إلى الأبَـدِ

إلى الأبَـدِ

ويسـتمرُ النزيف

أتاكِ الطاعونُ ياشـامُ

خلفَ شِـعاراتِ البعثِ يَسـتتِـرُ

وزادَ البَلاءُ بإنقلاباتِ العَسـكرِ

مِـن أيديهم دِمـاءُ الشَـعبِ تنعَصِـرُ

واكتملتِ المُصيبَةُ بحقـدِ المِيليشـياتِ

باتتِ الحياةُ على قبرٍ أو سِـجنٍ تقتصِـرُ

باتَ الحيُ لسُـكانِ القبورِ حاسِـداً

باتَ الحيُ في الكوابيـسِ يَنقبـرُ

وَبـاءٌ وبَـلاءٌ ومَصائِبُ حلَّتْ بكِ

كُـلَّما خفَّ واحدُها، عادَ الآخَـرُ يَسـتَعِـرُ

***

أكثرُ مِـن أربعينَ عاماً على المِحنةِ

وليـسَ في الأفُـقِ متى المِحنةُ سَـتنحَسِـرُ

سَـفاحونَ مَضوا وجَـزارونَ أتوا

وللجميعِ كانَ الشَـعبُ ومازالَ يَحتقِـرُ

اختلفتِ الأسـماءُ لكنَّ السـاطورَ واحِـدٌ

واختلفتِ الوجوهُ لكنَّ الكلَّ للرحمةِ يفتقِـرُ

***

يَسـألونَ اليومَ كيفَ يُصالِحونَ الشَـعبَ

يُصالحهمُ الشَـعبُ يومَ يُعيـدونَ

إلى الحياةِ منْ قبَـروا

لايَرحَـمُ التاريخُ مَنْ لايقـرأهُ

لايَرحَـمُ التاريخُ الذيـنَ

مِنْ عِبَـرِهِ لايَعتَبِـروا

لايُغسَـلُ دمُ الشَـعبِ إلا بِدَمِ جلاديـهِ

ومَـنْ مـاتَ قبـلَ ذلكَ

فقبرهُ مَـرةً ثانيـةً سَـيَنحَفِـرُ

لايبقى الضعيفُ ضعيفاً ولا الأعزلُ أعزلاً

سَـتمُرُ سَـواطيرهمْ على رِقابِهـمْ

يومَ الشَـعبُ عليهم يقتـدِرُ

ولاتبقى أعراضُ الناسِ وأموالهـمْ

مُسـتباحةً إلى الأبَـدِ

إلى الأبَـدِ أعناقهـمْ لابُـدَّ سَـتَنبَتِـرُ

إلى مَزابِـلِ التاريـخِ سَـيَعودوا

كمـا مِـنها أتـوا

وإلى الأبَـدِ فيها لابُـدَّ سَـيَندَثِروا

***

شعر: طريف يوسف آغا

هيوستن / تكساس

جمعة (بشائر النصر) 19 رمضان 1432 / 19 آب، أوغست 2011

http://sites.google.com/site/tarifspoetry