ج4 - ف108

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الرابع / القسم الأول

 

108- (يسوع في الناصرة)

 

06 / 08 / 1945

 

أوّل محطّة يتوقّف فيها يسوع في الناصرة هي بيت حلفى. إنّه على وشك الولوج إلى الحديقة، حينما يلتقي مريم التي لحلفى الخارجة ومعها جرّتان نحاسيّتان تمضي بهما إلى النبع.

 

«السلام لكِ يا مريم!» يقول يسوع مُعانِقاً قريبته التي تُعانِقه مُطلِقَةً، كالعادة، صيحة فرح، فهي تكشف عن شعورها على الدوام.

 

«سيكون حتماً يوم سلام وفرح، يا يسوعي، لأنّكَ أتيتَ! آه! يا ولديَّ الحبيبين! يا لفرحة أُمّكما برؤيتكما!» وتُعانِق بحنان ابنيها اللذين كانا خلف يسوع مباشرة. «ستبقيان معي اليوم، أليس كذلك؟ لقد أضرمتُ الفرن لتوّي مِن أجل الخبز. كنتُ ماضية لجلب الماء، كي لا يعطّلني شيء عن الطهو.»

 

«أُمّي، نذهب نحن.» يقول الابنان وهما يَستَحوِذان على الجِّرار.

 

«يا لهما مِن طيّبين! أليس كذلك يا يسوع؟»

 

«كثيراً.» يؤكّد يسوع.

 

«ومعكَ أيضاً، أليس كذلك؟ ذلك أنّهما لو كانا يحبّانكَ بأقلّ مِمّا يحبّانني لَقَلَّ حبّي لهما.»

 

«لا تخافي يا مريم، فَهُما، بالنسبة إليَّ، ليسا سوى فَرَح.»

 

«هل أنتَ وحدكَ؟ لقد ذَهَبَت مريم إليكَ على حين غرّة... كنتُ سأذهب أنا كذلك. كانت معها امرأة... هل هي تلميذة؟»

 

«نعم. إنّها أُخت مرثا.»

 

«آه! تبارك الله! لقد صَلَّيتُ كثيراً مِن أجل ذلك! أين هي؟»

 

«ها هي ذي تَصِل مع أُمّي ومرثا وسُوسَنّة.»

 

بالفعل، نساء عند منعطف الطريق، يتبعن الرُّسُل. تَهرَع مريم التي لحلفى وتصيح: «يا لسعادتي لكونكِ أُختاً لي! عليَّ أن أقول لكِ "ابنة"، لأنّكِ شابّة وأنا عجوز. ولكنّني أناديكِ بالاسم العزيز على قلبي، مُذ أطلقتُهُ على مريمتي. حبيبتي! تعالي. يُفتَرض أن تكوني تَعِبَة... إنّما بالتأكيد أنتِ سعيدة كذلك.» وتُعانِق مريم المجدليّة، وبعد ذلك، تُمسِك بها مِن يدها، كما لِتَجعلها تَشعُر، بشكل أفضل، أنّها تحبّها.

 

يبدو جمال مريم المجدليّة النَّضِر أكثر إشراقاً أمام الوجه الذَّاوي لمريم التي لحلفى الطيّبة.

 

«اليوم الجميع في بيتي. لَن أدعكُم تَرحَلون.» ومع تنهيدة مِن الأعماق تَخرُج بدون قَصد، يَفلِت الاعتراف: «إنّني وحيدة على الدوام! وعندما لا تكون سِلفَتي هنا، أُمضي أيّاماً حزينة ومُنعَزِلة.»

 

«هل أبناؤكِ غائِبون؟» تَسأَل مرثا.

 

تَحمَرّ مريم التي لحلفى وتتنهّد: «بالنَّفْس، نعم، أيضاً. أن يكون المرء تلميذاً، يوحِّد ويُفرِّق... ولكن بما أنّكِ أتيتِ أنتِ يا مريم، فَهُم أيضاً سَيأتون.» وتَمسَح دمعة. تَنظُر إلى يسوع الذي يُراقِبها بإشفاق، وتَجهَد في الابتسام لِتَسأَله: «إنّها أمور تتطلَّب وقتاً، أليس كذلك؟»

 

«نعم، يا مريم، ولكنّكِ سوف تَرينَهم.»

 

«كنتُ آمُل... مِن بَعد أن سمعان... إنّما بعد ذلك عَرِف أموراً... أخرى، وعاد إلى حَيرته. مع ذلك، أَحبِبه يا يسوع!»

 

«هل يمكنكِ الشكّ بذلك؟»

 

وبينما هي تتكلّم، تُحضِر مريم مُرطِّبات للمسافرين، غير آبهة لكلام الجميع، وهُم يُعلِنون عدم حاجتهم إلى شيء.

 

«فلنَدَع النساء التلميذات بسلام.» يقول يسوع، ويُضيف: «ولِنَمضِ إلى البلدة.»

 

«هل تذهب؟ هل يُحتَمَل أن يأتي أولادي الآخرون؟»

 

«إنّني باقٍ طوال يوم الغد. سنكون إذن معاً. أمّا الآن، فإنّني ماضٍ إلى لقاء أصدقائي. السلام لكنّ أيّتها النساء. وداعاً يا أُمّي.»

 

الناصرة في هياج لوصول يسوع تَتبَعه مريم المجدليّة. البعض يتعجّل المجيء إلى بيت مريم التي لحلفى، وآخرون إلى بيت يسوع، لِيُشاهِدوا. وإذ يَجِدون بيت يسوع مُغلَقاً، يَرتَدُّون جميعاً صوب يسوع الذي يجتاز الناصرة في اتّجاه مركز البلدة التي ما زالت عصيّة على المعلّم. جِزء منها ساخِر، وجِزء مُتشكِّكِ، وبعض المجموعات تُظهِر الشرّ، مُعبِّرة عن مشاعرها مِن خلال بعض الجُّمَل الجَّارِحة، والبلدة تَتبَع بِفضول، إنّما بغير حُبّ، ابنها العظيم الذي لا تَفهَمهُ. وحتّى الأسئلة التي تُطرَح عليه خالية مِن الحبّ، لا بل هي مُفعَمَة تَشكُّكَاً وسُخرية. أَمّا هو فلا يُظهِر أنّه يُلاحِظ ذلك عليهم، ويجيب الذين يُحدِّثونه بكلّ لُطف.

 

«إنّكَ تُعطي الجميع، إنّما يبدو أنّكَ ابن لا تربطه بِموطِنه أيّة رابِطة، لأنّكَ لا تُعطيه شيئاً.»

 

«أنا هنا لأعطيكم ما تَطلُبون.»

 

«ولكنّكَ تُفضِّل ألّا تكون هنا. فقد نكون خاطِئين أكثر مِن الآخرين.»

 

«ما مِن خاطئ واحد، مهما كان كبيراً، لا أريد هِدايَتَه. وأنتم لستم خاطِئين أكثر مِن الآخرين.»

 

«أنتَ لا تقول إنّنا أفضَل مِن الآخرين. والابن الصَّالح يقول على الدوام إنّ أُمّه أفضل مِن كُلّ الأُخرَيات. فَهَل الناصرة ، بالنسبة إليكَ، هي زوجة أب؟»

 

«لن أقول شيئاً. فالصمت قاعدة محبّة تجاه الآخرين، وتجاه الذات، عندما لا نريد القول عن أحد إنّه صالح، ونحن لا نريد الكذب. ولكنّ التمجيد يأتيكم سريعاً، إن أنتم أقبَلتُم فقط إلى تعاليمي ومُعتَقَدي.»

 

«أتريد إذن أن نُمجِّدكَ؟»

 

«لا، بل أن تُنصِتوا إليَّ فقط وتُؤمِنوا بي، مِن أجل خير نفوسكم.»

 

«تحدَّث إذن! وسوف نُنصِت إليكَ.»

 

«قولوا لي: عن أيّ موضوع عليَّ أن أُحدِّثكم؟»

 

ويقول رجل في حوالي الأربعين أو الخامسة والأربعين: «أودُّ لو تَدخُل إلى المجمع وتَشرَح لي نقطة.»

 

«إنني آتٍ على الفور، أيّها اللّاوي.»

 

ويَمضون إلى المجمع، والناس يَحثّون الخُطى خلف يسوع ورئيس المجمع، ويَغصّ بهم المجمع فجأة.

 

يأخُذ الرئيس لُفافة ويَقرأ: «"يُصعِد ابنة فرعون مِن مدينة داود، إلى البيت الذي جَعَلَه يبنيه، ذلك أنّه كان يقول: ‘ينبغي ألّا تَسكُن زوجتي بيت داود، مَلِك إسرائيل، الذي تقدَّسَ عندما دَخَلَه تابوت عهد الربّ’." أودُّ لو تقول لي إذا كنتَ تَحكُم بصحّة هذا المقياس أم لا، ولماذا؟»

 

«بدون أيّ شكّ، كان صحيحاً، ذلك أنّ إكرام بيت داود الذي تقدَّسَ بِفِعل دخول تابوت عهد الربّ إليه، كان يَفرِض ذلك.»

 

«ولكن كونها زوجة سليمان، ألم يكن ليؤهِّل ابنة فرعون لِسُكنى بيت داود؟ ألا تُصبِح المرأة، حسب قول آدم، "عظماً مِن عظام" الزوج "ولحماً مِن لحمه"؟ فإذا كان كذلك، فكيف يمكنها التَّدنيس إذا لَم تُدنِّس الزوج؟»

 

«لقد قيل في سِفر عزرا: "إنّكم قد تعدَّيتُم واتَّخذتُم نساء غريبات لِتَزيدوا في إثم إسرائيل". وواحد من أسباب وثنيّة سليمان يُعزى بالضبط إلى تلك الزيجات مِن نِساء أجنبيّات. وكان الله قد قالها: "هُنَّ، الأجنبيّات، سوف يُفسِدن قلوبكم حتّى يجعلنكم تَعبُدون آلهة أجنبيّة". والنتائج نَعرِفها.»

 

«ولكنّه، مع ذلك، لم يكن قد انحَرَفَ بزواجه مِن ابنة فرعون، لأنّه توصَّلَ إلى أن يُقرِّر بحكمة بأنّ عليها عدم المكوث في البيت المقدَّس.»

 

«مِكيال صلاح الله ومكيالنا ليسا واحداً. فالإنسان لا يَغفِر خطيئة واحدة، حتّى ولو كان يَرتَكِب الخطايا على الدوام. فالله لا يَستَخدِم القَسوة بعد الخطيئة الأولى، ولكنّه حينئذ لا يَسمَح بِتعوُّد الإنسان على الخطيئة ذاتها دونما قَصاص. لهذا السبب لا يُنـزِل قَصاصه بعد السقطة الأولى، بل يتحدّث حينذاك إلى القلب. ويُنـزِل العِقاب حينما لا يودي صلاحه بالإنسان إلى التوبة، بل يَعتَبِره ضعفاً. حينئذ يُنـزِل قَصاصه، لأنّه لا مجال للسخرية مِن الله. عَظم مِن عظامه ولحم مِن لحمه، بِذَا كانت ابنة فرعون قد وَضَعَت أوَّل بذور الفساد في قلب الحكيم. وأنتم تَعلَمون أنّ المرض لا يتفشّى عندما يكون في الجسم جرثومة واحدة، بل إنّما عندما تكون كميّات كبيرة مِن الجراثيم، التي تكاثَرَت انطلاقاً مِن الجرثومة الأولى، قد أَفسَدَت الدم. سقوط الإنسان إلى الأعماق السحيقة يبدأ دائماً مِن أمور خفيفة، تَبدو ظاهريّاً غير مُسيئة؛ ثمّ يتعاظَم استمراء الشرّ. وبعد ذلك يتعوَّد المرء على التَّساهُل مع ضميره، على إهمال واجباته، وإلى عدم إطاعة الله، وبالتدريج يتوصَّل إلى ارتكاب الخطايا الكبيرة، ولدى سليمان إلى الوثنيّة، مُسبِّباً الانشقاق الذي ما زالت آثاره حتّى الآن.»

 

«إذن فأنتَ تقول إنّه يجب أن نُعير الأمور المقدَّسة أعظم الانتباه وأعظم الاحترام؟»

 

«بدون أيّ شكّ.»

 

«الآن، اشرح لي هذا أيضاً. تَدَّعي أنّكَ كَلِمَة الله. هل هذا صحيح؟»

 

«أنا هو، وهو الذي أَرسَلَني لِأَحمل البُشرى الحَسَنة إلى كلّ الناس وأفتَدي كلّ الخَطَأَة.»

 

«هو أنتَ إذن، وإن كنتَ إيّاه، فأنتَ أعظَم مِن تابوت العهد. لأنّ الله لا يكون على المجد السَّائِد على التابوت، بل إنّما فيكَ.»

 

«أنتَ قلتَ، وهي الحقيقة.»

 

«إذن، لماذا تُدنِّس نفسكَ؟»

 

«أَلِتقول لي هذا، جِئتَ بي إلى هنا؟ ولكنّني أُشفِق عليكَ، عليكَ وعلى مَن دَفَعَكَ إلى الحديث. لا داعي للتبرير، فلا جدوى مِن أيّ تبرير، ذلك أنّ حقدكم يُحطِّمه. إنّما لكم أنتم، يا مَن تَتَّهِمونني بالتقصير في الحبّ في نظركم، وفي تَدنيس شَخصي، سأعطيكم أنا تبريري. اسمعوا: أَعرِف إلى ماذا تُلمِّحون. ولكنّني أُجيبُكم: "إنّكم على خطأ". فكما أفتح ذراعيَّ  لِلمُنازِعين لِأُعيدُهم إلى الحياة، وأنادي الأمّوات لأعيدُ لهم الحياة، كذلك افتح ذراعيَّ لِمَن هُم أكثر احتضاراً، وأنادي الذين هُم أموات بالحقيقة: الخَطَأَة، لأقودهم إلى الحياة الأبديّة، وأُقيمُهم مِن الموت، إذا كانوا مُتفسِّخين، لكي لا يَعودوا يَموتون. ولكنّني أودُّ أن أقول لكم مَثَلاً:

 

رَجُل أُصيب بالبَرَص نتيجة آثامه الكثيرة، وأَبعَدَه الناس عن مجتمعهم، وأَخَذَ هذا الرجل، في وحدته الـمُوحِشة المخيفة، يُفكِّر في حاله وفي الخطيئة التي أَدَّت به إلى ذاك المصير. ومَضَت سنوات كثيرة على ذلك الحال، وفي لحظة لَم يَكُن يتوقَّعها، شُفِيَ الأبرص؛ فلقد استخدَمَ معه الربّ الرحمة والرأفة بسبب صلواته الكثيرة ودموعه الغزيرة. حينئذ، ماذا تُراه يَفعَل الرجل؟ هل يمكنه العودة إلى بيته لأنّ الله استخدَمَ معه الرحمة؟ لا. بل ينبغي له أن يَعرض نفسه على الكاهن، وهذا الأخير، بعد أن يتفحَّصه بانتباه لبعض الوقت، يَجعَله يتطهَّر، بعد ذبيحة زوج اليَمام الأولى. وبعد غَسل ثيابه، ليس مَرَّة واحدة، بل مَرَّتين، يعود الرجل الذي شُفِيَ إلى الكاهن مع الحُمُولات بِغَير عَيب، الحَمَل والطحين والزيت، الأشياء المحدَّدة، فيقوده الكاهن إلى باب الخباء (باب خيمة الاجتماع: انظر سفر اللاويين-أصحاح 14). وهكذا يُقبَل الرجل، دينيّاً، مِن جديد، وسط شعب إسرائيل. أمّا أنتم فقولوا لي: عندما يَذهَب الرجل إلى الكاهن لأوّل مرّة، لماذا يَذهَب إليه؟»

 

«ليتطهَّر مَرَّة أولى، بشكل يتمكَّن معه إتمام التطهير الأعظم الذي يُعيد إليه الحقّ في الدخول في الشعب المقدَّس!»

 

«حسناً قُلتُم. ولكنّه حينذاك لا يكون قد تطهَّرَ بشكل كُلّيّ.»

 

«آه! لا. ما زال ينقصه الكثير لِيُصبِح كذلك مادّيّاً وروحيّاً.»

 

«فكيف يمكنه إذن الاقتراب مِن الكاهن أوّل مرّة، بينما هو نَجِس تماماً، ومرّة ثانية الاقتراب مِن الخباء؟»

 

«لأنّ الكاهن هو الوسيط اللازم ليتمكّن مِن إعادة قبوله وسط الأحياء.»

 

«والخباء؟»

 

«لأنّ الله وحده يُمكِنه محو الخطايا، والإيمان هو الاعتقاد أنّ وراء الحِجاب المقدَّس يُقيم الله في مَجدِه مُوزِّعاً غفرانه مِن هناك.»

 

«فإذن عندما يقترب الأبرص الذي شفي من الكاهن ومن الخباء لا يكون بعد بغير خطيئة؟»

 

«لا. بكلّ تأكيد!»

 

«أيّها الناس، ذَوي الفِكر الـمُراوِغ والقلب الـمُفتَقِر إلى الصفاء، لماذا تتّهمونني إذاً، أنا الكاهن والـمِظلّة، إذا جعلتُ أولئك المجذومين روحيّاً يقتربون منّي؟ لماذا تَكيلون بِمكيالَين؟ نعم، فالمرأة التي كانت ضالّة مِثل لاويّ العشار، والتي هي الآن هنا بِنَفْسها الجديدة ورسالتها الجديدة، ومعهما رجال ونساء آخرون أتوا قبلهما، هُم الآن إلى جانبي. ويمكنهم ذلك لأنّه قد أُعيد الآن قبولهم في عِداد شعب الربّ. لقد جَلَبَتهُم إليَّ إرادة الله الذي مَنَحَني سلطان الدينونة والـمَغفِرة، والشفاء والقيامة. فلو دامت فيهم الوثنيّة كما كانت باقية في ابنة فرعون، لكان هناك تَدنيس. إنّما لا تدنيس طالما اعتَنَقوا الـمُعتَقَد الذي حَمَلتُهُ أنا إلى الأرض، وبه كانت قيامتهم إلى نعمة الربّ.

 

يا أهل الناصرة، يا مَن تَنصبون لي الفِخاخ، لأنّه لا يبدو لكم ممكناً أن تَسكُن فيَّ الحقيقة، واستقامة وعدل كلمة الآب، أنا أقول لكم: "اقتدوا بالخَطَأَة". في الحقيقة، إنّهم يتفوّقون عليكم، عندما يتعلّق الأمر بالإقبال إلى الحقّ. وأقول لكم كذلك: "لا تَلجَأوا إلى مناورات شائنة لتتمكّنوا مِن مُعارَضَتي". لا تَفعَلوا ذلك. اسألوا وسوف أمنَحكُم، أنا، كلمة الحياة، كما أمنَحها إلى كلّ الذين يأتون إليَّ. استَقبِلوني كابن لهذه الأرض التي هي لنا، فأنا لا أُضمِر لكم الحقد. تَطفَح يدايَ لُطفاً، وقلبي رغبة في تعليمكم وإسعادكم. فأنا على استعداد، إذا أردتم، أن أُمضي السبت بينكم لِأُعلِّمكم الشريعة الجديدة.»

 

الناس غير مُتَّفِقين فيما بينهم. ولكنّ الفضول يتغلَّب، أو الحُبّ، وعدد كبير يصيح: «نعم، تعال هنا غداً. وسوف نَستَمِع إليكَ.»

 

«سوف أُصلّي، هذا المساء، لِتَسقُط القشرة التي تُصلِّب القلب، كي تَسقُط كلّ الأحكام الـمُسبَقَة، ولكي، بِتَحرُّركم، تستطيعون إدراك صوت الله، الآتي ليحَمِل البشارة إلى كلّ الأرض، ولكن مع الرغبة في أن تكون أوّل منطقة تَستَأهل تَقبُّله، هي البلدة التي تَرعرَعتُ فيها. السلام لكم جميعاً.»