ج2 - ف69
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثاني / القسم الثاني
69- (يسوع في لبنان عند الرَّاعيَيَن بنيامين ودانيال)
10 / 02 / 1945
يسوع يسير إلى جانب يوناثان على طول طريق خضراء وظليلة، وخلفهما الرُّسُل الذين يتحدّثون فيما بينهم. إلّا أنّ بطرس ينفصل عنهم ويتقدّم، وبصراحته المعهودة، يسأل يوناثان: «ولكن ألم تكن الطريق المؤدّية إلى قيصريّة فليبّس أقصر؟ وقد سلكنا هذه... فمتى سنصل؟ هل كنتَ تسلك الأخرى مع المعلّمة؟»
«مع مريضة، تحمّلتُ كلّ الأخطار. إنّما عليكَ أن تفكّر أنّني تابع لشخصيّة مِن حاشية أنتيباس، وفليبّس، بعد هذا الفجور المعيب، لم يعد ينظر بعين الرضا إلى حاشية هيرودس... أنا لستُ أخشى شيئاً مِن أجلي، أنتَ تَعلَم، إنّما مِن أجلكم، وبشكل خاصّ مِن أجل المعلّم. لا أريد أن أُسبّب لكم المشاكل وأَخلق لكم العداوات. في ربع ولاية فليبّس ينبغي أن تكون لكَ كلمة، كما في تلك التي لأنتيباس... وإذا أَبغَضوكم، كيف يمكن أن تكون الحال؟ يمكنكم، أثناء العودة، أن تسلكوا الطريق الأخرى، إذا ما ارتأيتم أنّها الأفضل.»
«أُقَدِّر لكَ حرصكَ، يا يوناثان، ولكنّني عَزَمتُ على المرور بأرض فينيقيّة، أثناء العودة.» يقول يسوع.
«أرض تَلُفّها ظُلمات الخطيئة.»
«سوف أمرّ على الحدود لأذكّرهم بأن النور موجود.»
«أتعتقد أنّ فليبّس ينتقم مِن خادم، بسبب خطأ ارتَكَبَه أخوه تجاهه؟»
«نعم، يا بطرس. فالواحد يشبه الآخر. تسيطر عليهم كلّ الأهواء الأكثر دناءة، ولا يُميّزون. يَبدون كالحيوانات، وليس كالبشر. ثق بذلك.»
«ومع ذلك نحن، أقصد هو، قريب يوحنّا، ينبغي أن يكون عزيزاً عليه. أصلاً، يوحنّا، أثناء كلامه باسم الله، قد تكلَّمَ أيضاً باسمه وفي صالحه.»
«لم يكن ليسألكم حتّى مِن أين أنتم قادمون، ولا مَن تكونون. أمّا إن شُوهِدتم معي، لو كنتُ معروفاً، أو لو كان أحد أعداء بيت أنتيباس قد وَشَى بي كخادم لواليه الرومانيّ، لسُجِنتم على الفور. لو تعلمون أيّة حمأة رذيلة تكمن خلف ثياب الأرجوان! انتقامات وإجحافات، وِشايات وفُجور وسرقات، هذا هو غذاء نفوسهم. نفوس؟ نقول هذا، ولكنّني أظنُّ أنّ لم يعد لديهم نَفْس. تَرَون هذا. لقد كانت النهاية جيّدة، ولكن لماذا أُطلِق سراح يوحنّا؟ نتيجة مشاجرة بين موظّفين مِن البلاط، ثمّ انتقام. فَلِكَي يتخلّص أحدهما مِن الآخر، وقد أَنعَمَ عليه أنتيباس بتعيينه حارساً على يوحنّا مقابل مبلغ مِن المال، فَتَحَ باب السجن ليلاً... أظنُّه جَعَلَ مُنافِسه يَدوخ بنبيذ ممزوج، وفي صبيحة اليوم التالي، قُطِع رأس ذاك المسكين بدل يوحنّا الهارب. أؤكّد لكَ أن ذلك ليَبعث على الاشمئزاز.
«وهل بقي رئيسكَ فيه؟ يبدو لي أنّه صالح.»
«نعم، ولكنّه لا يمكنه فعل شيء مُغايِر. فأبوه وَجَدّه كانا مِن رجالات بلاط هيرودس الكبير، والابن مُرغَم على البقاء. هو غير موافق، ولكنّه لا يستطيع شيئاً غير الاقتصار على الاحتفاظ بزوجته بعيداً عن ذلك البلاط الموبوء.»
«أوَلم يكن بإمكانه القول: "هذا يثير اشمئزازي" ويمضي؟»
«بلى، إنّما بسبب طيبته لم يكن أهلاً لذلك. فهذا كان يعني الموت المحتّم. ومَن ذا الذي يرتضي الموت مَدفوعاً بأمانة روحيّة، تَرقَى إلى أعلى درجات السموّ؟ قدّيس مثل المعمدان. أمّا نحن، فمساكين!»
يتدخّل يسوع الذي كان قد تركهما يتحدّثان فيما بينهما: «عمّا قليل سوف يَظهَر في كلّ بقاع الدنيا قدّيسون، بعدد زهور الحقل في نيسان (أبريل)، سعداء للموت مِن أجل هذا الوفاء للنّعمة ومِن أجل حُبّ الله!»
«حقّاً؟ آه! كم يسعدني إلقاء التحيّة على هؤلاء القدّيسين والطَّلَب إليهم أن يُصلّوا مِن أجل المسكين سمعان بن يونا.» يقول بطرس.
يَنظُر يسوع إلى وجهه ويبتسم.
«لماذا تَنظُر إليَّ هكذا؟»
«لأنّكَ سوف تراهم عندما تؤازرهم ويرونكَ عندما يؤازرونكَ.»
«بماذا ربّي؟»
«لتُصبِح الصخرة المكرَّسة للتضحية، التي عليها سيتمّ إحياء الشهادة بي، وعليها ستُشاد.»
«لستُ أفهمكَ.»
«سوف تفهم.»
التلاميذ الآخرون الذين كانوا قد اقتَرَبوا واستَمَعوا، يتحادثون فيما بينهم.
يلتفت يسوع قائلاً: «الحقّ أقول لكم، سوف توضَعون على الـمِحَكّ بأمر جَلَل أو بآخر. في الوقت الحاضر هو الزّهد برفاهيّتكم وعواطفكم ومصالحكم. أمّا بعد فسوف تَتَعاظَم التضحية أكثر فأكثر، حتّى تَصِل إلى التضحية العظمى التي تُتوّجكم بإكليل خالِد. كونوا أوفياء. ولكن ستكونون جميعاً كذلك. إنّه المصير الذي ينتظركم.»
«هل سيُحكَم علينا بالموت مِن قِبَل اليهود، مِن قِبَل السنهدرين، ويكون ذلك بسبب الحبّ الذي نكنّه لكَ؟»
«أورشليم تَغسل أعتاب هيكلها بدماء أنبيائها وقدّيسيها. ولكنّ العالم كذلك ينتظر أن يَغتَسِل، ففيه تُوجَد مَعابِد، وهي مَعابِد آلهة رهيبة؛ سوف تصبح في المستقبل أماكن عبادة للإله الحقّ، أمّا آفة الوثنيّة فسوف تتطهّر بماء التطهير المصنوع مِن دم الشهداء.»
«آه! أيّها الإله السامي! يا ربّ! يا معلّم! أنا لستُ أهلاً لمثل هذا المصير! أنا ضعيف! وأخاف الشرّ! آه! يا ربّ!... حَريّ بكَ أن تَصرف خادمكَ عديم النفع أو فامنحني أنتَ القوّة. لا أريد أن تتشوّه صورتكَ بسبب جُبني.» ويرتمي بطرس عند قدمي المعلّم يتوسّل إليه بصوت ينمّ تماماً عمّا في قلبه.
«انهض يا بطرس عزيزي، لا تخف. ما زالت لديكَ دروب كثيرة تمشيها... وستأتي الساعة حيث لا تعود تريد سوى إتمام التضحية الأخيرة. عندئذ ستكون لكَ القوّة كلّها، آتية مِن السماء ومِن ذاتكَ. وسأكون حاضراً ممتلئاً إعجاباً لمشاهدتكَ.»
«أنتَ تقول... وأنا أؤمن. ولكنّني إنسان مسكين جدّاً.» ويُعاوِدون المسير…
...بعد انقطاع طويل إلى حدّ ما، عادت الرؤيا حيث تَجاوَزوا السَّهل ليَصعَدوا جبلاً مُحرَّجاً على طريق صاعد باستمرار. يُفتَرَض ألّا يكون اليوم ذاته، إذ كان الصباح قبلاً شديد الحرّ، بينما الآن فَجر وَليد جميل مُنير، وعلى سوق العشب كلّها تضيء ماسات سائلة. غابات تَـجَاوَزوها، وغابات أخرى مِن الصنوبر تُرى مِن الأعلى. ومثل قِباب خُضرة تَستَقبِل بين جذوعها الحجّاج الذين لا يتعبون.
في الحقيقة، إنّ لبنان هذا سلسلة فائقة الروعة. لستُ أدري إذا ما كان لبنان هذا الكلّ، أو هذا الجبل فقط. ما أعرفه هو أنّني أرى كُتَلاً مُحرَّجَة تنتَصِب مع تشابك الذرى والمنحدرات، والوديان والهضاب، وعلى مداها تتراكض سيول لتَسقط بعدئذ في الوديان، وهي تبدو شرائط فضّيّة تميل قليلاً إلى الأخضر اللازورديّ. (أي بلون زُرقة الأفق)
عصافير، مِن كلّ نوع، تملأ بصداحها وطيرانها غابات الصنوبر. وفي هذه الساعة الصباحيّة يُستَنشَق عطر الراتنج. بالالتفات إلى الوادي، أو بالحريّ صَوب الغرب، يُرَى البحر الذي يضحك في البعيد، واسعاً، ساكناً، ومَهيباً، وكلّ الشاطئ الذي يمتد شمالاً وجنوباً، بمدنه ومرافئه، ومجاري المياه القليلة التي تصبّ في البحر، وهي بالكاد تَخطّ فاصلة تَلمَع على الأرض الـمُجدِبة بمياهها القليلة التي تُجفّفها شمس الصيف، وسحابة صفراء في أفق البحر.
«إنّ هذه المناظر لجميلة.» يقول بطرس.
«لم يعد الجوّ بتلك الحرارة.» يقول سمعان.
ويضيف متّى: «مع هذه الأشجار يخفّ إزعاج الشمس...»
ويسأل يوحنّا: «أَمِن هنا أُخِذ أَرْز الهيكل؟»
«نعم مِن هنا. هذه هي الغابات التي تعطي الأخشاب الأجمل. معلّم دانيال وبنيامين يملك منها عدداً كبيراً، عدا القطعان الكثيرة. وهي تُنشَر في مكانها وتُحمَل إلى الوادي عن طريق هذه الأقنية أو باليد. إنّه عمل صعب عندما يكون المفروض أن تُستَخدَم الجذوع كاملة كما كانت الحال في خَشَب الهيكل. ولكنّ ربّ العمل يُجزِل العطاء ولديه أناس كثيرون يعملون في خدمته. ثمّ إنّه طيّب بما فيه الكفاية. فهو ليس مثل دوراس المتوحّش. مسكين يونا!» يُجيب يوناثان.
«ولكن كيف يَحدث هذا حتّى ليَكاد خدّامه يكونون عبيداً؟ كنتُ أقول ليونا: "ولكن دعكَ منه وتعال معنا. سيكون لدى سمعان بن يونا دائماً ما يكفيكَ مِن الزاد". ولكنّه كان يُجيب: "لا أستطيع إذا لم أفتَدِ نفسي". تُرى ما هذه القصة؟»
«هاكم كيف يتصرّف دوراس، وهو ليس الوحيد في إسرائيل: عندما يَكتَشِف خادماً صالحاً، يَحمِله بدهاء مُحكَم على أن يُصبِح عبداً. يُدوِّن له في حسابه مبالغ غير دقيقة وغير صحيحة، لا يتمكّن المسكين مِن تسديدها، وعندما تَصِل المبالغ حدّاً معيّناً مِن القيمة يقول: "أنتَ الآن عبد لي حتّى تفي الديون".»
«آه! يا للعار! مع أنّه فرّيسيّ!»
«نعم. وعندما استطاع يونا التوفير، تَمكَّنَ مِن الدفع... ثمّ... كان البَرَد في سنة، وفي أخرى الجفاف. وكان جنى الكروم والقمح قليلاً، وقد ضاعَفَ دوراس الخسارة عشرة أضعاف ثمّ عشرة أضعاف. وبعد ذلك وَقَعَ يونا في المرض نتيجة الإفراط في العمل. وأَقرَضَه دوراس مبلغاً مِن المال مِن أجل المعالجة. ولكنّه ضاعَفَه اثنتي عشرة مرّة، ولم يكن لدى يونا ما يُسدّد به فأضافه إلى الحساب. في الـمُختَصَر: بعد بضعة سنوات أصبَحَ عبداً بسبب الديون. ولم يعد يتركه يَرحَل أبداً... وهو لا يَني يجد له أسباباً وديوناً جديدة...» يبدو يوناثان حزيناً وهو يفكّر بصديقه.
«ومعلّمكَ، ألم يكن يستطيع؟...»
«ماذا؟ أن يجعله يعامله كإنسان؟ مَن ذا الذي يستطيع أن يُعادي الفرّيسيّ؟ دوراس مِن أكثرهم نفوذاً. أظُنّه كذلك قريباً لعظيم الكَهَنَة... أَقَلّه، يُقال ذلك. ذات مرّة، أُصيب يونا بإعياء كاد يودي بحياته، وقد عَلِمتُ بذلك، فبكيتُ مِن أجله لدرجة أنّ خُوزي قال لي: "أَفتَديه أنا إرضاء لكَ". ولكن دوراس هزئ منه، ولم يشأ معرفة أيّ شيء. إيه! يا لهذا الرجل!... إنّه يملك أغنى أراضي إسرائيل... ولكن، أقسم لكَ، إنّها مُسَمَّدة بدماء خدّامه ودموعهم.»
يتبادل يسوع والغيور النَّظَرات، وكلاهما حزين.
«وهل معلّم دانيال طيّب وصالح؟»
«على الأقلّ، هو إنسانيّ. إنّه مُتطَلِّب ولكنّه غير مُرهِق. وبما أنّ الرُّعاة نزيهون، فهو يعاملهم معاملة الصديق. إنّهم يرعون القطيع. أنا، يعرفني ويحترمني لأنّني خادم خُوزي... وبإمكاني خدمة مَصالحه... ولكن، يا رب، لماذا الإنسان أنانيّ إلى هذا الحدّ؟»
«لأنّ الحبّ قد خُنِقَ في الفردوس الأرضيّ. وأنا إنّما أتيتُ لأحلّ الرباط وأعيد الحياة للحبّ.»
«نحن على أراضي أليشع. ما زالت المراعي بعيدة، إنّما في هذه الساعة، تكاد تكون القطعان ما تزال في الحظيرة بسبب الشمس. إنّني ذاهب لأرى إذا ما كانت هناك.» ويمضي يوناثان وهو يكاد يجري.
يعود بعد قليل ومعه راعيان يُزَيِّن شعرهما الشّيب إنّما قويّان، يَـحُثّان الخُطَى على المنحدر للوصول إلى يسوع.
«السلام لكما.»
«آه! آه! إنّه طفلنا، طفل بيت لحم!» يقول الواحد للآخر: «سلام الله الآتي إلينا، لتكن مباركاً.» ويتمدّد الرجلان على العشب. لم تُلقَ تحيّة على مذبح بأعمق ممّا ألقَيَا التحيّة على المعلّم.
«انهضا. إنّني أردُّ لكما البركة وأنا سعيد بذلك، لأنّها تحلّ على مَن هُما أهل لها.»
«آه! نحن أهل لها!»
«نعم، أنتما الوَفيَّين على الدوام.»
«ومن ذا الذي لا يكون كذلك؟ مَن يستطيع جعل تلك الساعة تُنسى؟ مَن يمكنه القول: "إنّ ما رأيناه ليس حقيقيّاً؟" مَن يستطيع نسيان أنّكَ ابتَسَمتَ لنا على مدى شهور عندما كنّا نناديكَ، لدى عودتنا مساء مع القطعان، وأنّكَ كنتَ تُصَفّق بيديكَ على صوت مزاميرنا؟... هل تَذكُر دانيال؟ كان، تقريباً دائماً، مرتدياً الأبيض بين ذراعي أُمّه، وكنتَ آنئذ تُلوّح لنا في شعاع شمس، وأنتَ في حقل حنّة أو أمام النافذة، وكنتَ تبدو كزهرة موضوعة على ثلج الثوب الأموميّ.»
«وتلك المرّة التي أتيتَ فيها، عندما كنتَ تخطو خطواتك الأولى، لتُداعِب حَمَلاً صغيراً أقلّ منكَ تجعيداً؟ كم كنتَ سعيداً! ونحن لم نكن نعرف سوى التصرّف حسب طبيعتنا الريفيّة. وكنا نَوَدُّ لو نكون ملائكة لنبدو لكَ أقلّ فظاظة...»
«آه! يا صديقيّ! كنتُ أرى قلبيكما، وهذا ما أراه الآن.»
«وتبتسم لنا مثل ذلك الحين!»
«وأتيتُ حتّى هنا عند رُعاة مساكين!»
«عند أصدقائي. فالآن أنا مسرور. لقد وجدتكم جميعاً ولن أفقدكم. هل بإمكانكما استضافة ابن الإنسان وأصدقائه؟»
«آه! ربّي! أتسأل؟ لا ينقصنا الخبز ولا الحليب، ولكن حتّى ولو لم يكن لدينا سوى لقمة خبز واحدة، لكُنّا أعطيناكَ إيّاها لنحتفظ بكَ معنا. أليس كذلك يا بنيامين؟»
«قَلبنا ذاته نقدّمه لكَ طعاماً يا إلهنا المحبوب!»
«هيّا بنا إذن، وسنتحدّث عن الله...»
«وعن أهلكَ يا ربّ، عن يوسف الصالح للغاية! وعن مريم... آه! الأُمّ! ذلك النرجس النديّ. رأسها جميل وطاهر تَحسَبه نجمة مِن ماس. إنّما هي... آه! هذا النرجس ليس سوى قَذَارة إذا ما قُورِن بها! مجرّد ابتسامة واحدة منها، كانت تطهّركم. كان اللقاء بها عيداً، سَماع كلماتها كان تَقديساً. هل تتذكّر كلماتها أنتَ أيضاً يا بنيامين؟»
«نعم، بإمكاني أن أُرَدِّدها لكَ يا ربّ، فَكُلّ ما قالَته لنا خلال الأشهر التي استطعنا فيها الاستماع إليها مكتوب هنا (ويَقرَع صدره). إنّها صفحة حكمتنا، وكنّا نَفهَمها نحن أيضاً، فهي كلمة حبّ. والحبّ... آه! الحبّ هو الشيء الذي يفهمه الجميع! تعال يا ربّ، ادخل هذا المسكَن السعيد وباركه.
يَدخُلون غرفة قريبة مِن الحظيرة الكبيرة.
وينتهي كلّ شيء.