ج4 - ف87

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الرابع

{تابع السنة الثانية في الحياة العلنية}

الكتاب الثاني / القسم الأوّل

 

87- (مشلول بِركة بيت حِسدا)

 

21 / 07 / 1945

 

يسوع في أورشليم، وبالتحديد بالقرب مِن قلعة أنطونيا، ومعه كلّ الرُّسُل عدا الاسخريوطيّ. جَمع غفير يسير باتّجاه الهيكل. الجميع بثياب العيد، الرُّسُل، كما بقيّة الحجّاج، لذلك أنا أظُنُّ أنّها أيّام عيد العنصرة. عدد كبير مِن المتسوِّلين يَندَسّون بين الجمع، يَشكون شقاءهم، مُردِّدين لازِمات مُثيرة للشفقة، ويتوجّهون إلى أفضل الأمّاكن، جانب بوّابات الهيكل، وعند تقاطع الطرق التي تتوافد منها الجموع. يمرّ يسوع وهو يعطي الصَّدَقات لهؤلاء المساكين الذين يتفنّنون في عرض أنواع شقائهم أثناء روايتها. لديَّ انطباع أنّ يسوع قد فَرغ مِن زيارة الهيكل، ذلك أنّني أَسمَع الرُّسُل يتحدّثون عن غَمَالائيل الذي تظاهَرَ بعدم رؤيتهم، رغم أنّ استفانوس، أحد طلابه، كان قد أَعلَمَه بمرور يسوع.

 

كذلك أَسمَع برتلماوس يَسأَل رفاقه: «تُرى ما الذي قَصَدَه أحد الكَتَبَة بهذه الجملة: "قَطيع مِن خِراف الذَّبح"؟»

 

فيجيب توما: «كان يتحدَّث عن أمر يخصّه.»

 

«لا. بل كان يُشير إلينا بإصبعه. وقد رأيتُهُ جيّداً. ثُمّ إنّ الجملة الثانية أتت تأكيداً للأولى: "عمّا قليل سوف يُجَرّ الحَمَل كذلك، ومِن ثُمّ يُقاد إلى الذَّبح".»

 

فيؤكِّد أندراوس: «نعم، ذلك ما سَمِعتُهُ أنا.»

 

«حسناً! ولكنّني أتحرّق شوقاً للعودة إلى الوراء وسؤال رفيقه الكاتب: ماذا يعرف عن يهوذا بن سمعان.» يقول بطرس.

 

«ولكنّه لا يعرف شيئاً! فهذه المرّة، يهوذا ليس موجوداً، لأنّه مريض حقّاً، ونحن نَعلَم ذلك. ومِن الـمُحتَمَل أنّه عانى كثيراً مِن الرحلة التي قمنا بها. فنحن أكثر مقاومة وتحمّلاً، بينما هو عاش هنا برخاء. وهو يشعر بالتعب بسرعة.» يجيب يعقوب بن حلفى.

 

«نعم. نعرف. ولكنّ الكاتب قال: "المجموعة ينقصها الحِرباء". أليست الحِرباء هي الحيوان الذي يُغيِّر لونه حسب مزاجه؟» يَسأَل بطرس.

 

«نعم يا سمعان. ولكنّه بالتأكيد، أراد القول إنّ ثيابه جديدة على الدوام. إنّه يُعنى بذلك، فهو شاب؛ ويجب أن نَعذره...» يقول الغيور بلهجة استرضائيّة.

 

«وهذا، كذلك، صحيح. ومع ذلك!... يا لها مِن جملة غريبة!» يستنتج بطرس.

 

«يبدو أنّهم يتهدّدوننا على الدوام.» يقول يعقوب بن زَبْدي.

 

«الواقع هو أنّنا نعرف أنّنا مهدَّدون، ونرى التهديدات حتّى حيث لا وجود لها...» يُبدي يوضاس تدّاوس ملاحظته.

 

«ونَرى أخطاء حتّى حيث لا وجود لها.» يستنتج توما.

 

«إنّها الحقيقة! الوسواس أمر بَشِع... مَن يدري كيف هي حال يهوذا اليوم؟ وفي أثناء ذلك، يستمتع بهذه الجنّة ووجود هؤلاء الملائكة... كنتُ سأُسَرُّ بالمرض أنا كذلك للحصول على كلّ تلك المتعة!» يقول بطرس.

 

ويجيبه برتلماوس: «لنأمل أن يُشفى قريباً. يجب إنّهاء الرحلة، ذلك أنّ موسم الحرارة يُداهِمنا.»

 

«آه! لا تنقصه العناية، ثمّ... إنّ المعلّم سيفكّر بذلك إذا ما اضطرّ الأمر.» يؤكّد أندراوس.

 

«عندما تركناه كانت حرارته مرتفعة جدّاً. لستُ أدري كيف أُصيب بها هكذا...» يقول يعقوب بن زَبْدي.

 

ويجيبه متّى: «كيف تأتي الحرارة؟ إنَّها تأتي لأنّه ينبغي لها أن تأتي. ولكنّ الأمر لا يهم. المعلّم غير قَلِق على الإطلاق. لو كان رأى في ذلك خطراً، لما غادَرَ قصر يُوَنّا

 

بالفعل، فإنّ يسوع غير قَلِق على الإطلاق. إنّه يتحدّث إلى مارغزيام ويوحنّا، ويتقدّم وهو يَمنَح الهِبات. مِن المؤكَّد أنّه يشرح للطفل أشياء كثيرة، إذ أراه يشوّر ليدلّه على هذه وتلك مِن التفاصيل. يتوجّه إلى طرف جدار الهيكل، عند الركن الشماليّ الشرقيّ. فهناك جمع غفير يتوجّهون إلى مكان توجد فيه أروقة تَسبق بوّابة، أَسمَعهُم يُطلِقون عليها: «بوّابة القطيع».

 

«إنّها حوض الغَنَم، بِركة بيت حِسدا. الآن انظر جيّداً إلى الماء. أَتَرَى كَم هو ساكن في هذا الوقت؟ سترى، بعد قليل، أنّ حركة ستطرأ عليه، ويرتَفِع حتّى يُلامِس تلك الإشارة الرطبة. هل تراها؟ إنّ ملاك الربّ يَهبط، ويَشعُر الماء بوجوده، ويُجلّه حسب ما يستطيع. والملاك يَحمِل إلى الماء أمر شفاء الإنسان الذي يُسارِع إلى النُّـزول فيه. هل ترى هذا الجّمع؟ إنّ عدداً كبيراً جدّاً منهم غافلون، ولا يَرَون الحركة الأولى للماء، أو إنّ الأقوى يَدفَع الأضعف بدون شفقة. يجب عدم الغَفلة مُطلقاً عن وجود إشارات مِن الله. يجب جَعل النَّفْس متيقّظة على الدوام، لأنّ أحداً لا يَعلَم متى يَظهَر الله أو يُرسِل ملاكه. ويجب ألّا يكون المرء أنانيّاً، حتّى في أمور الصحّة. مَرَّات كثيرة يَفقد هؤلاء المساكين الخير الناجم عن مجيء الملاك، لأنّهم يَظَلّون يتناقشون فِيمَن يَلمس الماء أوّلاً، أو فِيمَن يكون الأكثر حاجة إلى ذلك. ويَشرح يسوع ذلك كلّه لـمارغزيام الذي يَنظُر إليه بعينين مُحَملِقَتين، مُتنبِّهَتين، وهو يُراقِب الماء في ذات الوقت.

 

«هل يمكن رؤية الملاك؟ إنّ هذا لَيُسعدني.»

 

«لاويّ، راعٍ في مثل سنّكَ، قد رآه. فانظر جيّداً، أنتَ كذلك، وكُن مستعدّاً لتكريمه.»

 

لَم يَعُد الطفل يَغفَل، فعيناه تَتَناوَبان النَّظَر تارّة إلى الماء، وتارّة إلى ما فوق الماء. ولم يَعُد يَسمَع شيئاً ولا يرى شيئاً آخر. وفي تلك الأثناء، يَنظُر يسوع إلى ذلك الجمع مِن العاجزين، العميان، المعاقين والمشلولين، وهم ينتظرون. وكذلك الرُّسُل يَنظرون بإمعان. تتلاعب الشمس بالنور فوق الماء، وتجتاح، بشكل مَلكيّ، الصفوف الخمسة مِن الأروقة المحيطة بالبِركة.

 

«هو ذا! هو ذا!» يَهتف مارغزيام: «الماء يَنتَفِخ، يتحرّك، يَسطَع! يا له مِن نور! الملاك!»... ويجثو الطفل.

 

بالفعل، فإنّ السّائل في البِركة، أثناء تحرّكه، يبدو وكأنّه يزداد حجماً، بفعل مَوجة مُفاجِئة وكبيرة، تَنفُخه، وتَرفَعهُ إلى الحافة. ويَسطَع الماء مثل مرآة تحت الشمس. وميض مُبهِر مَدى بُرهة. ويَنـزِل أعرَج بسرعة في الماء، لِيَخرُج منه بعد قليل، بساقه الموسومة بآثار جرح كبير، وقد شُفِيَت تماماً. يتشكّى الآخرون ويتشاجرون مع الرجل الذي شُفِيَ. يقولون له إنّه، في النهاية، كان لا يزال يستطيع العمل، بينما هُم فلا. ويمتدّ الشِّجار.

 

يَنظُر يسوع حوله فيرى مشلولاً، طريح الفراش، يبكي بهدوء. يدنو منه، ينحني ويلاطفه سائلاً إيّاه: «أتبكي؟»

 

«نعم، فلا أحد يُفكّر بي على الإطلاق. أبقى هنا، أبقى هنا، والجميع يُشفَون أمّا أنا فلا، على الإطلاق. ها قد مضت أعوام ثمانية وثلاثون وأنا مُلقى على ظهري. لقد صَرَفتُ كلّ ما أملك، وقد مات ذويَّ، ويعتني بي الآن أحد أقاربي البعيدين، وهو يأتي بي صباحاً إلى هنا، ويُعيدُني في المساء... ولكنّ هذا يجعلني أشعُر بأنّني أُثقِل عليه. آه! أودُّ لو أموت!»

 

«لا تَغتمّ. لقد صَبِرتَ كثيراً، وآمنتَ! وسوف يستجيب الله لدعائكَ.»

 

«آمُل ذلك... إنّما تنتابني ساعات يأس. أنتَ طيّب وصالح، إنّما الآخرون... بإمكان الذي شُفِيَ، كعرفان جميل لله، أن يبقى هنا قليلاً لإعانة الإخوة الذين لا حول لهم ولا قوّة...»

 

«بالفعل، ينبغي له القيام بذلك. إنّما لا يكن فيكَ حقد. فَهُم لا يُفكِّرون بذلك، ليس مِن قَبيل سوء النيّة. إنّه فرح الشفاء، وهو يجعلهم أنانيّين. اغفر لهم...»

 

«أنتَ صالح، ولا تتصرّف هكذا. أنا أحاول جرّ نفسي على يديّ إلى هنا، حينما يتحرّك ماء البركة. إنّما هناك مَن يَسبقني على الدوام، ولا يمكنني المكوث قرب الحافّة، فأُداس بالأرجل. وحتّى ولو بقيتُ هنا، فَمَن يُعينني على النُّـزول إلى الماء؟ لو كنتُ رأيتكَ قَبلاً لكنتُ طلبتُ ذلك منكَ...»

 

«أتريد حقاً أن تَبرأ؟ إذاً، قُم، احمل سريركَ وامشِ.» وانتَصَبَ يسوع لِيُصدِر أمره، ويبدو وهو يَنهَض، وكأنّه يُنهِض معه المشلول الذي يَقِف، ثمّ يسير خطوة، اثنتان، ثلاث، كما لو أنّه لا يُصدِّق، وذلك خلف يسوع الذي يَمضي، وبما أنّه يمشي حقيقة، يُطلِق صيحة تجعل الجميع يَلتَفِتون.

 

«ولكن مَن تكون؟ قُل لي بحقّ الله! أيمكن أن تكون ملاك الربّ؟»

 

«أنا أكثر مِن ملاك. اسمي الرحمة. امضِ بسلام.»

 

يتجمهرون جميعاً. يَودُّون الكلام. يَودُّون الشفاء. ولكنّ حُرّاس الهيكل يَهرَعون. أظنُّهم يَحرسون البِركة كذلك، ويُفرِّقون هذا التجمُّع الصاخِب بالتهديدات.

 

يَحمل المشلول سريره -وهو عِبارة عن عارِضَتَين، ثُبِّت عليهما زوجان مِن الدواليب، وسُمِّرت عليهما كذلك قطعة مِن القماش البالي- ويَمضي سعيداً وهو يَهتف ليسوع: «سوف ألقاكَ ثانية. لن أنسى اسمكَ ووجهكَ.»

 

أمّا يسوع فيختلط بالجمع ويمضي، في وجهة أخرى، صوب الجدران. ولكنّه لَم يَكَد يتجاوز الرُّواق الأخير، حتّى وَصَلَ رهط مِن اليهود، مِن أسوأ الطَّبَقات، وكأنّهم مَدفوعون برياح عاتية، يتأجَّجون برغبة التفوّه بالشتائم ليسوع. يبحثون، يَنظُرون، ويتقصّون. ولكنّهم لا يتوصّلون إلى إدراك مَن هو المقصود، ويمضي يسوع، بينما أولئك، وقد خاب فَألهم، يُهاجِمون المشلول المسكين، الـمُبرأ والسعيد، ويتّهمونه: «لماذا تَحمِل هذا السرير؟ اليوم سبت. وهذا غير مسموح به لكَ.»

 

يَنظُر إليهم الرجل ويقول: «أنا لا أعرف شيئاً. جُلّ ما أعرفه هو أنّ الذي شفاني قال لي: "احمل سريركَ وامش". هذا ما أعرفه.»

 

«بالتأكيد هو شيطان، لأنّه أَمَرَكَ أن تَنتَهِك السبت. كيف كان؟ مَن كان؟ أكان يهوديّاً؟ جليليّاً؟ صابئاً؟»

 

«لا أدري. كان هنا. رآني أبكي، ودنا منّي. حَدَّثَني. شَفاني. ومضى مُمسِكاً بيده طفلاً، أظنُّه ابنه، إذ يُحتمل أن يكون له ابن في مثل هذا السن.»

 

«وَلَد؟ إذاً ليس هو!... ماذا قال إنّ اسمه؟ ألم تَسَلْه؟ لا تكذب!»

 

«لقد قال لي إنّ اسمه الرحمة.»

 

«أبله أنتَ! فهذا ليس اسماً!»

 

يَرفَع الرجل كتفيه ويمضي.

 

يقول آخرون: «بالتأكيد كان هو. حنانيا وزكّا، مِن الكَتَبَة، شاهَدَاه في الهيكل.»

 

«إنّما هو لا أولاد له!»

 

«ومع ذلك فإنّه هو. لقد كان مع تلاميذه.»

 

«ولكنّ يهوذا لَم يكن. وإنّه هو مَن نَعرف جيّداً. الآخرون... قد يكونون أناساً عاديّين.»

 

«لا. كانوا هُم.»

 

ويستمرّ الجدال، بينما تمتلئ الأروقة بالمرضى…

 

يَعود يسوع ويَدخُل الهيكل مِن جهة أخرى، مِن الجانب الغربي، الذي هو في مواجهة المدينة. يتبعه الرُّسُل. يَنظُر يسوع حوله، وأخيراً يَرى الذي يبحث عنه: يوناثان، الذي كان يبحث عنه بدوره.

 

«إنَّه أفضل يا معلّم. الحرارة تهبط. كذلك أُمّكَ تقول إنّها تَأمُل التمكّن مِن المجيء السبت القادم.»

 

«شكراً يا يوناثان، لقد كنتَ دقيقاً في موعدكَ.»

 

«ليس كثيراً، فلقد استوقَفَني مكسيمين صديق لعازر. إنّه يبحث عنكَ. لقد ذَهَبَ إلى رُواق سليمان.»

 

«سوف أمضي للقائه. السلام معكَ، واحمل سلامي إلى أُمّي وإلى النساء التلميذات بالإضافة إلى يهوذا.»

 

ويَمضي يسوع مُسرِعاً إلى رُواق سليمان، حيث يَجِد مكسيمين بالفعل.

 

«عَرف لعازر أنّكَ هنا. وهو يودُّ رؤيتكَ ليقول لكَ أمراً هامّاً. هل تأتي؟»

 

«بدون أيّ شكّ وبلا تأخير. يمكنكَ القول له أن ينتظرني في بحر هذا الأسبوع.»

 

وبعد بضعة كلّمات يَمضي مكسيمين كذلك.

 

«لنَمْضِ ونُصَلِّ، طالما عُدنا إلى هنا.» يقول يسوع ذلك ويَمضي إلى ردهة اليهود.

 

ولكنّه يلتقي المشلول الـمُبرأ بالقرب مِن ذلك المكان، وقد أتى ليشكر الربّ. يَراه الـمُبرأ بمعجزة وسط الجمع، فيحيّيه بفرح، ويَروي له ما حَدَث أمام البِركة بعد رحيله. ويُنهي: «أحدهم، وقد دُهِشَ مِن رؤيتي معافى، قال لي مَن تكون. أنتَ هو مَسيّا. صحيح؟»

 

«أنا هو. إنّما حتّى لو كنتَ شُفيتَ بالماء أو بِقُدرة أخرى، فإنّ واجبكَ تجاه الله يبقى هو هو، إنّه واجب استخدام صحّتكَ استخداماً جيّداً ، لتتصرّف بشكل جيّد. لقد شُفيتَ. اذهب إذاً، بنوايا صالحة، وعاوِد نشاطات حياتكَ، ولا تَعُد تُخطئ، فلا يعاقبكَ الله بعد. وداعاً. امض بسلام.»

 

«أنا رجل مسنّ ولا أعرف شيئاً... ولكنّني أودُّ لو أتبعكَ لأخدمكَ ولأتعلّم. فهل تَقبَلني؟»

 

«أنا لا أردُّ أحداً. إنّما فَكِّر ملياً قبل أن تأتي، وإذا قَرَّرتَ تعال.»

 

«أين؟ لستُ أدري أين تَذهب...»

 

«عَبْر العالم. ففي كلّ مكان سَتَجِد بعضاً مِن تلاميذي يقودونكَ إليَّ. وليُنر الله بصيرتكَ مِن أجل الأفضل.»

 

يَمضي الآن يسوع إلى مكانه ويُصلّي.

 

لستُ أدري ما إذا كان الـمُبرأ بمعجزة قد مضى تلقائيّاً للقاء اليهود، أو إذا كان أولئك، كونهم بالمرصاد، قد أوقَفوه لِيَسألوه إذا ما كان الذي حَدَّثَه هو نفسه الذي شَفاه بشكل عجائبيّ. الذي أَعلَمهُ هو أنّ الرجل يتحدّث إلى اليهود ثمّ يَمضي، بينما يمضي أولئك إلى جانب السلّم الذي يُفتَرَض أن يَنـزل منه يسوع للعبور إلى الباحات الأخرى والخروج مِن الهيكل. عندما يَصِل يسوع، يُبادِرونه دون إلقاء التحيّة بالقول: «أتستمرّ في نقض السبت إذن، رغم كلّ الاتّهامات التي وُجِّهت إليكَ؟ وتريد أن تُحتَرَم كَمُرسَل مِن الله؟»

 

«مُرسَل؟ بل أكثر: كابن. فالله أبي. وإذا ما رفضتم احترامي، فامتَنِعوا عن ذلك. أمّا أنا، فلن أتوقّف بأيّ شكل عن إتمام رسالتي. لأنّ الله لا يتوقّف لحظة عن العمل. الآن أيضاً أبي يعمل وأنا أعمل، ذلك أنّ الابن الصالح يفعل ما يفعله أبوه، ولأنّني ما أتيتُ إلى الأرض إلّا لكي أَعمَل.»

 

يَدنو أناس للاستماع إلى النقاش. ومِنهم مَن يَعرِف يسوع، ومِنهُم مَن قد أَحسَنَ إليهم، وآخرون يَرونَه لأوّل مرّة. كثيرون يحبّونه، آخرون يُبغضونه، وكثيرون يَظلّون لا مُبالين. يُحيط الرُّسُل بالمعلّم. مارغزيام شبه خائف، ويبدو وجهه الصغير على وشك أن تملأه الدموع.

 

اليهود، وهُم مَزيج مِن الكَتَبَة والفرّيسيّين والصدوقيّين، يَصرخون مُعلِنين شكّهم: «يا لجسارتكَ! آه! يَدَّعي إنّه ابن الله! أيّ انتهاك للحرمات! الله هو الكائن وليس له ابن! ولكن نادوا غَمَالائيل! نادوا صادوق! اجمعوا الرابّيين لِيَسمعوه ويُفحِموه.»

 

«لا تَضطَرِبوا. نادوهم، وسيقولون لكم إذا ما كان حقّاً أنّهم يَعلَمون أنّ الله واحد وثالوث: آب وابن وروح قدس. وأنّ الكلمة، يعني ابن الفِكر، قد أتى، كما كان قد تنبّأ عنه الأنبياء، لِيُخلِّص إسرائيل والعالم مِن الخطيئة. أنا الكَلِمَة. أنا مَسيّا الذي بُشِّر به، فلا انتهاك للمقدَّسات إذن إذا ما أَسمَيت أبي، ذاك الذي هو الآب. تَقلقون لأنّني أجتَرِح المعجزات، وبِفضلها أَجذُب إليَّ الجموع وأَستَميلهم. تتّهمونني بأنّني الشيطان، لأنّني أَصنَع الخَوارق. ولكنّ بعلزبول موجود في العالم منذ قرون، وفي الحقيقة، لديه الكثير مِن العابدين الـمُكَرَّسين، فلماذا إذن لا يفعل ما أفعله؟»

 

يتهامس الناس: «حقّاً! حقّاً! لا أحد يفعل ما يَفعَله هو.»

 

يُتابِع يسوع: «أنا أقول لكم: هذا لأنّني أعرف ما لا يعرفه هو، وأستطيع ما لا يستطيعه هو. وإذا كنتُ أعمَل أعمال الله، فهذا لأنّني أنا ابنه. لا يمكن لأحد أن يَعمَل بذاته إلّا الأعمال التي رآها تُنجَز؛ وأنا، الابن، لا يمكنني عَمَل إلّا ما رأيتُ الآب يَعمَله، فأنا وهو واحد، منذ دهر الدهور، ولستُ مُختلفاً عنه بالطبيعة والسُّلطان. وكلّ ما يَفعَله الآب أفعله أنا كذلك، لأنّني ابنه، فلا بعلزبول ولا غيره يستطيع فِعل ما أَفعَله، لأنّ بعلزبول والآخرين لا يَعرِفون ما أعرفه. الآب يحبّني أنا، ابنه، ويحبّني بغير قياس، كما أحبّه أنا كذلك. لأجل ذلك هو أراني، ويُرِيني كلّ ما يَفعَله، كي أفعل أنا ما يَفعَله، أنا على الأرض، في زمن النِّعَم هذا، وهو في السماء قبل أن يكون الزمن على الأرض. وسوف يُريني أعمالاً أعظَم على الدوام لكي أُنجِزها، وتَظلّون أنتم مُندَهِشين.

 

فِكره لا يَنضَب في عمله. وأنا أقتدي به، كوني مثله لا أفرَغ مِن إنجاز ما يُفكِّر به الآب ويريده في تفكيره. أنتم لا تَعرِفون ما يَخلقه الحبّ دون أن يَنضَب أبداً. نحن الحبّ. لا حدود لنا، ولا شيء لا يمكن فِعله على مستوى درجات الإنسان الثلاث: الأدنى والأعلى والروحيّة. بالفعل، كما أنّ الآب يُنهِض الموتى، ويُعيد إليهم الحياة، فأنا، الابن، كذلك يُمكنني مَنح الحياة لِمَن أريد، وحتّى، بسبب الحبّ اللامحدود الذي يكنّه الآب للابن، فقد أُعطي لي أن أُعيد الحياة، ليس فقط إلى الجزء الأدنى، إنّما حتّى إلى القسم الأعلى، بإعتاق فِكر الإنسان وقلبه مِن أخطاء الروح والأهواء السيّئة، وإلى القسم الروحيّ، بإعادة تحرير الروح مِن الخطيئة. الآب، بالفعل، لا يدين أحداً، إذ قد مَنَحَ سلطان الدينونة للابن، ذلك أنّ الابن، هو الذي اشترى الإنسانيّة، بتضحيته الشخصيّة، لِيَفتَديها. وهذا يَفعَله الآب اليوم بِعَدل، لأنّه مِن العدل أن يُعطى لِمَن يَدفَع الثَّمن مِمَّا يخصّه، ولكي يُبجِّل الجميع الابن كما كَرَّموا الآب.

 

اعلَموا أنّكم لو فَرَّقتم الآب عن الابن أو الابن عن الآب، وما تذكّرتم الحبّ، فإنّكم لا تحبّون الله كما ينبغي أن يُحَبّ: بحقّ وحكمة، ولكنّكم تَرتَكِبون هرطقة، لأنّكم لا تَعبدون سوى واحد، بينما هو ثالوث رائع. كذلك الذي لا يُجِلّ الابن كالذي لَم يُجِلّ الآب، ذلك أنّ الآب، الله، لا يَقبَل أن يُعبَد جزء واحد منه، بل إنّما يريد أن يُعبَد كلّاً متكاملاً. مَن لا يُجِلّ الابن لا يُجِلّ الآب الذي أرسَلَهُ في فِكرة حبّ كاملة. لأنّه حينئذ يَرفض معرفة أنّ الله يَعرِف القيام بأعمال صحيحة.

 

الحقّ أقول لكم إنّ مَن يَسمَع كلامي، ويؤمن بِمَن أرسَلَني، فله الحياة الأبديّة، ولا يَخضَع لدينونة، ولكنّه يَعبُر مِن الموت إلى الحياة، لأنّ الإيمان بالله وتَقَبُّل كَلِمَتي يَعني أن يتقبَّل في ذاته الحياة التي لا تموت. ستأتي الساعة، وهي الآن حاضرة بالنسبة إلى الكثيرين، يَسمَع فيها الأموات صوت ابن الله، وحيث يَحيا الذي يَسمَعه، يَصدَح مُحيّياً في أعماق قلبه.

 

ما قولكَ أيّها الكاتب؟»

 

«أقول إنّ الموتى لا يَعودون يَسمعون شيئاً، وإنّكَ مجنون.»

 

«سوف تُقنِعك السماء بأنّ الأمر ليس كذلك، وأنّ عِلمكَ ليس بشيء، إذا ما قورِن بِعِلم الله. لقد أنْسَنْتَ الأمور فائقة الطبيعة لدرجة أنّكَ لم تَعُد تعطي الكلّمات إلّا معنى غير مباشر وأرضيّاً. لقد عَلَّمتَ الهجّادة بِصِيغ جامِدة، الصِّيَغ التي لكم، دون تَحَمُّل عناء إدراك الرموز على حقيقتها، والآن، فإنّكم، في قرارة نفسكم الـمُنهَكَة مِن جرّاء ضغط الطبيعة البشريّة التي تتغلّب على الروح، لا تؤمنون حتّى بما تُعلِّمونه. وهذا هو السبب الذي لأجله لَم تعودوا قادرين على مجابهة القوى الباطنيّة.

 

فالموت الذي أتحدّث عنه ليس موت الجسد، بل موت الروح. سيأتي الذين يَسمَعون كَلِمَتي بآذإنهم، ويتقبّلونها في قلوبهم، ويَعمَلون بها، فهؤلاء، حتّى ولو كانوا أمواتاً بأرواحهم، فإنّهم يستعيدون الحياة، لأنّ كلمتي تَفيض حياة. وأنا أستطيع مَنحها لِمَن أشاء، لأنّ فيَّ كمال الحياة، لأنّه، كما أنّ الآب له في ذاته تَمام الحياة، فقد حَصَلَ الابن، مِن الله، على الحياة، في ذاته، تامّة، كاملة، أبديّة، لا نهاية لها ومُتناقِلة. ومع الحياة، مَنَحَني الآب سلطان الدينونة، لأنّ ابن الآب هو ابن الإنسان، ويمكنه، بل وينبغي له دينونة الإنسان.

 

لا تُدهَشوا للقيامة الأولى هذه، الروحيّة، التي أَصنَعها أنا بكلمتي. وسوف تَرَون ما هو أقوى بعد، أقوى مِن أحاسيسكم الـمُثقَلَة، إذ، في الحقيقة، أقول لكم: ما مِن شيء أعظم مِن القيامة الحقيقيّة، غير المرئيّة، لروح. ستأتي الساعة قريباً، وفيها يَختَرِق صوت ابن الله القبور، ويَسمَعه كلّ مَن فيها. والذين عَمِلوا الصالحات، يَخرُجون إلى قيامة الحياة الأبديّة؛ والذين عَمِلوا السيّئات إلى قيامة الدينونة الأبديّة.

 

لستُ أقول لكم إنّني أقوم بذلك الآن، وسأقوم به لاحقاً، مِن ذاتي وبإرادتي وحدي، بل إنّما بإرادة الآب مُتَّحِدة بإرادتي. أقول وأحْكُم بحسب ما أَسمَع، وحُكمي عادل، لأنّني لا أعمل مشيئتي، بل مشيئة الذي أَرسَلَني.

 

لستُ مُنفَصِلاً عن الآب. أنا فيه وهو فيَّ، وأنا عالِم بِفِكره وأُترجِمه إلى كلام وفِعل.

 

ما أقوله لأشهد به لذاتي، لا يمكن أن تَقبَله نفسكم عديمة الإيمان التي لا تريد أن ترى فيَّ سوى الإنسان الـمُشابِه لكم جميعاً. إنسان آخر يَشهَد لي، وتقولون إنّكم تُكرِّسونه كنبيّ عظيم. وأَعلَم أنّ شهادته حقّ، ولكنّكم، أنتم الذين تقولون إنّكم تُكرِّمونه، تَرفُضون شهادته، لأنّها تُناقِض تفكيركم الـمُعادي لي. أنتم لا تَقبَلون شهادة الإنسان البارّ، آخر نبيّ في إسرائيل، لأنّها، حينما لا تناسبكم، تقولون: "إنْ هو إلّا إنسان، وقد يُخطِئ".

 

لقد أرسَلتُم أناساً يَسأَلون يوحنّا، عَلَّه يقول عنّي ما تَرغَبون، ما تُفكِّرون به عنّي، بل ما تَشاؤون أن تُفكِّروا به عنّي. ولكنّ يوحنّا شَهِد شهادة حقّ، لم تتمكَّنوا مِن تَقُبّلها. ذلك أنّ النبيّ قال إنّ يسوع الناصريّ هو ابن الله. ولأنّكم تَخشُون الجّموع، فإنّكم تقولون، في سرّ قلوبكم، إنّ النبيّ مجنون، كما هي حال المسيح. وبأنَّني أنا مجنون كذلك. وعلى الرغم مِن أنَّني لا أعتمد على شهادة إنسان، حتى ولو كانت صادرة عن أقدس إنسان في إسرائيل. إلّا أنَّني أقول لكم: لقد كان هو المصباح المتوقِّد والمضيء، ولكنّكم لَم تُريدوا الاستمتاع بنوره إلّا قليلاً جدّاً. وعندما سَلَّطَ هذا النُّور عليَّ، لِتَعلَموا مَن هو المسيح، جعلتم المصباح تحت المكيال، وقبل ذلك أيضاً، جعلتم بينكم وبينه جداراً لكيلا تَروا، على ضوئه، مسيح الربّ.

 

أنا شاكر ليوحنّا شهادته، والآب شاكر له ذلك. وسوف تكون له مكافأة عظيمة مِن أجل الشهادة التي أَعطى، مُنيراً بذلك أيضاً في السماء، أوّل شمس تتألّق بين الناس في العُلا، مُنيراً، كما كلّ الذين كانوا أوفياء مُخلِصين للحقّ ومتعطِّشين للعدل. أمّا أنا، في هذه الأثناء، فلديَّ شهادة أَعظَم مِن شهادة يوحنّا، وهذه الشهادة هي أعمالي. لأنّها الأعمال التي أعطانيها الآب لِأُتمِّمها، تلك الأعمال أُتمّمها، وهي تَشهَد لي بأنّ الآب أَرسَلَني، مانحاً إيّاي كلّ سلطان. وهكذا فإنَّ الآب نفسه هو الذي أَرسَلَني، وهو الذي يَشهَد لي.

 

أنتم لَم تَسمعوا صوته قط، ولَم تَروا وجهه، أمّا أنا فقد رأيتُهُ وما زِلتُ أراه، ولقد سَمِعتُه وأَسمَعه، وكَلِمَته لا يُقيم فيكم لأنّكم لا تؤمِنون بِمَن أَرسَلَه.

 

تَدرسون الكِتاب، ظنّاً منكم أنّكم بمعرفته تَحصلون على الحياة الأبديّة. وَأَفَلا تتنبَّهون بأنّ الكُتُب بالذَّات تتحدّث عنّي؟ لماذا إذن تستمرّون في رفضكم المجيء إليَّ لِنَيل الحياة؟ أنا أقول لكم: عندما يكون أمر ما مخالفاً لآرائكم المتأصّلة فيكم ترفضونه. يَنقصكم التَّواضُع. لا يمكنكم التوصّل إلى القول: "لقد أخطأتُ، هذا الكِتاب أو ذاك يقول ما هو كائن فعلاً، وإنّا نُخطِئ". هكذا تصرَّفتم مع يوحنّا، مع الكُتُب، ومع الكَلِمَة الذي يتحدّث إليكم. لا يمكنكم أن تَروا بَعد ولا أن تُدرِكوا، لأنّكم سجناء الكبرياء، وقد سَبَّبَت أصواتكم لكم الدُّوار.

 

هل تظنّون أنّني أتكلّم هكذا لأنّني أريد أن أكون مُمَجَّداً منكم؟ لا، فليكن معلوماً لديكم، أنا لا أبحث ولا أَرضَى بِمَجد يأتي مِن البشر. ما أبحث عنه وأريده هو خلاصكم الأبديّ. هذا هو المجد الذي أسعى إليه. مجدي كَمُخَلِّص، الذي لا يمكن أن يتحقّق إلّا إذا كان لي أوفياء، وهو يَتعاظم مع عدد الذين أُخلِّصهم، والذي ينبغي أن يُعطى لي مِن الأرواح التي خَلَّصتُها ومِن الآب، هو روح فائق الطُّهر، بينما أنتم لن تكونوا مُخلَّصين. أعرفكم على ما أنتم عليه. ليس فيكم حبّ الله، فأنتم بدون حبّ، لأجل ذلك لا تُقبِلون إلى الحبّ الذي يكلّمكم، ولَن تَدخُلوا ملكوت الحبّ. فأنتم فيه مَجهولون. الآب لا يعرفكم لأنّكم لا تعرفونني، أنا الذي في الآب. بل لا تريدون أن تعرفوني.

 

لقد أتيتُ باسم أبي، وأنتم لا تتقبّلونني، رغم أنّكم على استعداد لاستقبال أيّ كان يأتي باسمه الخاصّ، شرط أن يقول ما يَروق لكم. أتقولون إنّكم أرواح مؤمنة؟ لا، أنتم لستم كذلك. كيف يمكنكم الإيمان، أنتم يا مَن تتسوَّلون المجد، البعض مِن البعض الآخر، ولا تبحثون عن مَجد السماوات الذي يأتي مِن الله وحده؟ المجد الذي هو حقّ، وهو لا يُسَرُّ أو يَستَمتِع بالفوائد التي لا تتعدّى كونها أرضيّة، وهي تُداعِب فقط الإنسانيّة الفاسدة لأبناء آدم المنحطِّين.

 

أنا لن أتّهمكم لدى الآب. لا تُفكِّروا بذلك، فهناك مَن يتَّهمكم. إنّه موسى الذي تَرجون. هو مَن سوف يَتَّهمكم بعدم إيمانكم به، لأنّكم لا تؤمنون بي، فهو قد كَتَبَ عنّي، وأنتم لا تعرفونني بحسب ما تَرَكَه مكتوباً عنّي. أنتم لا تؤمنون بكلام موسى العظيم الذي تُقسِمون به. فكيف يمكنكم إذن الإيمان بكلامي؟ بكلام ابن الإنسان الذي لا تؤمنون به؟ إذا ما تكلَّمنا بشريّاً، فهذا مَنطِق. إنّما هنا، فإنّنا في حقل الروح حيث تَصطَدِم نفوسكم، فَيَنظُر إليها الله على ضوء أعمالي، ويُقابِل الأفعال التي تقومون بها مع ما أتيتُ أُعلِّمه. ويدينكم الله.

 

أمّا أنا فإنّني أمضي. ولن يطول الزمن الذي ترونني فيه، وتأكَّدوا كذلك أنّ هذا ليس نصراً لكم، بل إنّما هو عقاب. هيّا بنا نَرحَل.»

 

ويَختَرِق يسوع الجمع الذي يَظلّ قسم منه صامتاً، وقسم يتهامسون حول الاستحسان الذي يُحوّله الخوف مِن الفرّيسيّين إلى هَمس. ويَمضي يسوع.