كتبت هذه القصيدة إثر وفاة والد زينب في دمشق الثلاثاء 18 أيار 2010.
في رثاء أبي فايز
محمد بشير اللبابيدي (1922-2010)
قبل َ ثماني عشر َ سـنة، أهلي
وأنا لبيت ِ أبي فايز ٍ زُرنا
صافحناه ُ وقلنا له: بمَعرفتـِك َ تشرَّفنا
يد ُ ابنتك َ لإبننا هوَ مطلبنا
كنت ُ أعرف ُ أنه ُ سَيُصبحُ عمي
كنت ُ أعرف ُ أنه ُ خائبين َ لن ْ يَرُدنا
ولكن ْ ماكنت ُ لاأعرفه ُ أنه ُ إنسان ٌ
يكاد ُ يكون ُ ملاكا ً يمشي ْ بيننا
رجل ٌ الكرم ُ من ْ بعض ِ صِفاتهِ
إن ْ دعوناه ُ حاتِما ً لانكون ُ قد ْ بالغنا
وإن ْ كانت ِ الرجال ُ تُعرف ُ بأبنائِها
فأبناؤه ُ في مقدمة ِ مفاخره ِ ومفاخرنا
رفع َ رأسَه ُ بهم، وبه ِ رفعوا رؤوسَهم ْ
الكل ُ قبَّـلَ يديه ِ وقال َ إرضى عنـّا
أوصَلهم ْ جميعا ً إلى بر ِ الأمان ِ
الكل ُ بَصَم َ له: بعَرَق ِ جَبينه ِ صرنا وتصورنا
ماكان َ يهمه ُ بعدنا فلانا ً وعِلانا ً
أفنى عمرَه ُ في سبيل ِ رفعتنا
غادر َ قطار َ الحياة ِ قبل َ أيام ٍ
وانتقل َ إلى قطار ٍ في يوم ٍ سينقلنا
ثروَته ُ في الحياة ِ كانت ْ أحبته ُ
ولما رحلَ، ترك َ ثروة ً في مآقينا
غاب َ وترك َ في القلب ِ جرحا ً
وجرح ُ الغياب ِ لايبرأ إلا بلقاء ِ بارينا
***
شعر: طريف يوسف آغا
هيوستن/ تكساس
جماد الآخر 1431 / أيار 2010