ج8 - ف24
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثامن
24- (تلاميذ كَذَبة في شكيم [نابلس]. شفاء خادم كلوديا الأبكم في أفرايم.)
07 / 02 / 1947
ساحة شكيم [نابلس] الرئيسية. صبغة ربيعيّة يضفيها عليها الإيراق الجديد للأشجار الّتي تحيط بها صفّاً مزدوجاً على طول المربّع الّذي تُشكّله جدران المنازل مُكوّنةً ما يشبه الرواق. الشمس تداعب أوراق أشجار الدلب الغَضّة، راسمةً على الأرض زخارف نور وظلّ. الحوض في وسط الساحة هو صفيحة فضّية تحت الشمس.
ضمن مجموعات يتحدّث أناس هنا وهناك ويتناقشون بشؤونهم. البعض، غرباء على ما يبدو، لأنّ الجميع يتساءلون مَن هم، يدخلون الساحة، يُمعنون النّظر ويقتربون مِن أوّل مجموعة يصادفونها. يُحيّون. تتمّ مبادلتهم التحيّة. وباستغراب. إنّما عندما يقولون: «إنّنا تلاميذ لمعلّم الناصرة.» فإنّ كلّ تحفّظ يزول، وهناك مَن يمضي ليبلغ المجموعات الأخرى، فيما الّذين بقوا يقولون: «هل هو الّذي أرسلكم؟»
«إنّه هو. مهمّة بغاية السرّية. الرابّي في خطر كبير. لم يعد يحبّه أحد في إسرائيل، وهو، الشديد الطيبة، يقول أن تبقوا أوفياء له أنتم على الأقل.»
«إنّما هذا هو ما نريده! ما الّذي علينا فِعله؟ ما الّذي يريده منّا؟»
«آه! هو لا يريد سوى المحبّة. لأنّه يثق، جدّاً، بحماية الله. ومع ما يقال عنه في إسرائيل! إنّما ألا تعلمون بأنّهم يتّهمونه بعبادة الشيطان والعصيان؟ أتعلمون ما الّذي يعنيه هذا؟ اقتصاص الرومان، مِن الجميع. نحن، الّذين أساساً بغاية الشقاء، سنُضرب أكثر بعد! وسنكون مدانين مِن قبل قدّيسي هيكلنا. حتماً إنّ الرومان… كذلك لمصلحتكم عليكم أن تتحرّكوا، بإقناعه بالدفاع عن نفسه، بأن تدافعوا عنه، أن تجعلوا تقريباً، ليس تقريباً، مستحيلاً تماماً أن يتمّ القبض عليه وأن يتعرّض هكذا للإيذاء، دون أن تكون لكم النيّة في ذلك. أقنعوه بالانسحاب إلى جبل جِرِزِّيمَ. فهناك حيث هو، إنّه ما يزال مكشوفاً جدّاً، ولا يُسكّن غضب السنهدرين وشكوك الرومان. إنّ جبل جِرِزِّيمَ مؤهّل لمنح حقّ اللجوء! مِن غير المجدي قول ذلك له. إذا ما نحن قلناه له، لقال لنا بأنّنا ملعونون، لأنّنا ننصحه بالجبن. لكنّ الأمر ليس هكذا. إنّها المحبّة. إنّه الاحتراس. نحن لا يمكننا التكلّم. أمّا أنتم! فهو يحبّكم. لقد فَضَّل بالفعل منطقتكم على مناطق أخرى. نَظِّموا أموركم إذن لاستقباله. فعلى الأقل سوف تَعلمون على وجه الدقّة إذا ما كان يحبّكم أم لا. فإن رفض نجدتكم، يكون ذلك علامة على أنّه لا يحبّكم، وبالتالي سيكون مِن المستحسن أن يذهب إلى مكان آخر. لأنّ، صدّقوا ذلك، بألم نقول ذلك لأنّنا نحبّه: وجوده يشكّل خَطراً على مَن يستضيفه. إنّما أنتم بالفعل أفضل مِن الجميع ولا تكترثون للمخاطر. ومع ذلك فمِن العدل، إن كنتم تُعرّضون أنفسكم لاقتصاص الرومان، أن تفعلوا ذلك بتبادل محبّة. ننصحكم لخير الجميع.»
«إنّكم تُحسِنون القول. وسوف نفعل ما تقولون. سوف نذهب إليه...»
«آه! احذروا لئلّا يلاحظ أنّنا اقترحنا عليكم ذلك!»
«لا تخافوا! لا تخافوا! سوف نُحسِن التصرّف. حتماً! سوف نُظهِر أنّ السامريين الـمُحتَقَرين يساوون مئة، بل ألف يهوديّ وجليليّ للدفاع عن المسيح. تعالوا. أُدخلوا منازلنا، أنتم مُرسَلي الربّ. سيكون ذلك كما لو كان هو يدخل! منذ زمن طويل والسامرة تنتظر أن تكون محبوبة مِن قِبَل خدّام الله!»
يبتعدون وهم يحيطون، كمنتصرين، بأولئك الّذين لا أظنّ أنّني أخطئ بتسميتهم مبعوثي السنهدرين، ويقولون: «نرى أنّه يحبّنا، ففي غضون أيّام قليلة هي مجموعة التلاميذ الثانية الّتي يرسلها. وقد فعلنا حسناً بمعاملتنا المجموعة الأولى بمحبّة. مِن الحَسَن أن نكون معه بهذه الطيبة لأجل الأطفال الصغار لتلك المرأة الميتة الّتي كانت منّا! هو مِن الآن فصاعداً قد بات يعرفنا...»
يبتعدون مسرورين.
…أفرايم برمّتها قد تدفّقت إلى الشوارع لرؤية الحدث غير المألوف لموكب مركبات رومانيّة تعبرها. هناك عربات كثيرة ومِـحَفّات مغطّاة، يحيط بها عبيد، يتقدّمها ويتبعها جنود. الناس يتبادلون إشارات تفاهم ويتهامسون. الموكب، وقد وصل إلى الطريق الّذي يتفرّع إلى بيت إيل وراما، ينقسم إلى قسمين. تبقى عربة ومِـحَفّة متوقّفتين مع حرّاس مِن الجنود، والبقيّة تتابع الطريق. ستائر الـمِحَفّة تُزاح لبرهة، ويد امرأة بيضاء مرصّعة بالجواهر تشير لرئيس العبيد بأن يقترب. الرجل يطيع دونما كلام. يُنصت. يقترب مِن مجموعة نساء فضوليّات، يَسأَل: «أين هو رابّي الناصرة؟»
«في ذاك المنزل. إنّما في هذا الوقت هو عادة يكون قرب السيل. هناك جزيرة صغيرة، هناك، قرب أشجار الصفصاف، حيث شجرة الحَور. هو يبقى هناك يصلي أيّاماً بأكملها.»
يعود الرجل ويُبلّغ. الـمِحَفّة تستأنف التحرّك. العربة تبقى حيث هي. الجنود يتبعون الـمِحَفّة وصولاً إلى حافة السيل ويقطعون الطريق. وحدها الـمِحَفّة تمضي على طول مجرى الماء حتّى مستوى الجزيرة الصغيرة، الّتي مع تقدّم الفصل قد غدت مُشجّرة جدّاً، كُتلة خُضرة غير قابلة للاختراق، تعلوها شجرة الحَور وخصلات أوراقها الفضّيّة.
يُعطَى أمر، وتعبر الـمِحَفّة مجرى الماء الصغير، حيث يَنزل الحَمّالون بثيابهم القصيرة. تنزل منها كلوديا بروكولا مع مُعتَقَة، وكلوديا تشير إلى عبد أسود يرافق الـمِحَفّة بأن يتبعها. الآخرون يعودون إلى الضفّة.
كلوديا، يتبعها الاثنان، تَلِج الجزيرة الصغيرة، متوجّهة صوب شجرة الحَور المهيمنة هناك في الوسط. الأعشاب العالية تخنق وقع الخطوات. تصل هكذا إلى حيث يسوع مُستَغرِق، وهو يجلس عند أسفل الشجرة. تناديه متقدّمةً وحدها، فيما بإيماءة حاسمة تُسمّر مرافِقَيها في المكان حيث هما.
يرفع يسوع رأسه وينهض في الحال إذ قد رأى المرأة. يحيّيها، لابثاً مع ذلك متّكئاً إلى جذع شجرة الحَور. لا يُبدي دهشةً ولا تأفّفاً ولا انزعاجاً على التطفّل.
كلوديا، بعد التحيّة، تطرح مباشرة الموضوع: «يا معلّم، لقد أتى إلى عندي، أو بالأحرى، إلى بنطس، بعض الناس… إنّني لا ألقي خطابات طويلة. إنّما بما أنّني أُقدّركَ، أقول لكَ، كما لو كنتُ أقول لسقراط فيما لو عاش في زمننا، أو لأيّ فاضل آخر مُضطَهَد ظلماً: "أنا ليس لي الكثير مِن السلطان، إنّما ما بوسعي سوف أفعله". وفي الوقت الراهن سوف أكتب إلى حيث يمكنني لحمايتكَ ولجعلكَ كذلك… قادراً. فكثيرون ممّن هم على عروش أو في مراكز رفيعة لا يستحقّون ذلك...»
«أيّتها السيّدة، أنا لم أطلب منكِ أمجاداً ولا حمايات. ليكافئكِ الله الحقّ على تفكيركِ. إنّما امنحي أمجادكِ وحماياتكِ لِمَن فيهم توق شديد إليها. أنا لا أطمح إليها.»
«آه! هوذا! هذا ما كنتُ أريده! إذن أنتَ بحقّ البارّ الّذي كنتُ أترقّبه! والآخرون، المفترون عليكَ الخسيسون. لقد آتوا إلينا و...»
«لا لزوم لأن تتكلّمي يا سيّدتي. إنّني أعلم.»
«أتعلم أيضاً أنّه يقال بأنّه بسبب خطاياكَ قد فقدتَ كلّ قدرة، وأنّكَ لأجل ذلك تعيش هنا منبوذاً؟»
«أيضاً هذا أعلمه. وأعلم أنّ هذا الأمر الأخير كان أسهل للتصديق بالنسبة لكِ أكثر مِن الأوّل، لأنّ عقليتكِ الوثنية يسعها تمييز القدرة البشريّة أو الدناءة البشريّة لإنسان، إنّما ليست لديكِ بعد القدرة على إدراك ماهيّة قدرة الروح. إنّكِ… خائبة الأمل بآلهتكِ، الّتي تتبدّى بدياناتكم في نزاعات مستمرّة وبسلطان غاية في الهشاشة، وعُرضة لإعاقات سهلة بسبب تناقضاتها المتبادلة. وتعتقدين بأنّ الله الحقّ هو أيضاً كذلك. إنّما الأمر ليس كذلك. فهكذا كنتُ عندما رأيتِني لأوّل مرّة أُشفي أبرصاً، وهكذا أنا الآن، وهكذا سأكون عندما سأبدو منسحقاً تماماً. هذا عبدكِ الأبكم، أليس كذلك؟»
«نعم يا معلّم.»
«اجعليه يتقدّم.»
كلوديا تُطلق صيحة، والرجل يتقدّم ويسجد على الأرض بين يسوع وسيّدته. قلبه البدائيّ المسكين لا يعرف مَن يُكرّم أكثر. إنّه يخاف إن كَرّم المسيح أكثر مِن معلّمته أن تعاقبه. لكنّه، مع ذلك، بإلقائه أوّلاً نظرة متوسّلة نحو كلوديا، يكرّر الحركة الّتي قام بها في قيصريّة: يأخذ قدم يسوع العارية بين يديه السوداوين الضخمتين، وملقياً وجهه على الأرض، يضع القدم على رأسه.
«أيّتها السيّدة، أنصتي. هل، بالنسبة لكِ، هو أسهل أن نُخضِع وحدنا مملكة، أو إعادة إحياء جزء مِن الجسد لم يعد موجوداً؟»
«مملكة يا معلّم. إنّ الحظّ يساعد الجريئين. إنّما لا أحد، أو بالأحرى أنتَ وحدكَ يمكنكَ إحياء ميت وإعادة منح عينين لأعمى.»
«ولماذا؟»
«لأنّ… لأنّ الله قادر على كلّ شيء.»
«فإذن أنا الله بالنسبة لكِ؟»
«نعم… أو، على الأقل، إنّ الله معكَ.»
«وهل يمكن أن يكون الله مع أحد سيّئ؟ أتحدّث عن الله الحقّ، لا عن أصنامكم، الّتي هي هذيانات مَن يبحث عمّن يَشعر بأنّه موجود، دون أن يعرف ماهيّته، ويخلق خيالات كي يرضي نفسه.»
«لا… يمكنني القول. لا. لا يمكنني القول. إنّ كَهَنَتنا أنفسهم يفقدون القدرة حالما يقعون في خطيئة.»
«أيّة قدرة؟»
«قدرة القراءة في علامات السماء وفي أجوبة الضحايا، في الطيران، في تغريد الطيور. تعلم… التنبّؤ بالغيب، العرافة...»
«أعلم. أعلم. فإذن؟ أنظري. وأنتَ ارفع رأسكَ وافتح فمكَ، أيّها الإنسان الّذي حرمته قدرة بشريّة وحشيّة مِن هبة مِن الله. وبمشيئة الله الحقّ، الأحد، خالق الأجساد الكاملة، فلتحظَ بما انتزعه منكَ الإنسان.»
لقد وضع إصبعه الأبيض في فم الأبكم المفتوح. الـمُعتَقَة، الفضوليّة، لا تُحسِن البقاء حيث هي، وتتقدّم لتنظر. كلوديا منحنية تماماً لتراقب. يسوع يُخرِج إصبعه قائلاً: «تكلّم، واستخدم الجزء الّذي وُلِد مجدّداً لتسبيح الله الحقّ.»
وفجأة، مثل دويّ بوق، مثل آلة قد كانت خرساء حتّى ذلك الحين، صرخة حَلقيّة إنّما واضحة، تجيب: «يسوع!» والرجل الأسود يخرّ على الأرض باكياً مِن الفرح، ويلعق، يلعق حقّاً قدميّ يسوع الحافيتين، كما يمكن أن يفعل كلب معترف بالجميل.
«هل فقدتُ قدرتي يا سيّدة؟ أَعطي هذه الإجابة لِمَن يُلمّحون لذلك. وأنتَ انهض وكن صالحاً بتفكيركَ كم أحببتُكَ. لقد حفظتُكَ في قلبي منذ يوم قيصريّة. ومعكَ كلّ أقرانكَ، الـمُعتبَرين بضاعة، المحسوبين أدنى مِن بهائم، بينما أنتم بشر، ومساوون لقيصر بالولادة، وربّما أفضل بإرادة قلبكم… يمكنكِ الانصراف يا سيّدة. ما مِن شيء آخر يقال.»
«بلى. هناك شيء آخر. هناك أنّني شككتُ… هناك أنّني، بألم، كنتُ أكاد أصدّق ما كان يقال عنكَ. ولستُ أنا وحدي. اغفر لنا جميعاً، ما عدا فاليريا الّتي حافظت دوماً على قناعتها، لا بل الّتي ترسّخت فيها أكثر فأكثر. واقبل هديّتي: الرجل. فهو ما عاد يستطيع أن يخدمني الآن وقد استردّ النطق… وكذلك نقودي.»
«لا. لا هذا، ولا ذاك.»
«أنتَ لا تغفر لي إذن!»
«إنّني أغفر حتّى لأبناء شعبي، المذنبين على نحو مضاعف بعدم معرفتي لما أنا عليه. أفلا أغفر لكنّ، أنتنّ الخاليات مِن كلّ معرفة إلهيّة؟ هوذا. لقد قلتُ بأنّني لا أقبل المال والرجل. الآن آخذ هذا وذاك، وبهذا أعتق الآخر. أعيد لكِ مالكِ لأنّني أشتري هذا الرجل. وأشتريه كي أحرّره، كي يذهب إلى وطنه ليقول بأنّ على الأرض مَن يحبّ كلّ البشر، ويتنامى حبّه لهم كلّما رآهم أكثر شقاءً. خذي كيس مالكِ.»
«لا يا معلّم. إنّه لكَ. الرجل حرّ كذلك. هو لي. وقد وهبتُه لكَ. وأنتَ تحرّره. فلا حاجة للمال لأجل ذلك.»
«حسناً… هل لكَ اسم؟» يَسأَل الرجل.
«كنّا ندعوه كالّيستو (كلمة يونانيّة تعني الأجمل)، على سبيل السخرية. إنّما حين تمّ القبض عليه...»
«لا يهمّ. احتفظ بهذا الاسم. واجعله حقيقيّاً بتحوّلكَ جميلاً جدّاً بروحكَ. اذهب. كن سعيداً، بما أنّ الله خلّصكَ.»
أن يذهب! الرجل الأسود لا يتعب مِن التقبيل والقول: «يسوع! يسوع!» ، ويعود ليضع قدم يسوع على رأسه قائلاً: «أنتَ سيّدي الوحيد.»
«أنا، أبوكَ الحقّ. يا سيّدة، تولّي أمره كي يعود إلى بلده. استخدمي المال لذلك، وليُعطَ الباقي له. وداعاً يا سيّدة. ولا ترحّبي أبداً بأصوات الظلمات. كوني بارّة. وأَحسِني معرفتي. وداعاً يا كالّيستو. وداعاً يا امرأة.»
وينهي يسوع المحادثة عابراً بقفزة واحدة إلى ما وراء السيل، مِن الجهة المقابلة لتلك الّتي تتوقّف فيها الـمِحَفّة، ويتوغّل في الدغل، الصفصاف والقصب.
كلوديا تستدعي الحامِلين، وتعاود الصعود إلى الـمِحَفّة مستغرقة بالتفكير. إنّما إن كانت هي صامتة، فالـمُعتَقة والعبد الـمُعتَق يتكلّمان عوضاً عن عشرة، والجنود أنفسهم يفقدون انضباطهم الصنميّ أمام معجزة لِسان قد وُلِد مِن جديد. كلوديا مستغرقة جدّاً بالتفكير لتأمر بالصمت. إنّها نصف مستلقية في الـمِحَفّة، مرفقها مستند إلى الوسائد، ورأسها مستند على يدها، لا تسمع شيئاً. إنّها مستغرقة. إنّها حتّى لا تلاحظ أنّ الـمُعتَقة ليست معها، بل تثرثر مثل عقعق مع حاملي الـمِحَفّة، بينما كالّيستو يتحدّث إلى الجنود، الّذين، وإن كانوا يحافظون على صفوفهم، فإنّهم لم يعودوا يلتزمون الصمت. إنّ التأثّر عظيم كي يفعلوا ذلك!
يعاودون سلوك الدرب، إنّهم عند التقاطع الّذي يتفرّع إلى بيت إيل وراما، الـمِحَفّة تغادر أفرايم كي تعاود الانضمام إلى بقيّة الموكب.