ج2 - ف33

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الثاني / القسم الأول

 

33- (يسوع يُقابِل يوحنّا بن زَبْدي في جَثْسَيْماني)

 

04 / 01 / 1945

 

أرى يسوع يتّجه صوب بيت صغير مُنخَفِض أبيض وسط بستان الزيتون. يَخرُج منه شاب فتيّ ويحيّيه. يبدو أنّه مِن المكان، فهو يحمل في يديه أدوات للريّ والعَزق.

 

«الله معكَ أيّها الرابّي. تلميذكَ يوحنّا جاء وقد عاوَدَ الذهاب الآن لملاقاتكَ.»

 

«هل مضى وقت طويل على ذلك؟»

 

«لا بـل مَضَى لتـوّه مِن هـذا الـدرب. لقـد ظَنَنـّا أنّـكَ كـنتَ سـتأتي مِن جهـة بيت عنيا...»

 

ويَمضي يسوع مسرعاً، ليَقفِز إلى الجهة الأخرى. يَلمَح يوحنّا الذي يَهبط بخطى سريعة صوب المدينة، ويناديه.

 

يَلتَفِت التلميذ، وبوجه يُشرِق بالفرح يَصرُخ: «آه! معلّمي!» ويعود أدراجه جرياً.

 

يَفتَح يسوع له ذراعيه ويتعانقان بمودّة.

 

«كنتُ آتياً للبحث عنكَ... كنتُ أظنّ أنّكَ في بيت عنيا كما قلتَ.»

 

«نعم لقد أردتُ أن أفعل ذلك. فينبغي أن أبدأ الكرازة أيضاً في محيط أورشليم. إنّما بعد ذلك اضطُرِرتُ للبقاء في المدينة... لتثقيف تلميذ جديد.»

 

«كلّ ما تفعله يا معلّم حَسَن وناجح. أترى ذلك؟ حتّى الساعة فلقد التقينا على الفور.»

 

يسيران معاً؛ ذراع يسوع على كتفي يوحنّا الذي، لكونه أَقصَر، يَنظُر إليه مِن أسفل مُغتَبِطاً لهذه الـمَودّة. ويعودان هكذا إلى البيت الصغير.

 

«هل مضى وقت طويل على وصولكَ؟»

 

«لا يا معلّم. لقد غادرتُ دوكو منذ الفجر مع سمعان الذي قلتُ له ما كنتَ تريد. ثمّ أخَذنا فترة استراحة في بيت عنيا شاركنا فيها الفلّاحين الذين كنّا نلتقيهم في الحقول ونُقاسِمهم الطعام وتحدّثنا إليهم عنكَ. وعندما خَفَّت حدّة حرارة الشمس افتَرَقنا. فَذَهَب سمعان إلى صديق له يريد أن يُحدّثه عنكَ. إنّه يكاد يمتلك بيت عنيا بأكملها، وهو يعرفه مِن قبل، منذ كان أَبَوَاهما حيّين. إنّما غداً سوف يُقبِل سمعان إلى هنا. وقد قال لي أن أخبركَ بأنّه سعيد في خدمتكَ. إن سمعان لرجل كُفء تماماً. أتمنى أن أكون مثله. ولكنّني فتى جاهل.»

 

«لا يا يوحنّا، فأنتَ أيضاً تتصرّف بشكل رائع.»

 

«هل صحيح أنّكَ مسرور بحقّ مِن يوحنّاكَ المسكين؟»

 

«مسرور جدّاً يا يوحنّاي، جدّاً.»

 

«آه! معلّمي!» وينحني يوحنّا بشغف ليأخذ يد يسوع ويُقَبِّلها ويُمَرِّرها على وجهه كما ليداعبه.

 

يَصِلان إلى البيت الصغير ويَدخُلان المطبخ المنخفض والمليء بالدخان. يحيّيهما صاحب البيت: «السلام لكَ.»

 

يُجيبه يسوع: «السلام لهذا البيت ولِمَن يحيا معكَ. معي تلميذ.»

 

«له كذلك سوف يتوفّر الخبز والزيت.»

 

«لقد جَلَبتُ معي ســمكاً مجفّفـاً أعطـانيه يعقوب وبطرس. ولـدى مـروري بالناصـرة أعطتني والدتكَ خبـزاً وعسـلاً لكَ. لقد مشـيتُ دون توقّف... ومـع ذلك فيكـون الآن قـد أصبَحَ قاسياً.»

 

«لا يهمّ يا يوحنّا فإنّه سيحتفظ بنكهة يديّ الأُمّ.»

 

يُخرِج يوحنّا كنوزه مِن الخِرج حيث كانوا في إحدى الزوايا. ثمّ أرى تحضير السمك المجفّف بطريقة غير مألوفة. يُغَطَّس بعض الوقت في الماء الساخن، ثمّ يُدهَن بالزيت ويشوى على النار.

 

يُبارِك يسوع الطعام ويجلس إلى الطاولة مع التلميذ. وعلى الطاولة ذاتها يوجد صاحب البيت الذي أسمعه يناديه يونا وابنه. بينما الأُمّ تروح وتجيء حاملة السمك والزيتون الأسود والخضار المسلوقة والمبهّرة مع الزيت. ويُقَدِّم يسوع كذلك العسل. يُقدّمه للأُمّ مادّاً إيّاه على خبز قائلاً: «إنّه مِن قفيري. والدتي تهتمّ بالنحلات. كُليه إنّه لذيذ. فأنتِ طيّبة جدّاً معي، أنتِ يا مريم التي تستحقّ هذا، بل أكثر.» يُضيف هذا لأنّ المرأة لم تكن تريد أن تحرمه مِن هذا العسل اللذيذ.

 

ينتهي العشاء بسرعة وسط المناقشات. وما كاد ينتهي ويتمّ الشكر على الطعام الذي قُدِّم لهما حتّى يقول يسوع ليوحنّا: «هَلُمَّ لنَخرُج قليلاً إلى بستان الزيتون، فالليل دافئ ومُضيء. وحَسَن أن نبقى بعض الوقت خارجاً.»

 

ويقول صاحب البيت: «سلاماً أيّها المعلّم. إنّني وابني لَتَعِبان، وسنخلد إلى النوم. سوف أدفع الباب وأترك النور على الطاولة، وأنتَ تعرف أن تُحسِن التصرّف.»

 

«نعم، اذهب يا يونا وأَطفِئ المصباح كذلك، فنور القمر جميل جدّاً بحيث نستطيع أن نرى دون مصباح.»

 

«ولكن أين سينام تلميذكَ؟»

 

«معي، على حصيرتي، فهناك مكان له أيضاً. أليس كذلك يا يوحنّا؟»

 

وتأخذ يوحنّا نشوة روحيّة لمجرد فكرة النوم قريباً مِن يسوع.

 

يَخرُجان إلى بستان الزيتون، إنّما قَبل ذلك يأخذ يوحنّا شيئاً مِن الكيس الموضوع في الزاوية. يسيران خطوات ويَصِلان إلى مُنحَدَر يطلّ على مدينة اورشليم بأكملها.

 

يقول يسوع: «لنجلس هنا ونتحدّث.»

 

ولكنّ يوحنّا يُفضِّل الجلوس عند قدميه ويبقى على العشب القصير متّكئاً على ركبتي يسوع، ورأسه مُستَنِد إلى ذراعه، ناظِراً مِن وقت لآخر إلى يسوعه، وكأنّه طفل إلى جانب شخص هو الأَحبّ إليه.

 

«يـا معلّم، هنـا كذلك جميل. انظر كم تبدو المدينة كبيرة في الليل أكثر منها في النهار.»

 

«هذا لأنّ نور القمر يَعكس عليها ظِلال المحيط. انظر، كأنّ نوراً فضّياً يؤخِّر الحدود إلى الخلف. انظر إلى قمّة الهيكل، في الأعلى، ألا تبدو لكَ مُدَلَّاة مِن فراغ؟»

 

«تبدو وكأنّ الملائكة هي التي تحملها على أجنحتها الفضّية.»

 

يتنهّد يسوع.

 

«لماذا تتنهّد يا معلّم؟»

 

«لأنّ الملائكة قد تَخَلَّت عن الهيكل. فمظهر الطُّهر والقَداسَة الذي له، يَقِف عند حدود الجدران. والذين كان ينبغي لهم أن يعطوه روحاً -فلكلّ مكان روحه، يعني الروح الذي أُنشِئ مِن أجله؛ لقد كان ينبغي أن يكون للهيكل روح الصلاة والقداسة- ولكنّ هذا كان أوّل ما انتُزِعَ منهم. فلا يمكن إعطاء ما لم نعد نملك يا يوحنّا. وإذا كان كَهَنَة ولاويّون كثيرون يَحيَون هناك، فليس فيهم واحد مِن كلّ عشرة في الحالة التي يستطيع فيها إضفاء الحياة على المكان المقدّس. إنّهم يُضفُون عليه الموت. إنّهم يُسقِطون عليه الموت الـمُعَشِّش في نفوسهم، الموت لكلّ ما هو مقدّس. لديهم الصِّيَغ إنّما ليس لديهم الحياة التي ينبغي لها أن تُحرّكها. إنّهم جثث لا حرارة فيها سوى تلك التي تأتيهم مِن التعفُّن الرُّمّي الذي يَنفَحهم.»

 

«هل أساؤوا إليكَ يا معلّم؟» ويبدو يوحنّا حزيناً. 

 

«لا، بل إنّهم تَرَكوني أتكلّم عندما طَلَبتُ منهم ذلك.»

 

«طَلَبتَ ذلك؟ لماذا؟»

 

«لأنّني لا أريد أن أكون أنا مَن يُعلن بدء الحرب. ومع ذلك فالحرب آتية، إذ سيكون لدى البعض ذعر إنساني أبله مِنّي، وسأكون مصدر إدانة لآخرين. إنّما ينبغي أن يُسَجَّل هذا عليهم هُم وليس عليَّ أنا.»

 

يسـود الصمت بـُرهة ثمّ يُعاوِد يوحنّا الكلام: «يا معلّم، أنا أعرف حنّان وقيافا. لعائلتي معهمـا علاقـات عمل، وعندمـا كنتُ في اليهوديّـة بسبب يوحنّا المعمدان، كنتُ آتي إلى الهيكل كذلك، وقد كانا لَطيفَين مع ابن زَبْدي. فوالِدِي يحتَفِظ لهما بالسمك الأفضل على الدوام؛ هذه هي العادة، أتعلم؟ عندما تريد اتّخاذهم كأصدقاء، وتحتفظ بصداقتهم، يجب أن تتصرّف هكذا...»

 

«أعرف ذلك.» ويَتجهَّم وجه يسوع.

 

«إذاً، إن كنتَ موافقاً فسأتحدّث إلى كبير الكَهَنَة. وثمّ... إذا أردتَ، فإنّني أعرف أحدهم له صِلات عمل مع والِدِي. إنّه تاجر سمك ثريّ. لديه منزل جميل وكبير قرب مزرعة الخيل، فهم أناس أثرياء ولكنّهم طيّبون للغاية كذلك. فتأخذ راحتكَ أكثر وتتعب أقلّ. إنَّما للوصول إلى هناك ينبغي المرور بضاحية كثيرة الصَّخَب ومُزدَحِمة على الدوام بالحمير والأولاد المشاغبين.»

 

«لا يا يوحنّا، أشكركَ. إنّني هنا على ما يرام. هل ترى أيّ سلام هو هذا؟ لقد قلتُ ذلك أيضاً للتلميذ الآخر عندما عَرَضَ عليَّ العرض ذاته. فهو كان يقول: "لكي تكون أكثر اعتباراً".»

 

«أمّا أنا فكنتُ أقول: "ليكون تعبكَ أقلّ".»

 

«أنا لا أتعب. سوف أسير كثيراً ولن أتعب أبداً. هل تعرف ما الذي يُتعبني؟ اللامبالاة. آه! يا له مِن ثِقل. وكأنّه ثِقل على قلبي.»

 

«أنا أحبّكَ، يا يسوع.»

 

«نعـم وتُخَفِّف عنـّي. أحبّـكَ أنـا كثيراً يا يوحنّا، وسأحبّكَ على الدوام لأنّكَ لن تخونني أبداً.» 

 

«أخونكَ! آه!»

 

«ومع ذلك فهنالك كثيرون سَيَغدرون بي... اسمع يا يوحنّا، قلتُ لكَ إنّني تأخَّرتُ بسبب تثقيفي لتلميذ جديد، إنّه يهوديّ شاب مثقّف ومعروف.»

 

«إذاً فسيكون عذابكَ معه أقلّ كثيراً منه معنا، يا معلّم. إنّني مسرور لحصولكَ على مَن هو أَجدَر مِنّا.»

 

«أتظنّ أنّ عذابي سيكون أقلّ؟»

 

«إن كان أقلّ جهلاً مِنّا، فسيفهمكَ بشكل أفضل، ويخدمكَ أفضل، خاصّة إذا ما أحَبَّكَ بالشكل الأفضل.»

 

«أحسنتَ قولاً. ولكن الحبّ لا يتناسب مع الثقافة ولا حتّى مع التربية. فالقلب البِكر يحبّ بكلّ قوّة حبّه الأول. وكذلك الحال بالنسبة لفِكر بِكر. فالحبّ يُعَبِّر عن ذاته في قلب وفِكر بِكريَن أكثر منه حيث توجد أوجه أخرى للحبّ. إنّما إذا الله أراد ذلك... اسمع يا يوحنّا. أرجوكَ أن تكون صديقاً له. إنّ قلبي ليرتجف مِن وَضعكَ وأنتَ الحَمَل الذي لم يُجَزّ صوفه بعد أبداً، إلى جانب الذي يعرف الحياة. إنّما، مع ذلك، سيكون متحفّظاً كذلك لأنّه يعرف أنّكَ حَمَل ولكنّك نَسر كذلك، وإذا أراد، مُشمئزّاً، أن يجعلكَ تُلامِس الأرض، الأرض الـمُوحِلة، الأرض بالمعنى البشريّ الصَّرف، فستعرف أنتَ كيف تتحرّر بضربة جناح، غير راضٍ بغير اللازورد والشمس. لهذه الغاية أرجوكَ -مع المحافظة على نفسكَ كما أنتَ- أن تكون صديق التلميذ الجديد الذي لن يحبّه سمعان بطرس ولا حتّى الآخرون، كي تجعل قلبه مثل قلبكَ...»

 

«آه! يا معلّم، ولكن ألستَ أنتَ كافياً لذلك؟»

 

«أنا المعلّم الذي لن يُفضي إليه بكلّ شيء. أمّا أنتَ فصديق التَّلمَذَة الأكثر شباباً، وسيكون أسهل كثيراً أن يفتح قلبه لكَ، وأنا لا أطلب منك أن تَنقُل لي ما يقوله لكَ. فأنا أكره الجواسيس والوُشاة والنَّمَّامين، ولكنّني أطلب منكَ أن تنقل إليه البِشارة بإيمانكَ ومحبّتكَ وطهارتكَ يا يوحنّا. إنّه أرض مُلَطَّخَة بالمياه الآسِنة. فيجب أن تُنَقّيها شمس الحبّ؛ أن تُطَهِّرها نزاهة الأفكار والشهوات والأعمال؛ أن يُهذبّها الإيمان. وأنت تستطيع فِعل ذلك.»

 

«إذا كنتَ تعتقد أنّني قادر على ذلك... آه! نعم. إذا كنتَ تقول لي إنّني أستطيع القيام به فسأفعل. حُبّاً بكَ...»

 

«شكراً يا يوحنّا.»

 

«يا معلّم، لقد تحدَّثتَ عن سمعان بطرس، فتذكَّرتُ ما كان ينبغي لي أن أقوله لكَ منذ البدء. ولكنّ فَرَحي بسماعكَ أنساني الفكرة. عند عودتنا إلى كفرناحوم في العنصرة، وَجَدنا في الحال المبلغ المعهود مِن ذاك المجهول. لقد جَلَبَه الطفل إلى أُمّي. وقد أعطيتُه لبطرس فأعاده إليَّ قائلاً بأن أصرف منه قليلاً أثناء العودة. وقال لي بأن أحمل إليكَ الباقي لاحتياجاتكَ الـمُحتَمَلة... ذلك أنّ بطرس كان يظنّ بأن لا شيء هنا سيكون مريحاً... إلّا أنّكَ تقول العكس... وأنا لم آخذ منها سوى دانِقَين أعطيتُهُما لِفَقيرَين التقيتُهُما قرب أفرايم. أمّا فيما تبقّى فقد صَرَفتُ مما أعطتني والدتي وما أعطانيه أناس ذوو شهامة بَشَّرتُهم باسمكَ. ها هو المبلغ.»

 

«سوف أوزّعه غداً على الفقراء. بذلك يتعلّم يهوذا عاداتنا.»

 

«يوضاس ابن عمك أتى؟ كيف استطاع المجيء بهذه السرعة؟ لقد كان في الناصرة ولم يُحَدِّثني عن الرحيل...»

 

«لا، بل إنّ يهوذا هذا هو التلميذ الجديد. إنّه إسخريوطي، ولكنّكَ رأيتَه في الفصح، هنا، عشيّة شفاء سمعان. لقد كان مع توما.»

 

«آه! إنّه هو؟» يوحنّا مَذهول قليلاً.

 

«إنّه هو. وتوما ماذا تُراه يفعل؟»

 

«لقد أطاعَ أمركَ فانفَصَلَ عن سمعان الكنعانيّ وذَهَبَ بمحاذاة البحر لملاقاة فليبّس وبرتلماوس.»

 

«نعم أريد أن تحبّوا بعضكم بعضاً دون تمييز، بمساعدة بعضكم البعض. وأن تُظهِروا البشاشة بعضكم لبعض. لا أحد كامل يا يوحنّا. لا الشباب ولا الشيوخ. إنّما بالإرادة الحسنة ستَبلُغون الكمال، وما ينقصكم سوف أضعه فيكم. إنّكم مثل أبناء عائلة مقدّسة. فيها الكثير مِن الشخصيّات المختلفة. الواحد قاس والآخر لطيف، الواحد مِقدام والآخر مُتهيِّب خَجول، الواحد مُندَفِع والآخر مُتَحفِّظ. لو كنتم جميعكم متشابهين فسيفرض أحدكم نفسه بالقوّة ويكون الباقون دونه. أمّا هكذا فعلى العكس، إنّكم تُشَكِّلون وحدة متكاملة لأنّكم تُكَمِّلون بعضكم بعضـاً. الحبّ يجمعكم وينبغي أن يجمعكم لأجل الله.»

 

«ولأجلكَ يا يسوع.»

 

«أوّلاً لأجل الله وثمّ لأجل حُبّ مسيحه.»

 

«وما أكون أنا في عائلتنا؟»

 

«أنتَ السَّلام المحبوب مِن مسيح الله. هل أنتَ مُتعَب يا يوحنّا؟ هل ترغب في العودة؟ أمّا أنا فسأبقى للصلاة.»

 

«وأبقى أنا أيضاً وأصلّي معكَ.»

 

«إذاً فابقَ.»

 

يَتلو يسوع مزامير يُشارِك في تِلاوتها يوحنّا، إلّا أنّ صوته يَخفِت حتّى يغدو التلميذ غافياً ورأسه على صدر يسوع الذي يبتسم ويَفرد معطفه على كَتِفيّ النائم، ثمّ يُتابِع بكلّ تأكيد صلاته ذهنيّاً.

 

على هذا تنتهي الرؤيا.