الأطفالُ في وطني مُتَّهَمون

هذه هي قصيدتي الثالثة في رثاء الأطفال السوريين الذين كانت لهم حصة كبيرة من القتل الذي تم توزيعه على الشعب السوري المطالب بالحرية والكرامة. وقد بلغ عدد الأطفال (المعروفين) الذين دفعوا فاتورة الحرية مع بقية الشعب السوري أكثر من الثلاثين شهيداً خلال العشرة أسابيع. مالفت الأنظار أكثر من أي شئ آخر في هذا الموضوع كان الوحشية التي تعاملت بها قوات الأمن مع الأطفال ممن وقعوا في أيديها كالطفلين حمزة الخطيب (13) وتامر الشرعي (15) والله أعلم من أيضاً، ليس لإرهاب أهلهم فقط، ولكن لإرهاب كل الشعب السوري ليتوقف وللعالم لكي لايتدخل.

وكانت آخر حلقة في هذه القضية أن بعض المدافعين عن تلك الأفعال لم يخجلوا واتهموا هؤلاء الأطفال بأنهم (ليسوا أطفالاً) بل ........ إلى آخر التهم الرسمية والتي دفعتني لكتابة هذه القصيدة.

الأطفـالُ في وطـني مُتَّهَمـونْ

على ذمـةِ الرواية الرسمية

العالمُ يرى في الأطفالِ بَراءةْ

يرى فيهـمْ كَنزاً عليهِ أنْ يَصونْ

ووطني يرى فيهمْ مُجرَّدَ حُـثالةْ

وطني يرى أنَ أطفالَهُ مُتَّهَمـونْ!

تُهَـمُ أطفالِهِ كثيرةٌ لاتنتهي

مِنْ التشردِ، إلى الخروجِ عنِ القانونْ

يراهُـمْ لُصوصاً وقُطّاعَ طُرُقٍ وسُـكارى

يُرَوِّعونَ الناسَ ويَسلبونَ ويَنهَبـونْ

ويراهُـمْ سَـلَفيَةً يَغزونَ على الخَيلِ

ويقطَعونَ الرؤوسَ ويغنَمونَ ويسـبونْ

يراهُـمْ خَونَةً ومُندسـينَ ومَأجورينَ

ويراهُـمْ عُملاءَ، لِجِهاتٍ أجنبيةْ يتآمَرونْ

هاجَـرُ وحمـزَةُ وتامِـرُ وتطولُ اللائِحةْ

رآهُـمْ مُرتزِقَـةْ، للأمنِ يُهدِدونْ

فأوعزَ أنِ قَتِّـلوهُـمْ وأكثِروا القتـلَ

واجعلوهُـمْ عِـبرةً، الغيرُ منهُـمْ يعتبـرونْ

مَـثِّـلوا بهمْ بلا رحمةْ، وعذِبوهُـمْ

اتركوهُـمْ حتى المَوت ينزفـونْ

واخرُجوا على العالمِ بإشـارَة النَصرِ

اخرُجوا على العالمِ بوحشـيتِكمْ تُـفاخِـرونْ

فأنتمْ حُماةَ النِظامِ، حُماةَ القَصرِ

تموتونَ في سَـبيلنا وجيوبَنا تملؤونْ

***

هلْ يعلمْ قاتِلوا الأطفالِ ماذا ينتظرهُـمْ؟

القبورُ التي فتحوها، بأجسـادهمْ سَـيملؤونْ

سَـيأتي اليومُ الذي فيها يسـقطونْ

اليومُ الذي همْ فيهِ منْ يسـترحِمونْ

وسَـيسـألُ البريئونَ منهُـمْ: ماذا فعلنا؟

شُـرَكاءُ في الجريمةِ أيضاً مَنْ يَصمُتونْ!

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

13 رجب 1432 / 15 حزيران 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry