غزة بين الأجراء والجبناء

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

كُتبت هذه القصيدة إثر الغزو الإسرائيلي لقطاع غزة في كانون أول 2008 تحت أنظار وصمت العالم بأجمعه وكذلك العالمين العربي والإسلامي. وقد أرسلت ونشرت على موقع قناة تلفزيون الجزيرة

الإخباري وكذلك على عدة مواقع على النت نقلتها عن الجزيرة.

غزة ... بَينَ الأ ُجَراء ِ و الجُبناءْ

مُلوكا ً نَصَّبوكم ْ عَلينا .. سَلاطينا ً أم ْ أ ُمَرا

رؤساء ً إنتخبتم ْ أنفسكم ْ .. قادة ً أم ْ زُعَما

تيجانا ً وَضَعْتم ْ عَلى رؤوسِكم ْ .. عباءات ً أم ْ حُللا

نياشينا ً غطيتم ْ صُدورَكم ْ .. أم ْ زرَعتم الأرضَ لكم ْ صورا

طوِلتم ْ أو قصِرتم ْ للقضية ِ ... أم ْ ذرَفتم ْ الدُموع َ عليها مَطرا

لَستم ْ في نِهاية ِ الأمْر ِ سِوى أ ُجَرا

أو في أحسَن ِ الأحوال ِ قد تكونوا جُبَنا

هَذا ما أنتم ْ، أحد َ إثنين ِ لاثالث َ لهُما

وفي الحالتين ِ أنتم ْ مَن ْ كان َ يَستحِق ُ الجـِزَما

وإن ْ ذهَبَت ْ لِغيركم ْ فمَرجوعِها لرؤوسكم ْ يَوما

مَرجوعها لِمَن ْ تآمرَ وتسلط َ وخذل َ الأ ُمة

فمِن ْ بَعدِ أن ْ طلقتم الحياءَ والنخوة َ والشرَفا

وماتركتم ْ للتاريخ ِ إلا ليمْضغ َ أسمائكم ْ مَضْغا

ثم َ ماترَكتم ْ له ُ ليعذرَكم ْ لا فِعلا ً ولا سَبَبا

آخر قطعةٍ من ْ فلسطين َ بُعتوها وَقبضتم ْ الذهَبا

وَمِن ْ خلفِ عُروشِكم ْ مازلتم ْ تطلِقون َ الخُطبا

ولكن ْ غزة مَن ْ تمطر الأعداء َ نارا ً و شهُبا

وجَعَلت العَرَب َ ثانية ً يَفتخِرون َ بأنهُم ْ عَرَبا

ورجالها كسابق ِ عَهْدِهم ْ ، نسورا ً ونمورا ً وأ ُسُدا

لايسألوكم ْ شيئا ً فهُم ْ لا يَسألون َ إلا الواحد َ الأحدا

*

لايُحزنكِ يا غزة أنكِ وَحدَكِ تواجهين َ الجَللا

فكل الأنبياء ِ قبلكِ واجَهوا الطغيان َ غُرَبا

ومَن ْ لايُسانِدكِ اليوم َ فلن ْ يُسانِدكِ أبدا

ومَن ْ يَظن ُ الأمرَ لايَعنيهِ فدَوره يأتي غدا

وكأنهم ْ نسوا زَمَن َ هولاكو وماجَرى

نسوا ماحَصَل َ لِمَن ْ تخاذل َ ولِمَن ْ إرتشى

فهَل ْ نسوا أن َ هولاكو مادُحِرَ إلا بالقـنا

وبالسَواعِدِ التي توَحَدَت ْ وَنادَت ْ النصرُ لنا

وبالقلوبِ التي ثبُتت ْ وهَزمَت ْ الوَهْم َ والوَهَنا

توهَب ُ الحَياة ُ في الحَرب ِ لِمَن ْ لايَهاب ُ الرَدى

والحَرب ُ سِجال ٌ والنصرُ لايَدوم ُ لِمَن ْ إعتدى

فقبل َ اليَرموكِ كانت ْ مُؤتة وَفتح ُ مكة َ مَرَّ مِن ْ أ ُحُدا

**

لستِ الجائِعَة ُ ياغزة .. نحن ُ الجُياع ُ للكرامَة

لستِ المُحاصَرة ُ ياغزة .. نحن ُ مَن ْ يُعاني الحِصارا

لستِ المَنكوبة ُ ياغزة .. نحن ُ المَنكوبون َ بجَدارة

متى كانتِ الشهادة ُ نكبة ً وَمَتى رَفع َ الهوان ُ مِقدارا ؟

الموت ُ وقوفا ً أشرَف ُ مِن َ العيش ِ بذلالة

أنتِ مَن ْ ترسِلين َ المُجاهِدين َ وترسِلين َ القساما

ونحن ُ مَن ْ نرسِل ُ الوسَطاء َ وَنقبل ُ الأقداما

أنتِ لاتنتظِرين َ العَدل َ بَل ْ تأخذيهِ إنتصارا

ونحن ُ له ُ على أبوابِ العالم ِ تعَوَدنا الإنتِظارا

أنتِ مَن ْ ترُدين َ على إسرائيل بالنار ِ نارا

ونحن ُ مَن ْ يَتلقى الرَكل َ ولانرُد ُ حَتى بعِبارة

ترُدين َ الصاع َ صاعَين ِ وتتحدين َ الظلم َ بجَسارة

ونحن ُ مُكبلون َ بإتفاقياتٍ نُصفع ُ بها ليل َ نهارا

أيدينا كُسِرَت ْ أوْ قيدَت ْ وأيديكِ ترْجُمُهُم ْ بالحِجارة

مِليونكِ ياغزة فعَل َ ما مئة مِليون ٍ ما إستطاعا

فبرَبكِ مَن ِ المنكوب ؟ أنتِ أم ْ شعوب المهانة ؟

ندعوا لكِ بالنصر ِ وعُـلو ِ الشأن ِ والمَكانة

فادعي لنا بكسر ِ القيد ِ والخروج ِ مِن َ الزنزانة

***

يرجى الضغط هنا للتعليق على القصيدة

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

محرم 1430 / كانون أول 2008