جيوش من ورق
كُتبت هذه القصيدة إثر الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة في كانون أول 2008 تحت أنظار وصمت العالم بأجمعه وكذلك العالمين العربي والإسلامي
جيوش ٌ مِن ْ ورق ْ
هل يتكرم ُ أحد ٌ ويخبرنا
ماهي مهام ُ جيوشنا حقا ؟
سؤال ٌ طالما أشعل َ في نفوسنا الغضبا
و أورثنا الكآبة َ والأرقا !
قلبنا منه ُ قد إعتل َّ
وبالبحث ِ عن ِ جواب ٍ قد احترق َ !
كأننا نبحث ُ عن ْ سراب ٍ
كأننا نبحث ُ عن ْ كائن ٍ بعد ُ ما خُلق َ ؟
ماذا تفعلون َ بكل ِ هذه ِ الجيوش ِ ؟
وواحدها منذ ُ عصور ٍ لرصاصة ٍ ما طلق َ !
ليست ْ الجيوش ُ للمراسم ِ
ولا لتختال في العروض ِ أمام َ من ْ صَفـَّـق َ
جيش ٌ يعيش ُ على أرزاقنا
يوم َ العدوان ِ .. لنا على سلاحه ِ حقا
سلاحكم ْ في المخازن ِ مانفعه ُ ؟
إلا طعاما ً للصدأ ولمن ْ أبرم َ الصفقة
سلاح ُ الأولين َ قطع َ رقاب َ الغزاة ِ
وسلاحكم ْ ماقطع َ حتى ولا الورقا !
نطق َ الحجرُ في فلسطين َ
وجيشكم ُ الجرار ُ مانطق َ !
شابه َ جيشكم ُ جيش َ المستعصم ِ
هل ْ قرأتم ْ كيف َ أسلم َ المستعصم ُ الرمقا ؟
لاتبدو على وجوهكم ْ علائم ُ المحاربين َ
لاتبدو على وجوهكم ْ إلا علائم ُ من ْ سرق َ ؟
نصيحتي أن ْ بيعوا دباباتكم ْ على القبان ِ
ثم َ أغلقوا الدكاكين َ .. وأنزلوا الغلقا !
***
حتى بالخطابات ِ لستم ْ بفالحين َ
إن ْ خطب َ أحدكم ْ .. بالأكاذيب ِ غرِق َ وغرَّق َ !
كفاكم ْ احتيالا ً.. كفاكم ْ زعيقا ً
إن َّ أنكرَ الأصوات ِ صوت ُ من ْ نهق َ
لستم ْ بأفضل ِ مِن ْ فزاعة ٍ إذا انتصبت ْ
ولا بأفضل ِ مِن ْ غراب ٍ إذا نعق َ
تعيشون َ على دماء ِ الشعب ِ والوطن ِ
ماأشبهكم ْ بالبعوض ِ .. ما أشبهكم ْ بالعلقة
كرامة ُ الشعب ِ عليكم ْ فرض ٌ
كرامة ُ الشعب ِ ليست ْ صدقة
كل ُ شبر ٍ مِن َ الوطن ِ أمانة ٌ عندكم ْ
ضعوا ذلك َ في آذانكم ْ حلقة !
أرض ُ الوطن ِ ليست ْ مزرعة لكم ْ
أرض ُ الوطن ِ سقاها الأجداد ُ دما ً وعرقا
ألا ترون َ ماذا جنيتم ْ علينا ؟
جنيتم هزيمة ً ومهانة ً وانقساماً وفرقة
الأعداء ُ يحتقرونا ويزدرونا
والأصدقاء ُ ينظرون َ إلينا .. بشفقة
منكم ْ من ْ لأقدام ِ الغرب ِ قد ْ باس َ
ومنكم ْ من ْ للمؤخِرات ِ قد ْ لعق َ !
واحد ٌ بالعمّالة ِ قد ْ تسابق َ
وواحد ٌ بالنهب ِ قد ْ سبق َ
لو كانت ْ لديكم ْ بقية َ كرامة ٍ لكان َ
واحدكم ْ على نفسه ِ قد ْ بَصَق َ
حذاء ُ الزيدي ِ لو أخلوا سبيله ُ
لكان َ لرؤوسكم ْ قد ْ حَلق َ
فمن ْ بعد ِ أن ْ كنا على حدود ِ الصين ِ
وكل ُ الكون ِ أمام َ مجدنا قد ْ شهق َ
ومن ْ بعد ِ أن ْ رددنا كل َ الغزاة ِ
وكانت ِ الحَمِّية ُ لنا مُعتنقا
من ْ بعد ِ كل ِ ذلك َ أتى عهدكم ُ
فغُزيت ْ أراضينا .. ثم جُعلونا للغزو ِ مُنطلقا
العراق ُ لحِق َ بفلسطين َ
ومن ْ يدري من ْ بهما مُلتحِقا ؟
***
بعد َ كل ِ ذلك َ هل ْ فيكم ْ شجاعة
لتنظرون َ إلى وجه ِ مواطن ٍ في الحدقة ؟
إن ْ فعلتم ْ .. ستقرؤن َ المأساة َ
وستعرفون َ عهدكم ْ ماذا .. حقق َ ؟
وستعرفون َ أن َ الكيل َ منكم ْ قد ْ طفح َ
وأن َ الصبر َ عليكم ْ قد ْ ... نفق َ
ولكن ْ تأكدوا أولا ً من ْ وجود ِ حراسكم ْ حولكم ْ
فالمواطن ُ سيسعده ُ أن ْ تدفعون َ ما عليكم ْ استحق َ !
***
يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن / تكساس
صفر 1430 / شباط 2009