ج1 - ف37

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الأول

 

37- (يتفتح الأمل مِثل زهرة لِـمَن يتكئ برأسه على صدري الوالدي)

 

03 / 04 / 1944

 

تقول مريم:

 

«إذا كان وجودي قد قَدَّسَ المعمدان، فهو لم يعف أليصابات مِن الحُكم على حوّاء "بالألم تلدين البنين" الصادِر مِن الأزليّ بحقّها. أنا وحدي بلا عيب وبغير اتّحاد بشريّ، لذا كنتُ مستثناة مِن آلام الوَضع. الحزن والألم هما ثمرة الخطيئة. ومع ذلك فأنا التي كنتُ "بدون خطيئة" كان ينبغي لي أن أعرف الألم والحزن لأنّني كنتُ الـمُشارِكة في الفداء. ومع ذلك لم أعرف حدّة معاناة الولادة. لا، لم أعرف هذا الألم.

 

ولكن ثقي يا ابنتي، فإنّه لم ولن يوجد أبداً ألم مبرّح يشبه ألم ولادتي كشهيدة لأمومة روحيّة تَمَّت على أقسى سرير: سرير صليبيّ على قَدَم صليب ابني الذي يموت. ومَن هي الأُمّ الـمُرغَمة على الوِلادة بهذه الطريقة، وعلى مزج ألم أحشائها التي تتمزّق لسماع حشرجة ابنها المحتضر بالتمزّق الداخليّ لاضطرارها تَجاوُز هَول وجوب قولها: "أُحبّكم، تعالوا إليّ، أنا أُمّكم"، لقَتَلة ابنها الذي وُلِدَ مِن الحبّ الأسمى الذي لم تَرَ السماء مثله، مِن اتّحاد حبّ إله وعذراء، بقبلة نار، بعناق النور، الذين أصبحوا جميعهم جسداً وجَعَلوا مِن أحشاء امرأة تابوت عهد الله.

 

لقد قالت أليصابات: "كَم مِن الآلام كي أُصبِح أُمّاً!" إنّها آلام فظيعة، ولكنّها لا شيء بالمقارنة مع آلامي.

 

"دعيني أضع يدي على بطنكِ" آه! لو كنتم في آلامكم تطلبون ذلك منّي على الدوام!

 

أنا حاملة يسوع الأزليّة. لقد أقام في أحشائي كما رأيتِهِ العام الماضي مثل نزيل في بيت القربان. مَن يأتِ إليَّ يَجِده. مَن يتّكئ عليَّ يلمسه. مَن يتوجّه إليَّ يُكَلِّمه. أنا ثوبه وهو روحي. إنّه متّحد بي الآن أكثر، أكثر حتّى مِن الأشهر التسعة التي نما خلالها في أحشائي، ابني متّحد بي أنا أُمّه. وكلّ ألم يَسكُن، وكلّ أمل يتفتّح، وكلّ نعمة تتدفّق لمن يأتي إليَّ ويضع رأسه على صدري.

 

إنّي أصلّي مِن أجلكم. فغبطة كوني في السماء أعيش في نور الله لم تُنسِني أولادي الذين يتألّمون على الأرض. وأصلّي. السماء بأكملها تصلّي لأنّ السماء تحبّ. السماء هي المحبّة الحيّة. والمحبّة ترأف بكم. إنّما حتّى ولو لم يوجد غيري فستكون مع ذلك صلاة كافية لاحتياجات مَن يرجو الله، لأنّني لا أتوقّف عن الصلاة لأجلكم جميعاً: قدّيسين وفاسِدين. للقدّيسين لأمنحهم الفرح، وللفاسِدين لأمنحهم التوبة التي تُخَلِّص.

 

تعالوا! تعالوا يا أبناء آلامي. أنتظركم عند أسفل الصليب لأُنعِم عليكم.