ج1 - ف50
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الأول
50- (عند الرُّعاة توجد كلّ الصفات اللازمة ليكونوا عابِدي الكلمة)
07 / 05 / 1944
يقول يسوع:
«اليوم، أنا مَن يتكلّم. إنّكِ متعَبة جدّاً، ولكن اصبري قليلاً أيضاً. إنّها أمسية خميس الجسد. بإمكاني أن أحدّثكِ عن الإفخارستيا وعن القدّيسين الذين أصبَحوا رُسُل العبادة لها، كما حدّثتُكِ عن القدّيسين الذين كانوا رُسُل القلب الأقدس. إلّا أنّني أريد الآن أن أحدّثكِ عن أمر آخر، وعن فئة أخرى مِن عابِدي جسدي الذين هُم بالنسبة إليه روّاد هذه العبادة. إنّهم الرُّعاة، أوائل عابِدي جسدي ككلمة الله المتجسّد. لقد قلتُ لكِ ذلك مرّة، وقد قيل كذلك عن طريق كنيستي: إنّ القدّيسين الأبرار هُم شهداء المسيح الأوائل. والآن أقول لكِ إن:
الرَُعاة هُم أوائل عابِدي جسد الله. ففيهم توجد كلّ المميزات اللازمة ليكونوا عابِدي جسدي، النفوس الإفخارستية:
إيمان متيقِّن: لقد آمنوا بكلام الملاك بشكل سريع وأعمى.
الســـــــخـــــــاء: إنّهم يُقدّمون كلّ ما يَكنزونه للربّ.
التواضـــــــــع: يتقرّبون مِن الأشخاص الأكثر فقراً بشريّاً منهم، ببساطة وبحركات لا ذلّ فيها ويُعلِنون أنفسهم خدّاماً لهم.
الــرغبـــــــة: وما لم يستطيعوا تقديمه منهم تفنّنوا في تأمينه سريعاً وبنخوة شُجاعة.
سرعة الطاعة: ترغب مريم في إخبار زكريّا، فيذهب إيلي فوراً ولم يؤجّل ذلك إلى وقت لاحق.
الــــــحــــــــبّ: أخيراً لم يستطيعوا الابتعاد عن الـمِذود، وأنتِ قلتِ: "يتركون قلوبهم هناك"، فجاء التعبير مُلائِماً.
ولكن ألا ينبغي التصرّف هكذا حتّى مع سرّي؟ (Sacrement).
شيء آخر، أقوله لكِ وحدكِ: لاحِظي لمن أَظهَرَ الملاك نفسه أولاً، ومَن الذي استحقَّ اختبار مشاعر المودّة عند مريم. إنّه الفتى لاوي. فالله يُظهِر نفسه لمن يمتلك نفس طفل، كما يُظهِر له أسراره. إنّه يَسمَح له بسماع الكلمات الإلهيّة وكلمات مريم. ومَن يمتلك نفس طفل يمتلك كذلك جرأة لاوي المقدّسة ويقول: "دعيني أُقَبِّل ثوب يسوع". يقولها لمريم، لأنّ مريم هي التي تعطيكم يسوع دائماً، هي حاملة الإفخارستيا، هي كأس القربان الحيّ.
مَن يذهب إلى مريم يَجدني. ومَن يطلبني منها يَنلني بواسطتها. فابتسامة أُمّي حين تَطلُب منها إحدى المخلوقات: "أعطيني يسوعكِ، ولأحبّه"، تجعل السماء تُشِعّ بألق حيّ وسعيد على قَدر ما تملك هي مِن الفرح.
قولي لها إذن: "اجعليني أُقَبِّل ثوب يسـوع، اجعليني أُقَبِّل جراحه." وتجاسري كذلك أكثر وقولي لها: "أريحي رأسي على قلب يسوعكِ لأغرُف منه الغبطة."
تعالي واستريحي، مثل يسوع في المهد بين يسوع ومريم.»