ج8 - ف19

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الثامن

 

19- (مَثَل القَطرة الّتي تحفر الصخر)

 

21 / 01 / 1947

 

يسوع يسير في طريق مُوحِشة. أمامه أقارب الأطفال وإلى جانبه أهل شكيم [نابلس]. إنّهم في منطقة مُقفِرة، ليس هناك أيّة مدينة في مرمى البصر. الأطفال وُضِعوا على ظهور بعض الحمير، وأحد الأقارب يمسك بِسير اللجام ويراقب الطفل الصغير. الحمير الأخرى، غير الممتطاة لأنّ أهل شكيم [نابلس] قد فضّلوا المشي كي يبقوا قرب يسوع، تسبق مجموعة الرجال، وتسير متجمّعةً وناهقةً مِن حين لآخر فرحاً بالعودة إلى إصطبلاتها دونما أيّ حِمل، في نهار بديع، وسط منحدرات مغطّاة بعشب جديد، الّذي مِن حين لآخر تدسّ فيه أفواهها كي تتذوّق قضمة، ومِن ثمّ بلهو مَرِح، تَتَنطَّط منضمّة إلى رفاقها الممتطاة. الأمر الّذي يجعل الأطفال يضحكون.

 

يسوع يتحدّث مع أهل شكيم [نابلس]، أو يُصغي إلى أحاديثهم. مِن الواضح أنّ السامريين فخورون لكون المعلّم بصحبتهم، ويحلمون أكثر ممّا يلائم، إلى حدّ أن يقولوا ليسوع، مشيرين إلى الجبلين العاليين الكائنين إلى يسار المسافرين الّذين يمضون شمالاً: «أترى؟ إنّ لِعِيبَالَ وجِرِزِّيمَ سمعة سيّئة، لكنّهما، أقلّه بالنسبة لكَ، أفضل بكثير مِن صهيون، وسيكونان كذلك على نحو كامل إذا ما كنتَ تشاء ذلك، باختياركَ إيّاهما مكاناً لإقامتكَ. صهيون هي دوماً وكر اليَبُوسِيِّينَ، والموجودون في الزمن الحالي هم أكثر عداء لكَ بعد مِن القدماء بالنسبة لدواود. هو، كونه لجأ إلى العنف، قد استولى على القلعة، أمّا أنتَ، الّذي لا تلجأ إلى العنف، فلن تملك فيها. أبداً. ابقَ وسطنا يا ربّ، ونحن سوف نكرّمكَ.»

 

يسوع يجيب: «قولوا لي: أكنتم أحببتموني فيما لو كنتُ أردتُ استمالتكم بالعنف؟»

 

«في الحقيقة… لا. إنّنا نحبّكَ بالضبط لأنّكَ محبّة كلّية.»

 

«فلهذا إذن، بسبب المحبّة، أملك على قلوبكم؟»

 

«نعم يا معلّم. إنّما لأنّنا نحن قد قَبِلنا محبّتكَ. وهم، أهل أورشليم، لا يحبّونكَ؟»

 

«هذا صحيح. هم لا يحبّونني. إنّما، أنتم الّذين كلّكم ماهرون في التجارة، قولوا لي: عندما تريدون البيع، الشراء والكسب، هل يا ترى تُحبَطون لأنّهم لا يحبّونكم في بعض المواضع، أم أنّكم تتابعون عقد صفقاتكم، مهتمّين فقط بأنّ تحقّقوا مشتريات جيّدة ومبيعات جيّدة، بصرف النظر عمّا إذا كان المال الّذي كسبتموه يفتقر لمحبّة مَن اشترى أو باع معكم؟»

 

«نهتمّ فقط بالصفقات. لا يهمّنا كثيراً إذا ما غابت عنها محبّة مَن يتعاملون معنا. ما أن تتمّ الصفقة، حتّى ينتهي التواصل. الكسب يبقى، الباقي.... ليس له قيمة.»

 

«حسناً، أنا كذلك، أنا الّذي أتيتُ كي أخدم مصالح أبي، ينبغي ألّا أهتمّ بذلك. وبالتالي، فأن أجد حيث أخدمها محبّةً أو ازدراءً أو قسوة، فلا يهمّني. في مدينة تجارية، ليس مع الجميع يمكن تحقيق أرباح والقيام بالبيع والشراء. لكن، ولو أنّنا تعاملنا مع واحد فقط وحقّقنا ربحاً جيّداً، فإنّنا نقول بأنّ سفرنا لم يكن بلا جدوى، ونعود مراراً وتكراراً، لأنّ ما حقّقناه فقط مع واحد في المرّة الأولى، نحقّقه مع ثلاثة في المرّة الثانية، ومع سبعة في المرّة الرابعة، مع العشرات في المرّات الأخرى. أليس كذلك؟ أنا أيضاً، بالنسبة إلى انتصارات السماء، أفعل كما تفعلون أنتم بالنسبة لأسواقكم. أُلِـحّ، أُواظِب، أجد كافياً القليل، عدداً، العظيم، لأنّ حتّى نَفْساً واحدة مُـخَلَّصة هو أمر عظيم، الكسب العظيم المحقّق لقاء تعبي. وفي كلّ مرّة أذهب إلى هناك وأتجاوز كلّ ما يمكن أن يكون ردّ فعل بشريّ، عندما يتعلّق الأمر بكسب، كوني ملكاً على الروح، حتّى ولو تابع واحد فقط، فلا، لا أقول إنّ ذهابي، ألمي، أتعابي، كانت بلا جدوى. بل أقول بأنّها مقدّسة، مستحبّة ومرغوبة هي الازدراءات، الإهانات، الاتّهامات. فأنا لن أكون غازياً جيّداً إذا ما كنتُ لأتوقّف أمام عوائق القلاع الصوّانية.»

 

«إنّما تلزمكَ دهور كي تنتصر عليها. إنّكَ… إنسان. لن تعيش دهوراً. فلماذا تضيع وقتكَ حيث لا يريدونكَ؟»

 

«سأعيش لأقلّ مِن ذلك بكثير. لا بل حتّى قريباً لن أكون بعد بينكم، ولن أشاهد بعد شروقاً وغروباً للشمس كما حجارة حساب الأيّام الّتي تبدأ والأيّام الّتي تنتهي، إنّما سأتأمّلها فقط كجمالات للخليقة، وأُسَبّح لأجلها الخالق الّذي عملها والّذي هو أبي، لن أعود أرى بعد إزهار الأشجار ونضج المحاصيل، ولن أعود بحاجة لثمار الأرض للحفاظ على الحياة، لأنّني، بعودتي إلى مملكتي، سأتغذّى بالمحبّة. ومع ذلك، سوف أهدم الكثير مِن الحصون المقفلة الّتي هي قلوب البشر. تأمّلوا تلك الصخرة هناك، تحت النبع، عند جانب الجبل. النبع ضعيف جدّاً، لا يسيل، بل يقطر قطرة قطرة: قطرة تسقط منذ عصور، على تلك الصخرة الناتئة مِن جانب الجبل، والصخرة صلبة جدّاً. إنّها ليست مِن الجِير الّذي يتفتّت، ولا مِن المرمر اللّين، إنّها مِن البازلت الشديد الصلابة. ورغم ذلك، أُنظروا كيف أنّه في وسط الصخرة المحدّبة، وبالرغم مِن أنّها هكذا، فقد تشكّلت مرآة مائيّة صغيرة، بالكاد أعرض مِن كأس زهرة زنبق الماء، إنّما بما يكفي لتعكس السماء الزرقاء وتروي عطش الطيور. أربّما الإنسان هو مَن صنع هذا التقعُّر في الصخرة المحدّبة كي يضع جوهرةً لازورديّة في الصخرة الداكنة، وكوب ماء بارد للطيور؟ لا. الإنسان لم يهتمّ بذلك. وخلال العصور العديدة الّتي مرّ فيها البشر مِن أمام هذه الصخرة، الّتي تحفرها قطرة منذ عصور بعمل دَؤوب ومنتظم، ربّما نحن أوّل مَن لاحظها، تلك الصخرة البازلتية السوداء، الّتي في وسطها هذا السائل الفيروزيّ، وتمتّع بجمالها، وسَبَّحَ الأزليّ لأنّه شاءها لتُفرِح أعيننا وتُنعِش الطيور الّتي تُعشّش قريباً مِن هنا. إنّما قولوا لي: أربّما القطرة الأولى، الّتي سالت مِن تحت الإفريز البازلتيّ الّذي يعلو الصخرة، والّتي سقطت مِن هذا الارتفاع على الصخرة، هي الّتي حفرت الكوب الّذي يعكس السماء، الشمس، الغيوم والنجوم؟ لا. إنّ ملايين وملايين القطرات، واحدة تليها الأخرى، واحدة تلو الأخرى، قد تعاقبت، متدفّقةً مثل دمعة مِن الأعلى، نازلة بتلألؤ لتضرب الصخرة، وبنغمة قيثارة تموت عليها، قد حفرت لعمق لا يمكن قياسه بقدر ما كان طفيفاً، المادّة الصلبة. وهكذا خلال عصور، بالحركة المنتظمة كالرمل في ساعة رمليّة، لتحديد الوقت: العديد مِن القطرات في الساعة، العديد خلال عشيّة، العديد بين الشروق والغروب، والليل والفجر، العديد خلال يوم، العديد مِن سبت إلى سبت، العديد مِن قمر جديد إلى قمر جديد، ومِن شهر نيسان [أبريل] إلى شهر نيسان، ومِن عصر إلى عصر. الصخرة كانت تقاوم، والقطرة كانت تثابر. إنّ الإنسان، المتكبّر وبالتالي عديم الصّبر وقليل الميل للجهد، كان ليرمي المطرقة والإزميل بعد الضربات الأولى قائلاً: "إنّه شيء لا يمكن حفره". القطرة قد حفرت. ذلك ما كان عليها فِعله. الأمر الّذي خُلِقَت مِن أجله. وجرت، قطرة بعد الأخرى، لعصور، إلى أن حفرت الصخرة. ولم تتوقّف بعد ذلك قائلةً: "الآن السماء تفكّر في تغذية الكوب، الّذي حفرتُه أنا، بالندى والمطر، الجليد والثلج". إنّما تابعت السقوط، وهي وحدها الّتي تملأ الكوب الصغير خلال حرّ الصيف، خلال قسوة الشتاء، فيما الأمطار العنيفة أو الخفيفة تُغضّن المرآة، إنّما لا تستطيع جعلها أجمل ولا أوسع ولا أعمق، لأنّها بالفعل ممتلئة، مفيدة، جميلة. إنّ النبع يَعلَم بأنّ بناته، القطرات، تمضي لتموت هناك في الحوض الصغير، لكنّه لا يستبقيها. لا بل يدفعها نحو تضحيتها، وكي لا تبقى وحدها وهي تسقط هكذا في الحزن، فهو يرسل لها أخوات جدد، بحيث الّتي تموت لا تكون وحيدة، وترى نفسها متجدّدة بأُخرَيات. أنا كذلك، بضربي أوّلاً، لمئات وآلاف المرّات، قلاع القلوب الصلبة، ومُديماً نفسي بخلفائي، الّذين سأرسلهم حتّى نهاية العصور، سوف أفتح فيها [القلاع] ممرّات، وشريعتي ستدخل مثل شمس حيثما توجد مخلوقات. بحيث، إن هي بعد ذلك لم تُرِد النور وأغلقت الممرّات الّتي كان العمل الدؤوب قد فتحها، فأنا وخلفائي لن يكون لنا ذنب بذلك في عينيّ أبينا. وإن كان هذا النبع قد شقّ درباً آخر، إذ رأى صلابة الصخرة، وكان قد قَطَرَ أبعد، حيث توجد أرض معشبة، فقولوا لي أنتم، هل كنّا لنحصل على هذه الجوهرة البرّاقة، والطيور حصلت على هذا الانتعاش الرائق؟»

 

«ما كنّا حتّى لنراها يا معلّم.»

 

«على الأكثر… القليل مِن العشب الأكثر كثافة حتّى في الصيف كان ليشير إلى المكان حيث يقطر النبع.»

 

«أو أيضاً، عشب أقلّ ممّا في أمكنة أخرى، وقد تعفّنت جذوره بفعل رطوبة مستمرّة.»

 

«ووحل. لا شيء آخر. مجرّد قطرات لا جدوى منها.»

 

«أنتم قلتُم ذلك. بلا جدوى، أو على الأقلّ، تقطير بلا فائدة. أنا أيضاً، إذا كان عليَّ أن أتعلّق فقط بالمواضع حيث القلوب مهيّأة لاستقبالي بسبب برّ أو تعاطف، لكنتُ أقوم بعمل ناقص. فإنّني أكون أعمل، هذا نعم، إنّما بلا تعب، بل وبمنح أناي الخاصّة الكثير مِن الرضى، في تسوية مُرضية بين الواجب والمتعة. فليس مُتعباً أبداً العمل حيث تحيط المحبّة، وحيث المحبّة تجعل النفوس الّتي نشتغل عليها طَيّعة. لكن، إن لم يكن هناك تعب، لا يكون هناك استحقاق ولا يكون هناك منفعة كبيرة، لأنّنا لا نحقّق سوى انتصارات قليلة إذا ما اقتصرنا على الّذين هم بالفعل في البرّ. فلا أكون أنا إن لم أكن أسعى إلى أن أفتدي، أوّلاً إلى الحقّ، ثمّ إلى النعمة، كلّ البشر.»

 

«وتعتقد بأنّكَ ستنجح بذلك؟ ماذا يمكنكَ أن تفعل أكثر ممّا قد فعلتَه كي تجذب خصومكَ إلى كلمتكَ؟ ماذا؟ إن لم تكن حتّى قيامة رجل بيت عنيا كافية لجعل اليهود يقولون بأنّكَ مسيح الله؟»

 

«لا يزال لديَّ أمر لأفعله، أعظم، أعظم بكثير ممّا فعلتُه.»

 

«متى يا ربّ؟»

 

«عندما يكتمل قمر نيسان [أبريل]. فانتبهوا آنذاك.»

 

«هل ستكون هناك علامة في السماء؟ يُقال أنّكَ عندما ولدتَ قد تكلّمت السماء بأنوار، أناشيد ونجوم غير مألوفة.»

 

«هذا صحيح. كي تقول بأنّ النور قد أتى إلى العالم. فإذن، في نيسان [أبريل]، ستكون علامات في السماء والأرض، وسيبدو الأمر كما لو أنّها نهاية العالم، بسبب الظلام والهزّات وهدير الصواعق في السماء والزلازل في أحشاء الأرض المفتوحة. إنّما لن تكون النهاية. لا بل ستكون البداية. قبلاً، عندما أتيتُ، كانت السماء قد وَلدت المخلّص للبشر، ولأنّه كان عملاً مِن أعمال الله، فقد كان السلام مصاحباً للحدث. أمّا في نيسان [أبريل]، فستكون الأرض هي الّتي سوف تَلِد الفادي لنفسها بإرادتها، ولأنّه سيكون عملاً مِن أعمال البشر، فلن يكون السلام مصاحباً له. إنّما ستكون هناك انقباضات رهيبة. وفي هلع ساعة الدهر والجحيم تلك فإنّ الأرض سوف تُمزّق أحشاءها تحت سهام الغضب الإلهيّ الملتهبة، صارخةً إرادتها، سكرى للغاية كي تفهم الدلالة، ممسوسة مِن الشيطان للغاية كي تحول دونها. مثل مجنونة تلد، ظانّةً بأنّها تُدمّر الثمرة المعتبرة ملعونة، ولن تفهم أنّها بذلك، على النقيض، سوف ترفعها إلى مواضع حيث لن تدركها بعد أبداً الآلام والمكائد. إنّ الشجرة، الشجرة الجديدة، سوف تبسط أغصانها، منذ تلك اللحظة، فوق الأرض كلّها، على مدى العصور، والّذي يكلّمكم، سواء بدافع المحبّة أو الكراهية، سوف يَتمّ الاعتراف به ابن الله الحقّ ومسيح الربّ. والويل لِمَن سوف يعرفونه دون إرادة الاعتراف به، ودون أن يهتدوا إليَّ.»

 

«أين سيحدث هذا يا ربّ؟»

 

«في أورشليم. إنّها مدينة الربّ بحقّ.»

 

«فإذن نحن لن نكون هناك، لأنّ الفصح في نيسان [أبريل] يستبقينا هنا. إنّنا أوفياء لهيكلنا.»

 

«مِن الأفضل أن تكونوا أوفياء للهيكل الحيّ، الّذي لا هو على جبل موريا ولا على جبل جِرازِيم، إنّما الّذي كونه إلهيّاً، فهو كَونيّ. لكنّني أُحسِن انتظار حلول ساعتكم، تلك الّتي ستحبّون فيها الله ومسيحه بالروح والحقّ.»

 

«إنّنا نؤمن بأنّكَ المسيح. لهذا نحن نحبّكَ.»

 

«أن تحبّوا هو تتركوا الماضي كي تدخلوا في الحاضر الخاصّ بي. إنّكم لا تحبّونني على نحو كامل بعد.»

 

السامريّون ينظرون إلى بعضهم البعض بصمت، ثمّ أحدهم يقول: «لأجلكَ، كي نأتي إليكَ، كنّا لنفعل ذلك. لكنّنا، وإن كنّا نريد ذلك، لا نستطيع الدخول إلى حيث يكون اليهود. إنّكَ تعلم ذلك. إنّهم لا يريدوننا...»

 

«ولا أنتم تريدونهم. إنّما اطمئنّوا، فبعد وقت قليل لن يكون هناك بعد منطقتان، هيكلان، فِكران متعارضان، بل شعب واحد، هيكل واحد، إيمان واحد لكلّ مَن يبتغون الحقّ. إنّني أترككم الآن. إنّ الأطفال قد تعزّوا وسَهوا الآن، وطويلة بالنسبة لي هي طريق العودة إلى أفرايم كي أصل قبل الظلام. لا تهيجوا، فذلك يمكن أن يلفت انتباه الأطفال، ومِن غير المستحسن أن يتنبّهوا إلى رحيلي. تابعوا. أنا أتوقّف هنا. ليقدكم الربّ على دروب الأرض وعلى دروب طريقه. اذهبوا.»

 

يسوع يقترب مِن الجبل ويتركهم يبتعدون. آخر شيء يمكن ملاحظته مِن الموكب العائد إلى شكيم [نابلس]، هو ضحكة فَرِحة لطفل، تنتشر في صمت الدرب الجبلية.