ج3 - ف13
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثالث / القسم الأول
13- (يسوع يُحَدِّث أَتبَاعه عن الرّسالة الأنثويّة)
03 / 05 / 1945
«ماذا أَلَـمَّ بكَ يا بطرس؟ تبدو مُتكَدِّراً.» يَسأَل يسوع الذي يسير عَبرَ طريق ريفيّ تحت أغصان اللّوز الـمُزهِرة التي تُعلِن للإنسان نهاية الفصل الرديء.
«أُفكّر، يا معلّم.»
«تُفكّر. أرى ذلك جليّاً. إنّما مظهركَ يشير إلى أنّكَ لا تُفكّر في أمور مُفرِحة.»
«ولكنّكَ أنتَ العارف بكلّ ما يخصّنا قد أَصبَحتَ تعرف الآن.»
«نعم أَصبَحتُ أعرف. حتّى الله الآب يعرف احتياجات الإنسان، ولكنّه يريد أن يَلقَى في الإنسان الثقة التي تَعرض احتياجاته الخاصّة وتَجعله يَطلب العَون. أنا أستطيع القول إنّكَ مخطئ في اضطِرابكَ.»
«إذن أليست زوجتي أقلّ شأناً بالنسبة لكَ؟»
«ولكن، لا يا بطرس. ولماذا ينبغي لها أن تكون أقلّ شأناً؟ كثيرات هنّ في السماء في مساكن لأبي، وكثيرات هنّ على الأرض مرتبطات بالرجل بالرغم مِن كونهنّ كذلك يعشن حياة القداسة، وجميعهن مباركات. لذا فهل أستطيع القول إنّ النساء اللواتي لا يقتدين بالمريمات وسُوسَنّة لا اعتبار لهنَّ لدى الله؟»
«إيه! لا. فإنّ زوجتي كذلك تؤمن بالمعلّم ولا تفعل ما تفعله الأخريات.» يقول برتلماوس.
«وزوجتي أيضاً مع بناتها. إنّهنّ يبقين في البيت، ولكنّهنّ على استعداد دائماً لتقديم واجب الضيافة كما فعلن بالأمس.» يقول فليبّس.
«أظنّ أنّ أُمّي تفعل كذلك. وهي لا تستطيع ترك كلّ شيء... إنّها وحيدة.» يقول الاسخريوطيّ.
«صحيح! صحيح! لقد كنتُ حزيناً لأنّه كان يبدو لي أنّ التي لديّ هي أقلّ كثيراً... أقلّ كثيراً... آه! لستُ أدري كيف أُعبِّر!»
«لا تنتقدها يا بطرس. إنّها امرأة نزيهة.» يقول يسوع.
«إنّها شديدة الحياء. وأُمّها تطوي جميع البنات والكِنّات تحت جناح إرادتها.» يقول أندراوس.
«ولكنّها معي منذ سنوات طويلة، وكان مِن المفروض أن تتبدّل!»
«آه! يا أخي! حتى أنتَ لستَ لطيفاً. هل تعلم؟ إنّكَ تُمارِس تجاه امرأة خَجولة ما تفعله حَطَبَة ضخمة إذا ما رُمِيَت بين ساقيكَ. فزوجة أخي صالحة وطيّبة للغاية، والدليل أنّها تَحمَّلَت بصبر أُمّها، بكلّ سوئها وتَحَمّلتكَ أنتَ بكلّ تَسلُّطكَ.»
يضحك الجميع مِن الخُلاصة الصريحة للغاية التي خَلص إليها أندراوس، ومِن وجه بطرس المندهش الذي يتفهّم الإعلان بأنّه مُتسَلّط.
حتّى يسوع يضحك مِن كلّ قلبه. ثمّ يقول: «النساء الوفيّات اللواتي لا يشعرن بأنّهنّ مدعوّات إلى ترك بيوتهنّ لاتّباعي، يخدمنني بالدرجة ذاتها ببقائهنّ في بيوتهنّ. ولو رغبن جميعهن بالمجيء معي لتوجَّبَ عليَّ إصدار الأوامر لبعضهنّ بالبقاء في البيت، أمّـا الآن وأنّ النساء سوف يلحقن بنا، فينبغي لي كذلك التفكير بهن، فليس مِن المناسب ولا مِن الفِطنة أن تُوجَد النساء بلا مأوى. نحن، بإمكاننا جميعاً النوم على الـمَرقَد ذاته. أمّا هنّ فلا يمكنهنّ البقاء بيننا، مِن قَبيل الاحترام والفِطنة، وذلك بسبب تكوينهنّ الأكثر دقّة ورهافة. فلا ينبغي لنا على الإطلاق تجربة العناية الإلهيّة ولا تجاوز حدود معيّنة مِن الطبيعة. والآن سأجعل مِن كلّ بيت صديق حيث تقطن إحدى نسائكم مأوى للأخريات. مِن بيتكَ يا بطرس، وبيتكَ يا فليبّس، وبيتكَ يا برتلماوس وبيتكَ يا يهوذا. لا يمكننا أن نَفرض على النساء قطع المسافات التي نقطعها نحن بشكل مُتواصِل. ولكنّهنّ سوف ينتظرننا في مكان محدّد للانطلاق كلّ صباح والعودة كلّ مساء.
سوف نعطيهنّ التعليمات أثناء ساعات الراحة. ولن يستطيع العالم الثرثرة إذا ما أتت إليَّ بائِسات أُخرَيات، ولن يكون الاستماع إليهنّ مُحرَّماً عليَّ. فالأُمّهات والزوجات اللواتي سوف يتبعننا، سوف يتولّين مهمّة الدفاع عن أخواتهنّ وعنّي ضدّ افتراءات العالم. تَرَونَ أنّني أقوم برحلة سريعة لإلقاء التحيّة حيث يوجد أصدقاء لي حاليّاً ويمكن أن يُوجَد آخرون بعد ذلك. وهذا ليس مِن أجلي، إنّما مِن أجل الأضعف بين التلاميذ الذين سيكون ضعفهم حماية لقوّتنا، وهو يَجعَلها مُجدِية لدى الكثير الكثير مِن الناس.»
«ولكنّنا الآن نمضي إلى القيصريّة، كما قُلتَ. فَمَن لنا هناك؟»
«الناس الذين يَتوقون إلى الله الحقّ، موجودون في كلّ مكان. ها هو الربيع يُعلِن عن ذاته في هذا البياض الورديّ لشجر اللّوز الـمُزهِر. أيّام الصقيع وَلَّت. خلال أيّام قليلة سوف أُحدّد الأماكن التي تتوجّه إليها النساء التلميذات ليَجِدن مأوى. ونُعاوِد حينئذ تَغَرُّبنا لإلقاء بذور كلمة الله دون انشغال بالنا على الأخوات، ودون الخَشية مِن الافتراءات. فصبرهنّ سوف يدعمنا وكذلك لطفهنّ. وها هي ذي الساعة تدقّ مُعلِنة ردّ اعتبار المرأة كذلك. وسوف تكون في كنيستي حديقة كبيرة مليئة بزهور مِن عذراوات وزوجات وأُمّهات قدّيسات.»