ج6 - ف122
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء السادس/ القسم الثاني
122- (طوبى للّذين يعرفون أن يروا الله في كلّ شيء)
16 / 06 / 1944
يقول يسوع:
«أردتُ أن أرفع روحكِ برؤيا حقيقية، على الرغم مِن أنّها غير مذكورة في الأناجيل.
ها هي العِبرة بالنسبة لكِ: لديَّ الكثير مِن الرحمة تجاه العصافير الصغيرة التي هي بلا أعشاش، حتّى لو كان الاسم، وبدلاً مِن أن يكون عصفوراً، كان مريم أو يوحنا. وأنا أعمل على منحهم عشّاً مِن جديد، عندما يحرمهم حَدَث ما منه.
وهذه هي العِبرة بالنسبة للجميع. أنّ كثيرين يعرفون كلمات الشريعة، يمكن القول عنهم إنّهم كثيرون على الرغم مِن أنّهم قليلو العدد، لأنّه يتوجّب على الجميع أن يعرفوها، لكنّهم يعرفون "الكلمات" فقط. فهم لا يعيشونها. وهذا هو الخطأ.
إنّ سفر تثنية الاشتراع ينصّ على تشريعات بشريّة، لأنّ البشر في تلك الأيّام، بسبب قصورهم الروحيّ، كانوا جَلِفِين وأنصاف بدائيين. وكان ينبغي قيادتهم بأناة على طول الدروب الـمُزهِرة بالكاد للرحمة، للاحترام، لمحبّة الأخ الذي فقد حيواناً، لمحبّة الحيوان الذي سقط، لمحبّة العصفور الذي يحضن البيض، ولتعليمهم الارتقاء إلى مستوى أعلى مِن الرحمة، والاحترام، والمحبّة.
وعندما جئتُ أنا فقد ارتقيتُ بالقواعد الموسويّة إلى الكمال، وفتحتُ آفاقاً أكثر رحابة. فلم تعد حَرْفيّة الكلمة هي "المحور". فقد أَصبَحَ روح الكلمة هو "المحور". ومِن وراء تصرّف إنسانيّ بسيط تجاه عشّ وقاطنيه، يجب تَفَهُّم المعنى الكامن خلف تلك اللّفتة: أنّه أنا، ابن الخالق، أنحني أمام صنائع الخالق، وتلك الفراخ هي أيضاً واحدة مِن صنائعه.
آه! طوبى لأولئك الذين يعرفون أن يروا الله في كلّ شيء، ويخدمونه بروح محبّة وَقورَة! والويل لأولئك الذين، كما الأفاعي، لا يستطيعون رفع رؤوسهم أعلى مِن قذارتهم، والذين كونهم غير قادرين على إنشاد التسابيح لله، الذي يُظهِر نفسه مِن خلال صنيعته المتقنة لإخوتهم. فإنّهم يلسعونهم بالسمّ الذي يطفح منهم ويخنقهم. هناك الكثيرون ممّن يُعذِّبون الصالحين، قائلين كي يُبرّروا شرورهم، إنّه مِن الصواب فِعل ذلك احتراماً للشريعة. شريعتهم هم. لا شريعة الله. وإذا كان الله لا يتدخّل لوقف أفعالهم الشرّيرة. فهو يتدخّل لردّ الاعتبار لـ: "صغاره".
وليُعطَ هذا لأولئك الذين يستحقّونه.
وليكن سلامي اليَقِظ معكِ.»