ج7 - ف168
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء السابع / القسم الأول
168- (العِبرة مِن الرؤيا تَكمن في الوفاء للقَرين)
15 / 08 / 1944
يقول يسوع:
«إنّ الله يتخطّى طلبات أبنائه على الدوام، عندما يتحلّون بالإيمان به، ويعطيهم أكثر بعد. آمِني بذلك وآمِنوا به جميعكم. فالمرأة التي أتت إليَّ مِن صيدون مع سَيفَين يَختَرِقان مَكامِن قلبها، لم تتجرّأ على أن تُفصِح إلاّ عن أحدهما، لأنّ الكشف عن بعض المآسي الخاصّة هو أشدّ وَطأة مِن القول: "أنا مريضة". ولكنّني مَنَحتُها أيضاً المعجزة الثانية.
وفقاً لنَظَر العالم كان سيبدو، وسيبدو أنّ إعادة الوئام بين زوج وزوجة قد انفصلا لسبب قد تمّ تجاوزه عن قناعة، هو أمر أكثر سهولة مِن منح عينين لشخص قد وُلِد دونهما. لكنّ الأمر ليس كذلك. فإنّ خَلْق عينين بالنسبة للربّ والخالق هو أمر في غاية البساطة، إنّه تماماً ببساطة إعادة نَفَس الحياة لجثّة. إنّ سيّد الحياة والموت، وسيّد كلّ ما هو مخلوق، لا يفتقر حتماً لنفخة الحياة كي يَبثّها في الأجساد المائتة، أو لِنُقطَتيّ خَلْط رَطْب لعين جافّة. يكفي أن يشاء حتّى يمكنه ذلك. لأنّ ذلك يعتمد بشكل حصريّ على مشيئته. لكن عندما تكون المسألة مسألة تَصالُح بين البشر، فإنّ "إرادة" البشر تكون واجِبة إلى جانب رغبة الله. إنّ الله نادراً ما يُمارِس الإكراه على حرّيّة البشر. وفي الغالب يترككم أحراراً لتتصرّفوا كما تشاؤون.
تلك المرأة، التي عاشت في بلد للوثنيّين، والتي بَقِيَت، كما زوجها، وفيّة لإله آبائها، كانت قد استحقّت عطف الله. وقد استحقّت معجزة مُزدَوَجة، لأنّها دَفَعَت بإيمانها إلى حدود تتخطّى المقدرة البشريّة، وتَغَلَّبَت على شكوك وإنكارات أكثر اليهود إيماناً، وذلك يُثبِته ما قالَته لزوجها: "انتظر حتّى أعود"، حيث أنّها كانت واثقة مِن العودة مع ابنها وقد شُفِيَ. وقد استَحَقَّت كذلك المعجزة الأصعب، التي هي فتح عينيّ روح زوجها، اللتين حُجِبَت عنهما رؤية المحبّة ورؤية ألمها، في حين وَضَعَتا اللّوم عليها، وهي لم تكن مُلامَة.
أريد كذلك مِن الزوجات على وجه الخصوص، أن يتأمّلن التَّواضُع المتّسم بالاحترام الذي لأختهنّ.
"قَصَدتُ زوجي وقُلتُ له: 'انتظر يا سيّدي'." لقد كان الحقّ إلى جانبها، فإلقاء اللوم على أُمّ لإنجابها معاقاً لهو حَماقة وقَسوة. إنّ قلبها كان بالأساس ممزّقاً برؤيتها ابنها التعيس. إنّ الحقّ إلى جانبها بشكل مُضاعَف، في تخلّي زوجها عنها مُذ صارت عاقِراً، وعِلمها بعزمه على تطليقها، ومع ذلك فقد بَقِيَت "الزوجة": أي، القرينة الوفيّة، الخاضعة لقرينها، كما أراد الله وكما تُعلّم الكتابات المقدّسة. إنّها لم تتبنَّ أفكار تمرُّد ولا تَعَطُّش لانتقام أو نيّة لإيجاد رجل آخر كي لا تكون "المرأة الوحيدة". "إن لم أَعُد مع الصبيّ وقد شُفي، فَلَكَ أن تطلّقني. وفي خلاف ذلك لا تُحطّم قلبي حتّى الموت ولا تَحرم أطفالكَ مِن الأب." ألا يبدو لكم أنّكم تَستَمِعون إلى سارة والنساء العبرانيّات القديمات يتكلّمن؟
كَم هي مختلفة، لغتكنّ الحاليّة، أيّتها الزوجات! وكم هو مختلف، أيضاً، ما تنلنه مِن الله ومِن أزواجكنّ. والعائلات تُدمَّر أكثر فأكثر.
وكما هي العادة، أثناء اجتراح المعجزة، كان عليَّ أن أؤيدّها بعلامة كي أجعلها أكثر قطعيّة. كان عليَّ إقناع عالَم مُطوَّق بحواجز أساليب التفكير العتيق، ومُقاد مِن قِبَل جماعات معادية لي. ومِن هنا تأتّت الضرورة لجعل قُدرتي الفائقة الطبيعة تسطع بوضوح. إنّما ما تُعَلّمه الرؤيا لا يرتكز على هذا. بل يرتكز على الإيمان، التَّواضُع، الوفاء للقرين، الطريق الصحيحة الواجبة السلوك. أيا أيّتها الزوجات والأُمّهات، اللواتي وَجَدتنّ أشواكاً حيث توقعتنّ أن تَجِدنَ وروداً، وفي سبيل رؤية أغصان جديدة مُزهِرة تنمو فوق الأشواك التي تخزكنّ، توجّهن نحو الربّ إلهكنّ، الذي خَلَقَ الزواج كي لا يكون الرجل والمرأة وَحيدَين، وكي يتحابّا فيما بينهما، مُكَوِّنَين جسداً واحداً غير مُنفَصِم، طالما بقيا متّحدان معاً، والذي منحكم السرّ كي تحلّ بركاته على زيجاتكم. ومِن خلال استحقاقاتي تنالون ما تحتاجون إليه في حياتكم الجديدة كشركاء ومُشارِكي الخالق. وفي سبيل أن تتوجّهن إليه بوجوه ونفوس واثقة، كنّ شريفات، صالحات، متّسمات بالاحترام، مُخلِصات، رفيقات حقيقيّات للزوج، لا مجرّد ضيفات في بيته، أو أسوأ مِن ذلك: مجرّد غريبَين قد جمعتهما الصدفة تحت سقف واحد، كمسافِرَين قد جمعتهما الصُّدفة في نَزْل.
هذا ما يحدث في أغلب الأحيان هذه الأيّام. هل يخلّ الرجل في واجبه؟ إنّه مخطئ. إنّما ذلك لا يبرّر سلوك الكثير مِن الزوجات. وهذا أقلّ تبريراً بعد عندما لا تعرفن تقديم الصّلاح مقابل الصّلاح والمحبّة مقابل المحبّة لقرين طيّب. ولن أتوقّف عند الحالة الشائعة جدّاً لخياناتكنّ الجسديّة التي تجعلكنّ غير مختلفات عن البغايا، مع ظرف مُشَدِّد الذي هو الخُبث النِّفاقيّ، وتلويث مَذبَح العائلة، الذي تحيط به النُّفوس الملائكيّة لأطفالكنّ الأبرياء. ولكنّني أنوّه إلى خياناتكنّ الأخلاقيّة لميثاق المحبّة الذي أقسمتنّ عليه أمام مَذبحي.
إذاً: لقد قُلتُ: "مَن يَنظُر إلى امرأة برغبة شهوانيّة يرتكب الزنا في قلبه."، وقُلتُ: "مَن يَصرف زوجته مع كتاب طلاق، يُعرّضها للزنى." إنّما الآن حيث الكثير مِن الزوجات هنّ غريبات عن أزواجهنّ، أقول: "أولئك اللواتي لا يحببن القَرين بنفوسهنّ وعقولهنّ وأجسادهنّ، يدفعنه للزنا، وإذا ما سألتُ هكذا أزواج عن سبب ارتكابهم للخطيئة، فسوف أسأل زوجاتهم ذات السؤال، لأنّه وإن كنّ لم يرتكبنه، فقد تسبّبن بارتكابه." إنّه لَمِن الضروريّ فهم شريعة الله بكامل اتّساعها وعمقها، ومِن الضروريّ عَيشها بكامل حقيقتها.
ابقي مع سلامي، ما سَبَقَ لا ينطبق عليكِ، واحفظي قلبكِ ثابتاً فيَّ.»