ج6 - ف76

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء السادس

{تابع السنة الثالثة في الحياة العلنية}

الكتاب الثاني / القسم الأوّل

 

76- (في اتّجاه الضفّة الغربيّة للأردن)

 

17 / 02 / 1946

 

يسوع على الطريق مجدّداً. ظهره إلى الشمال، يحاذي تعرّجات النهر بحثاً عن أحد يجعله يجتازه. أتباعه جميعهم حوله ويَستَذكرون أحداث الأيّام الماضية في قرية سليمان الصغيرة وفي بيته. بحسب ما فهمتُ، فقد مكثوا إلى أن انتشر في الأوساط المعادية نبأ وجود المعلّم. حينذاك مضوا، تاركين العجوز حنانيا لحراسة البيت الصغير الذي أعيد ترتيبه، في سكون فقره الذي لم يعد حزيناً.

 

«لنأمل أن تبقى النُّفوس في الوضع الذي هي عليه الآن». يقول برتلماوس.

 

«إذا ما ذهبنا ورجعنا كما يقول المعلّم، فسوف نحافظ عليها في هذه الوضعيّة.» يجيب يوضاس بن حلفى.

 

«لقد كان يبكي، العجوز المسكين! كان قد تعلّق...» يقول أندراوس وهو لا يزال متأثّراً.

 

«ولقد أعجبتني كلماته الأخيرة. ألم يتكلّم بحكمة، يا معلّم؟» يقول يعقوب بن زَبْدي.

 

«أنا أقول إنّه تكلّم بقداسة!» يقول توما.

 

«نعم، وأنا لن أنسى رغبته.» يُجيب يسوع.

 

«ولكن ما الذي قاله بالضبط؟ كنتُ قد ابتعدتُ مع يوحنّا لنقول لأُمّ ميخائيل أن تتذكّر القيام بما قاله المعلّم، ولا أعرف شيئاً بدقّة.» يقول الاسخريوطيّ.

 

«قال: "ربّي، لو مررتَ بقرية كنّتي، قُل لها إنّي لا أحمل لها أيّ حقد، وإنّي مسرور لكوني لم أعد مُهمَلاً إذ، بهذا الشكل، ستكون دينونة الله لها أقلّ صرامة. قُل لها أن تربّي الأولاد على الإيمان بـمَسيّا كي أحظى بهم هكذا في السماء، وما أن أُصبح في السلام، سوف أصلّي مِن أجلهم ومِن أجل خلاصهم." وسأقول ذلك. سوف أبحث عن المرأة وسأقول لها ذلك، فذلك حسن أن يُعمَل.» يقول يسوع.

 

«دون أيّة كلمة لوم! بل إنّما يُبدي ارتياحه لكون عدم موته مِن الجوع والإهمال، ستُقلّل خطيئة المرأة. هذا يدعو للإعجاب!» يقول يعقوب بن حلفى.

 

«ولكن هل هذا يُخفّف حقّاً خطيئة الكنّة في عينيّ الله؟ للعِلم!» يقول يوضاس بن حلفى.

 

الآراء متضاربة. يتوجّه متّى إلى يسوع: «ما هو حُكمكَ، يا معلّم؟ هل ستبقى الأمور كما كانت سابقاً أم إنّها ستتبدّل؟»

 

«سوف تتبدّل...»

 

«هل ترى أنّي على حقّ؟...» يقول توما بلهجة الـمُنتَصِر.

 

ولكنّ يسوع يُشير بأن يَدَعوه يتكلّم ويقول: «ستتبدّل بالنسبة للعجوز، ستتبدّل في السماء كما تبدّلت على الأرض بفضل وداعته المتسامحة. بالنسبة إلى المرأة، لن تتبدّل. سوف تظلّ خطيئتها تصرخ في عينيّ الله على الدوام. التوبة وحدها يمكنها تغيير الدينونة الصارمة. وسوف أقول لها ذلك.»

 

« أين تسكن؟»

 

«في مَسَدا. عند إخوتها.»

 

«وتريد أن تذهب إلى هناك؟»

 

«ينبغي أن يُكرَزَ في تلك المناطق...»

 

«وإلى اسخريوط؟»

 

«سوف نصعد مِن مَسَدا إلى اسخريوط ونذهب إلى يافا وحبرون وبيت صور وبِتّير، لنصل مِن جديد إلى أورشليم مِن أجل العنصرة.»

 

«مَسَدا هي إحدى مناطق هيرودس...»

 

«وإن يكن؟ هي قلعة، أمّا هو فليس هناك. وحتّى ولو كان هناك!... فليس وجود إنسان هو الذي يمنعني مِن أن أكون المخلّص.»

 

«ولكن من أين نجتاز النهر؟»

 

«صوب جلجالا. مِن هناك سوف نحاذيه متّبعين الجبال. الليالي منعشة، وقمر زيف (أبريل-مايو) الجديد يُنير السماء الصافية.»

 

«إذا ذهبنا من هذه الأماكن، فلماذا لا نذهب إلى الجبل حيث صُمتَ؟ فَمِن العدل أن يتمكّن الجميع مِن معرفته جيّداً.» يقول متّى.

 

«سنمضي إلى هناك كذلك. إنّما هو ذا مَركَب. فَاوِضوا على قطع المسافة لنتمكّن مِن العبور إلى الجهة الأخرى.»