التقاها بعد بعاد

التَقاها بعدَ بُعادٍ

بقلم طريف يوسف آغا

التَقاها بعدَ بُعادٍ فسألها كَيفَ الحـالْ؟

قالَتْ تَعَـبٌ وأولادٌ وهُمومٌ وأشـغالْ

قالَ لاتَحزَني ياصَديقَتي فهذهِ هِيَ الحياةُ

ماأتيتِ بِجَديدٍ فَحاليَ مِـنْ نفسِ الحالْ

نظرتْ في عينيهِ وقالتْ لهُ في نَفسِـها

وَيحَكَ فسـؤالُكُ كَحَدِّ السِكّينِ قتَّـالْ

وأنا أيضاً مِن بَعدِ كُلِّ هَذهِ السِـنينَ

مازالَ في قلبي لَكَ ياصَديقي سُـؤالْ

مِـنْ يَومِ عرفتُكَ ومافارَقتْ أحـلامي

مِـنْ أوَّلِ لِقـاءٍ تَقلَّبَتْ بيَ الأحـوالْ

أتذكُرْ كيفَ وصَلنا إلى حافَّـةِ العِشقِ؟

أتذكُرْ كيفَ كُنا على وشَكِ الوِصالْ؟

قالتْ لَكَ عَينايَ حينَها أني أهـواكَ

وأنَّكَ ليلَ نهارَ لاتَغيبُ عنِ البـالْ

أرسَلتُ لَكَ رِسَـالَةً كَضَوءِ الشَمسِ

فَضَحَتْ عَينايَ قلبيَ أنَّهُ لَكَ مَيّـالْ

ثمَ هَجرتَني بِلا سَـبَبٍ والخطواتُ

التي كانتْ مابيننـا باتَتْ أميـالْ

كُنتُ أعيشُ على أمَـلِ عَـودَتِكَ

ومافَقدتُ الأمَلَ ولكنَ بُعادُكَ طالْ

أخَذَتكَ مِني غيرُ فَتـاةٍ فمـا كُنتَ

ياصديقي إلا كغَيرِكَ مِـنَ الرِجـالْ

تعبثونَ بالقُلوبِ العاشِـقةِ ثمَ ترحلونَ

وفائُكُـمْ لِلقُلـوبِ أشـبَهُ بالمُحـالْ

وتأتي اليومَ بِلا خَجَلٍ لِتسألَني عن حالي

مِن حَظّيَ أنَّكَ شَدَدتَ بعيداَ الرِحالْ

وياليتنا اليـومَ ماالتقينـا وماسَـألتني

فَذِكراكَ كانتْ على وَشَـكِ الزَوالْ

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

بقلم طريف يوسف آغا

18 تشرين الثاني، نوفيمبر 2018

هيوستن، تكساس