ج5 - ف43

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الخامس/ القسم الثاني

 

43- (معجزة روحيّة في تكثير الكلمة)

 

28 / 05 / 1944

 

يقول يسوع:

 

«هو ذا أمر آخر يقضّ مضجع الأحبار الـمُماحِكين. تطبيق هذه الرؤيا الإنجيليّة. أنا لا أجعلكِ تتأمّلين سلطاني وصلاحي، ولا إيمان وطاعة التلاميذ. لا شيء مِن ذلك. أودُّ أن أجعلكِ تَرَين التَّشابه بين الحَدَث وعَمَل الروح القدس.

 

تَرَين: أُعطي كلمتي. أُعطي كلّ ما يمكنكم إدراكه، وبالتالي أُعطي الـمَثَل لأجعل منه غذاء للنَّفْس. ولكنّكم أصبحتم شديدي البطء بالفهم بسبب التعب والجوع، حتّى إنّكم لا تستطيعون تَـمَثُّل الغذاء الذي في كلمتي. يلزمكم الكثير، الكثير، الكثير. ولكنّكم لا تعرفون تَقَبُّل الكثير. كم تفتقرون إلى القوى الروحيّة! وهذا يُثقِل عليكم دون أن يمنحكم الدم والقوى. حينذاك يَجتَرِح الروح القدس المعجزة مِن أجلكم. المعجزة الروحيّة في تكثير الكلمة. إنّه يُكثِر هذه الكلمة بإنارته لكم كلّ المعاني الأكثر سرّيّة، بحيث إنّه، دون أن يثقلكم بثقل قد يسحقكم مِن دون أن يقوّيكم، فإنّكم تتغذَّون به ولا تَقَعون مُنهَكين على مدى صحراء الحياة.

 

سبعة أرغفة وبعض السمك!

 

لقد كَرَزتُ مدة ثلاث سنوات، وكما قال حبيبي يوحنّا، "لو كان ينبغي كتابة كلّ الكلام الذي قلتُهُ والمعجزات التي اجتَرَحتُ لِـمَنحِكم غذاءً كافياً، قادراً على إيصالكم دون وَهَن إلى الملكوت، فما كانت تكفي صُحُف العالم لتتّسع لها". ولو حصل ذلك، فلا يمكنكم قراءة كلّ هذا الكمّ مِن الكتابة. أنتم لا تقرؤون، ولا حتّى كما ينبغي لكم أن تفعلوا، القليل الذي كُتِبَ عنّي. الشيء الوحيد الذي ينبغي لكم معرفته، كما تعرفون الكلمات الأكثر ضرورة منذ نعومة الأظفار.

 

حينئذ يأتي الحبّ ويُكَثَّر. فهو أيضاً، واحد مع الآب ومعي، "يُشفق عليكم يا مَن تموتون جوعاً"، وبمعجزة تتكرّر منذ دهور، تجعل معاني وأنوار وغذاء كلّ كلمة مِن كلامي، الضُّعف، عشرة أضعاف، مائة ضُعف. هكذا يكون كنـز مِن الغذاء السماويّ لا قرار له. مُنِحْتُموه بالمحبّة. اغرُفوا منه دون خوف. وكلّما غَرَف حبّكم، كلّما ازداد فيض ثَمَر هذا الحبّ. الله لا يعرف حدوداً لثرواته ولإمكانيّاته. أنتم نسبيّون، أمّا هو فلا. لا حدود له في كلّ أعماله، حتّى في إمكانيّة إعطائكم في كلّ ساعة، في كلّ ظرف، الأنوار التي أنتم في حاجة إليها في ذلك الحين. وكما في يوم العنصرة، الروح المنتشر على الرُّسُل جَعَل كلامهم مفهوماً مِن البرثيّين والماديّين والعيلاميّين وسكّان الجزيرة بين النهرين واليهوديّة وقبادوقية وبنطس وآسية وفَريجية وبمفيلية ومصر ونواحي ليبية المتاخمة لقيرين والرومانيّين واليونانيّين، وهو كذلك سيمنحكم التعزية إذا كنتم تبكون، النصيحة إذا كنتم تطلبون النُّصح، والمشاركة في الفرح إذا كنتم فَرِحين، بالعبارة ذاتها.

 

استريحي الآن. وسلام الحبّ معكِ.»