الديكتاتور والزلزال

الديكـتاتورْ والزِلـزالْ

قيلَ بأنهُ سَـيظهرُ في آخرِ الزمـانْ

حاكمٌ ليـسَ بأعورٍ، ولكنهُ دَجّـالْ

سَـيُصَنِفُ الخَلقَ بينَ مُقاومينَ ومُمانعينْ

وبينَ مُندَسـينَ ومُسَــلحينَ، وأنصافِ رِجـالْ

وسَـيتعدى على مِهنةِ المُنَجمينْ

وسَـيخرجُ على المَلأ ويتنبأُ بحُدوثِ زِلزالْ

زَلازِلُ الطبيعةِ تُزيلُ المدنَ ولكِـنْ

زِلزالُ صاحبِنا لايصلحُ حتى لسَـخيفِ مَـوّالْ

سَـيعيـشُ حياتَهُ في أبراجٍ مِـنَ الوَهـمِ

وسَـيُمضي أيامَهُ في قصورٍ مِـنَ خَيـالْ

خِطاباتهُ ما أنزلَ اللهُ بها مِـنْ سُـلطانْ

وأقوالهُ مِـنْ تِلكَ التي لاتخطرُ على بـالْ

سَـيفعلُ ما لايقولْ، وسَـيقولُ ما لايفعَـلْ

ولكنهُ دائماً سَـيختارُ أسـوأَ الأفعـالْ

سَـيرثُ المُلكَ عَـنْ أبيـهِ

وسَـيحولُ الوطنَ، مِثلَ أبيـهِ، إلى أطـلالْ

سَـيُحولُ المُدنَ في زمانهِ إلى أنقـاضٍ

والدِمـاءَ تحتَ عرشِـهِ إلى شَـلالْ

سَـتُصبحُ العاهِراتُ في ظلهِ قِديساتْ

وسَـيُصبحُ القوادونَ في عَهدهِ أبطـالْ

سَـتأتي ذِكرى ميلادِهِ بكارثةٍ تهزُ العالَـمَ

سَـتَشـتَعِلُ في أيامِهِ الحرائقُ ويسـتعرُ القِتـالْ

سَـيحكمُ البلادَ بحاشِـيةٍ مِـنَ الأفاقيـنَ

مِنهمُ المُختلُ ومِنهمُ السَـفاحُ والمُحتالْ

حاشِـيةٌ لايجتمعُ مِثلها لِحاكِـمٍ إلا إذا

كانَ الشَـيطانُ مُسـتشَـارَهُ وكانَ للشَـرِ غربالْ

سَـيحكمُ الناسَ بالمدافعِ ويقولُ أنهُ يُحبهمْ

يقولُ الحكماءُ "إنَّ بعضَ الحبِ قتّالْ"

سَـيظنُ بدورهِ أنَّ الناسَ تحبُهُ وإنما

يُحبونَ رحيلَهُ، الكلُ مِـنَ الجنوبِ إلى الشَـمالْ

ومِـنَ الشَـرقِ إلى الغَـربِ

وسُـكانُ السُـهولِ وسُـكانُ الجِـبالْ

سَـيجعلُ الناسَ تسـجدُ على صورتِهِ ولكِـنْ

سَـيلعنُهُ أصحابُ الصليبِ وأصحابُ الهِـلالْ

سَـيظنُ أنهُ يمتطيَ ظهرَ الشَـعبِ ولكِـنْ

ما كانَ الشَـعبُ مِطيةً ولا كانَ هو خيّـالْ

سَـيضحكُ حينَ يكونُ الشَـعبُ منكوباً ولكِـن

سَـيندمُ حينَ يُكالُ لهُ بنفـسِ المِكيالْ

سَـيأتي يومٌ ويَسـألُ أبيهِ "ماذا فعلنا؟" فيجيبهُ

"لايَسـتقرُ الحكمُ لطاغيةٍ إلا إذا الدمُ سـالْ"

لكنْ سَـيثورُ الشَـعبُ عليهِ يوماً

والنجاةُ مِـنْ ثورةِ الشَـعبِ ضربٌ مِـنَ المُحـالْ

لمْ يذكرِ التاريخُ أنَّ طاغيةً أزالَ شَـعباً

فالشَـعبُ مَـنْ يُـزيلُ والطاغيةُ مَـنْ يُـزال

وحينَ سَـيرحلُ صاحبُ الزلزالِ

سَـتُكسَـرُ خلفَـهُ ملايينُ الجِـرارِ والقِـلالْ

وبعدَ رحيلهِ سَـيصبحُ لغيرهِ عِـبرَةً

وسَـتبقى الناسُ تلعنُـهُ لقادِمِ الأجيـالْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (الجيش الحر يحميني) 29 ذي الحجة 1432 / 25 تشرين الثاني، نوفمبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry