ج3 - ف4
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثالث / القسم الأول
4- (مع أهالي سيخار)
23 / 04 / 1945
أَعيان مِن السامرة يُقبِلون إلى يسوع مُجتَمِعين تقودهم فوتينا: «الله معكَ أيّها الرابّي. لقد أخبَرَتنا المرأة بأنّكَ نبيّ ولا تأنف مِن التكلّم معنا. نرجوكَ أن تبقى معنا ولا تبخل علينا بكلامكَ، ذلك أنّنا وإن كان صحيحاً أنّنا منفصلون عن يهوذا، فهذا لا يعني أنّ القداسة في يهوذا فقط والخطيئة كلّها في السامرة. فحتّى بيننا هناك أبرار.»
«أنـا أيضاً عَبَّرتُ للمرأة عن هذه الفِكـرة. أنا لا أفـرض نفـسي، ولكنّني لا أتمنـّع عَمَّن يبحث عـنّي.»
«أنتَ بارّ. تقول المرأة إنّكَ المسيح. هل هذا صحيح؟ أَجِبنا بحقّ الله.»
«أنا هو. لقد حان زمن مجيء مَسيّا. ومَلِك إسرائيل يَلمّ الشَّمل. وليس فقط شمل إسرائيل.»
«ولكنّكَ سوف تكون لأولئك الذين... ليسوا في الخطيئة مثلنا.» يُعلِّق عجوز مَهيب.
«أيّها الرجل، أرى فيكَ رئيساً لكلّ هؤلاء، وكذلك أرى بحثاً شريفاً عن الحقّ. والآن اسمع، أنتَ يا مَن ثَقَّفَتكَ القراءات المقدّسة. لقد قيل لي ما قاله الروح لحزقيّال عندما أَعلَنَ له عن رسالة نَبويّة: "يا ابن الإنسان، أُرسِلكَ لأبناء إسرائيل، للشعوب المتمرّدة التي ابتَعَدَت عنّي... إنّهم أبناء عنيدون وقلوبهم لا تُرَوَّض... قد يَسمَعونكَ، ثمّ لا يأبهون لكلامكَ الذي هو كلامي، لأنّه بيت متمرّد، إنّما على الأقلّ، سوف يعرفون أنّ نبيّاً موجود في وسطهم. أنتَ إذن لا تخف منهم ولا يُرعبَنَّكَ نقاشهم، لأنّهم هم أيضاً قليلو الإيمان وثائرون... احمل كلامي إليهم سواء أَنصَتوا إليكَ أم رَفَضوا ذلك. أنتَ افعل ما أقوله لكَ. أَنصِت إلى ما أقوله لكَ كي لا تكون متمرّداً مثلهم. وبالتالي كُلْ مِن الطعام الذي سأقدّمه لكَ. "وأنا أتيتُ. لستُ أخدَع نفسي ولستُ أتوقّع أن أُستَقبَل استقبال الـمُنتَصِرين. ولكن بما أنّ إرادة الله هي شَهدي، لذا ها أنذا أُتمّمها، وإذا شئتم، أقول لكم الكلام الذي أَودَعَه الروح فيَّ.»
«كيف يمكن أن يكون الأزليّ قد فَكَّر بنا؟»
«لأنّه هو الحبّ، أيّها الابن.»
«ليس هذا ما يقوله رابّيو يهوذا.»
«ولكن هذا هو ما يقوله لكم مسيح الربّ.»
«قيل إنّ المسيح يُولَد مِن عذراء مِن يهوذا. وأنتَ ممّن وكيف وُلِدتَ؟»
«في بيت لحم أفراتة، مِن مريم مِن نسل داود، مِن جَرّاء حَبَل روحيّ. ثِقوا بذلك.» صوت يسوع الجميل رنين نصر بهيج عندما يُعلِن عن بتوليّة أُمّه.
«إنّ وجهكَ يتألّق بنور عظيم. لا، لا يمكن أن تكذب. أبناء الظلمات وجوههم مُظلِمة وعيونهم مُضطَرِبة. أمّا أنتَ فوجهكَ نَيِّر وعينكَ صافية مثل صباح نيسان (أبريل)، وكلامكَ حَسَن. ادخل إلى سيخار، أرجوكَ، وعَلِّم أبناء هذا الشعب. وستذهب فيما بعد... أمّا نحن فسنتذكّر النجمة التي عَبَرَت سماءنا...»
«لماذا لا تَتَّبِعونها؟»
«كيف تريدنا أن نتمكّن مِن ذلك؟» -لقد كانوا يتوجّهون صوب المدينة بينما هم يتحدّثون- «نحن المعزولون، أَقَلّه هذا ما قيل لنا، ورغم ذلك وُلِدنا على هذا الـمُعتَقَد، ولسنا نَعلَم إذا ما كان يَجدر بنا أن نتخلّى عنه. فيما عدا ذلك... نعم، يمكننا التحدّث معكَ، هذا ما أُحِسُّ به. وثمّ، نحن كذلك لنا عيون ترى وعقل يُفكِّر. وعندما نَعبُر أراضيكم أو نقصدها للتجارة، فما كلّ ما نَراه يتّسم بالقداسة لدرجة أن نعتقد بأنّ الله معكم، يا مَن أنتم مِن يهوذا أو مِن الجليل.»
«الحقّ أقول لكَ، إنّ مجرّد كونهم لم يستميلوكم أو يقودوكم إلى الله، ليس بالإساءات واللعنات، بل بالـمَثَل والمحبّة، فهذا كاف ليكون سبب إدانة لما بقي مِن إسرائيل.»
«يا لحكمتكَ! أَنصِتوا!؟»
يُعبِّر الجميع عن مشاعرهم بهمسات إعجاب. وفي تلك الأثناء يَصِلون إلى المدينة. ويقترب آخرون كثيرون بينما يتوجّهون إلى أحد البيوت.
«اسمع أيّها الرابّي، يا مَن أنتَ حكيم وصالح، أَنِر ريبَتَنا. فإنّ أموراً كثيرة لمستقبلنا يمكنها أن تتعلّق بذلك. يا مَن أنتَ مَسيّا، وبالتالي مُحيي مملكة داود، ينبغي لكَ أن تفرح بإعادة وَصل هذا العضو المنفصل إلى جسم الدولة، أليس كذلك؟»
«لا، فإن هَمّي ليس توحيد الأعضاء المنفصلة لهذه المملكة الباطلة، بقدر ما هو قياد النُّفوس جميعها إلى الله، وإنّي لأفرح في إحلال الحقيقة في أحد القلوب. إنّما هات واعرض ريبَتَكَ.»
«لقد أخطأ آباؤنا. ومنذئذ نفوس السامرة ممقوتة مِن الله. فماذا نستفيد إذن لو نحن اتّبعنا الخير؟ فنحن بُرص في عينيّ الله على الدوام.»
«تلك هي حَسرتكم، الحَسرة الأزليّة، السُّخط الدائم لكلّ المنشقّين. لكنّني أُجيبكَ أيضاً مع حزقيّال: "كلّ النُّفوس تخصّني" يقول الربّ. نَفْس الأب كما نَفْس الابن. إنّما فقط النَّفْس التي أخطأت ستموت. إذا كان إنسان بارّاً، إذا لم يكن عابد وَثَن، إذا لم يكن يرتكب الفحشاء، إذا لم يَختَلِس ولم يكن مُرابِياً، إذا كان رحيماً بجسد وروح الآخرين، فسيكون بارّاً في عينيَّ ويحيا الحياة الحقيقيّة. وأيضاً: إذا كان لأحد البَرَرَة ابن متمرّد، فهل يمكن أن تكون لهذا الابن الحياة لأنّ أباه كان بارّاً؟ لا، لن تكون له. وأيضاً: لو كان ابن بارّ لأب خاطئ، فهل سيموت مثل أبيه لأنّه ابنه؟ لا، بل ستكون له الحياة الأبديّة لأنّه كان بارّاً. فليس مِن العدل أن يَحمِل الواحد وِزر الآخر. النَّفْس التي أخطأت ستموت، والتي لم تخطئ فلن تموت. وإن يَندَم الذي أخطأ ويُقْبِل إلى البرّ، فستكون له كذلك الحياة الحقّ. الربّ الإله ، الربّ الواحد الأحد يقول: "لا أريد الموت للخاطئ، إنّما فليَهتَدِ ويَنَل الحياة". لأجل هذا أَرسَلَني، أيّها الأبناء الضالّون لتكون لكم الحياة الحقّ. أنا الحياة. مَن يؤمن بي وبِـمَن أَرسَلَني تكن له الحياة الأبديّة، حتى ولو كان إلى الآن خاطئاً.»
«ها قد وَصَلنا إلى بيتي، يا معلّم. ألا تشمئزّ مِن الدخول؟»
«أنا لا أشمئزّ إلّا مِن الخطيئة.»
«هيّا إذن لتُقيم فيه ونقتسم الخبز معاً، وثمّ إذا لم يكن الأمر ثقيلاً عليكَ، فَسَتُقاسمنا كلام الله. فإنّ هذا الكلام الخارج مِن فمكَ له طعم آخر... ونحن إنّما نعاني التباريح (يعذِّبنا الشكّ): وذلك لعدم يقيننا بأنّنا على الصّراط المستقيم...»
«كلّ شيء يَهدَأ ويَسكُن لو كنتم تجرؤون على الإقبال إلى الحقيقة بقلب مُنفَتِح. الله يتكلّم فيكم أيّها الناس. والليل أَوشَكَ على الهبوط، ولكن غداً، في الساعة الثالثة سوف أتحدّث إليكم مُطَوَّلاً، إن أردتم ذلك. فامضوا ولتصحبكم الرحمة.»