ج4 - ف93
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الرابع / القسم الأول
93- (شِفاء الأَعمَيَين والأخرس الـمُستَحوَذ عليه)
28 / 07 / 1945
يَنـزِل يسوع بعد ذلك (في الرؤيا السابقة كان يسوع قد صَعَدَ إلى الغرفة العلوية في بيت كفرناحوم لِـمُقابلة مرثا) إلى المطبخ، ولدى رؤيته يوحنّا على وشك الذهاب إلى النبع، يفضِّل الذهاب مع يوحنّا بدل البقاء في المطبخ الـمُدَخِّن، تاركاً بطرس يُصارِع السَّمَكات التي جَلَبَها، للتوّ، ابنا زَبْدي لعشاء المعلّم.
لم يذهبا إلى النبع الذي في طرف البلدة، بل إلى العين التي في الساحة، حيث ما زال الماء يأتي مِن ذلك النبع الجميل والغزير، الذي يتدفّق مِن سفح الرابية، قرب البحيرة. هناك الكثير مِن الأشخاص المتجمعين في الساحة، كما هي العادة في بلدات فلسطين عند المساء. النساء مع جرارهنّ، الأولاد يلعبون، الرجال يتحادثون عن الأعمال أو... عن أقاويل البلد. ويَمرّ كذلك الفرّيسيّون، يُحيط بهم الخُدّام أو التَّابِعون، عائدين إلى بيوتهم الفخمة. يفسح الجميع المجال باحترام، كي يَدَعوهم يَمرّون، وما أن يَمرّوا حتّى يبدأ الجميع بِصبّ اللعنات عليهم مِن كلّ قلوبهم، وهم يَرْوُون آخر أفعال ظلمهم والرِّبى.
متّى، في ركن مِن الساحة، يتحدَّث إلى أصدقائه القُدامى، مما يجعل الفرّيسيّ أوريا يقول باحتقار وبصوت مرتفع: «يا للهِدايات الشهيرة! ما يزال التعلّق بالخطيئة قائماً، وهذا واضح مِن خلال الصداقات التي تَدوم. آه! آه!»
هذا ما جَعَلَ متّى يلتفت بحيويّة ليجيب: «تَدوم مِن أجل الهِداية.»
«هذا ليس ضروريّاً! معلّمكَ يكفي. ابقَ أنتَ بعيداً عنهم كي لا يَنكُس المرض، هذا إذا افترضنا أنّكَ شُفيتَ تماماً.»
يَحمرّ متى، وهو يبذل جهداً لكيلا يقول لهم حقائقهم الأربع، ولكنّه يجيب: «لا تخشَ، ولا تأمل بشيء.»
«ماذا؟»
«لا تخشَ أن أعود لاوي العشّار، ولا تأمل أن أحذو حذوكَ لِأَفقد هذه النُّفوس. الفُرقة والاحتقار أتركهما لكَ ولأصدقائكَ. أمّا أنا فأقتدي بمعلّمي وأُعاشِر الخَطَأَة لِأَجلبهم إلى النعمة.»
أراد أوريا الإجابة، ولكنّ الفرّيسيّ الآخر، عالي العجوز، يتدخّل ويقول: «لا تُلطِّخ طهارتكَ، ولا تُلوِّث فمكَ، يا صديقي. تعال معي.» ويُمسِك بذراع أوريا ويأخذه إلى بيته.
في تلك الأثناء يتزاحم الحشد، وبشكل خاصّ الأطفال، حول يسوع. وبين الأطفال هناك طوبيّا ويُوَنّا، الأخوان اللذان كانا منذ زمن يتشاجران مِن أجل التين، ويقولان ليسوع، وهُما يَلمَسان بأيديهما الصغيرة قامة يسوع الطويلة لِيَلفِتا انتباهه: «اسمع، اليوم أيضاً كُنّا عاقِلَين، هل تَعلَم؟ لَم نَعُد نبكي. لَم يَعُد الواحد يضايق الآخر أبداً، حُبّاً بكَ. هل تَمنَحنا قُبلة؟»
«إذاً كنتما عاقلين حُبّاً بي! يا للفرح الذي تمنحانني. إليكما قُبلَتي، وغداً كُونا أفضل أيضاً.»
وكان هناك أيضاً يعقوب الذي كان يَجلب ليسوع صَدَقَة متّى كلّ سبت. يقول: «لَم يَعُد لاوي يُعطيني أيّ شيء مِن أجل فقراء السيّد، أمّا أنا فقد وَضَعتُ جانباً كلّ القطع النقديّة الصغيرة التي يُعطونني إيّاها عندما أكون عاقلاً، والآن، ها أنا أعطيكها. هل سَتُعطيها للفقراء مِن أجل جدّي؟»
«بالتأكيد. ما به جدّكَ؟»
«لَم يَعُد يسير، إنّه عجوز ولَم تَعُد ساقاه تَحملانه.»
«هل هذا يحزنكَ؟»
«نعم، لأنّه كان معلّمي، فعندما كنّا نذهب عَبْر القرية، كان يروي لي أشياء كثيرة. كان يَجعَلني أُحبّ الربّ، حتّى الآن هو يَروي لي عن أيّوب ويَجعلني أنظُر إلى نجوم السماء، إنّما مِن على مِقعَده... لقد كان أحلى، فيما مضى.»
«سوف آتي لأرى جدّكَ. هل أنتَ مسرور؟»
ثُمّ يَحلّ بنيامين محلّ يعقوب، ليس بنيامين مجدلا، بل الذي مِن كفرناحوم، وهو الذي شاهَدتُهُ في إحدى الرؤى البعيدة. وهذا حين يَصِل إلى الساحة مع أُمّه، ويَرى يسوع، يترك يد أُمّه، ويَرمي بنفسه وسط الحشد كثير الحركة، مُطلِقاً صرخة تبدو كأنّها زقزقة سنونو، وحين يَصِل أمام يسوع، يُعانِق ركبتيه قائلاً: «لي أيضاً! مُلاطفة لي كذلك!»
في تلك الأثناء، يَمرّ سمعان الفرّيسيّ الذي ينحني بأبّهة أمام يسوع الذي يَردّ له التحيّة. يتوقّف الفرّيسيّ، بينما يتباعَد الناس مَشدوهين، ويقول: «وأنا، ألن تتكرّم عليَّ بُملاطفة؟» ويبتسم ابتسامة خفيفة.
«لكلّ الذين يَطلبون منّي ذلك. أَغتَبِط معكَ لصحّتك الممتازة. لقد قيل لي في أورشليم إنّكَ كنتَ مُتوعّكاً بعض الشيء.»
«نعم، كنتُ مريضاً جدّاً. وقد رغبتُ برؤيتكَ مِن أجل الشّفاء.»
«هل كنتَ تؤمن بأنّني قادر على ذلك؟»
«لَم أشُكّ يوماً بذلك. ولكنّني بَرئتُ وحدي، لأنّكَ غِبتَ طويلاً. أين ذهبتَ؟»
«إلى أقاصي إسرائيل. هكذا شَغَلتُ الأيّام بين الفصح والعنصرة.»
«هل حقَّقتَ نجاحات كثيرة؟ لقد سَمِعتُ عن بُرص حنّوم وسلوان. عظيم. أهذا فقط؟ حتماً لا. إنّما هذا ما عَلِمتُ به مِن الكاهن يوحنّا. ذاك الذي يؤمن بكَ دونما تَطَرُّف، وهو سعيد بذلك.»
«والذي لا يؤمن لأنّ لديه أشكالاً مِن التطرُّف، ماذا عنه، أيّها الحكيم سمعان؟»
يَضطَرِب الفرّيسيّ قليلاً... إنّه يتخبّط بين الرغبة بعدم اتّهام أصدقائه العديدين جدّاً، المتطرّفين ضدّ يسوع، والرغبة باستحقاق إطراءات يسوع. ولكنّه يتجاوز هذا الاضطراب ويقول: «الذي لا يريد الإيمان بكَ رغم الأدلّة والبراهين التي تُقدِّمها، فهو مُدان.»
«أودُّ ألّا يكون أحد كذلك...»
«أنتَ، نعم. أمّا نحن، فلا نتجاوب مع صلاحكَ تجاهنا. الكثيرون لا يستحقّونكَ... يا يسوع، أَودُّ لو تكون ضيفي غداً...»
«غداً لا أستطيع. سوف يكون ذلك خلال يومين. هل تُوافِق؟»
«أنا موافق على الدوام. وسوف يكون لديَّ... أصدقاء... عليكَ أن تَعذِرهم إذا...»
«نعم، نعم. سوف آتي مع يوحنّا.»
«هو فقط؟»
الآخرون لديهم مُهِمّات أُخرى. ها هُم عائدون مِن الأرياف. السلام لكَ يا سمعان.»
«الله معكَ، يا يسوع.»
يمضي الفرّيسيّ، وينضم يسوع إلى الرُّسُل.
يَعودون إلى البيت مِن أجل العشاء. ولكن، بينما هُم يأكلون السمك المشويّ، يَلحَق بهم أَعمَيان، كانا قد ناشَدَا يسوع على الطريق. يُكرِّران الآن: «يا يسوع، يا ابن داود، ارحمنا!»
فيقول لهما بطرس بلهجة اللَّوم: «ولكن اذهبا! لقد قال لكما: "غداً" فليكن غداً. فلتَدَعاه يأكل.»
«لا، يا سمعان، لا تَطرُدهما. فالمثابرة تستحقّ المكافأة. تعاليا أنتما الإثنان.» بعد ذلك يقول للأعميين اللَّذَين يَدخُلان وهُما يَطرقان بعصاهما الأرض والجدران: «هل تؤمنان أنّني أستطيع إعادة البَصَر إليكما؟»
«آه! نعم يا سيّد! فلقد أتينا لأنّنا على يقين مِن ذلك.»
يَنهَض يسوع عن الطاولة، يدنو منهما، يَضَع أصابعه على الجفون العمياء، يَرفَع وجهه، يصلّي ويقول: «فليكن لكما حسب إيمانكما.» ويَنـزَع يديه، فتتحرك الجفون عديمة الحركة، لأنّ النور، يعود مِن جديد لِيُصيب الأحداق التي عادت إليها الحياة، بالنسبة إلى الواحد، أمّا الآخر فقد انفَتَحَ جَفناه، وحيث كانت خياطة، تعود بالتأكيد إلى تَقرُّحات عولِجَت بشكل سيّئ، يُسَوَّى العيب الحاصل على حواف الجفنين، وها هُما يَرتَفِعان ويَنـزِلان مثل جناحين يَخفُقان.
يَخرُّ الإثنان ساجِدَين.
انهضا وامضيا، واحرصا جيّداً على ألّا يعرف أحد هنا ما فعلتُ لكما. احملا نبأ النعمة التي نِلتُماها إلى مدينتكما، إلى أهلكما وأصدقائكما. فهنا ليس ضروريّاً ولا مُستَحسَناً مِن أجل نفسيكما. حافِظا عليها خالية مِن الجروح في إيمانها، مثلما هي الآن، عارِفَين ماهيَّة العَين، وسوف تَحفَظانها مِن الجرح لئلا تَعودا أَعمَيَين مِن جديد.»
يَنتَهون مِن الطعام. يَصعَدون إلى الشُّرفة حيث القليل مِن الانتعاش. فالبحيرة ليست سوى سطوع تحت هلال القمر. يَجلس يسوع على حافة الجدار الصغير، ويَستَغرِق في تأمّل البحيرة بأمواجها الفضّيّة. أمّا الآخرون فيتحدّثون فيما بينهم بصوت خافت لكيلا يُزعِجوه.
ولكنّهم ينظرون إليه وقد افتُتِنوا. بالفعل، كَم هو بهي، تُحيط به هالة مِن القمر الذي يُنير وجهه الصارم والصافي معاً، ممّا يَسمح بدراسة أدقّ التفاصيل فيه، إنّه يَجلِس مُسنِداً رأسه على غصن الكرمة الخشن، الصاعد إلى الشُّرفة والممتدّ عليها. وعيناه الزرقاوان قليلاً تبدوان في الليل بلون العقيق، تَبدُوان وكأنّهما تَنشُران على كلّ شيء موجات سلام. تَرتَفِعان أحياناً صوب السماء الصافية المزروعة بالنجوم، وتَنخَفِضان أحياناً أُخرى صوب التلال، وأكثر صوب البحيرة، وأحياناً أيضاً تثبتان على نقطة غير محدّدة، وتبدوان وكأنّهما تبتسمان لرؤيا خاصّة بهما. ويتماوج الشَّعر بِفِعل النَّسيم، بينما تَستَنِد إحدى ساقيه إلى الأرض، وتتدلّى الأخرى على مسافة قريبة منها، ويَبقى هكذا جالساً بِشَكل مُوارب ويداه على ركبتيه، أمّا ثوبه الأبيض، فيبدو أنّه يُبرِز بياضه النورانيّ، ويجعله فضّيّاً بِفِعل نور القمر، بينما اليدان الطويلتان ببياضهما العاجيّ، تبدوان وكأنّهما تُبرِزان لونهما العاجيّ المعتَّق، وجمالهما الرجوليّ، رغم طولهما. وكذلك الوجه، بجبهته العالية، والأنف المستقيم، والشكل البيضاويّ الـمُحَبَّب للوجنتين اللَّتَين تَستَطيلان بفعل اللحية الشقراء النحاسيّة، تبدوان تحت هذا النور القمريّ بلون العاج العتيق، فاقِدَتَين الميل إلى الورديّة التي تُرى في النهار أعلى الوَجنتين.
فيسأله بطرس: «هل أنتَ تَعِب يا معلّم؟»
«لا.»
«تبدو شاحباً ومستغرقاً في التفكير.»
«كنتُ أُفكِّر، إنّما لا أظنُّني أكثر شحوباً مِن المعتاد. تعالوا هنا... إنّ ضوء القمر يجعلكم جميعكم شاحِبين كذلك. غداً سوف تذهبون إلى قورازين. قد تَجِدون بعض التلاميذ. تحدّثوا إليهم، واحرصوا على أن تكونوا هنا عند غَسَق الغد. سوف أَعِظ قُرب السيل.»
«يا له مِن أمر رائع! سنقول ذلك للقورازينيّين. اليوم، لدى عودتنا، صادَفنا مرثا ومارسيل. هل جاءتا إلى هنا؟» يَسأَل أندراوس.
«نعم.»
«في مجدلا كان يَدور كلام كثير حول مريم، التي لَم تَعُد تَخرُج، والتي لَم تَعُد تُحيي الأفراح. لقد أَخَذنا قسطاً مِن الرَّاحة لدى السيّدة التي صادفناها المرّة الماضية. وقد قال لي بنيامين إنّه، عندما يريد أن يتصرّف بشقاوة يُفكِّر بكَ و...»
«وبي... قُلها كذلك يا يعقوب.» يقول الاسخريوطيّ.
«لَم يَقُلها.»
«ولكنه عَبَّر عنها يشكل مُستَتِر بقوله: "لا أريد أن أكون جميلاً، وبالمقابل شرّيراً، أنا". ونَظَر إليَّ بِطَرَف عينه. لا يمكنه إيلامي...»
«تَنافُر لا جدوى منه يا يهوذا. لا تُفكِّر به.» يقول يسوع.
«نعم يا معلّم، ولكنّه مُثير للكَدَر أن...»
وينادي صوت مِن الطريق: «هل المعلّم موجود؟»
«نعم. إنّما ماذا تريدون مِن جديد؟ ألا يكفيكم النهار بطوله؟ هل الوقت مناسب لإزعاج ذلك المسافر المسكين؟ عودوا غداً.» يأمرهم بطرس.
«هذا لأنّ مَعَنا أبكَماً مُستَحوَذاً عليه، وقد هَرَبَ مِنّا ثلاث مرات أثناء المشوار. فلولاه لَوَصَلنا في وقت أَبكَر. كونوا طيّبين! لأنّه بعد قليل، عندما يُصبِح القمر في كَبد السماء، يَصيح بقوّة ويُفزِع أهل البلدة. انظروا إليه كم هو مُضطَرِب الآن؟!»
يَنحَني يسوع مِن فوق الجدار الصغير بعد اجتيازه الشرفة كلّها. يَحذو الرُّسُل حَذوه. دائرة مِن الوجوه المنحنية فوق حَشد مِن الناس الذين يَرفَعون رؤوسهم باتجاه الـمُنحَنين.
في الوسط، وبحركات وَجَأر دبّ أو ذئب مُكَبّل بالسلاسِل، يَجأَر رَجُل كُبِّل معصماه جيّداً كيلا يَهرُب، وهو يَضطَرِب بحركات حيوان، وكأنّه يبحث في الأرض عن لستُ أدري ماذا، ولكنّه عندما يَرفَع عينيه لِتَلتَقيا بِنَظَر يسوع، يُطلِق صيحة حيوانيّة، غير واضحة، هي صِياح حقيقيّ، ويُحاوِل الهروب.
الجَّمع، كلّ كُهول كفرناحوم تقريباً، يتباعدون خائفين: «تعال بحقّ المحبّة! فهذا يُعيده كالسَّابق...»
«أنا آتٍ في الحال.»
ويَهبِط يسوع مُسرِعاً، ويَذهَب إلى قُبالة البائس المضطَرِب، الهائِج أكثر مِن أيّ وقت مضى.
«اخرُج منه. أريد ذلك.» ويتلاشى الصِّياح في كلمة واحدة: «سلام!»
«نَعم، السلام. فليكن لكَ السلام، الآن وقد تحرَّرتَ.»
يَهتف الجميع مُندَهِشين لدى رؤية التحوّل السريع مِن الهِياج إلى السكون، مِن الاستحواذ إلى التحرُّر، مِن البُكم إلى التكلّم.
«كيف عرفتم أنّني هنا؟»
«في الناصرة قالوا لنا: "هو في كفرناحوم"، وفي كفرناحوم أكَّدَ لنا ذلك اثنان أَعَدتَ النَّظَر لعيونهما، في هذا البيت.»
«صحيح! صحيح! لقد قالوا لنا ذلك، نحن أيضاً...» يَهتف الكثيرون. ويُعلِّقون: «لم نَرَ قَطّ مثل هذا في إسرائيل.»
«لولا عَون بعلزبول له، لما فَعَلَ ذلك.» يقول بسخريّة فرّيسيّو كفرناحوم، ولَم يَكُن سمعان معهم.
«بِعَون أو بغير عَون، فقد شُفيتُ، والأعميان كذلك. وأنتم لا يمكنكم فِعل ذلك رغم كلّ صلواتكم العظيمة.» يُجيب الأبكَم الـمُستَحوَذ عليه، الذي شُفِيَ، ويُقبِّل ثوب يسوع الذي لا يَردّ على الفرّيسيّين، ويكتفي بصرف الحشد بقوله: «السلام معكم.» ويستبقي الـمُبرأ والذين معه، مانحاً لهم مأوى في الغرفة الطويلة ليرتاحوا فيها حتّى الفجر.