كلمة حق في هوغو تشافيز: درب يسد مايرد

كلمة حق في هوغو تشافيز

(درب يسد مايرد)

بعد موت من كان يسمي نفسه رئيس فينزويلا مؤخراً، فوجئت ببعض المداخلات على الفيسبوك ممن يدعمون الثورة السورية وهم يسجلون بعض المديح وماسموه (كلمة حق) في الرجل، معتمدين على طرده السفير الاسرائيلي احتجاجاً على عدوان غزة قبل الأخير وكذلك دعمه المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني من جهة، وأنه الرئيس الوحيد الذي تجرأ ووصف الرئيس الأمريكي السابق (جورج بوش) بأنه (حمار) من جهة ثانية. من جهتي لاأعرف عن الرجل إلا أنه من (شاكلة) زعمائنا الذين يقولون مالايفعلون، فدعونا لاننسى أن (الأسد) يدعي أيضاً بأنه المدافع الأول عن القضية الفلسطينية وليس لديه سفارة إسرائيلية في دمشق، كما وأن (زعماء إيران) يصفون كل أمريكا بأنها (الشيطان الأكبر)، لكن المثل الشعبي يقول (الحكي ببلاش). ومع ذلك قررت أن أقوم بالقاء نظرة سريعة على تاريخ (الراحل) لعل وعسى أن أكون قد ظننت به السوء، فإن بعد الظن إثم.

قررت أن أبدأ ممن كانوا أصدقاء الرجل على مبدأ (قل لي من تصاحب، أقل لك من أنت). فوجدت أن أعز أصدقاء (هوجو تشافيز) من زعماء العالم هم:

صاحبنا (بشار الأسد)، الايراني (أحمدي نجاد)، الكوبي (فيديل كاسترو)، الروسي (فلاديمير بوتين)، أما أصدقائه من الراحلين فأبرزهم الليبي (معمر القذافي) والذي قال فيه بعد مقتله على يد الثوار الأبطال أنه فقد صديقاً عزيزاً على قلبه (سبحان مين جمع ووفق). أما الرجل الذي اختاره (تشافيز) ليكون نائبه وهو (نيكولاس مادورو) فكان في الماضي عضواً في منظمة (يسارية ثورية) مهمتها اغتيال أعدائها السياسيين. هل صار عندكم الآن فكرة عن الرجل من أصدقائه وأحبابه (أنعم وأكرم)؟

أما (تشافيز) شخصياً فقد كان ضابطاً متطوعاً في الجيش الفينزويلي واشترك عام 1992 في محاولة انقلاب (هل يذكركم هذا بأحد؟) إلا أنها فشلت وسجن على أثرها لعامين. خرج بعدها وقرر دخول العمل السياسي حيث وصل إلى كرسي الحكم عام 1999 بسبب فشل النظام السابق بتحقيق وعوده للشعب. من أبرز القرارات التي اتخذها بعد ذلك هو تغيير الدستور ليسنح للرئيس (يعني له) أن يترشح للرئاسة لعدد غير محدد من الدورات الانتخابية (هل يذكركم هذا بأحد أراد أن يكون رئيساً للأبد أيضاً؟). قررت بعد ذلك التحقق من الصفة التي تطلق عليه، وكان يفتخر بها، بأنه (صديق الفقراء)، فوجدت أن أكثر من 70% من الشعب الفينزويلي في عهده عاش تحت خط الفقر، وأن الحملات التي أطلقها ضد الفقر والأمية والأمراض كانت مجرد حملات (مسرحية وإعلامية) أكثر منها حقيقية. ومن (انجازاته) الاجتماعية التي كان يتبجح بها هي منحه قروضاً للفقراء قيمة كل واحد منها 300$ ليشتروا بها عربات جوالة وبسطات يتعيشون منها. علماً بأن بلاده تعتبر من أغنى دول العالم بالبترول والشعب يستحق أن يعيش أفضل من ذلك ومن دون أن يمن عليه لاهو ولاغيره. ومن شهادات من زاروا ذلك البلد أنه عنوان التخلف والفقر وأن القمامة في الشوارع تلاقيك أينما ذهبت وأن نسبة الجريمة هناك هي من الأعلى على مستوى العالم، وأن المخابرات هي صاحبة الأمر والنهي دون محاسبة أو مسائلة (هل يذكركم هذا أيضاً ببلد معين؟)

ومن السياسات التي كان أيضاً يتبجح بها هي معاداته (للامبريالية الأمريكية) علماً بأن بلده هي ثالث بلد يزود أمريكا بالبترول. يعني معاداة أمريكا، وإن كان بالظاهر، هي شهادة حسن سلوك (نضالية) مادام التعامل معها يتم من تحت الطاولة، (مرحبا نضال).

من كل ماسبق، هل هناك بعد من لديه (كلمة حق) يقولها في الرجل؟ أنا لدي ثلاث كلمات:

(الله ماجمع إلا وفق، ودرب يسد مايرد، ويلحق الحبل بالدلو)

***

بقلم: طريف يوسف آغا

كاتب وشاعر عربي سوري مغترب

عضو رابطة كتاب الثورة السورية

الثلاثاء 30 ربيع الآخر 1434، 12 آذار، مارس 2013

هيوستن / تكساس