ج7 - ف162
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء السابع / القسم الأول
162- (كلّ سقطة لها ما يهيّئها في الزمن)
23 / 09 / 1944
يقول يسوع:
«إنّه حَدَث رحمة كما كانت أحداث المجدليّة. ولكن فيما إذا عَمِلتِ كتاباً، فإنّه سوف يكون مِن الأفضل لو تضعي الأحداث بتتابع زمنيّ منتظم بدلاً مِن وضعها في فئات، مكتفيةً بالإشارة في البداية أو إرجاع كلّ واقعة إلى أيّة فئة تنتمي.
لماذا أُسلّط الضوء على صورة يهوذا؟ كُثُر يتساءلون عن السبب.
أجيب. إنّ صورة يهوذا قد لحقت بها الكثير مِن التشوّهات على مرّ الزمن. ومؤخّراً قد شُوّهت كلّيّاً. فبعض المدارس قد كالت له المديح كما لو أنّه كان الشخصيّة الثانية والتي لا غنى عنها للفِداء. ثمّ كُثُر يفكّرون بأنّه كان قد تعرّض لهجوم عنيف ومفاجئ مِن الـمُجرِّب. لا. فلكلّ سقطة تهيئتها في الزمن. وكلّما كانت السقطة جسيمة، كلّما كان مُحضّراً لها أكثر. إنّ العوامل السابقة تُفسّر الحَدَث. فإنّ المرء لا يحثّ الخطى إلى ما ليس في الحسبان، وكذلك في الارتقاء، سواء في الخير أو في الشرّ. فهناك عوامل خادعة مستفيضة للسقوط، وأخرى متأنّية ومقدَّسة للصعود.
وإنّ مأساة يهوذا المؤسفة يمكنها أن تُعلّمكم بشكل جيّد كيف تُخلّصون أنفسكم، وكيف تُصبِحون على بيّنة بنهج الله ومَراحمه في تخليص ومنح المغفرة لأولئك الذين ينحدرون نحو الهاوية.
إنّ المرء لا يَصِل إلى الهذيان الشيطانيّ الذي رأيتِه يستولي على يهوذا بعد جريمته، ما لم يكن قد أُفسِد كلّيّاً بفعل عادات جهنّمية كان قد تبنّاها بتلذّذ لسنوات. عندما يرتكب أحدهم جريمة مدفوعاً بحَدَث مفاجئ يُعطّل العقل، فيتألّم إنّما يُحسِن التكفير، ذلك لأنّ بعض أجزاء القلب لم تزل غير مصابة بالسمّ الجهنّمي. وللعالم الذي ينفي وجود الشيطان، حيث أنّه قد تَملَّكَه في ذاته لدرجة أنّه لم يعد يلاحظه، والذي تَشَرَّبه بحيث أَصبَحَ جزءاً مِن أناه، أُبيّن أنّ الشيطان موجود. إنّه أبديّ وثابت في النهج الذي يستخدمه كي يجعل منكم ضحاياه.
هذا يكفي الآن. ابقي مع سلامي.»