ج1 - ف10
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الأول
10- (ها هي الطفلة الكاملة ذات قلب الحمامة)
28 / 08 / 1944
يقول يسوع:
«يتكلّم سليمان بالحكمة: "إذا ما كان أحد صغيراً جدّاً، فليأتِ إليّ." وفي الحقيقة مِن قلعته، مِن أسوار مدينته، كانت الحكمة الأزليّة تقول للطفل الأزليّ: "تعال إليّ" كان يتحرّق شوقاً للحصول عليه، فيما بعد، ابن الطفلة الكلّيّة الطهر يقول: "دعوا الأطفال يأتون إليّ فإنّ لهؤلاء ملكوت السماوات، ومَن لم يصبح شبيهاً بهم لا مكان له في ملكوتي".
تتلاقى الأصوات، وبينما ينادي صوت السماء مريم الصغيرة: "تعالي إليّ"، صوت الإنسان يقول، ويفكّر بأُمّه بقوله: "تعالوا إليّ إذا ما عرفتم أن تكونوا كالأطفال".
أعطيكم المثال في أُمّي.
هي ذي الطفلة الكاملة، ذات قلب الحمامة، البسيط والطاهر، تلك التي لم تُصِبها السنوات والاتّصال بالعالم ببربريّة فسادهم، بطرقهم الملتوية والكاذبة، فلقد لَفَظَت مريم هذا الاتصال. تعالوا إليّ وأنتم تنظرون إليها.
أنتَ يا مَن تَنظُر إليها، قُل لي: هل اختلفت نظرتها الطفوليّة عن التي رأيتَها فيها عند أقدام الصليب، أو في غبطة العنصرة، أو ساعة غَشَت جفونها عينيها، عيني الغزالة، في نومها الأخير؟ لا. هنا نظرة الطفل الحائر والمندَهِش، ثمّ نظرة الاندهاش والاحترام للبشارة، بعد ذلك النّظرة المغبوطة لأُمّ بيت لحم، ثمّ نظرة العبادة لتلميذتي الأولى السامية، ثمّ النظرة الممزِّقة لمعذَّبة الجلجلة، ثمّ النّظرة المشعّة في القيامة وفي العنصرة، وبعد ذلك النظرة المغشيّة للنومة المنتشية للرؤيا الأخيرة. إنّما كذلك أن تُفتَح على الرؤيا الأولى حال انغلاقها مُنهَكَة على آخر شعاع نور، بعد رؤية الكثير مِن الأفراح والرعب، فالعين تصبح صافية، نقيّة، جزءاً ساكناً مِن السماء التي تسطع، مستوية دائماً، تحت جبهة مريم. فالغضب والكذب والدَّنَس والبغض والفضول لم يمسسها شيء منها بسُحُبها المدخِّنة.
هي العين التي تنظر إلى الله بحبّ، وسط البكاء أو الضحك (وسط الأحزان والأفراح)، والتي مِن أجل حبّ الله تُلاطِف وتُسامِح، وتحتمل كلّ شيء، وحبّ الله يجعلها منيعة ضدّ هجمات الشرّ، التي كثيراً ما استَخدَمت العين للولوج إلى القلب. العين النقيّة، الوديعة، المباركة التي يمتلكها الأطهار، القدّيسون، أولئك العاشقون لله.
لقد قلتُها: "العين سراج الجسد، ولكن لو كانت العين مريضة فجسدكَ كلّه يكون في الظلام." القديسون كانت لهم هذه العين التي هي نور للروح وخلاص للجسد لأنّهم، مِثل مريم، طوال حياتهم لم ينظروا إلاّ إلى الله وأكثر أيضاً: تذكّروا الله.
سأشرح لكِ، أيّتها الصوت الصغير، معنى هذه الكلمة الأخيرة التي قلتُها لكِ.»