كيف يمكن للبالغين دخول السماوات، إذا كانت الحياة البشريّة البائسة وحل دائم مُدَنِّس؟ فإذن هل تصبح جنّتي حينئذ حكراً على الصغار؟ آه! لا! يجب معرفة كيف يُصبِح المرء طفلاً، إنّما الملكوت قد فُتح للبالغين كذلك.

 

كالأطفال... تلك هي الطهارة. هل ترين هذا الماء؟ يبدو صافياً جدّاً، ولكن لاحظي: يكفي أن أُحرِّك العمق بِقَصَبة حتّى يتعكّر. تطفو الفضلات والأوحال. وذاك الكريستال يصطبغ بالأصفر ولا يعود أحد يشرب منه. لكن لو نَزَعتُ القَصَبة، يعود السلام ويعود صفاء الماء وبهاؤه رويداً رويداً. القَصَبَة هي الخطيئة. هكذا هو الأمر بالنسبة إلى النُّفوس. ثِقي فإنّ الندامة هي التي تُطهِّر النُّفوس...»

 

تَصِل مرثا لاهثة: «أما زلتِ هنا يا مريم؟ وأنا أهتمّ بأمور كثيرة!... الوقت يمرّ. يوشك الضيوف على الوصول، ولدينا أشياء كثيرة نقوم بها. الخادمات يخبزن، والخُدّام يقطّعون اللحم ويطهونه. أنا أُجهِّز الشراشف والموائد والمشروبات. إنّما ما زالت لدينا الفواكه للقطاف والماء بالنعناع والعسل للتحضير...»

 

مريم تَسمَع أقلّ ما يمكن تَشكّيات أختها. ومع ابتسامة غِبطة، تستمرّ في النَّظر إلى يسوع دون أن تتحرّك مِن مكانها.

 

تطلب مرثا العَون مِن يسوع: «يا معلّم، انظر كم أتصبّب عَرَقاً. أما يعنيكَ أن أعمل في التحضير وحدي؟ قُل لها أنتَ أن تساعدني.» مرثا مُستاءة بحقّ.

 

يَنظُر إليها يسوع مع ابتسامة نصف لطيفة، نصف ساخرة قليلاً، أو بالحري تهكّمية.

 

تمتعض مرثا قليلاً: «أنا جادّة في كلامي، يا معلّم. انظر إليها كيف هي عاطلة عن العمل بينما أنا أعمل. وهي هنا تَنظُر...»

 

يتّخذ يسوع وضعاً أكثر جدّيّة: «هذه ليست عطلة عن العمل، يا مرثا. إنّه الحبّ. العطلة عن العمل كانت في السابق. وقد بكيتِ كثيراً لتلك العطلة المخزية. دموعكِ سَرَّعَت مسيرتي لأخلّصها لي وأعيدها إلى مودّتكِ النـزيهة. هل تودّين منافستها على حبّها لـمُخلِّصها؟ إذن هل أنتِ تُفضِّلين أن تكون بعيدة عن هنا كي لا تراكِ تعملين، إنّما أيضاً بعيدة عنّي؟ مرثا، مرثا! هل ينبغي لي القول لكِ إنّها (ويضع يسوع يده على رأسها)، وهي الآتية مِن البعيد جدّاً، قد تجاوزتكِ في الحبّ؟ هل ينبغي لي القول إنّها، وهي التي لم تكن تعرف كلمة واحدة عن الخير، هي الآن عالمة في عِلم الحبّ؟ دعيها في سلامها! كانت مريضة للغاية! والآن الناقهة التي تعود إلى الصحّة بشرب الشرابات التي تقوّيها. لقد كانت مضطربة للغاية... الآن، وقد خَرَجَت مِن الكابوس، هي تنظر حولها وفي داخلها، وتكتشف نَفْساً لها جديدة وتكتشف عالماً جديداً. دعيها تمنح نفسها الأمان. فإنّها "بجديدها" ينبغي لها أن تنسى الماضي وتكسب الأبديّة... فلن يستميلها العمل فقط، إنّما العبادة كذلك. فمن يَهِب رغيف خبز لرسول أو لنبيّ سيكون له أجر، ولكن الأجر سيكون مضاعفاً لِمَن ينسى حتّى طعامه ليحبّني، لأنّ روحه سيكون أعظم مِن جسده، روحاً يصرخ بشكل يفوق الاحتياجات البشريّة، حتّى المشروعة. أنتِ مهتمّة بأمور كثيرة، يا مرثا. بالنسبة إليها، ليس سوى واحد. ولكنّه الذي يكفي روحها وخاصّة ربّها الذي هو كذلك ربّكِ. دعي الأشياء عديمة الجدوى. اقتدي بأختكِ. مريم اختارت النصيب الأوفر. النصيب الذي لا يُنـزع منها. عندما سيتمّ تجاوز كلّ الفضائل، لأنّها لن تعود ضرورة لسكّان الملكوت، الوحيدة التي تبقى هي المحبّة. سوف تبقى على الدوام. هي فقط، سلطانة. ومريم اختارتها، وقد اتّخذتها كترس وعصا. بها، كما على أجنحة ملائكة، ستصل إلى سمائي.»

 

مرثا، وقد اتّضعت، تخفض رأسها وتمضي.

 

«أختي تحبّكَ كثيراً وتتفانى في تكريمكَ...» تقول مريم لتجد لها العُذر.

 

«أنا أعلم ذلك وسوف تُكافأ عليه. ولكنّها في حاجة لأن تتطهّر، كما تطهّر هذا الماء، مِن طريقة تفكيرها البشريّة. انظري كيف استعاد الماء صفاءه بينما كنا نتكلّم. ومرثا سوف تتطهّر بفضل الكلام الذي قُلتُه لها. وأنتِ... أنتِ، بصدق ندامتكِ...»

 

«لا، بل بغفرانكَ، يا معلّم. فندامتي لم تكن لتكفي لتغسل خطيئتي الكبيرة...»

 

«كان كافياً وسوف يكون كذلك لكلّ أخواتكِ اللواتي سوف يقتدين بكِ. لكلّ المساكين مشوّهي الروح. الندامة الصادقة مرشّح (فلتر) يُطهِّر؛ بعدئذ يكون الحبّ هو الجوهر الذي يحفظ مِن كلّ وصمة جديدة. هذه هي الحجّة التي مِن أجلها يمكن للذين جَعَلَتهم الحياة كُهولاً وخَطَأَة أن يعودوا إلى براءة الأطفال ويدخلوا مثلهم في ملكوتي. فلنذهب الآن إلى البيت. فلا تبقى مرثا كثيراً في ألمها. فلنحمل إليها ابتسامتنا كصديق وكأخت.»

 

يقول يسوع:

 

«لا حاجة إلى التعليق. مَثَل الماء هو التعليق على عمل النَّدامة في القلوب.

 

هكذا أَصبَحَ لديكِ الدَّورة الكاملة لمريم المجدليّة. مِن الموت إلى الحياة. إنّها أعظم القائمين مِن الموت في إنجيلي. إنّها قائمة مِن سبع ميتات. لقد عادت إلى الحياة. لقد رأيتِها كنبتة مُزهِرة ترتفع ساق زهرتها الجديدة مِن الوحل أكثر فأكثر سموّاً، لتُزهر فيما بعد لي أنا، وتفوح عطورها لي أنا، وتموت مِن أجلي أنا. لقد رأيتِها خاطئة، ثمّ، عطشى، تدنو مِن النبع، ثمّ نادمة، ثمّ مغفوراً لها، ثمّ عاشقة، ثمّ منحنية بإشفاق على جسد ربّها الهامد، ثمّ خادمة للأُمّ، التي تحبّها لأنّها أُمّي، أخيراً تائبة على عَتَبَة جنّتها.

 

أيّتها النفوس التي تخاف، تعلّمي ألاّ تخافي منّي مِن خلال قراءة حياة مريم المجدليّة.

 

أيّتها النفوس التي تحبّ، تعلّمي منها الحبّ بحرارة ملائكيّة.

 

أيّتها النفوس التي تاهت، تعلّمي منها العِلم الذي يُهيّئ للسماء.

 

أبارككم لأساعدكم على السموّ.

 

اذهبي بسلام.»