ج2 - ف48

أَنَا هُوَ

ماريا فالتورتا

L'EVANGELO COME MI È STATO RIVELATO

THE GOSPEL AS REVEALED TO ME

بالفرنسية: {الإنجيل كما أوحي به إليّ}

L' ÈVANGLE TEL QU’IL M’A ÈTÈ RÈVÈLÈ

MARIA VALTORTA

الترجمة إلى اللغة العربية: فيكتور مصلح.

 

الجزء الثاني / القسم الأول

 

48- (أنتم كذلك، الصالحون منكم هم في الحيّز الواقع ما بين الصالحين ويهوذا)

 

20 / 01 / 1945

 

بعد ذلك يقول يسوع:

 

«يا يوحنّا الصغير، كم مرة بَكيتُ ووجهي إلى الأرض مِن أجل البشر‍! وأنتم، أنتم تريدون أن تتألّموا وتعانوا أقلّ منّي؟

 

حتّى بالنسبة لكم، فالصالحون منكم هُم في الحيّز الواقع ما بين الصالحين ويهوذا. وبقدر ما كان الإنسان صالحاً، بقدر ذلك عليه أن يتألّم. أمّا أنتم، وأقول هذا بشكل خاص للذين سَتُناط بهم مسؤولية العناية الروحية بالقلوب، فَمِن الضروريّ أن تتثقّفوا بدراسة يهوذا. فكلّ منكم هو "بطرس"، أنتم الكَهَنَة، وينبغي لكم أن تحلّوا وتربطوا. ولكن كَم، كَم، كَم مِن نَفْس للمراقبة، أيّ ذوبان مع الله، أيّ درس متيقّظ، أيّة تشابهات مع طريقة معلّمكم يجب عليكم القيام بها لتكونوا على مثاله كما ينبغي أن تكونوا!

 

سوف يبدو للبعض أنّ ما أُسلّط الضوء عليه غير ذي نفع، بشريّاً، بل مستحيل. إنّهم أولئك الذين تعوّدوا إنكار الأوجه الإنسانيّة مِن حياة يسوع، ويجعلوني شيئاً خارجاً عن حياة البشر لدرجة كبيرة، شيئاً ليس سوى إلهيّ. أين إذاً هي الإنسانيّة كلّيّة القداسة؟ أين تضحية الأقنوم الثاني المتأنّس؟ آه! بالحقيقة كم كنتُ إنساناً بين الناس. كنتُ بشراً، ولذلك كنتُ أتألّم لرؤيتي الخائن وجاحد الجميل. ولأجل هذا كنتُ أُسعَد بحبّ الذين كانوا يحبّونني، أو يهتدون إليَّ. لأجل ذلك كنتُ أرتَعِش وأبكي أمام جيفة يهوذا الروحيّة. ارتَعَشتُ وبَكيتُ أمام صديق ميّت، ولكنّني كنتُ أعلَم أنّني سأعيده إلى الحياة، وقد كنتُ أُسعَد لرؤيته بروحه في اليمبوس. هنا... هنا كنتُ في مواجهة مع الشيطان. ولستُ أضيف شيئاً.

 

أنتِ يا يوحنّاي اتبعيني. لنمنح العالم هذه العطية. ومِن ثمّ... طوبى للذين يَسمَعون كلمة الله ويَعمَلون بها. طوبى للذين يريدون أن يعرفوني ليحبّوني. ففيهم ومِن أجلهم سوف أكون بَرَكَة.»