الحاقدون إذا حكموا

الحاقِـدونَ إذا حكموا

مادامت لغيرهـم

سـألتنا الدنيا ما هـذهِ الوحشـيةَ؟

ولماذا الموتُ منكـمْ هكـذا اقتربْ؟

قلنـا للدنيـا لاتسـتغربي

إنْ عرفتي السـببَ بَطُلَ العَجَـبْ

فما وصلَ حاقِـدٌ إلى الكرسـي إلا

ووصلَ معهُ الدمُ إلى الرُكَـبْ

وماتمكنَ من حُكـمٍ إلا

وبسـيفِ الانتقامِ لحكمهِ قد كتبْ

إنْ حكَـمَ وطنـاً فبلغِ

الوطنَ بعهدٍ منَ الكَـرَبْ

يُكشَـفُ الحاقِـدُ منْ أعمالِـهِ

وكيفَ للبـلادِ خَـرَبْ

منْ لايميزُ حاقِـداً اسـتبدَ لعقـودٍ

فعلى النظَـرِ يقعُ العتبْ

إنْ لمْ يعرفهُ منْ أعدادِ منْ قتلَ

فمنْ حجمِ ما نهبَ وما سَـلبْ

وإنْ لمْ يكشِـفهُ منْ خيانتِـهِ

فمنْ مقدارِ ما أصابَ الوطنَ منْ عَطَبْ

بالدمِ يملأُ أنحاءَ البلادِ ويردُ

بالمدافعِ على كلِ منْ للحريةِ طَلبْ

ولبعضِ الناسِ في الوجوهِ فراسَـةٌ

يرونَ السُـمَ منْ وجهِ الحاقدِ قد زربْ

صورُ القتلى تصيبهُ بالنشَـوةِ

وأصواتُ الثُـكالى تصيبهُ بالطربْ

المقابرُ الجماعية تُشـعرهُ بالنصرِ

ويشـعرُ بالعِـزَّةِ كُلما نافقَ وكذبْ

انتظارُ الإصلاحِ منْ حاقِـدٍ

كالنفـخِ في مقطوعَـةِ القِـرَبْ

كانَ الحِقـدُ سَـيفَ الحَجَّـاجِ

وكانَ لهولاكـو تاجاً منْ ذهبْ

واليومَ تغيرتِ الأسْـماءُ والحِقـدُ واحِـدٌ

يأكلُ القلوبَ كما يفعلُ اللهبْ

واختلفتِ الضحايا والموتُ واحِـدٌ

سِـتةُ أشـهرٍ والدمُ السـوري مانضبْ

سَـيأتي دورُ الحاقِـدينَ لابُـدَّ في يومٍ

فهناكَ يومٌ لمنْ ظلمَ ولمنْ نَصبْ

سَـيكونُ بعضُهم يومَها في القبـورِ

وبعضهمْ في السُـجونِ والبعضُ قد هربْ

وحتى نرى ذلكَ اليومَ فأعيننا سَـتبقى

على شـوارعِ دِمشـقَ وشـوارعِ حَـلبْ

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

جمعة (وحدة المعارضة) 25 شوال 1432 / 23 ايلول، سيبتمبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry