ج2 - ف34
أَنَا هُوَ
ماريا فالتورتا
L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO
THE GOSPEL AS REVEALED TO ME
بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}
L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ
MARIA VALTORTA
الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.
الجزء الثاني / القسم الأول
34- (يوحنّا هو النَّموذج الكامل لأولئكَ الذين يَجعَلون مِن ذواتهم قُرباناً مِن أجل حُبّي)
04 / 01 / 1945
يقول يسوع بعدئذ (بعد الرؤيا السابقة):
«مُقارَنة أخرى بين يوحنّا وتلميذ آخر. مُقارَنة تُظهِر بشكل جليّ صورة الـمُفَضَّل لديَّ. إنّه الذي يتخلّى حتّى عن أسلوبه في التفكير والحُكم، ليكون "التلميذ". إنّه الذي يَهِب ذاته دون الرغبة بالاحتفاظ بشيء مِن شخصيّته، تلك التي كانت له قبل اختياره. ويهوذا هو الذي لا يريد أن يتخلّى عن ذاته. فِهِبَتُهُ هذه غير حقيقيّة. إنّه يحمل معه الـ "أنا" التي تجعلها الكبرياء مريضة وكذلك الشَّهوة والطَّمَع. إنّه يحتفظ بأسلوبه في التفكير فَيُحَيِّد هكذا مفاعيل الموهبة والنعمة.
فَيَهوذا هو نموذج الرُّسُل غير الـمُوَفَّقين. ويوجد منهم الكثيرون!
ويوحنّا هو النموذج لأولئكَ الذين يَجعَلون مِن ذواتهم قرباناً مِن أجل حبّي. إنّه قدوتكِ.
أنا ووالدتي القرابين المثاليّة. والتوصّل إلى ما نحن عليه صعب، بل مستحيل. لأنّ تضحيتنا كانت بِقَسوة كاملة الأبعاد. ولكن يوحنّاي! هو القُربان الذي يمكن لكلّ الفئات التي تحبّني أن تَحذو حَذوه وتقتدي به: البَتول، الشهيد، الـمُجاهِر بإيمانه، الـمُبَشِّر، خادِم الله ووالدة الله، الفاعِل والـمُحِبّ للتأمّل... إنّه مثال للجميع، فهو الذي يُحِبّ.
لاحِظي الأساليب المختلفة في التَّعَقُّل. يهوذا يتفحَّص، يُناقِش، يتشبَّث، وعندما يبدو مُذعِناً، يَحتَفِظ في الحقيقة بعقليّته. بينما يوحنّا يَعتَبِر نفسه عَدَماً، يَتَقَبَّل كلّ شيء ولا يَسأل عن المبرّرات ويَسعَد بإرضائي. هذا هو القُدوة.
ألم تَشعُري بنفسكِ أنّكِ أصبحتِ هادئة الرَّوع تماماً أمام طريقة حُبّه البسيطة؟ آه! يا يوحنّاي! يوحنّاي الصغيرة التي أريدها دائماً أكثر تَشَبُّهاً بمحبوبي. اقبَلي كلّ شيء، قائِلة دائماً مثل الرسول: "كلّ ما تفعله حَسَن يا معلّم". لتستحقّي سماع قولي: "أنتِ سلامي المحبوب". فأنا في حاجة إلى العزاء، أنا أيضاً يا ماريا. امنحِيني إيّاه، وسيكون قلبي استراحتكِ وطمأنينتكِ.»