مُهَـلْ القَـتلْ

بعد تسعة أشهر على انطلاق الثورة السورية من أجل الحرية والكرامة، وبعد سقوط آلاف القتلى والجرحى واعتقال واختفاء عشرات الآلاف، نجد أن جامعة الدول العربية ماتزال تمنح النظام الدموي السوري مزيداً من المهل لايقاف القتل، والدول الاقليمية وعلى رأسها تركيا توجه له التحذير بعد التحذير والمجتمع الدولي يفرض عليه العقوبات تلو العقوبات. ولكن لاحياة فيمن تنادي والآلة الأمنية للنظام مستمرة في حصد أرواح السوريين بشكل يومي غير عابئة لابالمهل ولابالانذارات ولابالعقوبات، معتقدة بأن القمع هو من سينجيها في النهاية من قدرها المحتوم، ومن هنا أتت هذه القصيدة.

مُهَـلُ القَـتلْ

لكلِ شـئٍ نِهايـة

مُهْـلَةٌ بعدَ مُهْـلَةٍ بعدَ مُهْـلَةْ

مُهَـلٌ بالجملةِ سَـتأخذوها رضيتمْ أمْ رفضتمْ

ولماذا ترفضوها وهيَ التي حتى اليومَ

تمنحكمُ الفُرصةَ بعدَ الفُرصةِ لإخمادِ شَـعبكمْ

وتمنحكمُ الغِطاءَ بعدَ الغِطاءِ

لتُعربدوا وتُنكلوا وتُطلقو ا على الناسِ وحوشـكمْ

المُهَـلُ العربيةُ هيَ الأكثَـرُ سَـخاءً

لاتنتهي واحدة إلا وتكونُ الثانية قد وَصلتـكُمْ

فيها روحُ الأُخوةِ وكرمُ الضيافةِ وطعمُ المناسِـفْ

فقولوا (بسـم الله) واغرفوا منها مااشْـتهيتمْ

فُرِضَت العقوباتِ على ماهرَ ورستمَ وآصفْ

ولكنْ لا أعرفُ كيفَ أُغفِـلَ وزيرُكمْ وطَبيبُكمْ؟

أما المُهَـلُ التركيةُ فمِـزاجُها حـادٌ وعاصِفْ

ولكنها لمْ تتجاوزْ مَـرةً نُقاطَ حدودِكُـمْ

وهيَ أيضاً مُـرَّةُ المذاقِ كقهوتهِـمْ

أما رأوكمْ تَسـفحوها تحتَ أقدامِكُـمْ؟

وأما المُهَـلُ الأجنبيةُ فتوفرُ لكمُ المعاطِفْ

فشِـتائكمْ هذا العامُ قارِصٌ كما عَلمتُـمْ

المُهَـلُ الأجنبيةُ تتحركُ بِسُـرعةِ السَـلاحِفْ

وتطبقُ المَثَـلَ (عيني فيكُـمْ واتفو عليكُـمْ)

وفيها مِـنَ التحذيراتِ والانذاراتِ ما فيهـا

ولكنْ لايبدو أنَّها وصلتْ إلى مَسـامِعَكُمْ

لاغرابَـةَ في ذلِكَ فأصواتُ المدافِـعِ

وهديرُ الدباباتِ لابدَ وقد ثقبتْ طبلةَ أذُنِكُـمْ

كلُ التحذيراتِ في كفَـةٍ والروسِـيةُ في كَـفَةْ

فقد حذرَ رئيسُـهمْ مِـنْ (نِهايَـةٍ مُحزِنَـةٍ) لِرَئيسِـكُمْ

وكادتِ الدموعُ يومَها تبللُ وجهَـهُ الناشِـفْ

واسـتطالَ أنفَـهُ حتى تَجـاوزَ كُلَّ أنوفِكُـمْ

أما النصائحُ الإيرانيةُ فحدِّثْ ولاحَـرَجْ

نَصَحكُمْ رئيسُـهُمْ أنْ (تُحَكِّـموا عقولَكُـمْ)

تحدثَ الرجُـلُ وكأنَ هُناكَ عقـولٌ

في رؤوسِـهمْ أو في رؤوسِـكُمْ!

نَسِـيَ أنَّ (فاقدَ الشَـئِ لايُعطيهِ)

ومَـنْ سِـواهُ يَعرِفُ ماذا في جُيوبِكُـمْ؟

الطيورُ على أشـكالِها تَقَـعُ

فلاعَجبَ غُـربانهُ تآلفَتْ مَعَ غُـربانِكُمْ

أعجَبُ لِعاقِـلٍ مازالَ ينتظرُ منكُـمْ ثَمَـراً!

ماذا ينتظرونَ أنْ يَجنـوا مِـنْ حقولِكُـم؟

ماذا يُنتَظَـرُ مِنكُـمْ والكلُ باتَ يعرفُ

كيفَ بعتُمْ أراضيكمْ وكيفَ ارتكبتُمْ مجازِرَكُـمْ؟

ماذا يُنتَظَـرُ مِمَنْ عَـذَّبَ الأطفـالَ؟

قصةُ حمزةَ ماسِـمعناها إلا مِـنْ مَحَطّاتِكُـمْ

وماذا يُنتَظَـرُ مِمَنْ أحرقَ الأناجيلَ والمصاحِفَ

مارأينا قصفَ الكنائسِ والمساجدِ إلا على يدِ قُواتِكُـمْ

ولكِـنْ مَهمـا جَـرى ومَهمـا حَصَـلْ

سَـنَبقى نُرسِـلُ إليكمُ المُهَـلَ، شِـئتمْ أمْ أبَيتُـمْ!

تَقبلوها أمْ تُعيدوها، تَقرأوها أمْ تُمزقـوها

سَـنبقى نُرسِـلها وافعَـلوا بها ما أردتُـمْ

ولاتفزعوا إنْ سَـمَّيناها حاسِـمةً أو سَـميناها الأخيرةْ

فالأسـماءُ لاتَهُـمُ مادامتِ المُهَـلُ كُلّـها لِخِدمَتِكُـمْ

***

شـعر: طريف يوسـف آغا

كاتب وشـاعر عربي سـوري مغترب

هيوسـتن / تكسـاس

جمعة (إضراب الكرامة) 14 محرم 1433 / 9 كانون الأول، ديسيمبر2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry