المعلمة والتلميذ

المعلمة والتلميذ

بقلم طريف يوسف آغا

جَلَسَتْ بِجانِبهِ جَميلَةٌ مَفاتِنُها بارِعَةْ

فَراحَتْ دَقّاتُ قَلْبِهِ تَركُضُ مُتَسارِعَةْ

سَـألَهـا عَـنْ عَمَلِهـا فَقـالَتْ

أنَّهـا تَعمَلُ مُعيـدَةً في الجامِعَـةْ

وسَـألَتـهُ مـاذا يَعمَـلْ فَقـالَ

أنَّـهُ طالِـبٌ في غَيـرِ جامِعَـةْ

أتَيا لِدِراسَـةِ لُغَةٍ أجنَبِيَةٍ فَوَجَداهـا

لُغَـةَ الحُبِّ لِكُلِّ اللُغـاتِ جامِعَـةْ

كُلَّمـا حـاوَلَ عَـدَمَ النَظَرِ إليهـا

وَجَدَ ذَلِكَ مِنَ المُستَحيلاتِ السـابِعَةْ

إنْ رآها المؤمِنُ سَـبَّحَ فيها الخالِـقَ

وإنْ رآها الكافِرُ عادَ للايمانِ خاشِـعا

تِلميذٌ ومُعَلِّمَةٌ والعِشـقُ كانَ ثالِثهُما

وسَـرِقَةُ النَظَراتِ كَمْ كانَتْ رائِعَـةْ

عَلاماتُ العِشقِ احتَلَّتْ سَريعاً وَجهَيهِما

ولِلعِشـقِ عَلاماتٌ كالشَمسِ سـاطِعَةْ

حينَ يَلتَقيـا تَرقُصُ القُلـوبُ طَرَبـاً

وحينَ يَفتَرِقا تَعـودُ القُلوبُ ضائِعَـةْ

دَعَتـهُ مَـرّةً لِحُضورِ دَرسِـها فَلَبَى

كانَتْ تُحـاضِرُ وكَأنَّها زَنبَقَةٌ يانِعَـةْ

وكَـمْ نَسَيا حالَيهِما بأحاديثٍ لاتَنتَهي

كَـمْ كانَ الرّاوي وكانَتِ السـامِعَةْ

وكَـمْ أكَلَتْ مَمَراتُ الجامِعَةِ مِنْ أقدامِهِمْ

حَيثُ الأيادي بِمَسكِ الأيادي دَومَ طامِعَةْ

كَـمْ كـانَ الصَدرُ بالصَدرِ حالِمـاً

وكَـمْ كانَتِ الشِفاهُ لِلشِفاهِ جائِعَـةْ

ولَكِّنْ أتى يَومٌ وَدَّعَتـهُ فيـهِ قائِلَـة

أنا أكبَرُ مِنكَ وألسِنَةُ الناسِ لاسِـعَةْ

سَـتَكرَهُني اليَومَ ولَكِنْ سَـتُقَدِّرُ غَداً

أنتَ تَعرَفْ كَمْ ألسِنَةُ الناسِ قاطِعَـةْ

لَنْ أتَحَمَّـلَ سِـياطَهُمْ ولَنْ أكـونَ

على قَرارِ تَدميرِ مُسـتَقبَلِنا موَقِّعَـةْ

وهَكَذا كَلامُ الناسِ أعادَهُمـا غُرَباءً

بِحُجَّةِ الناسِ راحَتْ لِلحُبِّ مُقَطِّعَـةْ

***

نثرية (يسمح بنشرها دون إذن مسبق)

بقلم طريف يوسف آغا

كتبت لأمسية (غزل في عيد الحب)

المركز الثقافي العربي الأمريكي

الأحد 23 شباط، فيبروري 2020

هيوستن، تكساس